صحيح البخاري/كتاب الفتن
96 - كتاب الفتن.
1 - باب: ما جاء في قول الله تعالى:{واتقوا فتنة لا تصيبنَّ الذين ظلموا منكم خاصة} /الأنفال: 25/. وما كان النبي ﷺ يحذِّر من الفتن.
6641 - حدثنا علي بن عبد الله: حدثنا بشر بن السَّريِّ: حدثنا نافع بن عمر، عن ابن أبي مليكة قال: قالت أسماء،
عن النبي ﷺ قال: (أنا على حوضي أنتظر من يرد عليَّ، فيؤخذ بناس من دوني، فأقول: أمتي، فيقول: لا تدري، مشوا على القهقرى). قال ابن أبي مليكة: اللهم إنا نعوذ بك أن نرجع على أعقابنا، أو نفتن.
[ر:6220]
6642 - حدثنا موسى بن إسماعيل: حدثنا أبو عوانة، عن مغيرة، عن أبي وائل قال: قال عبد الله:
قال النبي ﷺ: (أنا فرطكم على الحوض، فليرفعنَّ إليَّ رجال منكم، حتى إذا أهويت لأناولهم اختلجوا دوني، فأقول: أي ربِّ أصحابي، يقول: لا تدري ما أحدثوا بعدك).
[ر:6205]
6643 - حدثنا يحيى بن بكير: حدثنا يعقوب بن عبد الرحمن، عن أبي حازم قال: سمعت سهل بن سعد يقول:
سمعت النبي ﷺ يقول: (أنا فرطكم على الحوض، من ورده شرب منه، ومن شرب منه لم يظمأ بعده أبداً، ليردنَّ عليَّ أقوام أعرفهم ويعرفونني، ثم يحال بيني وبينهم).
قال أبو حازم: فسمعني النعمان بن أبي عياش وأنا أحدِّثهم هذا، فقال: هكذا سمعت سهلاً؟ فقلت: نعم، قال: وأنا أشهد على أبي سعيد الخدري لسمعته يزيد فيه قال: (إنهم مني، فيقال: إنك لا تدري ما بدَّلوا بعدك، فأقول: سحقاً سحقاً لمن بدَّل بعدي).
[ر:6212]
2 - باب: قول النبي ﷺ: (سترون بعدي أموراً تنكرونها).
وقال عبد الله بن زيد: قال النبي ﷺ: (اصبروا حتى تلقوني على الحوض).
[ر:4075]
6644 - حدثنا مسدد: حدثنا يحيى بن سعيد: حدثنا الأعمش: حدثنا زيد بن وهب: سمعت عبد الله قال:
قال لنا رسول الله ﷺ: (إنكم سترون بعدي أثرة وأموراً تنكرونها). قالوا: فما تأمرنا يا رسول الله؟ قال: (أدوا إليهم حقهم، وسلوا الله حقكم).
[ر:3408]
6645/6646 - حدثنا مسدد، عن عبد الوارث، عن الجعد، عن أبي رجاء، عن ابن عباس،
عن النبي ﷺ قال: (من كره من أميره شيئاً فليصبر، فإنه من خرج من السلطان شبراً مات ميتة جاهلية).
(6646) - حدثنا أبو النعمان: حدثنا حمَّاد بن زيد، عن الجعد أبي عثمان: حدثني أبو رجاء العطاردي قال: سمعت ابن عباس رضي الله عنهما،
عن النبي ﷺ قال: (من رأى من أميره شيئاً يكرهه فليصبر عليه فإنه من فارق الجماعة شبراً فمات، إلا مات ميتة جاهلية). [6724]
6647 - حدثنا إسماعيل: حدثني ابن وهب، عن عمرو، عن بكير، عن بسر بن سعيد، عن جنادة بن أبي أمية قال:
دخلنا على عبادة بن الصامت وهو مريض، قلنا: أصلحك الله، حدَّث بحديث ينفعك الله به، سمعته من النبي ﷺ، قال: دعانا النبي ﷺ فبايعناه، فقال فيما أخذ علينا: أن بايعنا على السمع والطاعة، في منشطنا ومكرهنا، وعسرنا ويسرنا وأثرة علينا، وأن لا ننازع الأمر أهله، إلا أن تروا كفرا بواحاً، عندكم من الله فيه برهان.
[6774]
6648 - حدثنا محمد بن عرعرة: حدثنا شعبة، عن قتادة، عن أنس بن مالك، عن أسيد بن حضير:
أن رجلاً أتى النبي ﷺ فقال: يا رسول الله، استعملت فلاناً ولم تستعملني؟ قال: (إنكم سترون بعدي أثرة، فاصبروا حتى تلقوني).
[ر:3581]
3 - باب: قول النبي ﷺ: (هلاك أمتي على يدي أغيلمة سفهاء).
6649 - حدثنا موسى بن إسماعيل: حدثنا عمرو بن يحيى بن سعيد بن عمرو بن سعيد قال: أخبرني جدي قال: كنت جالساً مع أبي هريرة في مسجد النبي ﷺ بالمدينة، ومعنا مروان، قال أبو هريرة:
سمعت الصادق المصدوق يقول: (هلكة أمتي على يدي غلمة من قريش). فقال مروان: لعنة الله عليهم غلمة. فقال أبو هريرة: لو شئت أن أقول: بني فلان وبني فلان لفعلت. فكنت أخرج مع جدي إلى بني مروان حين ملكوا بالشأم، فإذا رآهم غلماناً أحداثاً قال لنا: عسى هؤلاء أن يكونوا منهم؟ قلنا: أنت أعلم.
[ر:3409]
4 - باب: قول النبي ﷺ: (ويل للعرب من شر قد اقترب).
6650 - حدثنا مالك بن إسماعيل: حدثنا ابن عيينة: أنه سمع الزُهري، عن عروة، عن زينب بنت أم سلمة، عن أم حبيبة، عن زينب بنت جحش رضي الله عنهن أنها قالت:
استيقظ النبي ﷺ من النوم محمراً وجهه يقول: (لا إله إلا الله، ويل للعرب من شر قد اقترب، فتح اليوم من ردم يأجوج ومأجوج مثل هذه). وعقد سفيان تسعين أو مائة، قيل: أنهلك وفينا الصالحون؟ قال: (نعم، إذا كثر الخبث).
[ر:3168]
6651 - حدثنا أبو نعيم: حدثنا ابن عيينة، عن الزُهري. وحدثني محمود: أخبرنا عبد الرزاق: أخبرنا معمر، عن الزُهري، عن عروة، عن أسامة بن زيد رضي الله عنهما قال:
أشرف النبي ﷺ على أطم من آطام المدينة، فقال: (هل ترون ما أرى). قالوا: لا، قال: (فإني لأرى الفتن تقع خلال بيوتكم كوقع القطر).
[ر:1779]
5 - باب: ظهور الفتن.
6652 - حدثنا عياش بن الوليد: أخبرنا عبد الأعلى: حدثنا معمر، عن الزُهري، عن سعيد، عن أبي هريرة،
عن النبي ﷺ قال: (يتقارب الزمان، وينقص العلم، ويلقى الشُّحُّ، وتظهر الفتن، ويكثر الهرج). قالوا: يا رسول الله، أيُّما هو؟ قال: (القتل القتل). وقال شعيب، عن يونس، والليث، وابن أخي الزُهري، عن الزُهري، عن حميد، عن أبي هريرة، عن النبي ﷺ.
[ر:5690]
6653/6656 - حدثنا عبيد الله بن موسى، عن الأعمش، عن شقيق قال: كنت مع عبد الله وأبي موسى فقالا:
قال النبي ﷺ: (إن بين يدي الساعة لأياماً ينزل فيها الجهل، ويرفع فيها العلم، ويكثر فيها الهرج). والهرج القتل.
(6654) - حدثنا عمر بن حفص: حدثنا أبي: حدثنا الأعمش: حدثنا شقيق قال: جلس عبد الله وأبو موسى فتحدثا: فقال أبو موسى:
قال النبي ﷺ: (إن بين يدي الساعة لأياماً، يرفع فيها العلم، وينزل فيها الجهل، ويكثر الهرج). والهرج القتل.
(6655) - حدثنا قتيبة: حدثنا جرير، عن الأعمش، عن أبي وائل قال: إني لجالس مع عبد الله وأبي موسى رضي الله عنهما، فقال أبو موسى: سمعت النبي ﷺ، مثله، والهرج بلسان الحبشة القتل.
(6656) - حدثنا محمد: حدثنا غندر: حدثنا شعبة، عن واصل، عن أبي وائل، عن عبد الله، وأحسبه رفعه،
قال: (بين يدي الساعة أيام الهرج، يزول فيها العلم ويظهر فيها الجهل). قال أبو موسى: والهرج: القتل بلسان الحبشة.
وقال أبو عوانة، عن عاصم، عن أبي وائل، عن الأشعري أنه قال لعبد الله: تعلم الأيام التي ذكر النبي ﷺ أيام الهرج؟ نحوه.
وقال ابن مسعود:
سمعت النبي ﷺ يقول: (من شرار الناس من تدركهم الساعة وهم أحياء).
6 - باب: لا يأتي زمان إلا الذي بعده شر منه.
6657 - حدثنا محمد بن يوسف: حدثنا سفيان، عن الزبير بن عدي قال:
أتينا أنس بن مالك، فشكونا إليه ما يلقون من الحجاج، فقال: اصبروا، فإنه لا يأتي عليكم زمان إلا الذي بعده شر منه، حتى تلقوا ربكم، سمعته من نبيكم ﷺ
6658 - حدثنا أبو اليمان: أخبرنا شعيب، عن الزُهري (ح). وحدثنا إسماعيل: حدثني أخي، عن سليمان، عن محمد بن أبي عتيق، عن ابن شهاب، عن هند بنت الحارث الفراسيَّة: أن أم سلمة زوج النبي ﷺ قالت:
استيقظ رسول الله ﷺ ليلة فزعاً، يقول: (سبحان الله، ماذا أنزل الله من الخزائن، وماذا أنزل من الفتن، من يوقظ صواحب الحجرات - يريد أزواجه لكي يصلين - رب كاسية في الدنيا عارية في الآخرة).
[ر:115]
7 - باب: قول النبي ﷺ: (من حمل علينا السلاح فليس منا).
6659 - حدثنا عبد الله بن يوسف: أخبرنا مالك، عن نافع، عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما:
أن رسول الله ﷺ قال: (من حمل علينا السلاح فليس منا).
[ر:6480]
6660 - حدثنا محمد بن العلاء: حدثنا أبو أسامة، عن بريد، عن أبي بردة، عن أبي موسى،
عن النبي ﷺ قال: (من حمل علينا السلاح فليس منا).
6661 - حدثنا محمد: أخبرنا عبد الرزاق، عن معمر، عن همَّام: سمعت أبا هريرة،
عن النبي ﷺ قال: (لا يشير أحدكم على أخيه بالسلاح، فإنه لا يدري، لعل الشيطان ينزغ في يده، فيقع في حفرة من النار).
6662/6663 - حدثنا علي بن عبد الله: حدثنا سفيان قال: قلت لعمرو: يا أبا محمد: سمعت جابر بن عبد الله يقول:
مرَّ رجل بسهام في المسجد، فقال له رسول الله ﷺ: (أمسك بنصالها). قال: نعم.
(6663) - حدثنا أبو النعمان: حدثنا حماد بن زيد، عن عمرو بن دينار، عن جابر:
أن رجلاً مرَّ في المسجد بأسهم قد بدا نصولها، فأمر أن يأخذ بنصولها، لا يخدش مسلماً.
[ر:440]
6664 - حدثنا محمد بن العلاء: حدثنا أبو أسامة، عن بريد، عن أبي بردة، عن أبي موسى،
عن النبي ﷺ قال: (إذا مرَّ أحدكم في مسجدنا، أو في سوقنا، ومعه نبل، فليمسك على نصالها، أو قال: فليقبض بكفه، أن يصيب أحداً من المسلمين منها بشيء).
[ر:441]
8 - باب: قول النبي ﷺ: (لا ترجعوا بعدي كفاراً، يضرب بعضكم رقاب بعض).
6665 - حدثنا عمر بن حفص: حدثني أبي: حدثنا الأعمش: حدثنا شقيق قال: قال عبد الله:
قال النبي ﷺ: (سباب المسلم فسوق، وقتاله كفر).
[ر:48]
6666 - حدثنا حجاج بن منهال: حدثنا شعبة: أخبرني واقد بن محمد، عن أبيه، عن ابن عمر:
أنه سمع النبي ﷺ يقول: (لا ارجعوا بعدي كفاراً، يضرب بعضكم رقاب بعض).
[ر:1655]
6667 - حدثنا مسدد: حدثنا يحيى: حدثنا قرَّة بن خالد: حدثنا ابن سيرين، عن عبد الرحمن بن أبي بكرة، عن أبي بكرة، وعن رجل آخر، هو أفضل في نفسي من عبد الرحمن بن أبي بكرة: عن أبي بكرة:
أن رسول الله ﷺ خطب الناس فقال: (ألا تدرون أي يوم هذا). قالوا: الله ورسوله أعلم، قال: حتى ظننا أنه سيسمِّيه بغير اسمه، فقال: (أليس بيوم النحر). قلنا: بلى يا رسول الله، قال: (أي بلد هذا، أليست بالبلدة). قلنا: بلى يا رسول الله، قال: (فإن دماءكم، وأموالكم، وأعراضكم، وأبشاركم، عليكم حرام، كحرمة يومكم هذا، في شهركم هذا، في بلدكم هذا، ألا هل بلَّغت). قلنا: نعم، قال: (اللهم اشهد، فليبلِّغ الشاهد الغائب، فإنه ربَّ مبلِّغ يبلِّغه من هو أوعى له). فكان كذلك، قال: (لا ترجعوا بعدي كفاراً، يضرب بعضكم رقاب بعض). فلما كان يوم حرِّق ابن الحضرمي، حين حرَّقه جارية بن قدامة، قال: أشرفوا على أبي بكرة، فقالوا: هذا أبو بكرة يراك، قال عبد الرحمن: فحدثتني أمي، عن أبي بكرة أنه قال: لو دخلوا عليَّ ما بهشت بقصبة.
[ر:67]
6668 - حدثنا أحمد بن إشكاب: حدثنا محمد بن فضيل، عن أبيه، عن عكرمة، عن ابن عباس رضي الله عنهما قال:
قال النبي ﷺ: (لا ترتدُّوا بعدي كفاراً، يضرب بعضكم رقاب بعض).
[ر:1652]
6669 - حدثنا سليمان بن حرب: حدثنا شعبة، عن علي بن مدرك: سمعت أبا زرعة ابن عمرو بن جرير، عن جده جرير قال:
قال لي رسول الله ﷺ في حجة الوداع: (استنصت الناس). ثم قال: (لا ترجعوا بعدي كفاراً، يضرب بعضكم رقاب بعض).
[ر:121]
9 - باب: تكون فتنة القاعد فيها خير من القائم.
6670/6671 - حدثنا محمد بن عبيد الله: حدثنا إبراهيم بن سعد، عن أبيه، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن، عن أبي هريرة.
قال إبراهيم: وحدثني صالح بن كيسان، عن ابن شهاب، عن سعيد بن المسيَّب، عن أبي هريرة قال:
قال رسول الله ﷺ: (ستكون فتن، القاعد فيها خير من القائم، والقائم فيها خير من الماشي، والماشي فيها خير من الساعي، من تشرَّف لها تستشرفه، فمن وجد فيها ملجأ، أو معاذاً، فليعذ به).
(6671) - حدثنا أبو اليمان: أخبرنا شعيب، عن الزُهري: أخبرني أبو سلمة بن عبد الرحمن: أن أبا هريرة قال:
قال رسول الله ﷺ: (ستكون فتن، القاعد فيها خير من القائم، والقائم خير من الماشي، والماشي فيها خير من الساعي، من تشرَّف لها تستشرفه، فمن وجد ملجأ، أو معاذاً، فليعذ به).
[ر:3406]
10 - باب: إذا التقى المسلمان بسيفيهما.
6672 - حدثنا عبد الله بن عبد الوهَّاب: حدثنا حمَّاد، عن رجل لم يسمِّه، عن الحسن قال:
خرجت بسلاحي ليالي الفتنة، فاستقبلني أبو بكرة فقال: أين تريد؟ قلت: أريد نصرة ابن عمِّ رسول الله ﷺ. قال: قال رسول الله ﷺ: (إذا تواجه المسلمان بسيفيهما فكلاهما من أهل النار). قيل: فهذا القاتل، فما بال المقتول؟ قال: (إنه أراد قتل صاحبه).
قال حمَّاد بن زيد: فذكرت هذا الحديث لأيوب ويونس بن عبيد، وأنا أريد أن يحدِّثاني به، فقالا: إنما روى هذا الحديث: الحسن، عن الأحنف بن قيس، عن أبي بكرة.
حدثنا سليمان: حدثنا حمَّاد بهذا.
وقال مؤمَّل: حدثنا حمَّاد بن زيد: حدثنا أيوب، ويونس، وهشام، ومعلَّى بن زياد، عن الحسن، عن الأحنف، عن أبي بكرة، عن النبي ﷺ.
ورواه معمر، عن أيوب.
ورواه بكَّار بن عبد العزيز، عن أبيه، عن أبي بكرة.
وقال غندر: حدثنا شعبة، عن منصور، عن ربعي بن حراش، عن أبي بكرة، عن النبي ﷺ، ولم يرفعه سفيان، عن منصور.
[ر:31]
11 - باب: كيف الأمر إذا لم تكن جماعة.
6673 - حدثنا محمد بن المثنَّى: حدثنا الوليد بن مسلم: حدثنا ابن جابر: حدثني بسر بن عبيد الله الحضرمي: أنه سمع أبا إدريس الخولاني: أنه سمع حذيفة بن اليمان يقول:
كان الناس يسألون رسول الله ﷺ عن الخير، وكنت أسأله عن الشر، مخافة أن يدركني، فقلت: يا رسول الله، إنا كنا في جاهلية وشر، فجاءنا الله بهذا الخير، فهل بعد هذا الخير من شر؟ قال: (نعم). قلت: وهل بعد ذلك الشر من خير؟ قال: (نعم، وفيه دخن). قلت: وما دخنه؟ قال: (قوم يهدون بغير هديي، تعرف منهم وتنكر). قلت: فهل بعد ذلك الخير من شر؟ قال: (نعم، دعاة على أبواب جهنم، من أجابهم إليها قذفوه فيها). قلت: يا رسول الله صفهم لنا، قال: (هم من جلدتنا، ويتكلمون بألسنتنا). قلت: فما تأمرني إن أدركني ذلك؟ قال: (تلزم جماعة المسلمين وإمامهم). قلت: فإن لم يكن لهم جماعة ولا إمام؟ قال: (فاعتزل تلك الفرق كلها، ولو أن تعضَّ بأصل شجرة، حتى يدركك الموت وأنت على ذلك).
[ر:3411]
12 - باب: من كره أن يكثِّر سواد الفتن والظلم.
6674 - حدثنا عبد الله بن يزيد: حدثنا حيوة وغيره قال: حدثنا أبو الأسود. وقال الليث: عن أبي الأسود قال:
قطع على أهل المدينة بعث، فاكتتبت فيه، فلقيت عكرمة فأخبرته، فنهاني أشد النهي ثم قال: أخبرني ابن عباس: أن أناساً من المسلمين كانوا مع المشركين، يكثِّرون سواد المشركين على رسول الله ﷺ، فيأتي السهم فيرمى فيصيب أحدهم فيقتله، أو يضربه فيقتله، فأنزل الله تعالى: {إن الذين توفاهم الملائكة ظالمي أنفسهم}.
[ر:4320]
13 - باب: إذا بقي في حثالة من الناس.
6675 - حدثنا محمد بن كثير: أخبرنا سفيان: حدثنا الأعمش، عن زيد بن وهب: حدثنا حذيفة قال:
حدثنا رسول الله ﷺ حديثين، رأيت أحدهما وأنا أنتظر الآخر: حدثنا: (أن الأمانة نزلت في جذر قلوب الرجال، ثم علموا من القرآن، ثم علموا من السنة). وحدثنا عن رفعها قال: (ينام الرجل النومة فتقبض الأمانة من قلبه، فيظل أثرها مثل أثر الوكت، ثم ينام النومة فتقبض فيبقى فيها أثرها مثل أثر المجل، كجمر دحرجته على رجلك فنفط، فتراه منتبراً وليس فيه شيء، ويصبح الناس يتبايعون، فلا يكاد أحد يؤدي الأمانة، فيقال: إن في بني فلان رجلاً أميناً، ويقال للرجل: ما أعقله وما أظرفه وما أجلده، وما في قلبه مثقال حبة خردل من إيمان). ولقد أتى عليَّ زمان، ولا أبالي أيكم بايعت، لئن كان مسلماً ردَّه عليَّ الإسلام، وإن كان نصرانياً ردَّه عليَّ ساعيه، وأما اليوم: فما كنت أبايع إلا فلاناً وفلاناً.
[ر:6132]
14 - باب: التعرُّب في الفتنة.
6676 - حدثنا قتيبة بن سعيد: حدثنا حاتم، عن يزيد بن أبي عبيد، عن سلمة ابن الأكوع:
أنه دخل على الحجاج فقال: يا ابن الأكوع، ارتددت على عقبيك، تعرَّبت؟ قال: لا، ولكن رسول الله ﷺ أذن لي في البدو.
وعن يزيد بن أبي عبيد قال: لما قتل عثمان بن عفان، خرج سلمة بن الأكوع إلى الرَّبذة، وتزوج هناك امرأة، وولدت له أولاداً، فلم يزل بها، حتى قبل أن يموت بليال، نزل المدينة.
6677 - حدثنا عبد الله بن يوسف: أخبرنا مالك، عن عبد الرحمن بن عبد الله ابن أبي صعصعة، عن أبيه، عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أنه قال:
قال رسول الله ﷺ: (يوشك أن يكون خير مال المسلم غنم يتبع بها شعف الجبال ومواقع القطر، يفرُّ بدينه من الفتن).
[ر:19]
15 - باب: التعوذ من الفتن.
6678 - حدثنا معاذ بن فضالة: حدثنا هشام، عن قتادة، عن أنس رضي الله عنه قال:
سألوا النبي ﷺ حتى أحفوه بالمسألة، فصعد النبي ﷺ ذات يوم المنبر فقال: (لا تسألوني عن شيء إلا بيَّنت لكم). فجعلت أنظر يميناً وشمالاً، فإذا كل رجل رأسه في ثوبه يبكي، فأنشأ رجل، كان إذا لاحى يدعى إلى غير أبيه، فقال: يا نبي الله من أبي؟ فقال: (أبوك حذافة). ثم أنشأ عمر فقال: رضينا بالله رباً، وبالإسلام ديناً، وبمحمد رسولاً، نعوذ بالله من سوء الفتن. فقال النبي ﷺ: (ما رأيت في الخير والشر كاليوم قطُّ، إنه صوِّرت لي الجنة والنار، حتى رأيتهما دون الحائط).
قال: فكان قتادة يذكر هذا الحديث عند هذه الآية: {يا أيها الذين آمنوا لا تسألواعن أشياء إن تبد لكم تسؤكم}.
وقال عباس النرسي: حدثنا يزيد بن زريع: حدثنا سعيد: حدثنا قتادة: أن أنساً حدثهم: أن نبي الله ﷺ، بهذا، وقال: كل رجل لافاً رأسه في ثوبه يبكي. وقال: عائذاً بالله من سوء الفتن، أو قال: أعوذ بالله من سوأى الفتن.
وقال لي خليفة: حدثنا يزيد بن زريع: حدثنا سعيد ومعتمر، عن أبيه، عن قتادة: أن أنساً حدثهم، عن النبي ﷺ بهذا. وقال: عائذاً بالله من شر الفتن.
[ر:6001]
16 - باب: قول النبي ﷺ: (الفتنة من قبل المشرق).
6679/6680 - حدثني عبد الله بن محمد: حدثنا هشام بن يوسف، عن معمر، عن الزُهري، عن سالم، عن أبيه،
عن النبي ﷺ أنه قام إلى جنب المنبر فقال: (الفتنة ها هنا، الفتنة ها هنا، من حيث يطلع قرن الشيطان، أو قال: قرن الشمس).
(6680) - حدثنا قتيبة بن سعيد: حدثنا ليث، عن نافع، عن ابن عمر رضي الله عنهما:
أنه سمع رسول الله ﷺ وهو مستقبل المشرق يقول: (ألا إن الفتنة ها هنا، من حيث يطلع قرن الشيطان).
[ر:2937]
6681 - حدثنا علي بن عبد الله: حدثنا أزهر بن سعد، عن ابن عون، عن نافع، عن ابن عمر قال:
ذكر النبي ﷺ: (اللهم بارك لنا في شأمنا، اللهم بارك لنا في يمننا). قالوا: يا رسول الله، وفي نجدنا؟ قال: (اللهم بارك لنا في شأمنا، اللهم بارك لنا في يمننا). قالوا: يا رسول الله، وفي نجدنا؟ فأظنه قال في الثالثة: (هناك الزلازل والفتن، وبها يطلع قرن الشيطان).
[ر:990 - 2937]
6682 - حدثنا إسحق الواسطي: حدثنا خالد، عن بيان، عن وبرة بن عبد الرحمن، عن سعيد بن جبير قال:
خرج علينا عبد الله بن عمر، فرجونا أن يحدِّثنا حديثاً حسناً، قال: فبادرنا إليه رجل فقال: يا أبا عبد الرحمن، حدثنا عن القتال في الفتنة، والله يقول: {وقاتلوهم حتى لا تكون فتنة}. فقال: هل تدري ما الفتنة، ثكلتك أمك؟ إنما كان محمد ﷺ يقاتل المشركين، وكان الدخول في دينهم فتنة، وليس كقتالهم على الملك.
[ر:4243]
17 - باب: الفتنة التي تموج كموج البحر.
وقال ابن عيينة، عن خلف بن حوشب: كانوا يستحبُّون أن يتمثَّلوا بهذه الأبيات عند الفتن، قال امرؤ القيس:
الحرب أول ما تكون فتيَّة *** تسعى بزينتها لكل جهول
حتى إذا اشتعلت وشبَّ ضرامها *** ولَّت عجوزاً غير ذات حليل
شمطاء يُنكر لونها وتغيَّرت *** مكروهة للشمِّ والتقبيل
6683 - حدثنا عمرو بن حفص بن غياث: حدثنا أبي: حدثنا الأعمش: حدثنا شقيق: سمعت حذيفة يقول:
بينا نحن جلوس عند عمر، إذ قال: أيكم يحفظ قول النبي ﷺ في الفتنة؟ قال: (فتنة الرجل في أهله وماله وولده وجاره، تكفِّرها الصلاة والصدقة، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر). قال: ليس عن هذا أسألك، ولكن التي تموج كموج البحر، قال: ليس عليك منها بأس يا أمير المؤمنين، إن بينك وبينها باباً مغلقاً، قال عمر: أيكسر الباب أم يفتح؟ قال: لا، بل يكسر، قال عمر: إذا لا يغلق أبداً، قلت: أجل. قلنا لحذيفة: أكان عمر يعلم الباب؟ قال: نعم، كما يعلم أن دون غد ليلة، وذلك أني حدَّثته حديثاً ليس بالأغاليط. فهبنا أن نسأله: من الباب؟ فأمرنا مسروقاً فسأله، فقال: من الباب؟ قال: عمر.
[ر:502]
6684 - حدثنا سعيد بن أبي مريم: أخبرنا محمد بن جعفر، عن شريك بن عبد الله، عن سعيد بن المسيَّب، عن أبي موسى الأشعري قال:
خرج النبي ﷺ إلى حائط من حوائط المدينة لحاجته، وخرجت في إثره، فلما دخل الحائط جلست على بابه، وقلت: لأكوننَّ اليوم بوَّاب النبي ﷺ، ولم يأمرني، فذهب النبي ﷺ وقضى حاجته، وجلس على قُفِّ البئر، فكشف عن ساقيه ودلاهما في البئر، فجاء أبو بكر يستأذن عليه ليدخل، فقلت: كما أنت حتى أستأذن لك، فوقف فجئت إلى النبي ﷺ فقلت: يا نبي الله، أبو بكر يستأذن عليك، قال: (ائذن له وبشِّره بالجنة). فدخل، فجاء عن يمين النبي ﷺ، فكشف عن ساقيه ودلاهما في البئر، فجاء عمر فقلت: كما أنت حتى أستأذن لك، فقال النبي ﷺ: (ائذن له وبشره بالجنة). فجاء عن يسار النبي ﷺ، فكشف عن ساقيه فدلاهما في البئر، فامتلأ القُفُّ، فلم يكن فيه مجلس، ثم جاء عثمان فقلت: كما أنت حتى أستأذن لك، فقال النبي ﷺ: (ائذن له وبشره بالجنة، معها بلاء يصيبه). فدخل فلم يجد معهم مجلساً، فتحوَّل حتى جاء مقابلهم على شفة البئر، فكشف عن ساقيه ثم دلاهما في البئر، فجعلت أتمنَّى أخاً لي، وأدعو الله أن يأتي.
قال ابن المسيَّب: فتأوَّلت ذلك قبورهم، اجتمعت ها هنا، وانفرد عثمان.
[ر:3471]
6685 - حدثني بشر بن خالد: أخبرنا محمد بن جعفر، عن شعبة، عن سليمان: سمعت أبا وائل قال:
قيل لأسامة: ألا تكلِّم هذا؟ قال: قد كلمته ما دون أن أفتح باباً أكون أول من يفتحه، وما أنا بالذي أقول لرجل، بعد أن يكون أميراً على رجلين: أنت خير، بعدما سمعت من رسول الله ﷺ يقول: (يجاء برجل فيطرح في النار، فيطحن فيها كطحن الحمار برحاه، فيطيف به أهل النار فيقولون: أي فلان، ألست كنت تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر؟ فيقول: إني كنت آمر بالمعروف ولا أفعله، وأنهى عن المنكر وأفعله).
[ر:3094]
6686 - حدثنا عثمان بن الهيثم: حدثنا عوف، عن الحسن، عن أبي بكرة قال:
لقد نفعني الله بكلمة أيام الجمل، لمَّا بلغ النبي ﷺ أنَّ فارساً ملَّكوا ابنة كسرى قال: (لن يفلح قوم ولَّوا أمرهم امرأة).
[ر:4163]
6687/6690 - حدثنا عبد الله بن محمد: حدثنا يحيى بن آدم: حدثنا أبو بكر ابن عياش: حدثنا أبو حصين: حدثنا أبو مريم، عبد الله بن زياد الأسدي، قال:
لما سار طلحة والزبير وعائشة إلى البصرة، بعث علي عمار بن ياسر وحسن بن علي، فقدما علينا الكوفة، فصعدا المنبر، فكان الحسن بن علي فوق المنبر في أعلاه، وقام عمار أسفل من الحسن، فاجتمعنا إليه، فسمعت عماراً يقول: إن عائشة قد سارت إلى البصرة، ووالله إنها لزوجة نبيكم ﷺ في الدنيا والآخرة، ولكنَّ الله تبارك وتعالى ابتلاكم، ليعلم إيَّاه تطيعون أم هي.
(6688) - حدثنا أبو نعيم: حدثنا ابن أبي غنيَّة، عن الحكم، عن أبي وائل: قام عمار على منبر الكوفة، فذكر عائشة، وذكر مسيرها، وقال: إنها زوجة نبيكم ﷺ في الدنيا والآخرة، ولكنها مما ابتليتم.
(6689) - حدثنا بدل بن المحبَّر: حدثنا شعبة: أخبرني عمرو: سمعت أبا وائل يقول:
دخل أبو موسى وأبو مسعود على عمار، حيث بعثه عليّ إلى أهل الكوفة يستنفرهم، فقالا: ما رأيناك أتيت أمراً أكره عندنا من إسراعك في هذا الأمر منذ أسلمت؟ فقال عمار: ما رأيت منكما منذ أسلمتما أمراً أكره عندي من إبطائكما عن هذا الأمر، وكساهما حلَّة حلَّة، ثم راحوا إلى المسجد.
(6690) - حدثنا عبدان، عن أبي حمزة، عن الأعمش، عن شقيق بن سلمة:
كنت جالساً مع أبي مسعود وأبي موسى وعمار، فقال أبو مسعود: ما من أصحابك أحد إلا لو شئت لقلت فيه غيرك، وما رأيت منك شيئاً منذ صحبت النبي ﷺ أعيب عندي من استسراعك في هذا الأمر، قال عمار: يا أبا مسعود، وما رأيت منك ولا من صاحبك هذا شيئاً منذ صحبتما النبي ﷺ أعيب عندي من إبطائكما في هذا الأمر. فقال أبو مسعود، وكان موسراً: يا غلام هات حلَّتين، فأعطى إحداهما أبا موسى والأخرى عماراً، وقال: روحا فيه إلى الجمعة.
[ر:3561]
18 - باب: إذا أنزل الله بقوم عذاباً.
6691 - حدثنا عبد الله بن عثمان: أخبرنا عبد الله: أخبرنا يونس، عن الزُهري: أخبرني حمزة بن عبد الله بن عمر: أنه سمع ابن عمر رضي الله عنهما يقول:
قال رسول الله ﷺ: (إذا أنزل الله بقوم عذاباً، أصاب العذاب من كان فيهم، ثم بعثوا على أعمالهم).
19 - باب: قول النبي ﷺ للحسن بن علي: (إن ابني هذا لسيِّد، ولعل الله أن يصلح به بين فئتين من المسلمين).
6692 - حدثنا علي بن عبد الله: حدثنا سفيان: حدثنا إسرائيل أبو موسى، ولقيته بالكوفة جاء إلى ابن شبرمة، فقال:
أدخلني على عيسى فأعظه، فكأن ابن شبرمة خاف عليه فلم يفعل، قال: حدثنا الحسن قال: لما سار الحسن بن علي رضي الله عنهما إلى معاوية بالكتائب، قال عمرو بن العاص لمعاوية: أرى كتيبة لا تولِّي حتى تدبر أخراها، قال معاوية: من لذاراريِّ المسلمين؟ فقال: أنا، فقال عبد الله بن عامر وعبد الرحمن بن سمرة: نلقاه فنقول له الصلح، قال الحسن: ولقد سمعت أبا بكرة قال: بينا النبي ﷺ يخطب، جاء الحسن، فقال النبي ﷺ: (ابني هذا سيِّد، ولعل الله أن يصلح به بين فئتين من المسلمين).
[ر:2557]
6693 - حدثنا علي بن عبد الله: حدثنا سفيان، قال: قال عمرو: أخبرني محمد بن علي: أن حرملة مولى أسامة أخبره - قال عمرو: وقد رأيت حرملة - قال:
أرسلني أسامة إلى علي وقال: إنه سيسألك الآن فيقول: ما خلَّف صاحبك؟ فقل له: يقول لك: لو كنت في شدق الأسد لأحببت أن أكون معك فيه، ولكن هذا أمر لم أره. فلم يعطني شيئاً، فذهبت إلى حسن وحسين وابن جعفر، فأوقروا لي راحلتي.
20 - باب: إذا قال عند القوم شيئاً، ثم خرج فقال بخلافه.
6694 - حدثنا سليمان بن حرب: حدثنا حمَّاد بن زيد، عن أيوب، عن نافع قال: لما خلع أهل المدينة يزيد بن معاوية، جمع ابن عمر حشمه وولده، فقال:
إني سمعت النبي ﷺ يقول: (ينصب لكل غادر لواء يوم القيامة). وإنا قد بايعنا هذا الرجل على بيع الله ورسوله، وإني لا أعلم غدراً أعظم من أن يبايع رجل على بيع الله ورسوله ثم ينصب له القتال، وإني لا أعلم أحداً منكم خلعه، ولا تابع في هذا الأمر، إلا كانت الفيصل بيني وبينه.
[ر:3016]
6695 - حدثنا أحمد بن يونس: حدثنا أبو شهاب، عن عوف، عن أبي المنهال قال:
لما كان ابن زياد ومروان بالشأم، ووثب ابن الزبير بمكة، ووثب القرَّاء بالبصرة، فانطلقت مع أبي إلى أبي برزة الأسلمي حتى دخلنا عليه في داره، وهو جالس في ظل عُلِّيَّة له من قصب، فجلسنا إليه، فأنشأ أبي يستطعمه الحديث فقال: يا أبا برزة، ألا ترى ما وقع فيه الناس؟ فأول شيء سمعته تكلم به: إني احتسبت عند الله أني أصبحت ساخطاً على أحياء قريش، إنكم يا معشر العرب، كنتم على الحال الذي علمتم من الذلَّة والقلَّة والضلالة، وإن الله أنقذكم بالإسلام وبمحمد ﷺ، حتى بلغ بكم ما ترون، وهذه الدنيا التي أفسدت بينكم، إن ذاك الذي بالشأم، والله إن يقاتل إلا على الدنيا، وإن هؤلاء الذين بين أظهركم، والله إن يقاتلون إلا على الدنيا، وإن ذاك الذي بمكة والله إن يقاتل إلا على الدنيا.
[6843]
6696/6697 - حدثنا آدم بن أبي إياس: حدثنا شعبة، عن واصل الأحدب، عن أبي وائل، عن حذيفة بن اليمان قال:
إن المنافقين اليوم شر منهم على عهد النبي ﷺ، كانوا يومئذ يُسرُّون واليوم يجهرون.
(6697) - حدثنا خلاد: حدثنا مسعر، عن حبيب بن أبي ثابت، عن أبي الشعثاء، عن حذيفة قال:
إنما كان النفاق على عهد النبي ﷺ، فأما اليوم: فإنما هو الكفر بعد الإيمان.
21 - باب: لا تقوم الساعة حتى يُغبط أهل القبور.
6698 - حدثنا إسماعيل: حدثني مالك، عن أبي الزناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة،
عن النبي ﷺ قال: (لا تقوم الساعة حتى يمرَّ الرجل بقبر الرجل فيقول: يا ليتني مكانه).
22 - باب: تغيير الزمان حتى تُعبد الأوثان.
6699 - حدثنا أبو اليمان: أخبرنا شعيب، عن الزُهري قال: قال سعيد بن المسيَّب: أخبرني أبو هريرة رضي الله عنه:
أن رسول الله ﷺ قال: (لا تقوم الساعة حتى تضطرب أليات نساء دوس على ذي الخلصة).
وذو الخلصة: طاغية دوس التي كانوا يعبدون في الجاهلية.
6700 - حدثنا عبد العزيز بن عبد الله: حدثني سليمان، عن ثور، عن أبي الغيث، عن أبي هريرة:
أن رسول الله ﷺ قال: (لا تقوم الساعة حتى يخرج رجل من قحطان، يسوق الناس بعصاه).
[ر:3329]
23 - باب: خروج النار.
وقال أنس: قال النبي ﷺ: (أول أشراط الساعة نار تحشر الناس من المشرق إلى المغرب).
[ر:3151]
6701 - حدثنا أبو اليمان: أخبرنا شعيب، عن الزُهري: قال سعيد بن المسيب: أخبرني أبو هريرة:
أن رسول الله ﷺ قال: (لا تقوم الساعة حتى تخرج نار من أرض الحجاز، تضيء أعناق الإبل ببصرى).
6702 - حدثنا عبد الله بن سعيد الكندي: حدثنا عقبة بن خالد: حدثنا عبيد الله، عن خبيب بن عبد الرحمن، عن جده حفص بن عاصم، عن أبي هريرة قال:
قال رسول الله ﷺ: (يوشك الفرات أن يحسر عن كنز من ذهب، فمن حضره فلا يأخذ منه شيئاً).
قال عقبة: وحدثنا عبيد الله: حدثنا أبو الزناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة، عن النبي ﷺ مثله، إلا أنه قال: (يحسر عن جبل من ذهب).
6703 - حدثنا مسدد: حدثنا يحيى، عن شعبة: حدثنا معبد: سمعت حارثة بن وهب قال:
سمعت رسول الله ﷺ يقول: (تصدَّقوا، فسيأتي على الناس زمان، يمشي الرجل بصدقته فلا يجد من يقبلها).
قال مسدد: حارثة أخو عبيد الله بن عمر لأمه.
[ر:1345]
6704 - حدثنا أبو اليمان: أخبرنا شعيب: حدثنا أبو الزناد، عن عبد الرحمن، عن أبي هريرة:
أن رسول الله ﷺ قال: (لا تقوم الساعة حتى تقتتل فئتان عظيمتان، يكون بينهما مقتلة عظيمة، دعوتهما واحدة. وحتى يبعث دجَّالون كذَّابون، قريب من ثلاثين، كلهم يزعم أنه رسول الله، وحتى يقبض العلم وتكثر الزلازل، ويتقارب الزمان، وتظهر الفتن، ويكثر الهرج، وهو القتل. وحتى يكثر فيكم المال، فيفيض حتى يُهمَّ رب المال من يقبل صدقته، وحتى يعرضه، فيقول الذي يعرضه عليه: لا أرب لي به. وحتى يتطاول الناس في البنيان. وحتى يمر الرجل بقبر الرجل فيقول: يا ليتني مكانه. وحتى تطلع الشمس من مغربها، فإذا طلعت ورآها الناس - يعني - آمنوا أجمعون، فذلك حين: {لا ينفع نفساً إيمانها لم تكن آمنت من قبل أو كسبت في إيمانها خيراً}. ولتقومنَّ الساعة وقد نشر الرجلان ثوبهما بينهما، فلا يتبايعانه ولا يطويانه. ولتقومنَّ الساعة وقد انصرف الرجل بلبن لقحته فلا يطعمه. ولتقومنَّ الساعة وهو يليط حوضه فلا يسقي فيه، ولتقومنَّ الساعة وقد رفع أكلته إلى فيه فلا يطعمها).
[ر:3413]
24 - باب: ذكر الدجَّال.
6705 - حدثنا مسدد: حدثنا يحيى: حدثنا إسماعيل: حدثني قيس قال: قال لي المغيرة بن شعبة:
ما سأل أحد النبي ﷺ عن الدجال ما سألته، وإنه قال لي: (ما يضرُّك منه). قلت: لأنهم يقولون إن معه جبل خبز ونهر ماء، قال: (هو أهون على الله من ذلك).
6705 م - حدثنا موسى بن إسماعيل: حدثنا وهيب: حدثنا أيوب، عن نافع، عن ابن عمر - أراه -
عن النبي ﷺ قال: (أعور عين اليمنى، كأنها عنبة طافية).
[ر:3256]
6706 - حدثنا سعد بن حفص: حدثنا شيبان، عن يحيى، عن إسحق بن عبد الله ابن أبي طلحة، عن أنس بن مالك قال:
قال النبي ﷺ: (يجيء الدجال، حتى ينزل في ناحية المدينة، ثم ترجف المدينة ثلاث رجفات، فيخرج إليه كل كافر ومنافق)
[ر:1782]
6707 - حدثنا علي بن عبد الله: حدثنا محمد بن بشر: حدثنا مسعر: حدثنا سعد ابن إبراهيم، عن أبيه، عن أبي بكرة،
عن النبي ﷺ قال: (لا يدخل المدينة رعب المسيح، لها يومئذ سبعة أبواب، على كل باب ملكان).
قال: وقال ابن إسحق، عن صالح بن إبراهيم، عن أبيه قال: قدمت البصرة، فقال لي أبو بكرة: سمعت النبي ﷺ، بهذا.
حدثنا عبد العزيز بن عبد الله: حدثنا إبراهيم بن سعد، عن أبيه، عن جده، عن أبي بكرة، عن النبي ﷺ قال: (لا يدخل المدينة رعب المسيح الدجال، ولها يومئذ سبعة أبواب، على كل باب ملكان).
[ر:1780]
6708 - حدثنا عبد العزيز بن عبد الله: حدثنا إبراهيم، عن صالح، عن ابن شهاب، عن سالم بن عبد الله: أن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال:
قام رسول الله ﷺ في الناس، فأثنى على الله بما هو أهله، ثم ذكر الدجال، فقال: (إني لأنذركموه، وما من نبي إلا وقد أنذره قومه، ولكني سأقول لكم فيه قولاً لم يقله نبي لقومه: إنه أعور، وإن الله ليس بأعور).
[ر:3159]
6709 - حدثنا يحيى بن بكير: حدثنا الليث، عن عقيل، عن ابن شهاب، عن سالم، عن عبد الله بن عمر:
أن رسول الله ﷺ قال: (بينا أنا نائم أطوف بالكعبة، فإذا رجل سبط الشعر، ينطف أو يهراق رأسه ماء، قلت: من هذا؟ قالوا: ابن مريم، ثم ذهبت ألتفت فإذا رجل جسيم أحمر جعد الرأس، أعور العين، كأن عينه عنبة طافية، قالوا: هذا الدجال، أقرب الناس به شبهاً ابن قطن). رجل من خزاعة.
حدثنا موسى بن إسماعيل: حدثنا وهيب: حدثنا أيوب، عن نافع، عن ابن عمر - أراه - عن النبي ﷺ قال: (أعور عين اليمنى، كأنها عنبة طافية).
[ر:3256]
6710 - حدثنا عبد العزيز بن عبد الله: حدثنا إبراهيم بن سعد، عن صالح، عن ابن شهاب، عن عروة: أن عائشة رضي الله عنها قالت:
سمعت رسول الله ﷺ يستعيذ في صلاته من فتنة الدجال.
[ر:798]
6711 - حدثنا عبدان: أخبرني أبي، عن شعبة، عن عبد الملك، عن ربعي، عن حذيفة،
عن النبي ﷺ قال في الدجال: (إن معه ماء وناراً، فناره ماء بارد، وماؤه نار).
قال أبو مسعود: أنا سمعته من رسول الله ﷺ.
[ر:3266]
6712 - حدثنا سليمان بن حرب: حدثنا شعبة، عن قتادة، عن أنس رضي الله عنه قال:
قال النبي ﷺ: (ما بعث نبي إلا أنذر أمته الأعور الكذاب، ألا إنه أعور، وإن ربكم ليس بأعور، وإن بين عينيه مكتوب كافر).
فيه أبو هريرة وابن عباس، عن النبي ﷺ.
[6973 - وانظر: 1480 - 3160]
25 - باب: لا يدخل الدجال المدينة.
6713 - حدثنا أبو اليمان: أخبرنا شعيب، عن الزُهري: أخبرني عبيد الله بن عبد الله ابن عتبة بن مسعود: أن أبا سعيد قال:
حدثنا رسول الله ﷺ يوماً حديثاً طويلاً عن الدجال، فكان فيما يحدثنا به أنه قال: (يأتي الدجال، وهو محرَّم عليه أن يدخل نقاب المدينة، فينزل بعض السِّباخ التي تلي المدينة، فيخرج إليه يومئذ رجل، وهو خير الناس، أو من خيار الناس، فيقول: أشهد أنك الدجال الذي حدثنا رسول الله ﷺ حديثه، فيقول الدجال: أرأيتم إن قتلت هذا ثم أحييته، هل تشكُّون في الأمر؟ فيقولون: لا، فيقتله، ثم يحييه، فيقول: والله ما كنت فيك أشد بصيرة مني اليوم، فيريد الدجال أن يقتله فلا يسلط عليه).
[ر:1783]
6714 - حدثنا عبد الله بن مسلمة، عن مالك، عن نعيم بن عبد الله المجمر، عن أبي هريرة قال:
قال رسول الله ﷺ: (على أنقاب المدينة ملائكة، لا يدخلها الطاعون، ولا الدجال).
[ر:1781]
6715 - حدثني يحيى بن موسى: حدثنا يزيد بن هارون: أخبرنا شعبة، عن قتادة، عن أنس بن مالك،
عن النبي ﷺ قال: (المدينة يأتيها الدجال، فيجد الملائكة يحرسونها، فلا يقربها الدجال، قال: ولا الطاعون إن شاء الله).
[ر:1782]
26 - باب: يأجوج ومأجوج.
6716 - حدثنا أبو اليمان: أخبرنا شعيب، عن الزُهري (ح). وحدثنا إسماعيل: حدثني أخي، عن سليمان، عن محمد بن أبي عتيق، عن ابن شهاب، عن عروة بن الزبير: أن زينب بنت أبي سلمة حدثته، عن أم حبيبة بنت أبي سفيان، عن زينب بنت جحش:
أن رسول الله ﷺ دخل عليها يوماً فزعاً يقول: (لا إله إلا الله، ويل للعرب من شر قد اقترب، فتح اليوم من ردم يأجوج ومأجوج مثل هذه). وحلَّق بإصبعيه الإبهام والتي تليها: قالت زينب بنت جحش: فقلت: يا رسول الله، أفنهلك وفينا الصالحون؟ قال: (نعم، إذا كثر الخبث).
[ر:3168]
6717 - حدثنا موسى بن إسماعيل: حدثنا وهيب: حدثنا ابن طاوس، عن أبيه، عن أبي هريرة،
عن النبي ﷺ قال: (يفتح الردم ردم يأجوج ومأجوج مثل هذه). وعقد وهيب تسعين.
[ر:3169]
=========
============
================
===================
==================
صحيح البخاري/كتاب الأحكام
97 - كتاب الأحكام
باب: قول الله تعالى: {أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم}
6718 - حدثنا عبدان: أخبرنا عبد الله، عن يونس، عن الزُهري: أخبرني أبو سلمة ابن عبد الرحمن: أنه سمع أبا هريرة رضي الله عنه:
أن رسول الله ﷺ قال: (من أطاعني فقد أطاع الله، ومن عصاني فقد عصى الله، ومن أطاع أميري فقد أطاعني، ومن عصى أميري فقد عصاني). [1]
6719 - حدثنا إسماعيل: حدثني مالك، عن عبد الله بن دينار، عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما:
أن رسول الله ﷺ قال: (ألا كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته، فالإمام الذي على الناس راع وهو مسؤول عن رعيته، والرجل راع على أهل بيته وهو مسؤول عن رعيته، والمرأة راعية على أهل بيت زوجها وولده وهي مسؤولة عنهم، وعبد الرجل راع على مال سيده وهو مسؤول عنه، ألا فكلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته). [2]
باب: الأمراء من قريش
6720 - حدثنا أبو اليمان: أخبرنا شعيب، عن الزُهري قال: كان محمد بن جبير ابن مطعم يحدث: أنه بلغ معاوية، وهم عنده في وفد من قريش: أن عبد الله بن عمرو يحدِّث:
أنه سيكون ملك من قحطان، فغضب، فقام فأثنى على الله بما هو أهله، ثم قال: أمَّا بعد فإنه بلغني أن رجالاً منكم يحدِّثون أحاديث ليست في كتاب الله، ولا تؤثر عن رسول الله ﷺ، وأولئك جهَّالكم، فإياكم والأماني التي تضل أهلها، فإني سمعت رسول الله ﷺ يقول: (إن هذا الأمر في قريش، لا يعاديهم أحد إلا كبَّه الله في النار على وجهه، ما أقاموا الدين).
تابعه نعيم، عن ابن المبارك، عن معمر، عن الزُهري، عن محمد بن جبير. [3]
6721 - حدثنا أحمد بن يونس: حدثنا عاصم بن محمد: سمعت أبي يقول: قال ابن عمر:
قال رسول الله ﷺ: (لا يزال هذا الأمر في قريش ما بقي منهم اثنان). [4]
باب: أجر من قضى بالحكمة
لقوله تعالى: {ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الفاسقون}
6722 - حدثنا شهاب بن عبَّاد: حدثنا إبراهيم بن حميد، عن إسماعيل، عن قيس، عن عبد الله قال:
قال رسول الله ﷺ: (لا حسد إلا في اثنتين: رجل آتاه الله مالاً، فسلطه على هلكته في الحق، وآخر آتاه الله حكمة، فهو يقضي بها ويعلِّمها). [5]
باب: السمع والطاعة للإمام ما لم تكن معصية
6723 - حدثنا مسدد: حدثنا يحيى بن سعيد، عن شعبة، عن أبي التيَّاح، عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال:
قال رسول الله ﷺ: (اسمعوا وأطيعوا، وإن استعمل عليكم عبد حبشي، كأن رأسه زبيبة). [6]
6724 - حدثنا سليمان بن حرب: حدثنا حمَّاد، عن الجعد، عن أبي رجاء، عن ابن عباس يرويه قال:
قال النبي ﷺ: (من رأى من أميره شيئاً يكرهه فليصبر، فإنه ليس أحد يفارق الجماعة شبراً فيموت، إلا مات ميتة جاهلية). [7]
6725 - حدثنا مسدد: حدثنا يحيى بن سعيد، عن عبيد الله: حدثني نافع، عن عبد الله رضي الله عنه،
عن النبي ﷺ قال: (السمع والطاعة على المرء المسلم فيما أحب وكره، ما لم يؤمر بمعصية، فإذا أمر بمعصية فلا سمع ولا طاعة). [8]
6726 - حدثنا عمر بن حفص بن غياث: حدثنا أبي: حدثنا الأعمش: حدثنا سعد بن عبيدة، عن أبي عبد الرحمن، عن علي رضي الله عنه قال:
بعث النبي ﷺ سريَّة، وأمَّر عليهم رجلاً من الأنصار، وأمرهم أن يطيعوه، فغضب عليهم، وقال: أليس قد أمر النبي ﷺ أن تطيعوني؟ قالوا: بلى، قال: قد عزمت عليكم لما جمعتم حطباً وأوقدتم ناراً، ثم دخلتم فيها. فجمعوا حطباً، فأوقدوا، فلما همُّوا بالدخول، فقام ينظر بعضهم إلى بعض، قال بعضهم: إنما تبعنا النبي ﷺ فراراً من النار، أفندخلها؟ فبينما هم كذلك إذ خمدت النار، وسكن غضبه، فذكر للنبي ﷺ فقال: (لو دخلوها ما خرجوا منها أبداً، إنما الطاعة في المعروف). [9]
باب: من لم يسأل الإمارة أعانه الله عليها
6727 - حدثنا حجاج بن منهال: حدثنا جرير بن حازم، عن الحسن، عن عبد الرحمن بن سمرة قال:
قال لي النبي ﷺ: (يا عبد الرحمن، لا تسأل الإمارة، فإنك إن أعطيتها عن مسألة وُكِلت إليها، وإن أعطيتها عن غير مسألة أعنت عليها، وإذا حلفت على يمين، فرأيت غيرها خيراً منها، فكفِّر عن يمينك وأت الذي هو خير). [10]
باب: من سأل الإمارة وُكِل إليها
6728 - حدثنا أبو معمر: حدثنا عبد الوارث: حدثنا يونس، عن الحسن قال: حدثني عبد الرحمن بن سمرة قال:
قال لي رسول الله ﷺ: (يا عبد الرحمن بن سمرة، لا تسأل الإمارة، فإن أعطيتها عن مسألة وُكِلت إليها، وإن أعطيتها عن غير مسألة أعنت عليها، وإذا حلفت على يمين، فرأيت غيرها خيراً منها، فأت الذي هو خير، وكفِّر عن يمينك). [11]
باب: ما يُكره من الحرص على الإمارة
6729 - حدثنا أحمد بن يونس: حدثنا ابن أبي ذئب، عن سعيد المقبري، عن أبي هريرة،
عن النبي ﷺ قال: (إنكم ستحرصون على الإمارة، وستكون ندامة يوم القيامة، فنعم المرضعة وبئست الفاطمة).
وقال محمد بن بشار: حدثنا عبد الله بن حمران: حدثنا عبد الحميد بن جعفر، عن سعيد المقبري، عن عمر بن الحكم، عن أبي هريرة، قوله.
6730 - حدثنا محمد بن العلاء: حدثنا أبو أسامة، عن بريد، عن أبي بردة، عن أبي موسى رضي الله عنه قال:
دخلت على النبي ﷺ أنا ورجلان من قومي، فقال أحد الرجلين: أمِّرنا يا رسول الله، وقال الآخر مثله، فقال: (إنا لا نولِّي هذا من سأله، ولا من حرص عليه). [12]
باب: من استرعي رعية فلم ينصح
6731/6732 - حدثنا أبو نعيم: حدثنا أبو الأشهب، عن الحسن: أن عبيد الله بن زياد، عاد معقل بن يسار في مرضه الذي مات فيه، فقال له معقل: إني محدِّثك حديثاً سمعته من رسول الله ﷺ:
سمعت النبي ﷺ يقول: (ما من عبد يسترعيه الله رعية، فلم يحطها بنصحه، إلا لم يجد رائحة الجنة).
(6732) - حدثنا إسحق بن منصور: أخبرنا حسين الجعفي قال: زائدة ذكره عن هشام، عن الحسن قال: أتينا معقل بن يسار نعوده، فدخل علينا عبيد الله، فقال له معقل: أحدِّثك حديثاً سمعته من رسول الله ﷺ،
فقال: (ما من وال يلي رعيَّة من المسلمين، فيموت وهو غاش لهم، إلا حرَّم الله عليه الجنة).
باب: من شاقَّ شقَّ الله عليه
6733 - حدثنا إسحق الواسطي: حدثنا خالد، عن الجريري، عن طريف أبي تميمة قال:
شهدت صفوان وجندباً وأصحابه وهو يوصيهم، فقالوا: هل سمعت من رسول الله ﷺ شيئاً؟ قال: سمعته يقول: (من سمَّع سمَّع الله به يوم القيامة، قال: ومن شاقَّ شقَّ الله عليه يوم القيامة).
فقالوا: أوصنا. فقال: إن أول ما ينتن من الإنسان بطنه، فمن استطاع أن لا يأكل إلا طيِّباً فليفعل، ومن استطاع أن لا يحال بينه وبين الجنة بملء كفٍّ من دم أهراقه فليفعل.
قلت لأبي عبد الله: من يقول سمعت رسول الله ﷺ، جندب؟ قال: نعم جندب. [13]
باب: القضاء والفتيا في الطريق
وقضى يحيى بن يعمر في الطريق. وقضى الشعبي على باب داره.
6734 - حدثنا عثمان بن أبي شيبة: حدثنا جرير، عن منصور، عن سالم بن أبي الجعد، حدثنا أنس بن مالك رضي الله عنه قال:
بينما أنا والنبي ﷺ خارجان من المسجد، فلقينا رجل عند سدَّة المسجد، فقال: يا رسول الله، متى الساعة؟ قال النبي ﷺ: (ما أعددت لها). فكأن الرجل استكان، ثم قال: يا رسول الله، ما أعددت لها كبير صيام ولا صلاة ولا صدقة، ولكني أحب الله ورسوله، قال: (أنت مع من أحببت). [14]
باب: ما ذكر أن النبي ﷺ لم يكن له بوَّاب
6735 - حدثنا إسحق بن منصور: أخبرنا عبد الصمد: حدثنا شعبة: حدثنا ثابت البناني، عن أنس بن مالك:
يقول لامرأة من أهله: تعرفين فلانة؟ قالت: نعم، قال: فإن النبي ﷺ مر بها وهي تبكي عند قبر، فقال: (اتقي الله واصبري). فقالت: إليك عني، فإنك خلو من مصيبتي. قال: فجاوزها ومضى، فمر بها رجل فقال: ما قال لك رسول الله ﷺ؟ قالت: ما عرفته، قال: إنه لرسول الله ﷺ، قال: فجاءت إلى بابه فلم تجد عليه بواباً، فقالت: يا رسول الله، والله ما عرفتك، فقال النبي ﷺ: (إن الصبر عند أول صدمة). [15]
باب: الحاكم يحكم بالقتل على من وجب عليه، دون الإمام الذي فوقه
6736 - حدثنا محمد بن خالد الذهلي: حدثنا الأنصاري محمد: حدثنا أبي، عن ثمامة، عن أنس: أن قيس بن سعد:
كان يكون بين يدي النبي ﷺ، بمنزلة صاحب الشرط من الأمير.
6737/6738 - حدثنا مسدد: حدثنا يحيى، عن قرَّة بن خالد: حدثني حميد بن هلال: حدثنا أبو بردة، عن أبي موسى:
أن النبي ﷺ بعثه وأتبعه بمعاذ.
(6738) - حدثني عبد الله بن الصبَّاح: حدثنا محبوب بن الحسن: حدثنا خالد، عن حميد بن هلال، عن أبي بردة، عن أبي موسى:
أن رجلاً أسلم ثم تهوَّد، فأتى معاذ بن جبل وهو عند أبي موسى، فقال: ما لهذا؟ قال: أسلم ثم تهوَّد، قال: لا أجلس حتى أقتله، قضاء الله تعالى ورسوله ﷺ. [16]
باب: هل يقضي القاضي أو يفتي وهو غضبان
6739 - حدثنا آدم: حدثنا شعبة: حدثنا عبد الملك بن عمير: سمعت عبد الرحمن ابن أبي بكرة قال:
كتب أبو بكرة إلى ابنه، وكان بسجستان، بأن لا تقضي بين اثنين وأنت غضبان، فإني سمعت النبي ﷺ يقول: (لا يقضينَّ حكم بين اثنين وهو غضبان).
6740 - حدثنا محمد بن مقاتل: أخبرنا عبد الله: أخبرنا إسماعيل بن أبي خالد، عن قيس بن أبي حازم، عن أبي مسعود الأنصاري قال:
جاء رجل إلى رسول الله ﷺ فقال: يا رسول الله، إني والله لأتأخر عن صلاة الغداة، من أجل فلان مما يطيل بنا فيها، قال: فما رأيت النبي ﷺ قطُّ أشد غضباً في موعظة منه يومئذ، ثم قال: (أيها الناس، إن منكم منفِّرين، فأيُّكم ما صلَّى بالناس فليوجز، فإن فيهم الكبير والضعيف وذا الحاجة). [17]
6741 - حدثنا محمد بن أبي يعقوب الكرماني: حدثنا حسان بن إبراهيم: حدثنا يونس: قال محمد: أخبرني سالم: أن عبد الله بن عمر أخبره:
أنه طلق امرأته وهي حائض، فذكر عمر للنبي ﷺ، فتغيَّظ فيه رسول الله ﷺ، ثم قال: (ليراجعها، ثم ليمسكها حتى تطهر، ثم تحيض فتطهر، فإن بدا له أن يطلقها فليطلقها). [18]
باب: من رأى للقاضي أن يحكم بعلمه في أمر الناس، إذا لم يخف الظنون والتهمة
كما قال النبي ﷺ لهند: (خذي ما يكفيك وولدك بالمعروف). [19]
وذلك إذا كان أمراً مشهوراً.
6742 - حدثنا أبو اليمان: أخبرنا شعيب، عن الزُهري: حدثني عروة: أن عائشة رضي الله عنها قالت:
جاءت هند بنت عتبة بن ربيعة فقالت: يا رسول الله، والله ما كان على ظهر الأرض أهل خباء أحبَّ إلي أن يذلوا من أهل خبائك، وما أصبح اليوم على ظهر الأرض أهل خباء أحبَّ إلي أن يعزُّوا من أهل خبائك. ثم قالت: إن أبا سفيان رجل مسِّيك، فهل علي من حرج أن أطعم من الذي له عيالنا؟ قال لها: (لا حرج عليك أن تطعميهم من معروف). [20]
باب: الشهادة على الخط المختوم، وما يجوز من ذلك وما يضيق عليه، وكتاب الحاكم إلى عامله والقاضي إلى القاضي
وقال بعض الناس: كتاب الحاكم جائز إلا في الحدود، ثم قال: إن كان القتل خطأ فهو جائز، لأن هذا مال بزعمه، وإنما صار مالاً بعد أن ثبت القتل، فالخطأ والعمد واحد. وقد كتب عمر إلى عامله في الحدود. وكتب عمر بن عبد العزيز في سن كُسرت. وقال إبراهيم: كتاب القاضي إلى القاضي جائز إذا عرف الكتاب والخاتم. وكان الشعبي يجيز الكتاب المختوم بما فيه من القاضي. ويروى عن ابن عمر نحوه. وقال معاوية بن عبد الكريم الثقفي: شهدت عبد الملك بن يعلى قاضي البصرة، وإياس بن معاوية، والحسن، وثمامة بن عبد الله بن أنس، وبلال بن أبي بردة، وعبد الله بن بريدة الأسلمي، وعامر بن عبدة، وعبَّاد بن منصور، يجيزون كتب القضاة بغير محضر من الشهود، فإن قال الذي جيء عليه بالكتاب: إنه زور، قيل له: اذهب فالتمس المخرج من ذلك. وأول من سأل على كتاب القاضي البيِّنة ابن أبي ليلى وسوَّار بن عبد الله. وقال لنا أبو نعيم: حدثنا عبيد الله بن محرز: جئت بكتاب من موسى بن أنس قاضي البصرة، وأقمت عنده البيِّنة: أنَّ لي عند فلان كذا وكذا، وهو بالكوفة، وجئت به القاسم بن عبد الرحمن فأجازه. وكره الحسن وأبو قلابة: أن يشهد على وصية حتى يعلم ما فيها، لأنه لا يدري لعل فيها جَوراً. وقد كتب النبي ﷺ إلى أهل خيبر: (إما أن تدوا صاحبكم، وإما أن تؤذنوا بحرب). [21] وقال الزُهري، في الشهادة على المرأة من وراء الستر: إن عرفتها فاشهد، وإلا فلا تشهد.
6743 - حدثني محمد بن بشار: حدثنا غندر: حدثنا شعبة قال: سمعت قتادة، عن أنس بن مالك قال:
لما أراد النبي ﷺ أن يكتب إلى الروم، قالوا: إنهم لا يقرؤون كتاباً إلا مختوماً، فاتخذ النبي ﷺ خاتماً من فضة، كأني أنظر إلى وبيصه، ونقشه: محمد رسول الله. [22]
باب: متى يستوجب الرجل القضاء
وقال الحسن: أخذ الله على الحكام أن لا يتبعوا الهوى، ولا يخشوا الناس، ولا يشتروا بآياته ثمناً قليلاً، ثم قرأ: {يا داود إنَّا جعلناك خليفة في الأرض فاحكم بين الناس بالحقِّ ولا تتَّبع الهوى فيُضلَّك عن سبيل الله إن الذين يضلُّون عن سبيل الله لهم عذاب شديد بما نسوا يوم الحساب}. وقرأ: {إنَّا أنزلنا التوارة فيها هدى ونور يحكم بها النبيُّون الذين أسلموا للذين هادوا والرَّبَّانيُّون والأحبار بما استُحفظوا - استُودعوا - من كتاب الله وكانوا عليه شهداء فلا تخشوا الناس واخشون ولا تشتروا بآياتي ثمناً قليلاً ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون}. وقرأ: {وداود وسليمان إذ يحكمان في الحرث إذ نفشت فيه غنم القوم وكنَّا لحكمهم شاهدين. ففهَّمناها سليمان وكلاً آتينا حكماً وعلماً}. فحمد سليمان ولم يلم داود، ولولا ما ذكر الله من أمر هذين لرأيت أن القضاة هلكوا، فإنه أثنى على هذا بعلمه وعذر هذا باجتهاده.
وقال مزاحم بن زفر: قال لنا عمر بن عبد العزيز: خمس إذا أخطأ القاضي منهنَّ خطَّة، كانت فيه وصمة: أن يكون فهماً، حليماً، عفيفاً، صليباً، عالماً سؤولاً عن العلم.
باب: رزق الحكام والعاملين عليها
وكان شريح القاضي يأخذ على القضاء أجراً. وقالت عائشة: يأكل الوصي بقدر عمالته. وأكل أبو بكر وعمر.
6744 - حدثنا أبو اليمان: أخبرنا شعيب، عن الزُهري: أخبرني السائب بن يزيد، ابن اخت نمر: أن حويطب بن عبد العزى أخبره: أن عبد الله بن السعدي أخبره:
أنه قدم على عمر في خلافته، فقال له عمر: ألم أحدَّث أنك تلي من أعمال الناس أعمالاً، فإذا أعْطِيتَ العمالة كرهتَها؟ فقلت: بلى، فقال عمر: ما تريد إلى ذلك؟ فقلت: إن لي أفراساً و أعبداً، وأنا بخير، وأريد أن تكون عمالتي صدقة على المسلمين. قال عمر: لا تفعل، فإني كنت أردتُ الذي أردتَ، فكان رسول الله ﷺ يعطيني العطاء، فأقول: أعطه أفقر إليه منِّي، حتى أعطاني مرَّة مالاً، فقلت: أعطه أفقر إليه منِّي، فقال النبي ﷺ: (خذه، فتموَّله، وتصدَّق به، فما جاءك من هذا المال وأنت غير مشرف ولا سائل فخذه، وإلاَّ فلا تتبعه نفسك).
وعن الزُهري قال: حدثني سالم بن عبد الله: أن عبد الله بن عمر قال: سمعت عمر يقول: كان النبي ﷺ يعطيني العطاء،
فأقول: أعطه أفقر إليه مني، حتى أعطاني مرَّة مالاً، فقلت: أعطه من هو أفقر إليه مني، فقال النبي ﷺ: (خذه، فتموَّله، وتصدَّق به، فما جاءك من هذا المال و أنت غير مشرف ولا سائل فخذه، وما لا فلا تتبعه نفسك). [23]
باب من قضى ولاعن في المسجد
ولاعن عمر عند منبر النبي ﷺ. وقضى شريح والشَعبيُّ ويحيى بن يعمر في المسجد. و قضى مروان على زيد بن ثابت باليمين عند المنبر. وكان الحسن وزرارة بن أوفى يقضيان في الرحبة خارجاً من المسجد.
6745 / 6846 - حدثنا علي بن عبد الله: حدثنا سفيان: قال الزُهري، عن سهل بن سعد قال: شهدت المتلاعِنَيْنِ، وأنا ابن خمس عشرة سنة، وفُرِّق بينهما.
(6746) - حدثنا يحيى: حدثنا عبد الرزاق: أخبرنا ابن جريج: أخبرني ابن شهاب، عن سهل أخي بني ساعدة:
أن رجلاً من الأنصار جاء إلى النبي ﷺ فقال:
أرأيت رجلاً وجد مع امرأته رجلاً، أيقتله؟ فتلاعنا في المسجد وأنا شاهد. [24]
19 - باب: من حكم في المسجد، حتى إذا أتى على حدٍّ أمر أن يخرج من المسجد فيقام.
و قال عمر: أخرجاه من المسجد، وضربه. ويذكر عن عليٍّ نحوه.
6747 - حدثنا يحيى بن بكير: حدثني الليث، عن عقيل، عن ابن شهاب، عن أبي سلمة و سعيد بن المسيَّب، عن أبي هريرة قال:
أتى رجل رسول الله ﷺ و هو في المسجد، فناداه فقال: يا رسول الله، إني زنيت، فأعرض عنه، فلما شهد على نفسه أربعاً قال: (أبك جنون). قال: لا، قال: (اذهبوا به فارجموه).
قال ابن شهاب: فأخبرني من سمع جابر بن عبد الله قال: كنت فيمن رجمه بالمصلى.
رواه يونس ومعمر وابن جريج، عن الزُهري، عن أبي سلمه، عن جابر، عن النبي ﷺ، في الرجم. [25]
باب: موعظة الإمام للخصوم
6748 - حدثنا عبد الله بن مسلمة، عن مالك، عن هشام، عن أبيه، عن زينب بنت أبي سلمة، عن أم سلمة رضي الله عنها:
أن رسول الله ﷺ قال: (إنما أنا بشر، وإنكم تختصمون إلي، ولعل بعضكم أن يكون ألحن بحجته من بعض، فأقضي له على نحو ما أسمع، فمن قضيت له بحق أخيه شيئاً فلا يأخذه، فإنما أقطع له قطعة من النار). [26].
باب: الشهادة تكون عند الحاكم، في ولايته القضاء أو قبل ذلك، للخصم
وقال شريح القاضي، وسأله إنسان الشهادة، فقال: ائت الامير حتى أشهد لك. وقال عكرمة: قال عمر لعبد الرحمن بن عوف: لو رأيت رجلاً على حدٍّ، زناً أو سرقة، و أنت أمير؟ فقال: شهادتك شهادة رجل من المسلمين، قال: صدقت. قال عمر: لولا أن يقول الناس زاد عمر في كتاب الله، لكتبت آية الرجم بيدي. [27]. وأقرَّ ماعز عند النبي ﷺ بالزنا أربعاً فأمر برجمه، ولم يذكر أن النبي ﷺ أشهد من حضره. [28]. وقال حمَّاد: إذا أقرَّ مرَّة عند الحاكم رُجم. وقال الحكم: أربعاً.
6749 - حدثنا قتيبة: حدثنا الليث بن سعد، عن يحيى، عن عمر بن كثير، عن أبي محمد مولى أبي قتادة: أن أبا قتادة قال:
قال رسول الله ﷺ يوم حنين: (من له بيِّنة على قتيل قتله فله سلبه). فقمت لألتمس بيِّنة على قتيل، فلم أرَ أحداً يشهد لي، فجلست، ثم بدا لي فذكرت أمره إلى رسول الله ﷺ، فقال رجل من جلسائه، سلاح هذا القتيل الذي يذكر عندي، قال: فأرضه منه، فقال أبو بكر: كلا، لا يعطه أصيبغ من قريش و يدع أسداً من أسد الله، يقاتل عن الله ورسوله، قال: فأمر رسول الله ﷺ فأدَّاه إلي، فاشتريت منه خرافاً، فكان أول مال تأثَّلتُه.
قال لي عبد الله، عن الليث: فقام النبي ﷺ فأدَّاه إلي. [29]
وقال أهل الحجاز: الحاكم لا يقضي بعلمه، شهد بذلك في ولايته أو قبلها، ولو أقر خصم عنده لآخر بحق في مجلس القضاء، فإنه لا يقضي عليه في قول بعضهم حتى يدعوا بشاهدين فيحضرهما إقراره.
وقال بعض أهل العراق: ما سمع أو رآه في مجلس القضاء قضى به، وما كان في غيره لم يقض إلا بشاهدَين.
وقال آخرون منهم: بل يقضي به، لأنه مؤتمن، وإنما يراد من الشهادة معرفة الحق، فعلمه أكثر من الشهادة.
و قال بعضهم: يقضي بعلمه في الأموال، ولا يقضي في غيرها.
وقال القاسم: لا ينبغي للحاكم أن يقضي قضاء بعلمه دون علم غيره، مع أن علمه أكثر من شهادة غيره، ولكن فيه تعرُّضاً لتهمة نفسه عند المسلمين، وإيقاعاً لهم في الظنون، وقد كره النبي ﷺ الظن فقال: (إنما هذه صفيَّة).
6750 - حدثنا عبد العزيز بن عبد الله الأويسي: حدثنا إبراهيم بن سعد، عن ابن شهاب، عن علي بن حسين:
أن النبي ﷺ أتته صفية بنت حيي، فلما رجعت انطلق معها، فمر به رجلان من الأنصار، فدعاهما فقال: (إنما هي صفية). قالا: سبحان الله، قال: (إنَّ الشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم).
رواه شعيب، وابن مسافر، وابن أبي عتيق، و اسحق بن يحيى، عن الزُهري، عن علي، يعني ابن حسين، عن صفية، عن النبي ﷺ. [30]
باب: أمر الموالي إذا وجَّه أميرين إلى موضع: أن يتطاوعا ولا يتعاصيا
6751 - حدثنا محمد بن بشار: حدثنا العقدي: حدثنا شعبة، عن سعيد بن أبي بردة قال: سمعت أبي قال:
بعث النبي ﷺ أبي ومعاذ بن جبل إلى اليمن، فقال: (يسِّرا ولا تعسِّرا، وبشِّرا ولا تنفِّرا، وتطاوعا). فقال له أبو موسى: إنه يُصنع بأرضنا البتع؟ فقال: (كل مسكر حرام).
وقال أبو النضر، وأبو داود، ويزيد بن هارون، ووكيع، عن شعبة، عن سعيد بن أبي بردة، عن أبيه، عن جده، عن النبي ﷺ. [31]
باب: إجابة الحاكم الدعوة
وقد أجاب عثمان بن عفان عبداً للمغيرة بن شعبة.
6725 - حدثنا مسدد: حدثنا يحيى بن سعيد، عن سفيان: حدثني منصور، عن أبي وائل، عن أبي موسى،
عن النبي ﷺ قال: (فكُّوا العاني وأجيبوا الداعي). [32]
باب: هدايا العمَّال
6753 - حدثنا علي بن عبد الله: حدثنا سفيان، عن الزُهري: أنه سمع عروة: أخبرنا أبو حميد الساعدي قال:
استعمل النبي ﷺ رجلاً من بني أسد، يقال له ابن الأتبيَّة، على صدقة، فلما قدم قال: هذا لكم وهذا أهدي لي، فقام النبي ﷺ على المنبر - قال سفيان أيضا: فصعد المنبر - فحمد الله وأثنى عليه، ثم قال: (ما بال العامل نبعثه، فيأتي فيقول: هذا لك وهذا لي، فهلا جلس في بيت أبيه وأمه فينظر أيهدى أم لا؟ والذي نفسي بيده، لا يأتي بشيء إلا جاء به يوم القيامة يحمله على رقبته: إن كان بعيراً له رغاء، أو بقرة لها خوار أو شاة تيعر). ثم رفع يديه حتى رأينا عفرتي إبطيه: (ألا هل بلَّغت). ثلاثاً.
قال سفيان: قصه علينا الزُهري، وزاد هشام: عن أبيه عن أبي حميد
قال: سمع أذناي، وأبصرته عيني، وسلوا زيد بن ثابت، فإنه سمعه معي.
ولم يقل الزُهري: سمع أذني. [33]
{خوار}: صوت، والجؤار من { تجأرون}: كصوت البقرة.
باب: استقضاء الموالي واستعمالهم
6754 - حدثنا عثمان بن صالح: حدثنا عبد الله بن وهب: أخبرني ابن جريج: أن نافعاً أخبره: أن ابن عمر رضي الله عنهما أخبره قال:
كان سالم مولى أبي حذيفة يؤم المهاجرين الأولين وأصحاب النبي ﷺ في مسجد قباء، فيهم أبو بكر وعمر وأبو سلمة وزيد وعامر بن ربيعة. [34]
26 - باب: العرفاء للناس.
6755 - حدثنا إسماعيل بن أبي أويس: حدثني إسماعيل بن ابراهيم، عن عمه موسى ابن عقبة: قال ابن شهاب: حدثني عروة بن الزبير: أن مروان بن الحكم والمسور بن مخرمة أخبراه:
أن رسول الله ﷺ قال، حين أذن لهم المسلمون في عتق سبي هوازن: (إني لا أدري من أذن فيكم ممن لم يأذن، فارجعوا حتى يرفع إلينا عرفاؤكم أمركم). فرجع الناس فكلمهم عرفاؤهم، فرجعوا إلى رسول الله ﷺ فأخبروه: أن الناس قد طيَّبوا وأذنوا. [35]
27 - باب: ما يكره من ثناء السلطان، وإذا خرج قال غير ذلك.
6756 - حدثنا أبو نعيم: حدثنا عاصم بن محمد بن زيد بن عبد الله بن عمر، عن أبيه: قال أناس لابن عمر: إنا ندخل على سلطاننا، فنقول لهم خلاف ما نتكلم إذا خرجنا من عندهم، قال: كنا نعدها نفاقاً.
6757 - حدثنا قتيبة: حدثنا الليث، عن يزيد بن ابي حبيب، عن عراك، عن أبي هريرة: أنه سمع رسول الله ﷺ يقول: (إن شرَّ
الناس ذو الوجهين، الذي يأتي هؤلاء بوجه وهؤلاء بوجه). [36]
باب: القضاء على الغائب
6758 - حدَّثنا محمد بن كثير: أخبرنا سفيان، عن هشام، عن أبيه، عن عائشة رضي الله عنها:
أن هند قالت للنبي ﷺ: إن أبا سفيان رجل شحيح، فأحتاج أن آخذ من ماله؟ قال: (خذي ما يكفيك وولدك بالمعروف). [37]
29 - باب من قضي له بحق أخيه فلا يأخذه، فإن قضاء الحاكم لا يحلُّ حراماً ولا يحرِّم حلالاً.
6759 - حدثنا عبد العزيز بن عبد الله: حدثنا إبراهيم بن سعد، عن صالح، عن ابن شهاب قال: أخبرني عروة بن الزبير: أن زينب بنت أبي سلمة أخبرته: أنَّ أمَّ سلمة زوج النبي ﷺ أخبرتها،
عن رسول الله ﷺ: أنه سمع خصومة بباب حجرته، فخرج إليهم فقال:
(إنما أنا بشر، وإنه يأتيني الخصم، فلعل بعضكم أن يكون أبلغ من بعض، فأحسب أنه صادق فأقضي له بذلك، فمن قضيت له بحق مسلم، فإنما هي قطعة من النار، فليأخذها أو ليتركها). [38]
6760 - حدثنا إسماعيل قال: حدثني مالك، عن ابن شهاب، عن عروة بن الزبير، عن عائشة زوج النبي ﷺ أنها قالت:
كان عتبة بن أبي وقَّاص، عهد إلى أخيه سعد بن أبي وقَّاص، أن ابن وليدة زمعة منِّي، فاقبضه إليك، فلما كان عام الفتح أخذه سعد فقال: ابن
أخي، قد كان عهد إليَّ فيه، فقام إليه عبد بن زمعة فقال: أخي و ابن وليدة أبي، ولد على فراشه، فتساوقا إلى رسول الله ﷺ، فقال سعد: يا رسول الله، ابن أخي كان عهد إليَّ فيه، وقال عبد بن زمعة: أخي وابن وليدة أبي،
ولد على فراشه، فقال رسول الله ﷺ: (هو لك يا عبد بن زمعة). ثم قال رسول الله ﷺ: (الولد للفراش، وللعاهر الحَجَر). ثم قال لسودة بنت زمعة: (احتجبي منه). لما رأى من شبهه بعتبة، فما رآها حتى لقي الله تعالى. [39]
باب: الحكم في البئر ونحوها
6761 - حدثنا إسحق بن نصر: حدثنا عبد الرزاق: أخبرنا سفيان، عن منصور والأعمش، عن أبي وائل قال: قال عبد الله:
قال النبي ﷺ: (لا يحلف على يمين صَبْرٍ، يَقتَطِعُ مالاً وهو فيها فاجر، إلا لقي الله وهو عليه غضبان). فأنزل الله: { إنَّ الذين يشترون بعهد الله وأيمانهم ثمناً قليلاً}. الآية، فجاء الأشعث وعبد الله يُحدِّثهم، فقال: فيَّ نزلت وفي رجل خاصمته في بئرٍ، فقال النبي ﷺ: (ألك بيِّنة). قلت: لا، قال: (فليحلف). قلت إذن يحلف، فنزلت: {إنَّ الذين يشترون بعهد الله}. الآية. [40]
باب القضاء في كثير المال وقليله
وقال ابن عيينة، عن ابن شبرمة: القضاء في قليل المال و كثيره سواء.
6762 - حدثنا أبو اليمان: أخبرنا شعيب، عن الزُهري: أخبرني عروة بن الزبير: أنَّ زينب بنت أبي سلمة أخبرته، عن أمها أم سلمة قالت:
سمع النبي ﷺ جَلَبَةَ خصام عند بابه، فخرج عليهم فقال: ( إنما أنا بشر، وإنه يأتيني الخصم، فلعل بعضاً أن يكون أبلغ من بعض، أقضي له بذلك، وأحسب أنه صادق، فمن قضيت له بحق مسلم فإنما هي قطعة من النار، فليأخذها أو ليدعها). [41]
باب: بيع الإمام على الناس أموالهم وضياعهم
وقد باع النبي ﷺ مدبَّراً من نُعيم بن النَّحَّام.
6763 - حدثنا ابن نمير: حدثنا محمد بن بشر: حدثنا إسماعيل: حدثنا سلمة ابن كهيل، عن عطاء، عن جابر بن عبد الله قال:
بلغ النبي ﷺ أنَّ رجلاً من أصحابه أعتق غلاماً له عن دُبُرٍ، لم يكن له مال غيره، فباعه بثمانمائة درهم، ثم أرسل بثمنه إليه. [42]
باب: من لم يكترث بطعن من لا يعلم في الأمراء حديثاً
6764 - حدثنا موسى بن إسماعيل: حدثنا عبد العزيز بن مسلم: حدثنا عبد الله ابن دينار قال: سمعت ابن عمر رضي الله عنهما يقول:
بعث رسول الله ﷺ بعثاً، وأمَّر عليهم أسامة بن زيد، فطعن في إمارته، وقال: (إن تطعنوا في إمارته فقد كنتم تطعنون في إمارة أبيه من قبله، وايم الله إن كان لخليقاً للإمرة، وإن كان لَمِنْ أَحَبِّ الناس اليَّ، و إنَّ هذا لمن أحبَّ الناس إليَّ بعده). [43]
باب: الألدُّ الخصِم، وهو الدائم في الخصومة
{ لُدًّا }: عُوجاً. { ألَدُّ }: أعوج.
6765 - حدثنا مسدَّد: حدثنا يحيى بن سعيد، عن ابن جريج: سمعت ابن أبي مليكة يحدِّث، عن عائشة رضي الله عنها قالت:
قال رسول الله ﷺ: ( أبغض الرجال إلى الله الألدُّ الخصِم). [44]
باب: إذا قضى الحاكم بجَورٍ، أو خلاف أهل العلم فهو ردٌّ
6766 - حدثنا محمود: حدثنا عبد الرزاق: أخبرنا معمر، عن الزُّهريِّ، عن سالم، عن ابن عمر: بعث النبي ﷺ خالدًا (ح). وحدثني أبو عبد الله نُعيم بن حمَّاد: أخبرنا عبد الله: أخبرنا معمر، عن الزُهري، عن سالم، عن أبيه قال:
بعث النبي ﷺ خالد بن الوليد إلى بني جذيمة، فلم يحسنوا أن يقولوا: أسلمنا، فقالوا صبأنا صبأنا، فجعل خالد يقتل ويأسر، ودفع إلى كل رجل منَّا أسيره، فأمر كل رجل منا أن يقتل أسيره، فقلت: والله لا أقتل أسيري، ولا يقتل رجلاً من أصحابي أسيره، فذكرنا ذلك للنبي ﷺ، فقال: (اللهمَّ إنِّي أبرأ إليك ممَّا صنع خالد بن الوليد). مرتين. [45]
باب: الإمام يأتي قوماً فيصلح بينهم
6767 - حدثنا أبو النعمان: حدثنا حمَّاد: حدثنا أبو حازم المديني، عن سهل بن سعد الساعدي قال: كان قتالاً بين بني عمرو، فبلغ ذلك النبي ﷺ، فصلى الظهر ثم أتاهم يصلح بينهم، فلمَّا حضرت صلاة العصر، فأذَّن بلال وأقام، وأمر أبا بكر فتقدَّم، وجاء النبي ﷺ وأبو بكر في الصلاة، فشقَّ الناس حتى قام خلف أبي بكر، فتقدم في الصفِّ الذي يليه، قال: وصفَّح القوم، وكان أبو بكر إذا دخل في الصلاة لم يلتفت حتى يفرغ، فلمَّا رأى التَّصفيح لا يمسك عليه التفت، فرأى النبي ﷺ خلفه، فأومأ إليه النبي ﷺ: (أن امضه). وأومأ بيده هكذا، و لبث أبو بكر هنيَّةً يحمد الله على قول النبي ﷺ، ثم مشى القهقرى، فلمَّا رأى النبي ﷺ ذلك تقدَّم، فصلَّى النبي ﷺ بالناس، فلما قضى صلاته قال: (يا أبا بكر، ما منعك إذ أومأت إليك أن لا تكون مضيت). قال: لم يكن لابن أبي قحافة أن يؤمَّ النبيَّ ﷺ، وقال للقوم: (إذا نابكم أمر فليسبِّح الرجال وليصفِّح النساء). [46]
باب: يُستحبُّ للكاتب أن يكون أميناً عاقلاً
6768 - حدثنا محمد بن عبيد الله أبو ثابت: حدثنا إبراهيم بن سعد، عن ابن شهاب، عن عبيد بن السبَّاق، عن زيد بن ثابت قال: بعث إليَّ أبو بكر مقتل أهل اليمامة وعنده عمر، فقال أبو بكر: إنَّ عمر أتاني فقال: إنَّ القتل قد استحرَّ يوم اليمامة بقرَّاء القرآن، وإني أخشى أن يستحرَّ القتل بقرَّاء القرآن في المواطن كلِّها، فيذهب قرآن كثير، و إني أرى أن تأمر بجمع القرآن، قلت: كيف أفعل شيئاً لم يفعله رسول الله ﷺ؟ فقال عمر: هو والله خير، فلم يزل عمر يراجعني في ذلك حتَّى شرح الله صدري للذي شرح له صدر عمر، ورأيت في ذلك الذي رأى عمر. قال زيد: قال أبو بكر: وإنك رجل شابّ عاقل لا نتَّهمك، قد كنت تكتب الوحي لرسول الله ﷺ، فتتبَّع القرآن فاجمعه. قال زيد: فوالله لو كلَّفني نقل جبل من الجبال ما كان بأثقل عليَّ ممَّا كلَّفني من جمع القرآن. قلت كيف تفعلان شيئاً لم يفعله رسول الله ﷺ؟ قال أبو بكر: هو والله خير، فلم يزل يحثُّ مراجعتي حتى شرح الله صدري للَّذي شرح الله له صدر أبي بكر وعمر، ورأيت في ذلك الذي رأيا، فتتبَّعت القرآن أجمعه من العُسُبِ والرقاع و اللخاف وصدور الرجال، فوجدت في آخر سورة التوبة: {لقد جاءكم رسول من أنفسكم}. إلى آخرها مع خزيمة، أو أبي خزيمة، فألحقتها في سورتها، فكانت الصحف عند أبي بكر حياته حتى توفاه الله عز وجل، ثم عند عمر حياته حتى توفاه الله، ثم عند حفصة بنت عمر.
قال محمد بن عبيد الله: اللخاف يعني الخزف. [47]
باب: كتاب الحاكم إلى عمَّاله، والقاضي إلى أمنائه
6769 - حدثنا عبد الله بن يوسف: أخبرنا مالك، عن أبي ليلى(ح). حدثنا إسماعيل: حدثني مالك، عن أبي ليلى بن عبد الله بن عبد الرحمن بن سهل، عن سهل بن أبي حثْمة: أنه أخبره هو ورجال من كُبَراء قومه:
أنَّ عبد الله بن سهل ومُحَيِّصة خرجا إلى خيبر من جهد أصابهم، فأخبِرَ محيِّصة أنَّ عبد الله قُتِل و طرح في فقير أو عين، فأتى يهود فقال: أنتم والله قتلتموه، قالوا: ما قتلناه والله، ثمَّ أقبل حتى قدم على قومه فذكر لهم، فأقبل هو وأخوه حويِّصة، وهو أكبر منه، وعبد الرحمن بن سهل، فذهب ليتكلم، وهو الذي كان بخيبر، فقال النبي ﷺ لمحيِّصة: (كبِّر كبِّر). يريد السن، فتكلم حويِّصة ثمَّ تكلم محيِّصة، فقال رسول الله ﷺ: ( إمَّا أن يدوا صاحبكم، وإمَّا أن يُؤذِنوا بحرب). فكتب رسول الله ﷺ إليهم به، فكتبوا: ما قتلناه، فقال رسول الله لحويِّصة ومحيِّصة وعبد الرحمن: (أتحلفون وتستحقُّون دم صاحبكم). فقالوا: لا، قال: (أفتحلف لكم يهود). قالوا: ليسوا بمسلمين، فوداه رسول الله ﷺ من عنده مائة ناقة حتى أدخلت الدار، قال سهل: فركضتني منها ناقة. [48]
باب: هل يجوز للحاكم أن يبعث رجلاً وحده للنظر في الأمور
6770 - حدثنا آدم: حدثنا ابن أبي ذئب: حدثنا الزُهري، عن عبيد الله بن عبد الله، عن أبي هريرة وزيد بن خالد الجهنيِّ قالا:
جاء أعرابي فقال: يا رسول الله، اقض بيننا بكتاب الله، فقام خصمه فقال: صدق، فاقض بيننا بكتاب الله، فقال الأعرابي: إنَّ ابني كان عسيفاً على هذا فزنى بامرأته، فقالوا لي: على ابنك الرجم، ففديت ابني منه بمائة من الغنم ووليدة، ثم سألت أهل العلم فقالوا: إنما على ابنك جلد مائة وتغريب عام، فقال النبي ﷺ: (لأقضينَّ بينكما بكتاب الله، أمَّا الوليدة و الغنم فردٌّ عليك، وعلى ابنك جلد مائة وتغريب عام، وأمَّا أنت يا أنيس - لرجل - فاغد على امرأة هذا فارجمها). فغدا عليها أنيس فرجمها. [49]
باب: ترجمة الحكام، وهل يجوز ترجمان واحد
وقال خارجة بن زيد بن ثابت، عن زيد بن ثابت: أن النبي ﷺ أمره أن يتعلم كتاب اليهود حتى كتبت للنبي ﷺ كتبهن وأقرأته كتبهم إذا كتبوا إليه.
وقال عمر، وعنده عليّ وعبد الرحمن وعثمان: ماذا تقول هذه؟ قال عبد الرحمن ابن حاطب: فقلت: تخبرك بصاحبها الذي صنع بها.
وقال أبو جمرة: كنت أترجم بين ابن عباس وبين الناس. [50]
وقال بعض الناس: لا بدَّ للحاكم من مترجمَيْن.
6711 - حدثنا أبو اليمان: أخبرنا شعيب، عن الزُهري: أخبرني عبيد الله بن عبد الله: أنَّ عبد الله بن عباس أخبره: أنَّ أبا سفيان بن حرب أخبره: أنَّ هرقل أرسل إليه في ركب من قريش، ثم قال لترجمانه: قل لهم: إني سائل هذا، فإن كذبني فكذِّبوه، فذكر الحديث، فقال للترجمان: قل له: إن كان ما تقول حقاً، فسيملك موضع قدميَّ هاتين. [51]
باب: محاسبة الإمام عمَّاله
6722 - حدثنا محمد: أخبرنا عبدة: حدثنا هشام بن عروة، عن أبيه، عن أبي حُميد الساعديِّ:
أنَّ النبي ﷺ استعمل ابن الأتبيَّة على صدقات بني سُليم، فلما جاء إلى رسول الله ﷺ وحاسبه قال: هذا الذي لكم، وهذه هدية أهديت لي، فقال رسول الله ﷺ: (فهلاَّ جلست في بيت أبيك وبيت أمك حتى تأتيك هديتك إن كنت صادقاً). ثم قام رسول الله ﷺ فخطب الناس، وحمد الله وأثنى عليه، ثم قال: ( أما بعد، فإني أستعمل رجالاً منكم على أمور مما ولاَّني الله، فيأتي أحدكم فيقول: هذا لكم وهذه هديَّة أهديت لي، فهلاَّ جلس في بيت أبيه وبيت أمه حتى تأتيه هديته إن كان صادقاً، فوالله، لا يأخذ أحدكم منها شيئاً - قال هشام - بغير حقِّه، إلاَّ جاء الله يحمله يوم القيامة، ألا فلا أعرفنَّ ما جاء الله رجل ببعير له رغاء، أو ببقرة لها خوار، أو شاةً تيعر). ثم رفع يديه حتى رأيت بياض إبطيه: (ألا هل بلَّغت). [52]
باب: بطانة الإمام وأهل مشورته
البطانة: الدُّخَلاء.
6773 - حدثنا أصبغ: أخبرنا ابن وهب: أخبرني يونس، عن ابن شهاب، عن أبي سلمة، عن أبي سعيد الخدري،
عن النبي ﷺ قال: (ما بعث الله من نبي، ولا استخلف من خليفة، إلاَّ كانت له بطانتان: بطانة تأمره بالمعروف وتحضه عليه، وبطانة تأمره بالشر وتحضه عليه، فالمعصوم من عصم الله تعالى).
وقال سليمان، عن يحيى: أخبرني ابن شهاب بهذا. و عن ابن أبي عتيق،
وموسى، عن ابن شهاب مثله. وقال شعيب، عن الزُهري: حدثني أبو سلمة، عن أبي سعيد قوله. وقال الأوزاعيُّ ومعاوية بن سلام:حدثني الزُهري: حدثني أبو سلمة، عن أبي هريرة، عن النبي ﷺ. وقال ابن أبي حسين وسعيد بن زياد، عن أبي سلمة، عن أبي سعيد قوله. وقال عبيد الله بن أبي جعفر: حدثني صفوان، عن أبي سلمة، عن أبي أيوب قال: سمعت النبي ﷺ. [53]
باب: كيف يبايع الإمام الناس
6774 - حدنا إسماعيل: حدثني مالك، عن يحيى بن سعيد قال: أخبرني عبادة بن الوليد: أخبرني أبي، عن عبادة بن الصامت قال:
بايعنا رسول الله ﷺ على السمع و الطاعة في المنشط والمكره، وأن لا ننازع الأمر أهله وأن نقوم، أو: نقول بالحق حيثما كنَّا لا نخاف في الله لومة لائم. [54]
6775 - حدثنا عمرو بن عليٍّ: حدثنا خالد بن الحارث: حدثنا حميد، عن أنس رضي الله عنه: خرج النبي ﷺ في غداة باردة، والمهاجرون والأنصار يحفرون الخندق، فقال:
(اللهم إنَّ الخير خير الآخرة *** فاغفر للأنصار و المهاجرة).
فأجابوا:
نحن الذين بايعوا محمدا *** على الجهاد ما بقينا أبدا [55]
6776 - حدثنا عبد الله بن يوسف: أخبرنا مالك، عن عبد الله بن دينار،
عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال:
كنَّا إذا بايعنا رسول الله ﷺ على السمع والطاعة يقول لنا: (فيما استطعتم).
6777 - حدثنا مسدد: حدثنا يحيى، عن سفيان: حدثنا عبد الله بن دينار قال: شهدت ابن عمر حيث اجتمع الناس على عبد الملك قال: كتب: إنِّي أقرُّ بالسمع والطاعة لعبد الله عبد الملك أمير المؤمنين، على سنَّة الله وسنَّة رسوله ما استطعت، وإنَّ بنيَّ قد أقرُّا بمثل ذلك. [56]
6778 - حدثنا يعقوب بن إبراهيم: حدثنا هُشَيْم: أخبرنا سيَّار، عن الشعبيِّ، عن جرير بن عبد الله قال:
بايعت النبي ﷺ على السمع والطاعة، فلقَّنني:(فيما استطعت، والنصح لكلِّ مسلم). [57]
6779 - حدثنا عمرو بن عليٍّ: حدثنا يحيى، عن سفيان قال: حدثني عبد الله بن دينار قال: لمَّا بايع الناس عبد الملك، كتب إليه عبد الله بن عمر: إلى عبد الله عبد الملك أمير المؤمنين، إنِّي أقرُّ بالسمع والطاعة لعبد الله عبد الملك أمير المؤمنين، على سنَّة الله وسنَّة رسوله فيما استطعت، وإنَّ بنيَّ قد أقرُّوا بذلك. [58]
6780 - حدثنا عبد الله بن مسلمة: حدثنا حاتم، عن يزيد قال: قلت لسلمة: على أي شيء بايعتم النبي ﷺ يوم الحديبيَّة؟ قال: على الموت. [59]
6781 - حدثنا عبد الله بن محمد بن أسماء: حدثنا جويرية، عن مالك، عن الزُهريِّ: أنَّ حميد بن عبد الرحمن أخبره: أنَّ المسور بن مخرمة
أخبره: أنَّ الرهط الذين ولاهم عمر اجتمعوا فتشاوروا، فقال لهم عبد الرحمن: لست بالذي أنافسكم على هذا الأمر، ولكنكم إن شئتم اخترت لكم منكم، فجعلوا ذلك إلى عبد الرحمن، فلما ولَّوا عبد الرحمن أمرهم، فمال الناس على عبد الرحمن، حتى ما أرى أحداً من الناس يتبع أولئك الرهط ولا يطأ عقبه، ومال الناس على عبد الرحمن يشاورونه تلك الليالي، حتى إذا كانت الليلة التي أصبحنا منها فبايعنا عثمان، قال المسور: طرقني عبد الرحمن بعد هجع من الليل، فضرب الباب حتى استيقظتُ، فقال أراك نائماً، فوالله ما اكتحلت هذه الثلاث بكبير نوم، انطلق فادعوا الزبير وسعداً، فدعوتهما له فشاورهما، ثم دعاني فقال: ادع لي علِيًّا، فدعوته فناجاه حتى ابهارَّ الليل، ثم قام عليّ من عنده وهو على طمع، وقد كان عبد الرحمن يخشى من عليٍّ شيئاً، ثم قال: ادع لي عثمان، فدعوته، فناجاه حتى فرَّق بينهما المؤذِّن بالصبح، فلما صلَّى للناس الصبح، واجتمع أولئك الرهط عند المنبر، فأرسل إلى من كان حاضراً من المهاجرين والأنصار، وأرسل إلى أمراء الأجناد، وكانوا وافوا تلك الحَجَّة مع عمر، فلما اجتمعوا تشهَّد عبد الرحمن ثم قال: أمَّا بعد يا عليُّ، إنِّي قد نظرت في أمر الناس، فلم أرهم يعدلون بعثمان، فلا تجعلنَّ على نفسك سبيلاً. فقال: أبايعك على سنَّة الله ورسوله والخليفتين من بعده، فبايعه عبد الرحمن، وبايعه الناس: المهاجرون، والأنصار، وأمراء الأجناد، والمسلمون.
باب: من بايع مرتين
6782 - حدثنا أبو عاصم، عن يزيد بن أبي عبيد، عن سلمة قال:
بايعنا النبي ﷺ تحت الشجرة، فقال لي: (يا سلمة ألا تبايع). قلت: يا رسول الله، قد بايعت في الأول، قال: (وفي الثاني). [60]
باب: بيعة الأعراب
6783 - حدثنا عبد الله بن مسلمة، عن مالك، عن محمد بن المنكدر، عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما:
أنَّ أعرابيًّا بايع رسول الله ﷺ على الإسلام، فأصابه وعك، فقال: أقلني بيعتي، فأبى، ثمَّ جاءه فقال: أقلني بيعتي، فأبى، فخرج، فقال رسول الله ﷺ: (المدينة كالكير، تنفي خبثها، وتصنع طيِّبها). [61]
باب: بيعة الصغير
6784 - حدثنا علي بن عبد الله: حدثنا عبد الله بن يزيد: حدثنا سعيد، هو ابن أبي أيوب، قال: حدثني أبو عقيل زُهرة بن معبد، عن جدِّه عبد الله بن هشام، وكان قد أدرك النبي ﷺ، وذهبت به أمُّه زينب بنت حميد إلى رسول الله ﷺ، فقالت: يا رسول الله بايعه، فقال النبي ﷺ: (هو صغير). فمسح رأسه ودعا له، وكان يضحِّي بالشاة الواحدة عن جميع أهله. [62]
باب: من بايع ثم استقال البيعة
6785 - حدثنا عبد الله بن يوسف: أخبرنا مالك، عن محمد بن المنكدر،
عن جابر ابن عبد الله:
أنَّ أعرابيًّا بايع رسول الله ﷺ على الإسلام، فأصاب الأعرابي وعك بالمدينة، فأتى الأعرابي إلى رسول الله ﷺ فقال:
يا رسول الله، أقلني بيعتي، فأبى رسول الله ﷺ، ثم جاءه فقال: أقلني بيعتي، فأبى، ثم جاءه فقال: أقلني بيعتي، فأبى، فخرج الأعرابي، فقال رسول الله ﷺ: (إنما المدينة كالكير، تنفي خبثها وتنصع طيِّبها). [63]
باب: من بايع رجلاً لا يبايعه إلاَّ للدنيا
6786 - حدثنا عبدان، عن أبي حمزة، عن الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي هريرة قال:
قال رسول الله ﷺ: (ثلاثة لا يكلمهم الله يوم القيامة ولا يزكِّيهم ولهم عذاب أليم: رجل على فضل ماء بالطريق يمنع منه ابن السبيل، ورجل بايع إماماً لا يبايعه إلا لدنياه، إن أعطاه ما يريد وفى له وإلا لم يف له، ورجل بايع رجلاً بسلعةٍ بعد العصر، فحلف بالله لقد أعطي بها كذا وكذا فصدَّقه، فأخذها، ولم يعط بها). [64]
باب: بيعة النساء
رواه ابن عباس، عن النبي ﷺ. [65]
6787 - حدثنا أبو اليمان: أخبرنا شعيب، عن الزُهري. وقال الليث: حدثني يونس، عن ابن شهاب: أخبرني أبو إدريس الخولانيُّ: أنه سمع عبادة بن الصامت يقول:
قال لنا رسول الله ﷺ ونحن في مجلس: (تبايعوني على أن لا تشركوا بالله شيئاً، ولا تسرقوا، ولا تزنوا، ولا تقتلوا أولادكم، ولا تأتوا ببهتانٍ تفترونه بين أيديكم وأرجلكم، ولا تعصوا في معروف، فمن وفى منكم فأجره على الله، ومن أصاب من ذلك شيئاً فعوقب في الدنيا فهو كفارة له، ومن أصاب من ذلك شيئاً فستره الله، فأمره إلى الله: إن شاء عاقبه وإن شاء عفا عنه).فبايعناه على ذلك. [66]
6788 - حدثنا محمود: حدثنا عبد الرزاق: أخبرنا معمر، عن الزُهري،
عن عروة، عن عائشة رضي الله عنها قالت:
كان النبي ﷺ يبايع النساء بالكلام بهذه الآية: {لا يشركن بالله شيئاً}. قالت: وما مسَّت يد رسول الله ﷺ يد امرأة إلاَّ امرأة يملكها. [67]
6789 - حدثنا مسدَّد: حدثنا عبد الوارث، عن أيوب، عن حفصة، عن أمِّ عطيَّة قالت:
بايعنا النبي ﷺ، فقرأ علينا: {أن لا يشركن بالله شيئاً}. ونهانا عن النياحة، فقبضت امرأة منا يدها، فقالت: فلانة أسعدتني، وأنا أريد أن أجزيها. فلم يقل شيئاً، فذهبَت ثم رجعَت، فما وفت امرأة إلا أم سُليم، وأم العلاء، وابنة أبي سبرة امرأة معاذ، أو ابنة أبي سبرة، وامرأة معاذ. [68]
باب: من نكث بيعة
وقال الله تعالى: {إنَّ الذين يبايعونك إنما يبايعون الله يد الله فوق أيديهم فمن نكث فإنما ينكث على نفسه ومن أوفى بما عاهد عليهُ الله فسيؤتيه أجراً عظيماً}.
6790 - حدثنا أبو نعيم: حدثنا سفيان، عن عمر بن المنكدر: سمعت حابراً قال:
جاء أعرابيّ إلى النبي ﷺ فقال: بايعني على الإسلام، فبايعه على الإسلام، ثم جاء الغد محموماً، فقال: أقلني، فأبى، فلما ولَّى، قال: (المدينة كالكير، تنفي خبثها وتنصع طيِّبها). [69]
باب: الاستخلاف
6791 - حدثنا يحيى بن يحيى: أخبرنا سليمان بن بلال، عن يحيى بن سعيد: سمعت القاسم بن محمد قال:
قالت عائشة رضي الله عنها: وارأساه، فقال رسول الله ﷺ: (ذاكِ لو كان وأنا حيّ فأستغفر لك وأدعو لك). فقالت عائشة: واثكلياه، والله إني لأظنك تحبُّ موتي، ولو كان ذاك لظلِلتَ
آخر يومك معرِّساً ببعض أزواجك، فقال النبي ﷺ: (بل أنا وارأساه، لقد هممت، أو أردت، أن أرسل إلى أبي بكر وابنه فأعهد، أن يقول القائلون أو يتمنى المتمنُّون، ثم قلت: يأبى الله ويدفع المؤمنون، أو: يدفع الله ويأبى المؤمنون). [70]
6792 - حدثنا محمد بن يوسف: أخبرنا سفيان، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال:
قيل لعمر: ألا تستخلف؟ قال: إن أستخلف فقد استخلف من هو خير مني أبو بكر، وإن أترك فقد ترك من هو خير مني رسول الله ﷺ. فأثنوا عليه، فقال: راغب وراهب، وددت أنِّي نجوت منها كفافاً، لا لي ولا عليَّ، لا أتحمَّلها حيًّا وميِّتاً.
6793 - حدثنا إبراهيم بن موسى: أخبرنا هشام، عن معمر، عن الزُّهريّ:
أخبرني أنس بن مالك رضي الله عنه: أنه سمع خطبة عمر الآخرة حين جلس على المنبر، وذلك الغد من يوم توفي النبي ﷺ، فتشهَّد وأبو بكر صامت لا يتكلم، قال: كنت أرجو أن يعيش رسول الله ﷺ حتى يدبرنا، يريد بذلك أن يكون آخرهم، فإن يكُ محمد ﷺ قد مات، فإن الله تعالى قد جعل بين أظهركم نوراً تهتدون به بما هدى الله محمداً ﷺ، وإنَّ أبا بكر صاحب رسول الله ﷺ ثاني اثنين، فإنَّه أولى المسلمين بأموركم، فقوموا فبايعوه، وكانت طائفة منهم قد بايعوه قبل ذلك في سقيفة بني ساعدة، وكانت بيعة العامَّة على المنبر. قال الزُهريُّ، عن أنس بن مالك: سمعت عمر يقول لأبي بكر يومئذٍ: اصعد المنبر، فلم يزل به حتى صعد المنبر، فبايعه الناس عامَّةً. [71]
6794 - حدثنا عبد العزيز بن عبد الله: حدثنا إبراهيم بن سعد، عن أبيه، عن محمد بن جبير بن مطعم، عن أبيه قال:
أتت النبي ﷺ امرأة فكلمته في شيء، فأمرها أن ترجع إليه، قالت: يا رسول الله، أرأيت إن جئت ولم أجدك؟ كأنها تريد الموت، قال: (إن لم تجديني فأتي أبا بكر) [72]
6795 - حدثنا مسدد: حدثنا يحيى، عن سفيان: حدثني قيس بن مسلم، عن طارق بن شهاب، عن أبي بكر رضي الله عنه: قال لوفد بزاخة: تتبعون أذناب الإبل، حتى يري الله خليفة نبيِّه ﷺ والمهاجرين أمراً يعذرونكم به.
6796 - حدثني محمد بن المثنَّى: حدثناغندر: حدثنا شعبة، عن عبد الملك: سمعت جابر بن سمرة قال:
سمعت النبي ﷺ يقول: (يكون اثنا عشر أميراً) فقال كلمة لم أسمعها، فقال أبي: إنه قال: (كلهم من قريش).
باب: إخراج الخصوم وأهل الرِّيب من البيوت بعد المعرفة
وقد أخرج عمر أخت أبي بكر حين ناحت.
6797 - حدثنا إسماعيل: حدثني مالك، عن أبي الزناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة رضي الله عنه:
أن رسول الله ﷺ قال: (والذي نفسي بيده، لقد هممت أن آمر بحطب يُحتَطب، ثم آمر بالصلاة فيؤذَّن لها، ثم آمر رجلاً فيؤمَّ الناس، ثم أخالف إلى رجال فأُحرِّق عليهم بيوتهم، والذي نفسي بيده، لو يعلم أحدهم أنه يجد عَرقاً سميناً، أو مرماتين حسنتين لشهد العشاء). [73]
باب: هل للإمام أن يمنع المجرمين وأهل المعصية من الكلام معه والزيارة ونحوه
6798 - حدثني يحيى بن بكير: حدثنا الليث، عن عقيل، عن ابن شهاب، عن عبد الرحمن بن عبد الله بن كعب بن مالك: أن عبد الله بن كعب بن مالك، وكان قائد كعب من بنيه حين عمي، قال: سمعت كعب بن مالك قال:
لمَّا تخلَّف عن رسول الله ﷺ في غزوة تبوك، فذكر حديثه، ونهى رسول الله ﷺ المسلمين عن كلامنا، فلبثنا على ذلك خمسين ليلة، وآذن رسول الله ﷺ بتوبة الله علينا. [74]
96 - كتاب الفتن.
1 - باب: ما جاء في قول الله تعالى:{واتقوا فتنة لا تصيبنَّ الذين ظلموا منكم خاصة} /الأنفال: 25/. وما كان النبي ﷺ يحذِّر من الفتن.
6641 - حدثنا علي بن عبد الله: حدثنا بشر بن السَّريِّ: حدثنا نافع بن عمر، عن ابن أبي مليكة قال: قالت أسماء،
عن النبي ﷺ قال: (أنا على حوضي أنتظر من يرد عليَّ، فيؤخذ بناس من دوني، فأقول: أمتي، فيقول: لا تدري، مشوا على القهقرى). قال ابن أبي مليكة: اللهم إنا نعوذ بك أن نرجع على أعقابنا، أو نفتن.
[ر:6220]
6642 - حدثنا موسى بن إسماعيل: حدثنا أبو عوانة، عن مغيرة، عن أبي وائل قال: قال عبد الله:
قال النبي ﷺ: (أنا فرطكم على الحوض، فليرفعنَّ إليَّ رجال منكم، حتى إذا أهويت لأناولهم اختلجوا دوني، فأقول: أي ربِّ أصحابي، يقول: لا تدري ما أحدثوا بعدك).
[ر:6205]
6643 - حدثنا يحيى بن بكير: حدثنا يعقوب بن عبد الرحمن، عن أبي حازم قال: سمعت سهل بن سعد يقول:
سمعت النبي ﷺ يقول: (أنا فرطكم على الحوض، من ورده شرب منه، ومن شرب منه لم يظمأ بعده أبداً، ليردنَّ عليَّ أقوام أعرفهم ويعرفونني، ثم يحال بيني وبينهم).
قال أبو حازم: فسمعني النعمان بن أبي عياش وأنا أحدِّثهم هذا، فقال: هكذا سمعت سهلاً؟ فقلت: نعم، قال: وأنا أشهد على أبي سعيد الخدري لسمعته يزيد فيه قال: (إنهم مني، فيقال: إنك لا تدري ما بدَّلوا بعدك، فأقول: سحقاً سحقاً لمن بدَّل بعدي).
[ر:6212]
2 - باب: قول النبي ﷺ: (سترون بعدي أموراً تنكرونها).
وقال عبد الله بن زيد: قال النبي ﷺ: (اصبروا حتى تلقوني على الحوض).
[ر:4075]
6644 - حدثنا مسدد: حدثنا يحيى بن سعيد: حدثنا الأعمش: حدثنا زيد بن وهب: سمعت عبد الله قال:
قال لنا رسول الله ﷺ: (إنكم سترون بعدي أثرة وأموراً تنكرونها). قالوا: فما تأمرنا يا رسول الله؟ قال: (أدوا إليهم حقهم، وسلوا الله حقكم).
[ر:3408]
6645/6646 - حدثنا مسدد، عن عبد الوارث، عن الجعد، عن أبي رجاء، عن ابن عباس،
عن النبي ﷺ قال: (من كره من أميره شيئاً فليصبر، فإنه من خرج من السلطان شبراً مات ميتة جاهلية).
(6646) - حدثنا أبو النعمان: حدثنا حمَّاد بن زيد، عن الجعد أبي عثمان: حدثني أبو رجاء العطاردي قال: سمعت ابن عباس رضي الله عنهما،
عن النبي ﷺ قال: (من رأى من أميره شيئاً يكرهه فليصبر عليه فإنه من فارق الجماعة شبراً فمات، إلا مات ميتة جاهلية). [6724]
6647 - حدثنا إسماعيل: حدثني ابن وهب، عن عمرو، عن بكير، عن بسر بن سعيد، عن جنادة بن أبي أمية قال:
دخلنا على عبادة بن الصامت وهو مريض، قلنا: أصلحك الله، حدَّث بحديث ينفعك الله به، سمعته من النبي ﷺ، قال: دعانا النبي ﷺ فبايعناه، فقال فيما أخذ علينا: أن بايعنا على السمع والطاعة، في منشطنا ومكرهنا، وعسرنا ويسرنا وأثرة علينا، وأن لا ننازع الأمر أهله، إلا أن تروا كفرا بواحاً، عندكم من الله فيه برهان.
[6774]
6648 - حدثنا محمد بن عرعرة: حدثنا شعبة، عن قتادة، عن أنس بن مالك، عن أسيد بن حضير:
أن رجلاً أتى النبي ﷺ فقال: يا رسول الله، استعملت فلاناً ولم تستعملني؟ قال: (إنكم سترون بعدي أثرة، فاصبروا حتى تلقوني).
[ر:3581]
3 - باب: قول النبي ﷺ: (هلاك أمتي على يدي أغيلمة سفهاء).
6649 - حدثنا موسى بن إسماعيل: حدثنا عمرو بن يحيى بن سعيد بن عمرو بن سعيد قال: أخبرني جدي قال: كنت جالساً مع أبي هريرة في مسجد النبي ﷺ بالمدينة، ومعنا مروان، قال أبو هريرة:
سمعت الصادق المصدوق يقول: (هلكة أمتي على يدي غلمة من قريش). فقال مروان: لعنة الله عليهم غلمة. فقال أبو هريرة: لو شئت أن أقول: بني فلان وبني فلان لفعلت. فكنت أخرج مع جدي إلى بني مروان حين ملكوا بالشأم، فإذا رآهم غلماناً أحداثاً قال لنا: عسى هؤلاء أن يكونوا منهم؟ قلنا: أنت أعلم.
[ر:3409]
4 - باب: قول النبي ﷺ: (ويل للعرب من شر قد اقترب).
6650 - حدثنا مالك بن إسماعيل: حدثنا ابن عيينة: أنه سمع الزُهري، عن عروة، عن زينب بنت أم سلمة، عن أم حبيبة، عن زينب بنت جحش رضي الله عنهن أنها قالت:
استيقظ النبي ﷺ من النوم محمراً وجهه يقول: (لا إله إلا الله، ويل للعرب من شر قد اقترب، فتح اليوم من ردم يأجوج ومأجوج مثل هذه). وعقد سفيان تسعين أو مائة، قيل: أنهلك وفينا الصالحون؟ قال: (نعم، إذا كثر الخبث).
[ر:3168]
6651 - حدثنا أبو نعيم: حدثنا ابن عيينة، عن الزُهري. وحدثني محمود: أخبرنا عبد الرزاق: أخبرنا معمر، عن الزُهري، عن عروة، عن أسامة بن زيد رضي الله عنهما قال:
أشرف النبي ﷺ على أطم من آطام المدينة، فقال: (هل ترون ما أرى). قالوا: لا، قال: (فإني لأرى الفتن تقع خلال بيوتكم كوقع القطر).
[ر:1779]
5 - باب: ظهور الفتن.
6652 - حدثنا عياش بن الوليد: أخبرنا عبد الأعلى: حدثنا معمر، عن الزُهري، عن سعيد، عن أبي هريرة،
عن النبي ﷺ قال: (يتقارب الزمان، وينقص العلم، ويلقى الشُّحُّ، وتظهر الفتن، ويكثر الهرج). قالوا: يا رسول الله، أيُّما هو؟ قال: (القتل القتل). وقال شعيب، عن يونس، والليث، وابن أخي الزُهري، عن الزُهري، عن حميد، عن أبي هريرة، عن النبي ﷺ.
[ر:5690]
6653/6656 - حدثنا عبيد الله بن موسى، عن الأعمش، عن شقيق قال: كنت مع عبد الله وأبي موسى فقالا:
قال النبي ﷺ: (إن بين يدي الساعة لأياماً ينزل فيها الجهل، ويرفع فيها العلم، ويكثر فيها الهرج). والهرج القتل.
(6654) - حدثنا عمر بن حفص: حدثنا أبي: حدثنا الأعمش: حدثنا شقيق قال: جلس عبد الله وأبو موسى فتحدثا: فقال أبو موسى:
قال النبي ﷺ: (إن بين يدي الساعة لأياماً، يرفع فيها العلم، وينزل فيها الجهل، ويكثر الهرج). والهرج القتل.
(6655) - حدثنا قتيبة: حدثنا جرير، عن الأعمش، عن أبي وائل قال: إني لجالس مع عبد الله وأبي موسى رضي الله عنهما، فقال أبو موسى: سمعت النبي ﷺ، مثله، والهرج بلسان الحبشة القتل.
(6656) - حدثنا محمد: حدثنا غندر: حدثنا شعبة، عن واصل، عن أبي وائل، عن عبد الله، وأحسبه رفعه،
قال: (بين يدي الساعة أيام الهرج، يزول فيها العلم ويظهر فيها الجهل). قال أبو موسى: والهرج: القتل بلسان الحبشة.
وقال أبو عوانة، عن عاصم، عن أبي وائل، عن الأشعري أنه قال لعبد الله: تعلم الأيام التي ذكر النبي ﷺ أيام الهرج؟ نحوه.
وقال ابن مسعود:
سمعت النبي ﷺ يقول: (من شرار الناس من تدركهم الساعة وهم أحياء).
6 - باب: لا يأتي زمان إلا الذي بعده شر منه.
6657 - حدثنا محمد بن يوسف: حدثنا سفيان، عن الزبير بن عدي قال:
أتينا أنس بن مالك، فشكونا إليه ما يلقون من الحجاج، فقال: اصبروا، فإنه لا يأتي عليكم زمان إلا الذي بعده شر منه، حتى تلقوا ربكم، سمعته من نبيكم ﷺ
6658 - حدثنا أبو اليمان: أخبرنا شعيب، عن الزُهري (ح). وحدثنا إسماعيل: حدثني أخي، عن سليمان، عن محمد بن أبي عتيق، عن ابن شهاب، عن هند بنت الحارث الفراسيَّة: أن أم سلمة زوج النبي ﷺ قالت:
استيقظ رسول الله ﷺ ليلة فزعاً، يقول: (سبحان الله، ماذا أنزل الله من الخزائن، وماذا أنزل من الفتن، من يوقظ صواحب الحجرات - يريد أزواجه لكي يصلين - رب كاسية في الدنيا عارية في الآخرة).
[ر:115]
7 - باب: قول النبي ﷺ: (من حمل علينا السلاح فليس منا).
6659 - حدثنا عبد الله بن يوسف: أخبرنا مالك، عن نافع، عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما:
أن رسول الله ﷺ قال: (من حمل علينا السلاح فليس منا).
[ر:6480]
6660 - حدثنا محمد بن العلاء: حدثنا أبو أسامة، عن بريد، عن أبي بردة، عن أبي موسى،
عن النبي ﷺ قال: (من حمل علينا السلاح فليس منا).
6661 - حدثنا محمد: أخبرنا عبد الرزاق، عن معمر، عن همَّام: سمعت أبا هريرة،
عن النبي ﷺ قال: (لا يشير أحدكم على أخيه بالسلاح، فإنه لا يدري، لعل الشيطان ينزغ في يده، فيقع في حفرة من النار).
6662/6663 - حدثنا علي بن عبد الله: حدثنا سفيان قال: قلت لعمرو: يا أبا محمد: سمعت جابر بن عبد الله يقول:
مرَّ رجل بسهام في المسجد، فقال له رسول الله ﷺ: (أمسك بنصالها). قال: نعم.
(6663) - حدثنا أبو النعمان: حدثنا حماد بن زيد، عن عمرو بن دينار، عن جابر:
أن رجلاً مرَّ في المسجد بأسهم قد بدا نصولها، فأمر أن يأخذ بنصولها، لا يخدش مسلماً.
[ر:440]
6664 - حدثنا محمد بن العلاء: حدثنا أبو أسامة، عن بريد، عن أبي بردة، عن أبي موسى،
عن النبي ﷺ قال: (إذا مرَّ أحدكم في مسجدنا، أو في سوقنا، ومعه نبل، فليمسك على نصالها، أو قال: فليقبض بكفه، أن يصيب أحداً من المسلمين منها بشيء).
[ر:441]
8 - باب: قول النبي ﷺ: (لا ترجعوا بعدي كفاراً، يضرب بعضكم رقاب بعض).
6665 - حدثنا عمر بن حفص: حدثني أبي: حدثنا الأعمش: حدثنا شقيق قال: قال عبد الله:
قال النبي ﷺ: (سباب المسلم فسوق، وقتاله كفر).
[ر:48]
6666 - حدثنا حجاج بن منهال: حدثنا شعبة: أخبرني واقد بن محمد، عن أبيه، عن ابن عمر:
أنه سمع النبي ﷺ يقول: (لا ارجعوا بعدي كفاراً، يضرب بعضكم رقاب بعض).
[ر:1655]
6667 - حدثنا مسدد: حدثنا يحيى: حدثنا قرَّة بن خالد: حدثنا ابن سيرين، عن عبد الرحمن بن أبي بكرة، عن أبي بكرة، وعن رجل آخر، هو أفضل في نفسي من عبد الرحمن بن أبي بكرة: عن أبي بكرة:
أن رسول الله ﷺ خطب الناس فقال: (ألا تدرون أي يوم هذا). قالوا: الله ورسوله أعلم، قال: حتى ظننا أنه سيسمِّيه بغير اسمه، فقال: (أليس بيوم النحر). قلنا: بلى يا رسول الله، قال: (أي بلد هذا، أليست بالبلدة). قلنا: بلى يا رسول الله، قال: (فإن دماءكم، وأموالكم، وأعراضكم، وأبشاركم، عليكم حرام، كحرمة يومكم هذا، في شهركم هذا، في بلدكم هذا، ألا هل بلَّغت). قلنا: نعم، قال: (اللهم اشهد، فليبلِّغ الشاهد الغائب، فإنه ربَّ مبلِّغ يبلِّغه من هو أوعى له). فكان كذلك، قال: (لا ترجعوا بعدي كفاراً، يضرب بعضكم رقاب بعض). فلما كان يوم حرِّق ابن الحضرمي، حين حرَّقه جارية بن قدامة، قال: أشرفوا على أبي بكرة، فقالوا: هذا أبو بكرة يراك، قال عبد الرحمن: فحدثتني أمي، عن أبي بكرة أنه قال: لو دخلوا عليَّ ما بهشت بقصبة.
[ر:67]
6668 - حدثنا أحمد بن إشكاب: حدثنا محمد بن فضيل، عن أبيه، عن عكرمة، عن ابن عباس رضي الله عنهما قال:
قال النبي ﷺ: (لا ترتدُّوا بعدي كفاراً، يضرب بعضكم رقاب بعض).
[ر:1652]
6669 - حدثنا سليمان بن حرب: حدثنا شعبة، عن علي بن مدرك: سمعت أبا زرعة ابن عمرو بن جرير، عن جده جرير قال:
قال لي رسول الله ﷺ في حجة الوداع: (استنصت الناس). ثم قال: (لا ترجعوا بعدي كفاراً، يضرب بعضكم رقاب بعض).
[ر:121]
9 - باب: تكون فتنة القاعد فيها خير من القائم.
6670/6671 - حدثنا محمد بن عبيد الله: حدثنا إبراهيم بن سعد، عن أبيه، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن، عن أبي هريرة.
قال إبراهيم: وحدثني صالح بن كيسان، عن ابن شهاب، عن سعيد بن المسيَّب، عن أبي هريرة قال:
قال رسول الله ﷺ: (ستكون فتن، القاعد فيها خير من القائم، والقائم فيها خير من الماشي، والماشي فيها خير من الساعي، من تشرَّف لها تستشرفه، فمن وجد فيها ملجأ، أو معاذاً، فليعذ به).
(6671) - حدثنا أبو اليمان: أخبرنا شعيب، عن الزُهري: أخبرني أبو سلمة بن عبد الرحمن: أن أبا هريرة قال:
قال رسول الله ﷺ: (ستكون فتن، القاعد فيها خير من القائم، والقائم خير من الماشي، والماشي فيها خير من الساعي، من تشرَّف لها تستشرفه، فمن وجد ملجأ، أو معاذاً، فليعذ به).
[ر:3406]
10 - باب: إذا التقى المسلمان بسيفيهما.
6672 - حدثنا عبد الله بن عبد الوهَّاب: حدثنا حمَّاد، عن رجل لم يسمِّه، عن الحسن قال:
خرجت بسلاحي ليالي الفتنة، فاستقبلني أبو بكرة فقال: أين تريد؟ قلت: أريد نصرة ابن عمِّ رسول الله ﷺ. قال: قال رسول الله ﷺ: (إذا تواجه المسلمان بسيفيهما فكلاهما من أهل النار). قيل: فهذا القاتل، فما بال المقتول؟ قال: (إنه أراد قتل صاحبه).
قال حمَّاد بن زيد: فذكرت هذا الحديث لأيوب ويونس بن عبيد، وأنا أريد أن يحدِّثاني به، فقالا: إنما روى هذا الحديث: الحسن، عن الأحنف بن قيس، عن أبي بكرة.
حدثنا سليمان: حدثنا حمَّاد بهذا.
وقال مؤمَّل: حدثنا حمَّاد بن زيد: حدثنا أيوب، ويونس، وهشام، ومعلَّى بن زياد، عن الحسن، عن الأحنف، عن أبي بكرة، عن النبي ﷺ.
ورواه معمر، عن أيوب.
ورواه بكَّار بن عبد العزيز، عن أبيه، عن أبي بكرة.
وقال غندر: حدثنا شعبة، عن منصور، عن ربعي بن حراش، عن أبي بكرة، عن النبي ﷺ، ولم يرفعه سفيان، عن منصور.
[ر:31]
11 - باب: كيف الأمر إذا لم تكن جماعة.
6673 - حدثنا محمد بن المثنَّى: حدثنا الوليد بن مسلم: حدثنا ابن جابر: حدثني بسر بن عبيد الله الحضرمي: أنه سمع أبا إدريس الخولاني: أنه سمع حذيفة بن اليمان يقول:
كان الناس يسألون رسول الله ﷺ عن الخير، وكنت أسأله عن الشر، مخافة أن يدركني، فقلت: يا رسول الله، إنا كنا في جاهلية وشر، فجاءنا الله بهذا الخير، فهل بعد هذا الخير من شر؟ قال: (نعم). قلت: وهل بعد ذلك الشر من خير؟ قال: (نعم، وفيه دخن). قلت: وما دخنه؟ قال: (قوم يهدون بغير هديي، تعرف منهم وتنكر). قلت: فهل بعد ذلك الخير من شر؟ قال: (نعم، دعاة على أبواب جهنم، من أجابهم إليها قذفوه فيها). قلت: يا رسول الله صفهم لنا، قال: (هم من جلدتنا، ويتكلمون بألسنتنا). قلت: فما تأمرني إن أدركني ذلك؟ قال: (تلزم جماعة المسلمين وإمامهم). قلت: فإن لم يكن لهم جماعة ولا إمام؟ قال: (فاعتزل تلك الفرق كلها، ولو أن تعضَّ بأصل شجرة، حتى يدركك الموت وأنت على ذلك).
[ر:3411]
12 - باب: من كره أن يكثِّر سواد الفتن والظلم.
6674 - حدثنا عبد الله بن يزيد: حدثنا حيوة وغيره قال: حدثنا أبو الأسود. وقال الليث: عن أبي الأسود قال:
قطع على أهل المدينة بعث، فاكتتبت فيه، فلقيت عكرمة فأخبرته، فنهاني أشد النهي ثم قال: أخبرني ابن عباس: أن أناساً من المسلمين كانوا مع المشركين، يكثِّرون سواد المشركين على رسول الله ﷺ، فيأتي السهم فيرمى فيصيب أحدهم فيقتله، أو يضربه فيقتله، فأنزل الله تعالى: {إن الذين توفاهم الملائكة ظالمي أنفسهم}.
[ر:4320]
13 - باب: إذا بقي في حثالة من الناس.
6675 - حدثنا محمد بن كثير: أخبرنا سفيان: حدثنا الأعمش، عن زيد بن وهب: حدثنا حذيفة قال:
حدثنا رسول الله ﷺ حديثين، رأيت أحدهما وأنا أنتظر الآخر: حدثنا: (أن الأمانة نزلت في جذر قلوب الرجال، ثم علموا من القرآن، ثم علموا من السنة). وحدثنا عن رفعها قال: (ينام الرجل النومة فتقبض الأمانة من قلبه، فيظل أثرها مثل أثر الوكت، ثم ينام النومة فتقبض فيبقى فيها أثرها مثل أثر المجل، كجمر دحرجته على رجلك فنفط، فتراه منتبراً وليس فيه شيء، ويصبح الناس يتبايعون، فلا يكاد أحد يؤدي الأمانة، فيقال: إن في بني فلان رجلاً أميناً، ويقال للرجل: ما أعقله وما أظرفه وما أجلده، وما في قلبه مثقال حبة خردل من إيمان). ولقد أتى عليَّ زمان، ولا أبالي أيكم بايعت، لئن كان مسلماً ردَّه عليَّ الإسلام، وإن كان نصرانياً ردَّه عليَّ ساعيه، وأما اليوم: فما كنت أبايع إلا فلاناً وفلاناً.
[ر:6132]
14 - باب: التعرُّب في الفتنة.
6676 - حدثنا قتيبة بن سعيد: حدثنا حاتم، عن يزيد بن أبي عبيد، عن سلمة ابن الأكوع:
أنه دخل على الحجاج فقال: يا ابن الأكوع، ارتددت على عقبيك، تعرَّبت؟ قال: لا، ولكن رسول الله ﷺ أذن لي في البدو.
وعن يزيد بن أبي عبيد قال: لما قتل عثمان بن عفان، خرج سلمة بن الأكوع إلى الرَّبذة، وتزوج هناك امرأة، وولدت له أولاداً، فلم يزل بها، حتى قبل أن يموت بليال، نزل المدينة.
6677 - حدثنا عبد الله بن يوسف: أخبرنا مالك، عن عبد الرحمن بن عبد الله ابن أبي صعصعة، عن أبيه، عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه أنه قال:
قال رسول الله ﷺ: (يوشك أن يكون خير مال المسلم غنم يتبع بها شعف الجبال ومواقع القطر، يفرُّ بدينه من الفتن).
[ر:19]
15 - باب: التعوذ من الفتن.
6678 - حدثنا معاذ بن فضالة: حدثنا هشام، عن قتادة، عن أنس رضي الله عنه قال:
سألوا النبي ﷺ حتى أحفوه بالمسألة، فصعد النبي ﷺ ذات يوم المنبر فقال: (لا تسألوني عن شيء إلا بيَّنت لكم). فجعلت أنظر يميناً وشمالاً، فإذا كل رجل رأسه في ثوبه يبكي، فأنشأ رجل، كان إذا لاحى يدعى إلى غير أبيه، فقال: يا نبي الله من أبي؟ فقال: (أبوك حذافة). ثم أنشأ عمر فقال: رضينا بالله رباً، وبالإسلام ديناً، وبمحمد رسولاً، نعوذ بالله من سوء الفتن. فقال النبي ﷺ: (ما رأيت في الخير والشر كاليوم قطُّ، إنه صوِّرت لي الجنة والنار، حتى رأيتهما دون الحائط).
قال: فكان قتادة يذكر هذا الحديث عند هذه الآية: {يا أيها الذين آمنوا لا تسألواعن أشياء إن تبد لكم تسؤكم}.
وقال عباس النرسي: حدثنا يزيد بن زريع: حدثنا سعيد: حدثنا قتادة: أن أنساً حدثهم: أن نبي الله ﷺ، بهذا، وقال: كل رجل لافاً رأسه في ثوبه يبكي. وقال: عائذاً بالله من سوء الفتن، أو قال: أعوذ بالله من سوأى الفتن.
وقال لي خليفة: حدثنا يزيد بن زريع: حدثنا سعيد ومعتمر، عن أبيه، عن قتادة: أن أنساً حدثهم، عن النبي ﷺ بهذا. وقال: عائذاً بالله من شر الفتن.
[ر:6001]
16 - باب: قول النبي ﷺ: (الفتنة من قبل المشرق).
6679/6680 - حدثني عبد الله بن محمد: حدثنا هشام بن يوسف، عن معمر، عن الزُهري، عن سالم، عن أبيه،
عن النبي ﷺ أنه قام إلى جنب المنبر فقال: (الفتنة ها هنا، الفتنة ها هنا، من حيث يطلع قرن الشيطان، أو قال: قرن الشمس).
(6680) - حدثنا قتيبة بن سعيد: حدثنا ليث، عن نافع، عن ابن عمر رضي الله عنهما:
أنه سمع رسول الله ﷺ وهو مستقبل المشرق يقول: (ألا إن الفتنة ها هنا، من حيث يطلع قرن الشيطان).
[ر:2937]
6681 - حدثنا علي بن عبد الله: حدثنا أزهر بن سعد، عن ابن عون، عن نافع، عن ابن عمر قال:
ذكر النبي ﷺ: (اللهم بارك لنا في شأمنا، اللهم بارك لنا في يمننا). قالوا: يا رسول الله، وفي نجدنا؟ قال: (اللهم بارك لنا في شأمنا، اللهم بارك لنا في يمننا). قالوا: يا رسول الله، وفي نجدنا؟ فأظنه قال في الثالثة: (هناك الزلازل والفتن، وبها يطلع قرن الشيطان).
[ر:990 - 2937]
6682 - حدثنا إسحق الواسطي: حدثنا خالد، عن بيان، عن وبرة بن عبد الرحمن، عن سعيد بن جبير قال:
خرج علينا عبد الله بن عمر، فرجونا أن يحدِّثنا حديثاً حسناً، قال: فبادرنا إليه رجل فقال: يا أبا عبد الرحمن، حدثنا عن القتال في الفتنة، والله يقول: {وقاتلوهم حتى لا تكون فتنة}. فقال: هل تدري ما الفتنة، ثكلتك أمك؟ إنما كان محمد ﷺ يقاتل المشركين، وكان الدخول في دينهم فتنة، وليس كقتالهم على الملك.
[ر:4243]
17 - باب: الفتنة التي تموج كموج البحر.
وقال ابن عيينة، عن خلف بن حوشب: كانوا يستحبُّون أن يتمثَّلوا بهذه الأبيات عند الفتن، قال امرؤ القيس:
الحرب أول ما تكون فتيَّة *** تسعى بزينتها لكل جهول
حتى إذا اشتعلت وشبَّ ضرامها *** ولَّت عجوزاً غير ذات حليل
شمطاء يُنكر لونها وتغيَّرت *** مكروهة للشمِّ والتقبيل
6683 - حدثنا عمرو بن حفص بن غياث: حدثنا أبي: حدثنا الأعمش: حدثنا شقيق: سمعت حذيفة يقول:
بينا نحن جلوس عند عمر، إذ قال: أيكم يحفظ قول النبي ﷺ في الفتنة؟ قال: (فتنة الرجل في أهله وماله وولده وجاره، تكفِّرها الصلاة والصدقة، والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر). قال: ليس عن هذا أسألك، ولكن التي تموج كموج البحر، قال: ليس عليك منها بأس يا أمير المؤمنين، إن بينك وبينها باباً مغلقاً، قال عمر: أيكسر الباب أم يفتح؟ قال: لا، بل يكسر، قال عمر: إذا لا يغلق أبداً، قلت: أجل. قلنا لحذيفة: أكان عمر يعلم الباب؟ قال: نعم، كما يعلم أن دون غد ليلة، وذلك أني حدَّثته حديثاً ليس بالأغاليط. فهبنا أن نسأله: من الباب؟ فأمرنا مسروقاً فسأله، فقال: من الباب؟ قال: عمر.
[ر:502]
6684 - حدثنا سعيد بن أبي مريم: أخبرنا محمد بن جعفر، عن شريك بن عبد الله، عن سعيد بن المسيَّب، عن أبي موسى الأشعري قال:
خرج النبي ﷺ إلى حائط من حوائط المدينة لحاجته، وخرجت في إثره، فلما دخل الحائط جلست على بابه، وقلت: لأكوننَّ اليوم بوَّاب النبي ﷺ، ولم يأمرني، فذهب النبي ﷺ وقضى حاجته، وجلس على قُفِّ البئر، فكشف عن ساقيه ودلاهما في البئر، فجاء أبو بكر يستأذن عليه ليدخل، فقلت: كما أنت حتى أستأذن لك، فوقف فجئت إلى النبي ﷺ فقلت: يا نبي الله، أبو بكر يستأذن عليك، قال: (ائذن له وبشِّره بالجنة). فدخل، فجاء عن يمين النبي ﷺ، فكشف عن ساقيه ودلاهما في البئر، فجاء عمر فقلت: كما أنت حتى أستأذن لك، فقال النبي ﷺ: (ائذن له وبشره بالجنة). فجاء عن يسار النبي ﷺ، فكشف عن ساقيه فدلاهما في البئر، فامتلأ القُفُّ، فلم يكن فيه مجلس، ثم جاء عثمان فقلت: كما أنت حتى أستأذن لك، فقال النبي ﷺ: (ائذن له وبشره بالجنة، معها بلاء يصيبه). فدخل فلم يجد معهم مجلساً، فتحوَّل حتى جاء مقابلهم على شفة البئر، فكشف عن ساقيه ثم دلاهما في البئر، فجعلت أتمنَّى أخاً لي، وأدعو الله أن يأتي.
قال ابن المسيَّب: فتأوَّلت ذلك قبورهم، اجتمعت ها هنا، وانفرد عثمان.
[ر:3471]
6685 - حدثني بشر بن خالد: أخبرنا محمد بن جعفر، عن شعبة، عن سليمان: سمعت أبا وائل قال:
قيل لأسامة: ألا تكلِّم هذا؟ قال: قد كلمته ما دون أن أفتح باباً أكون أول من يفتحه، وما أنا بالذي أقول لرجل، بعد أن يكون أميراً على رجلين: أنت خير، بعدما سمعت من رسول الله ﷺ يقول: (يجاء برجل فيطرح في النار، فيطحن فيها كطحن الحمار برحاه، فيطيف به أهل النار فيقولون: أي فلان، ألست كنت تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر؟ فيقول: إني كنت آمر بالمعروف ولا أفعله، وأنهى عن المنكر وأفعله).
[ر:3094]
6686 - حدثنا عثمان بن الهيثم: حدثنا عوف، عن الحسن، عن أبي بكرة قال:
لقد نفعني الله بكلمة أيام الجمل، لمَّا بلغ النبي ﷺ أنَّ فارساً ملَّكوا ابنة كسرى قال: (لن يفلح قوم ولَّوا أمرهم امرأة).
[ر:4163]
6687/6690 - حدثنا عبد الله بن محمد: حدثنا يحيى بن آدم: حدثنا أبو بكر ابن عياش: حدثنا أبو حصين: حدثنا أبو مريم، عبد الله بن زياد الأسدي، قال:
لما سار طلحة والزبير وعائشة إلى البصرة، بعث علي عمار بن ياسر وحسن بن علي، فقدما علينا الكوفة، فصعدا المنبر، فكان الحسن بن علي فوق المنبر في أعلاه، وقام عمار أسفل من الحسن، فاجتمعنا إليه، فسمعت عماراً يقول: إن عائشة قد سارت إلى البصرة، ووالله إنها لزوجة نبيكم ﷺ في الدنيا والآخرة، ولكنَّ الله تبارك وتعالى ابتلاكم، ليعلم إيَّاه تطيعون أم هي.
(6688) - حدثنا أبو نعيم: حدثنا ابن أبي غنيَّة، عن الحكم، عن أبي وائل: قام عمار على منبر الكوفة، فذكر عائشة، وذكر مسيرها، وقال: إنها زوجة نبيكم ﷺ في الدنيا والآخرة، ولكنها مما ابتليتم.
(6689) - حدثنا بدل بن المحبَّر: حدثنا شعبة: أخبرني عمرو: سمعت أبا وائل يقول:
دخل أبو موسى وأبو مسعود على عمار، حيث بعثه عليّ إلى أهل الكوفة يستنفرهم، فقالا: ما رأيناك أتيت أمراً أكره عندنا من إسراعك في هذا الأمر منذ أسلمت؟ فقال عمار: ما رأيت منكما منذ أسلمتما أمراً أكره عندي من إبطائكما عن هذا الأمر، وكساهما حلَّة حلَّة، ثم راحوا إلى المسجد.
(6690) - حدثنا عبدان، عن أبي حمزة، عن الأعمش، عن شقيق بن سلمة:
كنت جالساً مع أبي مسعود وأبي موسى وعمار، فقال أبو مسعود: ما من أصحابك أحد إلا لو شئت لقلت فيه غيرك، وما رأيت منك شيئاً منذ صحبت النبي ﷺ أعيب عندي من استسراعك في هذا الأمر، قال عمار: يا أبا مسعود، وما رأيت منك ولا من صاحبك هذا شيئاً منذ صحبتما النبي ﷺ أعيب عندي من إبطائكما في هذا الأمر. فقال أبو مسعود، وكان موسراً: يا غلام هات حلَّتين، فأعطى إحداهما أبا موسى والأخرى عماراً، وقال: روحا فيه إلى الجمعة.
[ر:3561]
18 - باب: إذا أنزل الله بقوم عذاباً.
6691 - حدثنا عبد الله بن عثمان: أخبرنا عبد الله: أخبرنا يونس، عن الزُهري: أخبرني حمزة بن عبد الله بن عمر: أنه سمع ابن عمر رضي الله عنهما يقول:
قال رسول الله ﷺ: (إذا أنزل الله بقوم عذاباً، أصاب العذاب من كان فيهم، ثم بعثوا على أعمالهم).
19 - باب: قول النبي ﷺ للحسن بن علي: (إن ابني هذا لسيِّد، ولعل الله أن يصلح به بين فئتين من المسلمين).
6692 - حدثنا علي بن عبد الله: حدثنا سفيان: حدثنا إسرائيل أبو موسى، ولقيته بالكوفة جاء إلى ابن شبرمة، فقال:
أدخلني على عيسى فأعظه، فكأن ابن شبرمة خاف عليه فلم يفعل، قال: حدثنا الحسن قال: لما سار الحسن بن علي رضي الله عنهما إلى معاوية بالكتائب، قال عمرو بن العاص لمعاوية: أرى كتيبة لا تولِّي حتى تدبر أخراها، قال معاوية: من لذاراريِّ المسلمين؟ فقال: أنا، فقال عبد الله بن عامر وعبد الرحمن بن سمرة: نلقاه فنقول له الصلح، قال الحسن: ولقد سمعت أبا بكرة قال: بينا النبي ﷺ يخطب، جاء الحسن، فقال النبي ﷺ: (ابني هذا سيِّد، ولعل الله أن يصلح به بين فئتين من المسلمين).
[ر:2557]
6693 - حدثنا علي بن عبد الله: حدثنا سفيان، قال: قال عمرو: أخبرني محمد بن علي: أن حرملة مولى أسامة أخبره - قال عمرو: وقد رأيت حرملة - قال:
أرسلني أسامة إلى علي وقال: إنه سيسألك الآن فيقول: ما خلَّف صاحبك؟ فقل له: يقول لك: لو كنت في شدق الأسد لأحببت أن أكون معك فيه، ولكن هذا أمر لم أره. فلم يعطني شيئاً، فذهبت إلى حسن وحسين وابن جعفر، فأوقروا لي راحلتي.
20 - باب: إذا قال عند القوم شيئاً، ثم خرج فقال بخلافه.
6694 - حدثنا سليمان بن حرب: حدثنا حمَّاد بن زيد، عن أيوب، عن نافع قال: لما خلع أهل المدينة يزيد بن معاوية، جمع ابن عمر حشمه وولده، فقال:
إني سمعت النبي ﷺ يقول: (ينصب لكل غادر لواء يوم القيامة). وإنا قد بايعنا هذا الرجل على بيع الله ورسوله، وإني لا أعلم غدراً أعظم من أن يبايع رجل على بيع الله ورسوله ثم ينصب له القتال، وإني لا أعلم أحداً منكم خلعه، ولا تابع في هذا الأمر، إلا كانت الفيصل بيني وبينه.
[ر:3016]
6695 - حدثنا أحمد بن يونس: حدثنا أبو شهاب، عن عوف، عن أبي المنهال قال:
لما كان ابن زياد ومروان بالشأم، ووثب ابن الزبير بمكة، ووثب القرَّاء بالبصرة، فانطلقت مع أبي إلى أبي برزة الأسلمي حتى دخلنا عليه في داره، وهو جالس في ظل عُلِّيَّة له من قصب، فجلسنا إليه، فأنشأ أبي يستطعمه الحديث فقال: يا أبا برزة، ألا ترى ما وقع فيه الناس؟ فأول شيء سمعته تكلم به: إني احتسبت عند الله أني أصبحت ساخطاً على أحياء قريش، إنكم يا معشر العرب، كنتم على الحال الذي علمتم من الذلَّة والقلَّة والضلالة، وإن الله أنقذكم بالإسلام وبمحمد ﷺ، حتى بلغ بكم ما ترون، وهذه الدنيا التي أفسدت بينكم، إن ذاك الذي بالشأم، والله إن يقاتل إلا على الدنيا، وإن هؤلاء الذين بين أظهركم، والله إن يقاتلون إلا على الدنيا، وإن ذاك الذي بمكة والله إن يقاتل إلا على الدنيا.
[6843]
6696/6697 - حدثنا آدم بن أبي إياس: حدثنا شعبة، عن واصل الأحدب، عن أبي وائل، عن حذيفة بن اليمان قال:
إن المنافقين اليوم شر منهم على عهد النبي ﷺ، كانوا يومئذ يُسرُّون واليوم يجهرون.
(6697) - حدثنا خلاد: حدثنا مسعر، عن حبيب بن أبي ثابت، عن أبي الشعثاء، عن حذيفة قال:
إنما كان النفاق على عهد النبي ﷺ، فأما اليوم: فإنما هو الكفر بعد الإيمان.
21 - باب: لا تقوم الساعة حتى يُغبط أهل القبور.
6698 - حدثنا إسماعيل: حدثني مالك، عن أبي الزناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة،
عن النبي ﷺ قال: (لا تقوم الساعة حتى يمرَّ الرجل بقبر الرجل فيقول: يا ليتني مكانه).
22 - باب: تغيير الزمان حتى تُعبد الأوثان.
6699 - حدثنا أبو اليمان: أخبرنا شعيب، عن الزُهري قال: قال سعيد بن المسيَّب: أخبرني أبو هريرة رضي الله عنه:
أن رسول الله ﷺ قال: (لا تقوم الساعة حتى تضطرب أليات نساء دوس على ذي الخلصة).
وذو الخلصة: طاغية دوس التي كانوا يعبدون في الجاهلية.
6700 - حدثنا عبد العزيز بن عبد الله: حدثني سليمان، عن ثور، عن أبي الغيث، عن أبي هريرة:
أن رسول الله ﷺ قال: (لا تقوم الساعة حتى يخرج رجل من قحطان، يسوق الناس بعصاه).
[ر:3329]
23 - باب: خروج النار.
وقال أنس: قال النبي ﷺ: (أول أشراط الساعة نار تحشر الناس من المشرق إلى المغرب).
[ر:3151]
6701 - حدثنا أبو اليمان: أخبرنا شعيب، عن الزُهري: قال سعيد بن المسيب: أخبرني أبو هريرة:
أن رسول الله ﷺ قال: (لا تقوم الساعة حتى تخرج نار من أرض الحجاز، تضيء أعناق الإبل ببصرى).
6702 - حدثنا عبد الله بن سعيد الكندي: حدثنا عقبة بن خالد: حدثنا عبيد الله، عن خبيب بن عبد الرحمن، عن جده حفص بن عاصم، عن أبي هريرة قال:
قال رسول الله ﷺ: (يوشك الفرات أن يحسر عن كنز من ذهب، فمن حضره فلا يأخذ منه شيئاً).
قال عقبة: وحدثنا عبيد الله: حدثنا أبو الزناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة، عن النبي ﷺ مثله، إلا أنه قال: (يحسر عن جبل من ذهب).
6703 - حدثنا مسدد: حدثنا يحيى، عن شعبة: حدثنا معبد: سمعت حارثة بن وهب قال:
سمعت رسول الله ﷺ يقول: (تصدَّقوا، فسيأتي على الناس زمان، يمشي الرجل بصدقته فلا يجد من يقبلها).
قال مسدد: حارثة أخو عبيد الله بن عمر لأمه.
[ر:1345]
6704 - حدثنا أبو اليمان: أخبرنا شعيب: حدثنا أبو الزناد، عن عبد الرحمن، عن أبي هريرة:
أن رسول الله ﷺ قال: (لا تقوم الساعة حتى تقتتل فئتان عظيمتان، يكون بينهما مقتلة عظيمة، دعوتهما واحدة. وحتى يبعث دجَّالون كذَّابون، قريب من ثلاثين، كلهم يزعم أنه رسول الله، وحتى يقبض العلم وتكثر الزلازل، ويتقارب الزمان، وتظهر الفتن، ويكثر الهرج، وهو القتل. وحتى يكثر فيكم المال، فيفيض حتى يُهمَّ رب المال من يقبل صدقته، وحتى يعرضه، فيقول الذي يعرضه عليه: لا أرب لي به. وحتى يتطاول الناس في البنيان. وحتى يمر الرجل بقبر الرجل فيقول: يا ليتني مكانه. وحتى تطلع الشمس من مغربها، فإذا طلعت ورآها الناس - يعني - آمنوا أجمعون، فذلك حين: {لا ينفع نفساً إيمانها لم تكن آمنت من قبل أو كسبت في إيمانها خيراً}. ولتقومنَّ الساعة وقد نشر الرجلان ثوبهما بينهما، فلا يتبايعانه ولا يطويانه. ولتقومنَّ الساعة وقد انصرف الرجل بلبن لقحته فلا يطعمه. ولتقومنَّ الساعة وهو يليط حوضه فلا يسقي فيه، ولتقومنَّ الساعة وقد رفع أكلته إلى فيه فلا يطعمها).
[ر:3413]
24 - باب: ذكر الدجَّال.
6705 - حدثنا مسدد: حدثنا يحيى: حدثنا إسماعيل: حدثني قيس قال: قال لي المغيرة بن شعبة:
ما سأل أحد النبي ﷺ عن الدجال ما سألته، وإنه قال لي: (ما يضرُّك منه). قلت: لأنهم يقولون إن معه جبل خبز ونهر ماء، قال: (هو أهون على الله من ذلك).
6705 م - حدثنا موسى بن إسماعيل: حدثنا وهيب: حدثنا أيوب، عن نافع، عن ابن عمر - أراه -
عن النبي ﷺ قال: (أعور عين اليمنى، كأنها عنبة طافية).
[ر:3256]
6706 - حدثنا سعد بن حفص: حدثنا شيبان، عن يحيى، عن إسحق بن عبد الله ابن أبي طلحة، عن أنس بن مالك قال:
قال النبي ﷺ: (يجيء الدجال، حتى ينزل في ناحية المدينة، ثم ترجف المدينة ثلاث رجفات، فيخرج إليه كل كافر ومنافق)
[ر:1782]
6707 - حدثنا علي بن عبد الله: حدثنا محمد بن بشر: حدثنا مسعر: حدثنا سعد ابن إبراهيم، عن أبيه، عن أبي بكرة،
عن النبي ﷺ قال: (لا يدخل المدينة رعب المسيح، لها يومئذ سبعة أبواب، على كل باب ملكان).
قال: وقال ابن إسحق، عن صالح بن إبراهيم، عن أبيه قال: قدمت البصرة، فقال لي أبو بكرة: سمعت النبي ﷺ، بهذا.
حدثنا عبد العزيز بن عبد الله: حدثنا إبراهيم بن سعد، عن أبيه، عن جده، عن أبي بكرة، عن النبي ﷺ قال: (لا يدخل المدينة رعب المسيح الدجال، ولها يومئذ سبعة أبواب، على كل باب ملكان).
[ر:1780]
6708 - حدثنا عبد العزيز بن عبد الله: حدثنا إبراهيم، عن صالح، عن ابن شهاب، عن سالم بن عبد الله: أن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال:
قام رسول الله ﷺ في الناس، فأثنى على الله بما هو أهله، ثم ذكر الدجال، فقال: (إني لأنذركموه، وما من نبي إلا وقد أنذره قومه، ولكني سأقول لكم فيه قولاً لم يقله نبي لقومه: إنه أعور، وإن الله ليس بأعور).
[ر:3159]
6709 - حدثنا يحيى بن بكير: حدثنا الليث، عن عقيل، عن ابن شهاب، عن سالم، عن عبد الله بن عمر:
أن رسول الله ﷺ قال: (بينا أنا نائم أطوف بالكعبة، فإذا رجل سبط الشعر، ينطف أو يهراق رأسه ماء، قلت: من هذا؟ قالوا: ابن مريم، ثم ذهبت ألتفت فإذا رجل جسيم أحمر جعد الرأس، أعور العين، كأن عينه عنبة طافية، قالوا: هذا الدجال، أقرب الناس به شبهاً ابن قطن). رجل من خزاعة.
حدثنا موسى بن إسماعيل: حدثنا وهيب: حدثنا أيوب، عن نافع، عن ابن عمر - أراه - عن النبي ﷺ قال: (أعور عين اليمنى، كأنها عنبة طافية).
[ر:3256]
6710 - حدثنا عبد العزيز بن عبد الله: حدثنا إبراهيم بن سعد، عن صالح، عن ابن شهاب، عن عروة: أن عائشة رضي الله عنها قالت:
سمعت رسول الله ﷺ يستعيذ في صلاته من فتنة الدجال.
[ر:798]
6711 - حدثنا عبدان: أخبرني أبي، عن شعبة، عن عبد الملك، عن ربعي، عن حذيفة،
عن النبي ﷺ قال في الدجال: (إن معه ماء وناراً، فناره ماء بارد، وماؤه نار).
قال أبو مسعود: أنا سمعته من رسول الله ﷺ.
[ر:3266]
6712 - حدثنا سليمان بن حرب: حدثنا شعبة، عن قتادة، عن أنس رضي الله عنه قال:
قال النبي ﷺ: (ما بعث نبي إلا أنذر أمته الأعور الكذاب، ألا إنه أعور، وإن ربكم ليس بأعور، وإن بين عينيه مكتوب كافر).
فيه أبو هريرة وابن عباس، عن النبي ﷺ.
[6973 - وانظر: 1480 - 3160]
25 - باب: لا يدخل الدجال المدينة.
6713 - حدثنا أبو اليمان: أخبرنا شعيب، عن الزُهري: أخبرني عبيد الله بن عبد الله ابن عتبة بن مسعود: أن أبا سعيد قال:
حدثنا رسول الله ﷺ يوماً حديثاً طويلاً عن الدجال، فكان فيما يحدثنا به أنه قال: (يأتي الدجال، وهو محرَّم عليه أن يدخل نقاب المدينة، فينزل بعض السِّباخ التي تلي المدينة، فيخرج إليه يومئذ رجل، وهو خير الناس، أو من خيار الناس، فيقول: أشهد أنك الدجال الذي حدثنا رسول الله ﷺ حديثه، فيقول الدجال: أرأيتم إن قتلت هذا ثم أحييته، هل تشكُّون في الأمر؟ فيقولون: لا، فيقتله، ثم يحييه، فيقول: والله ما كنت فيك أشد بصيرة مني اليوم، فيريد الدجال أن يقتله فلا يسلط عليه).
[ر:1783]
6714 - حدثنا عبد الله بن مسلمة، عن مالك، عن نعيم بن عبد الله المجمر، عن أبي هريرة قال:
قال رسول الله ﷺ: (على أنقاب المدينة ملائكة، لا يدخلها الطاعون، ولا الدجال).
[ر:1781]
6715 - حدثني يحيى بن موسى: حدثنا يزيد بن هارون: أخبرنا شعبة، عن قتادة، عن أنس بن مالك،
عن النبي ﷺ قال: (المدينة يأتيها الدجال، فيجد الملائكة يحرسونها، فلا يقربها الدجال، قال: ولا الطاعون إن شاء الله).
[ر:1782]
26 - باب: يأجوج ومأجوج.
6716 - حدثنا أبو اليمان: أخبرنا شعيب، عن الزُهري (ح). وحدثنا إسماعيل: حدثني أخي، عن سليمان، عن محمد بن أبي عتيق، عن ابن شهاب، عن عروة بن الزبير: أن زينب بنت أبي سلمة حدثته، عن أم حبيبة بنت أبي سفيان، عن زينب بنت جحش:
أن رسول الله ﷺ دخل عليها يوماً فزعاً يقول: (لا إله إلا الله، ويل للعرب من شر قد اقترب، فتح اليوم من ردم يأجوج ومأجوج مثل هذه). وحلَّق بإصبعيه الإبهام والتي تليها: قالت زينب بنت جحش: فقلت: يا رسول الله، أفنهلك وفينا الصالحون؟ قال: (نعم، إذا كثر الخبث).
[ر:3168]
6717 - حدثنا موسى بن إسماعيل: حدثنا وهيب: حدثنا ابن طاوس، عن أبيه، عن أبي هريرة،
عن النبي ﷺ قال: (يفتح الردم ردم يأجوج ومأجوج مثل هذه). وعقد وهيب تسعين.
[ر:3169]
=========
============
================
===================
==================
صحيح البخاري/كتاب الأحكام
97 - كتاب الأحكام
باب: قول الله تعالى: {أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم}
6718 - حدثنا عبدان: أخبرنا عبد الله، عن يونس، عن الزُهري: أخبرني أبو سلمة ابن عبد الرحمن: أنه سمع أبا هريرة رضي الله عنه:
أن رسول الله ﷺ قال: (من أطاعني فقد أطاع الله، ومن عصاني فقد عصى الله، ومن أطاع أميري فقد أطاعني، ومن عصى أميري فقد عصاني). [1]
6719 - حدثنا إسماعيل: حدثني مالك، عن عبد الله بن دينار، عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما:
أن رسول الله ﷺ قال: (ألا كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته، فالإمام الذي على الناس راع وهو مسؤول عن رعيته، والرجل راع على أهل بيته وهو مسؤول عن رعيته، والمرأة راعية على أهل بيت زوجها وولده وهي مسؤولة عنهم، وعبد الرجل راع على مال سيده وهو مسؤول عنه، ألا فكلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته). [2]
باب: الأمراء من قريش
6720 - حدثنا أبو اليمان: أخبرنا شعيب، عن الزُهري قال: كان محمد بن جبير ابن مطعم يحدث: أنه بلغ معاوية، وهم عنده في وفد من قريش: أن عبد الله بن عمرو يحدِّث:
أنه سيكون ملك من قحطان، فغضب، فقام فأثنى على الله بما هو أهله، ثم قال: أمَّا بعد فإنه بلغني أن رجالاً منكم يحدِّثون أحاديث ليست في كتاب الله، ولا تؤثر عن رسول الله ﷺ، وأولئك جهَّالكم، فإياكم والأماني التي تضل أهلها، فإني سمعت رسول الله ﷺ يقول: (إن هذا الأمر في قريش، لا يعاديهم أحد إلا كبَّه الله في النار على وجهه، ما أقاموا الدين).
تابعه نعيم، عن ابن المبارك، عن معمر، عن الزُهري، عن محمد بن جبير. [3]
6721 - حدثنا أحمد بن يونس: حدثنا عاصم بن محمد: سمعت أبي يقول: قال ابن عمر:
قال رسول الله ﷺ: (لا يزال هذا الأمر في قريش ما بقي منهم اثنان). [4]
باب: أجر من قضى بالحكمة
لقوله تعالى: {ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الفاسقون}
6722 - حدثنا شهاب بن عبَّاد: حدثنا إبراهيم بن حميد، عن إسماعيل، عن قيس، عن عبد الله قال:
قال رسول الله ﷺ: (لا حسد إلا في اثنتين: رجل آتاه الله مالاً، فسلطه على هلكته في الحق، وآخر آتاه الله حكمة، فهو يقضي بها ويعلِّمها). [5]
باب: السمع والطاعة للإمام ما لم تكن معصية
6723 - حدثنا مسدد: حدثنا يحيى بن سعيد، عن شعبة، عن أبي التيَّاح، عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال:
قال رسول الله ﷺ: (اسمعوا وأطيعوا، وإن استعمل عليكم عبد حبشي، كأن رأسه زبيبة). [6]
6724 - حدثنا سليمان بن حرب: حدثنا حمَّاد، عن الجعد، عن أبي رجاء، عن ابن عباس يرويه قال:
قال النبي ﷺ: (من رأى من أميره شيئاً يكرهه فليصبر، فإنه ليس أحد يفارق الجماعة شبراً فيموت، إلا مات ميتة جاهلية). [7]
6725 - حدثنا مسدد: حدثنا يحيى بن سعيد، عن عبيد الله: حدثني نافع، عن عبد الله رضي الله عنه،
عن النبي ﷺ قال: (السمع والطاعة على المرء المسلم فيما أحب وكره، ما لم يؤمر بمعصية، فإذا أمر بمعصية فلا سمع ولا طاعة). [8]
6726 - حدثنا عمر بن حفص بن غياث: حدثنا أبي: حدثنا الأعمش: حدثنا سعد بن عبيدة، عن أبي عبد الرحمن، عن علي رضي الله عنه قال:
بعث النبي ﷺ سريَّة، وأمَّر عليهم رجلاً من الأنصار، وأمرهم أن يطيعوه، فغضب عليهم، وقال: أليس قد أمر النبي ﷺ أن تطيعوني؟ قالوا: بلى، قال: قد عزمت عليكم لما جمعتم حطباً وأوقدتم ناراً، ثم دخلتم فيها. فجمعوا حطباً، فأوقدوا، فلما همُّوا بالدخول، فقام ينظر بعضهم إلى بعض، قال بعضهم: إنما تبعنا النبي ﷺ فراراً من النار، أفندخلها؟ فبينما هم كذلك إذ خمدت النار، وسكن غضبه، فذكر للنبي ﷺ فقال: (لو دخلوها ما خرجوا منها أبداً، إنما الطاعة في المعروف). [9]
باب: من لم يسأل الإمارة أعانه الله عليها
6727 - حدثنا حجاج بن منهال: حدثنا جرير بن حازم، عن الحسن، عن عبد الرحمن بن سمرة قال:
قال لي النبي ﷺ: (يا عبد الرحمن، لا تسأل الإمارة، فإنك إن أعطيتها عن مسألة وُكِلت إليها، وإن أعطيتها عن غير مسألة أعنت عليها، وإذا حلفت على يمين، فرأيت غيرها خيراً منها، فكفِّر عن يمينك وأت الذي هو خير). [10]
باب: من سأل الإمارة وُكِل إليها
6728 - حدثنا أبو معمر: حدثنا عبد الوارث: حدثنا يونس، عن الحسن قال: حدثني عبد الرحمن بن سمرة قال:
قال لي رسول الله ﷺ: (يا عبد الرحمن بن سمرة، لا تسأل الإمارة، فإن أعطيتها عن مسألة وُكِلت إليها، وإن أعطيتها عن غير مسألة أعنت عليها، وإذا حلفت على يمين، فرأيت غيرها خيراً منها، فأت الذي هو خير، وكفِّر عن يمينك). [11]
باب: ما يُكره من الحرص على الإمارة
6729 - حدثنا أحمد بن يونس: حدثنا ابن أبي ذئب، عن سعيد المقبري، عن أبي هريرة،
عن النبي ﷺ قال: (إنكم ستحرصون على الإمارة، وستكون ندامة يوم القيامة، فنعم المرضعة وبئست الفاطمة).
وقال محمد بن بشار: حدثنا عبد الله بن حمران: حدثنا عبد الحميد بن جعفر، عن سعيد المقبري، عن عمر بن الحكم، عن أبي هريرة، قوله.
6730 - حدثنا محمد بن العلاء: حدثنا أبو أسامة، عن بريد، عن أبي بردة، عن أبي موسى رضي الله عنه قال:
دخلت على النبي ﷺ أنا ورجلان من قومي، فقال أحد الرجلين: أمِّرنا يا رسول الله، وقال الآخر مثله، فقال: (إنا لا نولِّي هذا من سأله، ولا من حرص عليه). [12]
باب: من استرعي رعية فلم ينصح
6731/6732 - حدثنا أبو نعيم: حدثنا أبو الأشهب، عن الحسن: أن عبيد الله بن زياد، عاد معقل بن يسار في مرضه الذي مات فيه، فقال له معقل: إني محدِّثك حديثاً سمعته من رسول الله ﷺ:
سمعت النبي ﷺ يقول: (ما من عبد يسترعيه الله رعية، فلم يحطها بنصحه، إلا لم يجد رائحة الجنة).
(6732) - حدثنا إسحق بن منصور: أخبرنا حسين الجعفي قال: زائدة ذكره عن هشام، عن الحسن قال: أتينا معقل بن يسار نعوده، فدخل علينا عبيد الله، فقال له معقل: أحدِّثك حديثاً سمعته من رسول الله ﷺ،
فقال: (ما من وال يلي رعيَّة من المسلمين، فيموت وهو غاش لهم، إلا حرَّم الله عليه الجنة).
باب: من شاقَّ شقَّ الله عليه
6733 - حدثنا إسحق الواسطي: حدثنا خالد، عن الجريري، عن طريف أبي تميمة قال:
شهدت صفوان وجندباً وأصحابه وهو يوصيهم، فقالوا: هل سمعت من رسول الله ﷺ شيئاً؟ قال: سمعته يقول: (من سمَّع سمَّع الله به يوم القيامة، قال: ومن شاقَّ شقَّ الله عليه يوم القيامة).
فقالوا: أوصنا. فقال: إن أول ما ينتن من الإنسان بطنه، فمن استطاع أن لا يأكل إلا طيِّباً فليفعل، ومن استطاع أن لا يحال بينه وبين الجنة بملء كفٍّ من دم أهراقه فليفعل.
قلت لأبي عبد الله: من يقول سمعت رسول الله ﷺ، جندب؟ قال: نعم جندب. [13]
باب: القضاء والفتيا في الطريق
وقضى يحيى بن يعمر في الطريق. وقضى الشعبي على باب داره.
6734 - حدثنا عثمان بن أبي شيبة: حدثنا جرير، عن منصور، عن سالم بن أبي الجعد، حدثنا أنس بن مالك رضي الله عنه قال:
بينما أنا والنبي ﷺ خارجان من المسجد، فلقينا رجل عند سدَّة المسجد، فقال: يا رسول الله، متى الساعة؟ قال النبي ﷺ: (ما أعددت لها). فكأن الرجل استكان، ثم قال: يا رسول الله، ما أعددت لها كبير صيام ولا صلاة ولا صدقة، ولكني أحب الله ورسوله، قال: (أنت مع من أحببت). [14]
باب: ما ذكر أن النبي ﷺ لم يكن له بوَّاب
6735 - حدثنا إسحق بن منصور: أخبرنا عبد الصمد: حدثنا شعبة: حدثنا ثابت البناني، عن أنس بن مالك:
يقول لامرأة من أهله: تعرفين فلانة؟ قالت: نعم، قال: فإن النبي ﷺ مر بها وهي تبكي عند قبر، فقال: (اتقي الله واصبري). فقالت: إليك عني، فإنك خلو من مصيبتي. قال: فجاوزها ومضى، فمر بها رجل فقال: ما قال لك رسول الله ﷺ؟ قالت: ما عرفته، قال: إنه لرسول الله ﷺ، قال: فجاءت إلى بابه فلم تجد عليه بواباً، فقالت: يا رسول الله، والله ما عرفتك، فقال النبي ﷺ: (إن الصبر عند أول صدمة). [15]
باب: الحاكم يحكم بالقتل على من وجب عليه، دون الإمام الذي فوقه
6736 - حدثنا محمد بن خالد الذهلي: حدثنا الأنصاري محمد: حدثنا أبي، عن ثمامة، عن أنس: أن قيس بن سعد:
كان يكون بين يدي النبي ﷺ، بمنزلة صاحب الشرط من الأمير.
6737/6738 - حدثنا مسدد: حدثنا يحيى، عن قرَّة بن خالد: حدثني حميد بن هلال: حدثنا أبو بردة، عن أبي موسى:
أن النبي ﷺ بعثه وأتبعه بمعاذ.
(6738) - حدثني عبد الله بن الصبَّاح: حدثنا محبوب بن الحسن: حدثنا خالد، عن حميد بن هلال، عن أبي بردة، عن أبي موسى:
أن رجلاً أسلم ثم تهوَّد، فأتى معاذ بن جبل وهو عند أبي موسى، فقال: ما لهذا؟ قال: أسلم ثم تهوَّد، قال: لا أجلس حتى أقتله، قضاء الله تعالى ورسوله ﷺ. [16]
باب: هل يقضي القاضي أو يفتي وهو غضبان
6739 - حدثنا آدم: حدثنا شعبة: حدثنا عبد الملك بن عمير: سمعت عبد الرحمن ابن أبي بكرة قال:
كتب أبو بكرة إلى ابنه، وكان بسجستان، بأن لا تقضي بين اثنين وأنت غضبان، فإني سمعت النبي ﷺ يقول: (لا يقضينَّ حكم بين اثنين وهو غضبان).
6740 - حدثنا محمد بن مقاتل: أخبرنا عبد الله: أخبرنا إسماعيل بن أبي خالد، عن قيس بن أبي حازم، عن أبي مسعود الأنصاري قال:
جاء رجل إلى رسول الله ﷺ فقال: يا رسول الله، إني والله لأتأخر عن صلاة الغداة، من أجل فلان مما يطيل بنا فيها، قال: فما رأيت النبي ﷺ قطُّ أشد غضباً في موعظة منه يومئذ، ثم قال: (أيها الناس، إن منكم منفِّرين، فأيُّكم ما صلَّى بالناس فليوجز، فإن فيهم الكبير والضعيف وذا الحاجة). [17]
6741 - حدثنا محمد بن أبي يعقوب الكرماني: حدثنا حسان بن إبراهيم: حدثنا يونس: قال محمد: أخبرني سالم: أن عبد الله بن عمر أخبره:
أنه طلق امرأته وهي حائض، فذكر عمر للنبي ﷺ، فتغيَّظ فيه رسول الله ﷺ، ثم قال: (ليراجعها، ثم ليمسكها حتى تطهر، ثم تحيض فتطهر، فإن بدا له أن يطلقها فليطلقها). [18]
باب: من رأى للقاضي أن يحكم بعلمه في أمر الناس، إذا لم يخف الظنون والتهمة
كما قال النبي ﷺ لهند: (خذي ما يكفيك وولدك بالمعروف). [19]
وذلك إذا كان أمراً مشهوراً.
6742 - حدثنا أبو اليمان: أخبرنا شعيب، عن الزُهري: حدثني عروة: أن عائشة رضي الله عنها قالت:
جاءت هند بنت عتبة بن ربيعة فقالت: يا رسول الله، والله ما كان على ظهر الأرض أهل خباء أحبَّ إلي أن يذلوا من أهل خبائك، وما أصبح اليوم على ظهر الأرض أهل خباء أحبَّ إلي أن يعزُّوا من أهل خبائك. ثم قالت: إن أبا سفيان رجل مسِّيك، فهل علي من حرج أن أطعم من الذي له عيالنا؟ قال لها: (لا حرج عليك أن تطعميهم من معروف). [20]
باب: الشهادة على الخط المختوم، وما يجوز من ذلك وما يضيق عليه، وكتاب الحاكم إلى عامله والقاضي إلى القاضي
وقال بعض الناس: كتاب الحاكم جائز إلا في الحدود، ثم قال: إن كان القتل خطأ فهو جائز، لأن هذا مال بزعمه، وإنما صار مالاً بعد أن ثبت القتل، فالخطأ والعمد واحد. وقد كتب عمر إلى عامله في الحدود. وكتب عمر بن عبد العزيز في سن كُسرت. وقال إبراهيم: كتاب القاضي إلى القاضي جائز إذا عرف الكتاب والخاتم. وكان الشعبي يجيز الكتاب المختوم بما فيه من القاضي. ويروى عن ابن عمر نحوه. وقال معاوية بن عبد الكريم الثقفي: شهدت عبد الملك بن يعلى قاضي البصرة، وإياس بن معاوية، والحسن، وثمامة بن عبد الله بن أنس، وبلال بن أبي بردة، وعبد الله بن بريدة الأسلمي، وعامر بن عبدة، وعبَّاد بن منصور، يجيزون كتب القضاة بغير محضر من الشهود، فإن قال الذي جيء عليه بالكتاب: إنه زور، قيل له: اذهب فالتمس المخرج من ذلك. وأول من سأل على كتاب القاضي البيِّنة ابن أبي ليلى وسوَّار بن عبد الله. وقال لنا أبو نعيم: حدثنا عبيد الله بن محرز: جئت بكتاب من موسى بن أنس قاضي البصرة، وأقمت عنده البيِّنة: أنَّ لي عند فلان كذا وكذا، وهو بالكوفة، وجئت به القاسم بن عبد الرحمن فأجازه. وكره الحسن وأبو قلابة: أن يشهد على وصية حتى يعلم ما فيها، لأنه لا يدري لعل فيها جَوراً. وقد كتب النبي ﷺ إلى أهل خيبر: (إما أن تدوا صاحبكم، وإما أن تؤذنوا بحرب). [21] وقال الزُهري، في الشهادة على المرأة من وراء الستر: إن عرفتها فاشهد، وإلا فلا تشهد.
6743 - حدثني محمد بن بشار: حدثنا غندر: حدثنا شعبة قال: سمعت قتادة، عن أنس بن مالك قال:
لما أراد النبي ﷺ أن يكتب إلى الروم، قالوا: إنهم لا يقرؤون كتاباً إلا مختوماً، فاتخذ النبي ﷺ خاتماً من فضة، كأني أنظر إلى وبيصه، ونقشه: محمد رسول الله. [22]
باب: متى يستوجب الرجل القضاء
وقال الحسن: أخذ الله على الحكام أن لا يتبعوا الهوى، ولا يخشوا الناس، ولا يشتروا بآياته ثمناً قليلاً، ثم قرأ: {يا داود إنَّا جعلناك خليفة في الأرض فاحكم بين الناس بالحقِّ ولا تتَّبع الهوى فيُضلَّك عن سبيل الله إن الذين يضلُّون عن سبيل الله لهم عذاب شديد بما نسوا يوم الحساب}. وقرأ: {إنَّا أنزلنا التوارة فيها هدى ونور يحكم بها النبيُّون الذين أسلموا للذين هادوا والرَّبَّانيُّون والأحبار بما استُحفظوا - استُودعوا - من كتاب الله وكانوا عليه شهداء فلا تخشوا الناس واخشون ولا تشتروا بآياتي ثمناً قليلاً ومن لم يحكم بما أنزل الله فأولئك هم الكافرون}. وقرأ: {وداود وسليمان إذ يحكمان في الحرث إذ نفشت فيه غنم القوم وكنَّا لحكمهم شاهدين. ففهَّمناها سليمان وكلاً آتينا حكماً وعلماً}. فحمد سليمان ولم يلم داود، ولولا ما ذكر الله من أمر هذين لرأيت أن القضاة هلكوا، فإنه أثنى على هذا بعلمه وعذر هذا باجتهاده.
وقال مزاحم بن زفر: قال لنا عمر بن عبد العزيز: خمس إذا أخطأ القاضي منهنَّ خطَّة، كانت فيه وصمة: أن يكون فهماً، حليماً، عفيفاً، صليباً، عالماً سؤولاً عن العلم.
باب: رزق الحكام والعاملين عليها
وكان شريح القاضي يأخذ على القضاء أجراً. وقالت عائشة: يأكل الوصي بقدر عمالته. وأكل أبو بكر وعمر.
6744 - حدثنا أبو اليمان: أخبرنا شعيب، عن الزُهري: أخبرني السائب بن يزيد، ابن اخت نمر: أن حويطب بن عبد العزى أخبره: أن عبد الله بن السعدي أخبره:
أنه قدم على عمر في خلافته، فقال له عمر: ألم أحدَّث أنك تلي من أعمال الناس أعمالاً، فإذا أعْطِيتَ العمالة كرهتَها؟ فقلت: بلى، فقال عمر: ما تريد إلى ذلك؟ فقلت: إن لي أفراساً و أعبداً، وأنا بخير، وأريد أن تكون عمالتي صدقة على المسلمين. قال عمر: لا تفعل، فإني كنت أردتُ الذي أردتَ، فكان رسول الله ﷺ يعطيني العطاء، فأقول: أعطه أفقر إليه منِّي، حتى أعطاني مرَّة مالاً، فقلت: أعطه أفقر إليه منِّي، فقال النبي ﷺ: (خذه، فتموَّله، وتصدَّق به، فما جاءك من هذا المال وأنت غير مشرف ولا سائل فخذه، وإلاَّ فلا تتبعه نفسك).
وعن الزُهري قال: حدثني سالم بن عبد الله: أن عبد الله بن عمر قال: سمعت عمر يقول: كان النبي ﷺ يعطيني العطاء،
فأقول: أعطه أفقر إليه مني، حتى أعطاني مرَّة مالاً، فقلت: أعطه من هو أفقر إليه مني، فقال النبي ﷺ: (خذه، فتموَّله، وتصدَّق به، فما جاءك من هذا المال و أنت غير مشرف ولا سائل فخذه، وما لا فلا تتبعه نفسك). [23]
باب من قضى ولاعن في المسجد
ولاعن عمر عند منبر النبي ﷺ. وقضى شريح والشَعبيُّ ويحيى بن يعمر في المسجد. و قضى مروان على زيد بن ثابت باليمين عند المنبر. وكان الحسن وزرارة بن أوفى يقضيان في الرحبة خارجاً من المسجد.
6745 / 6846 - حدثنا علي بن عبد الله: حدثنا سفيان: قال الزُهري، عن سهل بن سعد قال: شهدت المتلاعِنَيْنِ، وأنا ابن خمس عشرة سنة، وفُرِّق بينهما.
(6746) - حدثنا يحيى: حدثنا عبد الرزاق: أخبرنا ابن جريج: أخبرني ابن شهاب، عن سهل أخي بني ساعدة:
أن رجلاً من الأنصار جاء إلى النبي ﷺ فقال:
أرأيت رجلاً وجد مع امرأته رجلاً، أيقتله؟ فتلاعنا في المسجد وأنا شاهد. [24]
19 - باب: من حكم في المسجد، حتى إذا أتى على حدٍّ أمر أن يخرج من المسجد فيقام.
و قال عمر: أخرجاه من المسجد، وضربه. ويذكر عن عليٍّ نحوه.
6747 - حدثنا يحيى بن بكير: حدثني الليث، عن عقيل، عن ابن شهاب، عن أبي سلمة و سعيد بن المسيَّب، عن أبي هريرة قال:
أتى رجل رسول الله ﷺ و هو في المسجد، فناداه فقال: يا رسول الله، إني زنيت، فأعرض عنه، فلما شهد على نفسه أربعاً قال: (أبك جنون). قال: لا، قال: (اذهبوا به فارجموه).
قال ابن شهاب: فأخبرني من سمع جابر بن عبد الله قال: كنت فيمن رجمه بالمصلى.
رواه يونس ومعمر وابن جريج، عن الزُهري، عن أبي سلمه، عن جابر، عن النبي ﷺ، في الرجم. [25]
باب: موعظة الإمام للخصوم
6748 - حدثنا عبد الله بن مسلمة، عن مالك، عن هشام، عن أبيه، عن زينب بنت أبي سلمة، عن أم سلمة رضي الله عنها:
أن رسول الله ﷺ قال: (إنما أنا بشر، وإنكم تختصمون إلي، ولعل بعضكم أن يكون ألحن بحجته من بعض، فأقضي له على نحو ما أسمع، فمن قضيت له بحق أخيه شيئاً فلا يأخذه، فإنما أقطع له قطعة من النار). [26].
باب: الشهادة تكون عند الحاكم، في ولايته القضاء أو قبل ذلك، للخصم
وقال شريح القاضي، وسأله إنسان الشهادة، فقال: ائت الامير حتى أشهد لك. وقال عكرمة: قال عمر لعبد الرحمن بن عوف: لو رأيت رجلاً على حدٍّ، زناً أو سرقة، و أنت أمير؟ فقال: شهادتك شهادة رجل من المسلمين، قال: صدقت. قال عمر: لولا أن يقول الناس زاد عمر في كتاب الله، لكتبت آية الرجم بيدي. [27]. وأقرَّ ماعز عند النبي ﷺ بالزنا أربعاً فأمر برجمه، ولم يذكر أن النبي ﷺ أشهد من حضره. [28]. وقال حمَّاد: إذا أقرَّ مرَّة عند الحاكم رُجم. وقال الحكم: أربعاً.
6749 - حدثنا قتيبة: حدثنا الليث بن سعد، عن يحيى، عن عمر بن كثير، عن أبي محمد مولى أبي قتادة: أن أبا قتادة قال:
قال رسول الله ﷺ يوم حنين: (من له بيِّنة على قتيل قتله فله سلبه). فقمت لألتمس بيِّنة على قتيل، فلم أرَ أحداً يشهد لي، فجلست، ثم بدا لي فذكرت أمره إلى رسول الله ﷺ، فقال رجل من جلسائه، سلاح هذا القتيل الذي يذكر عندي، قال: فأرضه منه، فقال أبو بكر: كلا، لا يعطه أصيبغ من قريش و يدع أسداً من أسد الله، يقاتل عن الله ورسوله، قال: فأمر رسول الله ﷺ فأدَّاه إلي، فاشتريت منه خرافاً، فكان أول مال تأثَّلتُه.
قال لي عبد الله، عن الليث: فقام النبي ﷺ فأدَّاه إلي. [29]
وقال أهل الحجاز: الحاكم لا يقضي بعلمه، شهد بذلك في ولايته أو قبلها، ولو أقر خصم عنده لآخر بحق في مجلس القضاء، فإنه لا يقضي عليه في قول بعضهم حتى يدعوا بشاهدين فيحضرهما إقراره.
وقال بعض أهل العراق: ما سمع أو رآه في مجلس القضاء قضى به، وما كان في غيره لم يقض إلا بشاهدَين.
وقال آخرون منهم: بل يقضي به، لأنه مؤتمن، وإنما يراد من الشهادة معرفة الحق، فعلمه أكثر من الشهادة.
و قال بعضهم: يقضي بعلمه في الأموال، ولا يقضي في غيرها.
وقال القاسم: لا ينبغي للحاكم أن يقضي قضاء بعلمه دون علم غيره، مع أن علمه أكثر من شهادة غيره، ولكن فيه تعرُّضاً لتهمة نفسه عند المسلمين، وإيقاعاً لهم في الظنون، وقد كره النبي ﷺ الظن فقال: (إنما هذه صفيَّة).
6750 - حدثنا عبد العزيز بن عبد الله الأويسي: حدثنا إبراهيم بن سعد، عن ابن شهاب، عن علي بن حسين:
أن النبي ﷺ أتته صفية بنت حيي، فلما رجعت انطلق معها، فمر به رجلان من الأنصار، فدعاهما فقال: (إنما هي صفية). قالا: سبحان الله، قال: (إنَّ الشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم).
رواه شعيب، وابن مسافر، وابن أبي عتيق، و اسحق بن يحيى، عن الزُهري، عن علي، يعني ابن حسين، عن صفية، عن النبي ﷺ. [30]
باب: أمر الموالي إذا وجَّه أميرين إلى موضع: أن يتطاوعا ولا يتعاصيا
6751 - حدثنا محمد بن بشار: حدثنا العقدي: حدثنا شعبة، عن سعيد بن أبي بردة قال: سمعت أبي قال:
بعث النبي ﷺ أبي ومعاذ بن جبل إلى اليمن، فقال: (يسِّرا ولا تعسِّرا، وبشِّرا ولا تنفِّرا، وتطاوعا). فقال له أبو موسى: إنه يُصنع بأرضنا البتع؟ فقال: (كل مسكر حرام).
وقال أبو النضر، وأبو داود، ويزيد بن هارون، ووكيع، عن شعبة، عن سعيد بن أبي بردة، عن أبيه، عن جده، عن النبي ﷺ. [31]
باب: إجابة الحاكم الدعوة
وقد أجاب عثمان بن عفان عبداً للمغيرة بن شعبة.
6725 - حدثنا مسدد: حدثنا يحيى بن سعيد، عن سفيان: حدثني منصور، عن أبي وائل، عن أبي موسى،
عن النبي ﷺ قال: (فكُّوا العاني وأجيبوا الداعي). [32]
باب: هدايا العمَّال
6753 - حدثنا علي بن عبد الله: حدثنا سفيان، عن الزُهري: أنه سمع عروة: أخبرنا أبو حميد الساعدي قال:
استعمل النبي ﷺ رجلاً من بني أسد، يقال له ابن الأتبيَّة، على صدقة، فلما قدم قال: هذا لكم وهذا أهدي لي، فقام النبي ﷺ على المنبر - قال سفيان أيضا: فصعد المنبر - فحمد الله وأثنى عليه، ثم قال: (ما بال العامل نبعثه، فيأتي فيقول: هذا لك وهذا لي، فهلا جلس في بيت أبيه وأمه فينظر أيهدى أم لا؟ والذي نفسي بيده، لا يأتي بشيء إلا جاء به يوم القيامة يحمله على رقبته: إن كان بعيراً له رغاء، أو بقرة لها خوار أو شاة تيعر). ثم رفع يديه حتى رأينا عفرتي إبطيه: (ألا هل بلَّغت). ثلاثاً.
قال سفيان: قصه علينا الزُهري، وزاد هشام: عن أبيه عن أبي حميد
قال: سمع أذناي، وأبصرته عيني، وسلوا زيد بن ثابت، فإنه سمعه معي.
ولم يقل الزُهري: سمع أذني. [33]
{خوار}: صوت، والجؤار من { تجأرون}: كصوت البقرة.
باب: استقضاء الموالي واستعمالهم
6754 - حدثنا عثمان بن صالح: حدثنا عبد الله بن وهب: أخبرني ابن جريج: أن نافعاً أخبره: أن ابن عمر رضي الله عنهما أخبره قال:
كان سالم مولى أبي حذيفة يؤم المهاجرين الأولين وأصحاب النبي ﷺ في مسجد قباء، فيهم أبو بكر وعمر وأبو سلمة وزيد وعامر بن ربيعة. [34]
26 - باب: العرفاء للناس.
6755 - حدثنا إسماعيل بن أبي أويس: حدثني إسماعيل بن ابراهيم، عن عمه موسى ابن عقبة: قال ابن شهاب: حدثني عروة بن الزبير: أن مروان بن الحكم والمسور بن مخرمة أخبراه:
أن رسول الله ﷺ قال، حين أذن لهم المسلمون في عتق سبي هوازن: (إني لا أدري من أذن فيكم ممن لم يأذن، فارجعوا حتى يرفع إلينا عرفاؤكم أمركم). فرجع الناس فكلمهم عرفاؤهم، فرجعوا إلى رسول الله ﷺ فأخبروه: أن الناس قد طيَّبوا وأذنوا. [35]
27 - باب: ما يكره من ثناء السلطان، وإذا خرج قال غير ذلك.
6756 - حدثنا أبو نعيم: حدثنا عاصم بن محمد بن زيد بن عبد الله بن عمر، عن أبيه: قال أناس لابن عمر: إنا ندخل على سلطاننا، فنقول لهم خلاف ما نتكلم إذا خرجنا من عندهم، قال: كنا نعدها نفاقاً.
6757 - حدثنا قتيبة: حدثنا الليث، عن يزيد بن ابي حبيب، عن عراك، عن أبي هريرة: أنه سمع رسول الله ﷺ يقول: (إن شرَّ
الناس ذو الوجهين، الذي يأتي هؤلاء بوجه وهؤلاء بوجه). [36]
باب: القضاء على الغائب
6758 - حدَّثنا محمد بن كثير: أخبرنا سفيان، عن هشام، عن أبيه، عن عائشة رضي الله عنها:
أن هند قالت للنبي ﷺ: إن أبا سفيان رجل شحيح، فأحتاج أن آخذ من ماله؟ قال: (خذي ما يكفيك وولدك بالمعروف). [37]
29 - باب من قضي له بحق أخيه فلا يأخذه، فإن قضاء الحاكم لا يحلُّ حراماً ولا يحرِّم حلالاً.
6759 - حدثنا عبد العزيز بن عبد الله: حدثنا إبراهيم بن سعد، عن صالح، عن ابن شهاب قال: أخبرني عروة بن الزبير: أن زينب بنت أبي سلمة أخبرته: أنَّ أمَّ سلمة زوج النبي ﷺ أخبرتها،
عن رسول الله ﷺ: أنه سمع خصومة بباب حجرته، فخرج إليهم فقال:
(إنما أنا بشر، وإنه يأتيني الخصم، فلعل بعضكم أن يكون أبلغ من بعض، فأحسب أنه صادق فأقضي له بذلك، فمن قضيت له بحق مسلم، فإنما هي قطعة من النار، فليأخذها أو ليتركها). [38]
6760 - حدثنا إسماعيل قال: حدثني مالك، عن ابن شهاب، عن عروة بن الزبير، عن عائشة زوج النبي ﷺ أنها قالت:
كان عتبة بن أبي وقَّاص، عهد إلى أخيه سعد بن أبي وقَّاص، أن ابن وليدة زمعة منِّي، فاقبضه إليك، فلما كان عام الفتح أخذه سعد فقال: ابن
أخي، قد كان عهد إليَّ فيه، فقام إليه عبد بن زمعة فقال: أخي و ابن وليدة أبي، ولد على فراشه، فتساوقا إلى رسول الله ﷺ، فقال سعد: يا رسول الله، ابن أخي كان عهد إليَّ فيه، وقال عبد بن زمعة: أخي وابن وليدة أبي،
ولد على فراشه، فقال رسول الله ﷺ: (هو لك يا عبد بن زمعة). ثم قال رسول الله ﷺ: (الولد للفراش، وللعاهر الحَجَر). ثم قال لسودة بنت زمعة: (احتجبي منه). لما رأى من شبهه بعتبة، فما رآها حتى لقي الله تعالى. [39]
باب: الحكم في البئر ونحوها
6761 - حدثنا إسحق بن نصر: حدثنا عبد الرزاق: أخبرنا سفيان، عن منصور والأعمش، عن أبي وائل قال: قال عبد الله:
قال النبي ﷺ: (لا يحلف على يمين صَبْرٍ، يَقتَطِعُ مالاً وهو فيها فاجر، إلا لقي الله وهو عليه غضبان). فأنزل الله: { إنَّ الذين يشترون بعهد الله وأيمانهم ثمناً قليلاً}. الآية، فجاء الأشعث وعبد الله يُحدِّثهم، فقال: فيَّ نزلت وفي رجل خاصمته في بئرٍ، فقال النبي ﷺ: (ألك بيِّنة). قلت: لا، قال: (فليحلف). قلت إذن يحلف، فنزلت: {إنَّ الذين يشترون بعهد الله}. الآية. [40]
باب القضاء في كثير المال وقليله
وقال ابن عيينة، عن ابن شبرمة: القضاء في قليل المال و كثيره سواء.
6762 - حدثنا أبو اليمان: أخبرنا شعيب، عن الزُهري: أخبرني عروة بن الزبير: أنَّ زينب بنت أبي سلمة أخبرته، عن أمها أم سلمة قالت:
سمع النبي ﷺ جَلَبَةَ خصام عند بابه، فخرج عليهم فقال: ( إنما أنا بشر، وإنه يأتيني الخصم، فلعل بعضاً أن يكون أبلغ من بعض، أقضي له بذلك، وأحسب أنه صادق، فمن قضيت له بحق مسلم فإنما هي قطعة من النار، فليأخذها أو ليدعها). [41]
باب: بيع الإمام على الناس أموالهم وضياعهم
وقد باع النبي ﷺ مدبَّراً من نُعيم بن النَّحَّام.
6763 - حدثنا ابن نمير: حدثنا محمد بن بشر: حدثنا إسماعيل: حدثنا سلمة ابن كهيل، عن عطاء، عن جابر بن عبد الله قال:
بلغ النبي ﷺ أنَّ رجلاً من أصحابه أعتق غلاماً له عن دُبُرٍ، لم يكن له مال غيره، فباعه بثمانمائة درهم، ثم أرسل بثمنه إليه. [42]
باب: من لم يكترث بطعن من لا يعلم في الأمراء حديثاً
6764 - حدثنا موسى بن إسماعيل: حدثنا عبد العزيز بن مسلم: حدثنا عبد الله ابن دينار قال: سمعت ابن عمر رضي الله عنهما يقول:
بعث رسول الله ﷺ بعثاً، وأمَّر عليهم أسامة بن زيد، فطعن في إمارته، وقال: (إن تطعنوا في إمارته فقد كنتم تطعنون في إمارة أبيه من قبله، وايم الله إن كان لخليقاً للإمرة، وإن كان لَمِنْ أَحَبِّ الناس اليَّ، و إنَّ هذا لمن أحبَّ الناس إليَّ بعده). [43]
باب: الألدُّ الخصِم، وهو الدائم في الخصومة
{ لُدًّا }: عُوجاً. { ألَدُّ }: أعوج.
6765 - حدثنا مسدَّد: حدثنا يحيى بن سعيد، عن ابن جريج: سمعت ابن أبي مليكة يحدِّث، عن عائشة رضي الله عنها قالت:
قال رسول الله ﷺ: ( أبغض الرجال إلى الله الألدُّ الخصِم). [44]
باب: إذا قضى الحاكم بجَورٍ، أو خلاف أهل العلم فهو ردٌّ
6766 - حدثنا محمود: حدثنا عبد الرزاق: أخبرنا معمر، عن الزُّهريِّ، عن سالم، عن ابن عمر: بعث النبي ﷺ خالدًا (ح). وحدثني أبو عبد الله نُعيم بن حمَّاد: أخبرنا عبد الله: أخبرنا معمر، عن الزُهري، عن سالم، عن أبيه قال:
بعث النبي ﷺ خالد بن الوليد إلى بني جذيمة، فلم يحسنوا أن يقولوا: أسلمنا، فقالوا صبأنا صبأنا، فجعل خالد يقتل ويأسر، ودفع إلى كل رجل منَّا أسيره، فأمر كل رجل منا أن يقتل أسيره، فقلت: والله لا أقتل أسيري، ولا يقتل رجلاً من أصحابي أسيره، فذكرنا ذلك للنبي ﷺ، فقال: (اللهمَّ إنِّي أبرأ إليك ممَّا صنع خالد بن الوليد). مرتين. [45]
باب: الإمام يأتي قوماً فيصلح بينهم
6767 - حدثنا أبو النعمان: حدثنا حمَّاد: حدثنا أبو حازم المديني، عن سهل بن سعد الساعدي قال: كان قتالاً بين بني عمرو، فبلغ ذلك النبي ﷺ، فصلى الظهر ثم أتاهم يصلح بينهم، فلمَّا حضرت صلاة العصر، فأذَّن بلال وأقام، وأمر أبا بكر فتقدَّم، وجاء النبي ﷺ وأبو بكر في الصلاة، فشقَّ الناس حتى قام خلف أبي بكر، فتقدم في الصفِّ الذي يليه، قال: وصفَّح القوم، وكان أبو بكر إذا دخل في الصلاة لم يلتفت حتى يفرغ، فلمَّا رأى التَّصفيح لا يمسك عليه التفت، فرأى النبي ﷺ خلفه، فأومأ إليه النبي ﷺ: (أن امضه). وأومأ بيده هكذا، و لبث أبو بكر هنيَّةً يحمد الله على قول النبي ﷺ، ثم مشى القهقرى، فلمَّا رأى النبي ﷺ ذلك تقدَّم، فصلَّى النبي ﷺ بالناس، فلما قضى صلاته قال: (يا أبا بكر، ما منعك إذ أومأت إليك أن لا تكون مضيت). قال: لم يكن لابن أبي قحافة أن يؤمَّ النبيَّ ﷺ، وقال للقوم: (إذا نابكم أمر فليسبِّح الرجال وليصفِّح النساء). [46]
باب: يُستحبُّ للكاتب أن يكون أميناً عاقلاً
6768 - حدثنا محمد بن عبيد الله أبو ثابت: حدثنا إبراهيم بن سعد، عن ابن شهاب، عن عبيد بن السبَّاق، عن زيد بن ثابت قال: بعث إليَّ أبو بكر مقتل أهل اليمامة وعنده عمر، فقال أبو بكر: إنَّ عمر أتاني فقال: إنَّ القتل قد استحرَّ يوم اليمامة بقرَّاء القرآن، وإني أخشى أن يستحرَّ القتل بقرَّاء القرآن في المواطن كلِّها، فيذهب قرآن كثير، و إني أرى أن تأمر بجمع القرآن، قلت: كيف أفعل شيئاً لم يفعله رسول الله ﷺ؟ فقال عمر: هو والله خير، فلم يزل عمر يراجعني في ذلك حتَّى شرح الله صدري للذي شرح له صدر عمر، ورأيت في ذلك الذي رأى عمر. قال زيد: قال أبو بكر: وإنك رجل شابّ عاقل لا نتَّهمك، قد كنت تكتب الوحي لرسول الله ﷺ، فتتبَّع القرآن فاجمعه. قال زيد: فوالله لو كلَّفني نقل جبل من الجبال ما كان بأثقل عليَّ ممَّا كلَّفني من جمع القرآن. قلت كيف تفعلان شيئاً لم يفعله رسول الله ﷺ؟ قال أبو بكر: هو والله خير، فلم يزل يحثُّ مراجعتي حتى شرح الله صدري للَّذي شرح الله له صدر أبي بكر وعمر، ورأيت في ذلك الذي رأيا، فتتبَّعت القرآن أجمعه من العُسُبِ والرقاع و اللخاف وصدور الرجال، فوجدت في آخر سورة التوبة: {لقد جاءكم رسول من أنفسكم}. إلى آخرها مع خزيمة، أو أبي خزيمة، فألحقتها في سورتها، فكانت الصحف عند أبي بكر حياته حتى توفاه الله عز وجل، ثم عند عمر حياته حتى توفاه الله، ثم عند حفصة بنت عمر.
قال محمد بن عبيد الله: اللخاف يعني الخزف. [47]
باب: كتاب الحاكم إلى عمَّاله، والقاضي إلى أمنائه
6769 - حدثنا عبد الله بن يوسف: أخبرنا مالك، عن أبي ليلى(ح). حدثنا إسماعيل: حدثني مالك، عن أبي ليلى بن عبد الله بن عبد الرحمن بن سهل، عن سهل بن أبي حثْمة: أنه أخبره هو ورجال من كُبَراء قومه:
أنَّ عبد الله بن سهل ومُحَيِّصة خرجا إلى خيبر من جهد أصابهم، فأخبِرَ محيِّصة أنَّ عبد الله قُتِل و طرح في فقير أو عين، فأتى يهود فقال: أنتم والله قتلتموه، قالوا: ما قتلناه والله، ثمَّ أقبل حتى قدم على قومه فذكر لهم، فأقبل هو وأخوه حويِّصة، وهو أكبر منه، وعبد الرحمن بن سهل، فذهب ليتكلم، وهو الذي كان بخيبر، فقال النبي ﷺ لمحيِّصة: (كبِّر كبِّر). يريد السن، فتكلم حويِّصة ثمَّ تكلم محيِّصة، فقال رسول الله ﷺ: ( إمَّا أن يدوا صاحبكم، وإمَّا أن يُؤذِنوا بحرب). فكتب رسول الله ﷺ إليهم به، فكتبوا: ما قتلناه، فقال رسول الله لحويِّصة ومحيِّصة وعبد الرحمن: (أتحلفون وتستحقُّون دم صاحبكم). فقالوا: لا، قال: (أفتحلف لكم يهود). قالوا: ليسوا بمسلمين، فوداه رسول الله ﷺ من عنده مائة ناقة حتى أدخلت الدار، قال سهل: فركضتني منها ناقة. [48]
باب: هل يجوز للحاكم أن يبعث رجلاً وحده للنظر في الأمور
6770 - حدثنا آدم: حدثنا ابن أبي ذئب: حدثنا الزُهري، عن عبيد الله بن عبد الله، عن أبي هريرة وزيد بن خالد الجهنيِّ قالا:
جاء أعرابي فقال: يا رسول الله، اقض بيننا بكتاب الله، فقام خصمه فقال: صدق، فاقض بيننا بكتاب الله، فقال الأعرابي: إنَّ ابني كان عسيفاً على هذا فزنى بامرأته، فقالوا لي: على ابنك الرجم، ففديت ابني منه بمائة من الغنم ووليدة، ثم سألت أهل العلم فقالوا: إنما على ابنك جلد مائة وتغريب عام، فقال النبي ﷺ: (لأقضينَّ بينكما بكتاب الله، أمَّا الوليدة و الغنم فردٌّ عليك، وعلى ابنك جلد مائة وتغريب عام، وأمَّا أنت يا أنيس - لرجل - فاغد على امرأة هذا فارجمها). فغدا عليها أنيس فرجمها. [49]
باب: ترجمة الحكام، وهل يجوز ترجمان واحد
وقال خارجة بن زيد بن ثابت، عن زيد بن ثابت: أن النبي ﷺ أمره أن يتعلم كتاب اليهود حتى كتبت للنبي ﷺ كتبهن وأقرأته كتبهم إذا كتبوا إليه.
وقال عمر، وعنده عليّ وعبد الرحمن وعثمان: ماذا تقول هذه؟ قال عبد الرحمن ابن حاطب: فقلت: تخبرك بصاحبها الذي صنع بها.
وقال أبو جمرة: كنت أترجم بين ابن عباس وبين الناس. [50]
وقال بعض الناس: لا بدَّ للحاكم من مترجمَيْن.
6711 - حدثنا أبو اليمان: أخبرنا شعيب، عن الزُهري: أخبرني عبيد الله بن عبد الله: أنَّ عبد الله بن عباس أخبره: أنَّ أبا سفيان بن حرب أخبره: أنَّ هرقل أرسل إليه في ركب من قريش، ثم قال لترجمانه: قل لهم: إني سائل هذا، فإن كذبني فكذِّبوه، فذكر الحديث، فقال للترجمان: قل له: إن كان ما تقول حقاً، فسيملك موضع قدميَّ هاتين. [51]
باب: محاسبة الإمام عمَّاله
6722 - حدثنا محمد: أخبرنا عبدة: حدثنا هشام بن عروة، عن أبيه، عن أبي حُميد الساعديِّ:
أنَّ النبي ﷺ استعمل ابن الأتبيَّة على صدقات بني سُليم، فلما جاء إلى رسول الله ﷺ وحاسبه قال: هذا الذي لكم، وهذه هدية أهديت لي، فقال رسول الله ﷺ: (فهلاَّ جلست في بيت أبيك وبيت أمك حتى تأتيك هديتك إن كنت صادقاً). ثم قام رسول الله ﷺ فخطب الناس، وحمد الله وأثنى عليه، ثم قال: ( أما بعد، فإني أستعمل رجالاً منكم على أمور مما ولاَّني الله، فيأتي أحدكم فيقول: هذا لكم وهذه هديَّة أهديت لي، فهلاَّ جلس في بيت أبيه وبيت أمه حتى تأتيه هديته إن كان صادقاً، فوالله، لا يأخذ أحدكم منها شيئاً - قال هشام - بغير حقِّه، إلاَّ جاء الله يحمله يوم القيامة، ألا فلا أعرفنَّ ما جاء الله رجل ببعير له رغاء، أو ببقرة لها خوار، أو شاةً تيعر). ثم رفع يديه حتى رأيت بياض إبطيه: (ألا هل بلَّغت). [52]
باب: بطانة الإمام وأهل مشورته
البطانة: الدُّخَلاء.
6773 - حدثنا أصبغ: أخبرنا ابن وهب: أخبرني يونس، عن ابن شهاب، عن أبي سلمة، عن أبي سعيد الخدري،
عن النبي ﷺ قال: (ما بعث الله من نبي، ولا استخلف من خليفة، إلاَّ كانت له بطانتان: بطانة تأمره بالمعروف وتحضه عليه، وبطانة تأمره بالشر وتحضه عليه، فالمعصوم من عصم الله تعالى).
وقال سليمان، عن يحيى: أخبرني ابن شهاب بهذا. و عن ابن أبي عتيق،
وموسى، عن ابن شهاب مثله. وقال شعيب، عن الزُهري: حدثني أبو سلمة، عن أبي سعيد قوله. وقال الأوزاعيُّ ومعاوية بن سلام:حدثني الزُهري: حدثني أبو سلمة، عن أبي هريرة، عن النبي ﷺ. وقال ابن أبي حسين وسعيد بن زياد، عن أبي سلمة، عن أبي سعيد قوله. وقال عبيد الله بن أبي جعفر: حدثني صفوان، عن أبي سلمة، عن أبي أيوب قال: سمعت النبي ﷺ. [53]
باب: كيف يبايع الإمام الناس
6774 - حدنا إسماعيل: حدثني مالك، عن يحيى بن سعيد قال: أخبرني عبادة بن الوليد: أخبرني أبي، عن عبادة بن الصامت قال:
بايعنا رسول الله ﷺ على السمع و الطاعة في المنشط والمكره، وأن لا ننازع الأمر أهله وأن نقوم، أو: نقول بالحق حيثما كنَّا لا نخاف في الله لومة لائم. [54]
6775 - حدثنا عمرو بن عليٍّ: حدثنا خالد بن الحارث: حدثنا حميد، عن أنس رضي الله عنه: خرج النبي ﷺ في غداة باردة، والمهاجرون والأنصار يحفرون الخندق، فقال:
(اللهم إنَّ الخير خير الآخرة *** فاغفر للأنصار و المهاجرة).
فأجابوا:
نحن الذين بايعوا محمدا *** على الجهاد ما بقينا أبدا [55]
6776 - حدثنا عبد الله بن يوسف: أخبرنا مالك، عن عبد الله بن دينار،
عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال:
كنَّا إذا بايعنا رسول الله ﷺ على السمع والطاعة يقول لنا: (فيما استطعتم).
6777 - حدثنا مسدد: حدثنا يحيى، عن سفيان: حدثنا عبد الله بن دينار قال: شهدت ابن عمر حيث اجتمع الناس على عبد الملك قال: كتب: إنِّي أقرُّ بالسمع والطاعة لعبد الله عبد الملك أمير المؤمنين، على سنَّة الله وسنَّة رسوله ما استطعت، وإنَّ بنيَّ قد أقرُّا بمثل ذلك. [56]
6778 - حدثنا يعقوب بن إبراهيم: حدثنا هُشَيْم: أخبرنا سيَّار، عن الشعبيِّ، عن جرير بن عبد الله قال:
بايعت النبي ﷺ على السمع والطاعة، فلقَّنني:(فيما استطعت، والنصح لكلِّ مسلم). [57]
6779 - حدثنا عمرو بن عليٍّ: حدثنا يحيى، عن سفيان قال: حدثني عبد الله بن دينار قال: لمَّا بايع الناس عبد الملك، كتب إليه عبد الله بن عمر: إلى عبد الله عبد الملك أمير المؤمنين، إنِّي أقرُّ بالسمع والطاعة لعبد الله عبد الملك أمير المؤمنين، على سنَّة الله وسنَّة رسوله فيما استطعت، وإنَّ بنيَّ قد أقرُّوا بذلك. [58]
6780 - حدثنا عبد الله بن مسلمة: حدثنا حاتم، عن يزيد قال: قلت لسلمة: على أي شيء بايعتم النبي ﷺ يوم الحديبيَّة؟ قال: على الموت. [59]
6781 - حدثنا عبد الله بن محمد بن أسماء: حدثنا جويرية، عن مالك، عن الزُهريِّ: أنَّ حميد بن عبد الرحمن أخبره: أنَّ المسور بن مخرمة
أخبره: أنَّ الرهط الذين ولاهم عمر اجتمعوا فتشاوروا، فقال لهم عبد الرحمن: لست بالذي أنافسكم على هذا الأمر، ولكنكم إن شئتم اخترت لكم منكم، فجعلوا ذلك إلى عبد الرحمن، فلما ولَّوا عبد الرحمن أمرهم، فمال الناس على عبد الرحمن، حتى ما أرى أحداً من الناس يتبع أولئك الرهط ولا يطأ عقبه، ومال الناس على عبد الرحمن يشاورونه تلك الليالي، حتى إذا كانت الليلة التي أصبحنا منها فبايعنا عثمان، قال المسور: طرقني عبد الرحمن بعد هجع من الليل، فضرب الباب حتى استيقظتُ، فقال أراك نائماً، فوالله ما اكتحلت هذه الثلاث بكبير نوم، انطلق فادعوا الزبير وسعداً، فدعوتهما له فشاورهما، ثم دعاني فقال: ادع لي علِيًّا، فدعوته فناجاه حتى ابهارَّ الليل، ثم قام عليّ من عنده وهو على طمع، وقد كان عبد الرحمن يخشى من عليٍّ شيئاً، ثم قال: ادع لي عثمان، فدعوته، فناجاه حتى فرَّق بينهما المؤذِّن بالصبح، فلما صلَّى للناس الصبح، واجتمع أولئك الرهط عند المنبر، فأرسل إلى من كان حاضراً من المهاجرين والأنصار، وأرسل إلى أمراء الأجناد، وكانوا وافوا تلك الحَجَّة مع عمر، فلما اجتمعوا تشهَّد عبد الرحمن ثم قال: أمَّا بعد يا عليُّ، إنِّي قد نظرت في أمر الناس، فلم أرهم يعدلون بعثمان، فلا تجعلنَّ على نفسك سبيلاً. فقال: أبايعك على سنَّة الله ورسوله والخليفتين من بعده، فبايعه عبد الرحمن، وبايعه الناس: المهاجرون، والأنصار، وأمراء الأجناد، والمسلمون.
باب: من بايع مرتين
6782 - حدثنا أبو عاصم، عن يزيد بن أبي عبيد، عن سلمة قال:
بايعنا النبي ﷺ تحت الشجرة، فقال لي: (يا سلمة ألا تبايع). قلت: يا رسول الله، قد بايعت في الأول، قال: (وفي الثاني). [60]
باب: بيعة الأعراب
6783 - حدثنا عبد الله بن مسلمة، عن مالك، عن محمد بن المنكدر، عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما:
أنَّ أعرابيًّا بايع رسول الله ﷺ على الإسلام، فأصابه وعك، فقال: أقلني بيعتي، فأبى، ثمَّ جاءه فقال: أقلني بيعتي، فأبى، فخرج، فقال رسول الله ﷺ: (المدينة كالكير، تنفي خبثها، وتصنع طيِّبها). [61]
باب: بيعة الصغير
6784 - حدثنا علي بن عبد الله: حدثنا عبد الله بن يزيد: حدثنا سعيد، هو ابن أبي أيوب، قال: حدثني أبو عقيل زُهرة بن معبد، عن جدِّه عبد الله بن هشام، وكان قد أدرك النبي ﷺ، وذهبت به أمُّه زينب بنت حميد إلى رسول الله ﷺ، فقالت: يا رسول الله بايعه، فقال النبي ﷺ: (هو صغير). فمسح رأسه ودعا له، وكان يضحِّي بالشاة الواحدة عن جميع أهله. [62]
باب: من بايع ثم استقال البيعة
6785 - حدثنا عبد الله بن يوسف: أخبرنا مالك، عن محمد بن المنكدر،
عن جابر ابن عبد الله:
أنَّ أعرابيًّا بايع رسول الله ﷺ على الإسلام، فأصاب الأعرابي وعك بالمدينة، فأتى الأعرابي إلى رسول الله ﷺ فقال:
يا رسول الله، أقلني بيعتي، فأبى رسول الله ﷺ، ثم جاءه فقال: أقلني بيعتي، فأبى، ثم جاءه فقال: أقلني بيعتي، فأبى، فخرج الأعرابي، فقال رسول الله ﷺ: (إنما المدينة كالكير، تنفي خبثها وتنصع طيِّبها). [63]
باب: من بايع رجلاً لا يبايعه إلاَّ للدنيا
6786 - حدثنا عبدان، عن أبي حمزة، عن الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي هريرة قال:
قال رسول الله ﷺ: (ثلاثة لا يكلمهم الله يوم القيامة ولا يزكِّيهم ولهم عذاب أليم: رجل على فضل ماء بالطريق يمنع منه ابن السبيل، ورجل بايع إماماً لا يبايعه إلا لدنياه، إن أعطاه ما يريد وفى له وإلا لم يف له، ورجل بايع رجلاً بسلعةٍ بعد العصر، فحلف بالله لقد أعطي بها كذا وكذا فصدَّقه، فأخذها، ولم يعط بها). [64]
باب: بيعة النساء
رواه ابن عباس، عن النبي ﷺ. [65]
6787 - حدثنا أبو اليمان: أخبرنا شعيب، عن الزُهري. وقال الليث: حدثني يونس، عن ابن شهاب: أخبرني أبو إدريس الخولانيُّ: أنه سمع عبادة بن الصامت يقول:
قال لنا رسول الله ﷺ ونحن في مجلس: (تبايعوني على أن لا تشركوا بالله شيئاً، ولا تسرقوا، ولا تزنوا، ولا تقتلوا أولادكم، ولا تأتوا ببهتانٍ تفترونه بين أيديكم وأرجلكم، ولا تعصوا في معروف، فمن وفى منكم فأجره على الله، ومن أصاب من ذلك شيئاً فعوقب في الدنيا فهو كفارة له، ومن أصاب من ذلك شيئاً فستره الله، فأمره إلى الله: إن شاء عاقبه وإن شاء عفا عنه).فبايعناه على ذلك. [66]
6788 - حدثنا محمود: حدثنا عبد الرزاق: أخبرنا معمر، عن الزُهري،
عن عروة، عن عائشة رضي الله عنها قالت:
كان النبي ﷺ يبايع النساء بالكلام بهذه الآية: {لا يشركن بالله شيئاً}. قالت: وما مسَّت يد رسول الله ﷺ يد امرأة إلاَّ امرأة يملكها. [67]
6789 - حدثنا مسدَّد: حدثنا عبد الوارث، عن أيوب، عن حفصة، عن أمِّ عطيَّة قالت:
بايعنا النبي ﷺ، فقرأ علينا: {أن لا يشركن بالله شيئاً}. ونهانا عن النياحة، فقبضت امرأة منا يدها، فقالت: فلانة أسعدتني، وأنا أريد أن أجزيها. فلم يقل شيئاً، فذهبَت ثم رجعَت، فما وفت امرأة إلا أم سُليم، وأم العلاء، وابنة أبي سبرة امرأة معاذ، أو ابنة أبي سبرة، وامرأة معاذ. [68]
باب: من نكث بيعة
وقال الله تعالى: {إنَّ الذين يبايعونك إنما يبايعون الله يد الله فوق أيديهم فمن نكث فإنما ينكث على نفسه ومن أوفى بما عاهد عليهُ الله فسيؤتيه أجراً عظيماً}.
6790 - حدثنا أبو نعيم: حدثنا سفيان، عن عمر بن المنكدر: سمعت حابراً قال:
جاء أعرابيّ إلى النبي ﷺ فقال: بايعني على الإسلام، فبايعه على الإسلام، ثم جاء الغد محموماً، فقال: أقلني، فأبى، فلما ولَّى، قال: (المدينة كالكير، تنفي خبثها وتنصع طيِّبها). [69]
باب: الاستخلاف
6791 - حدثنا يحيى بن يحيى: أخبرنا سليمان بن بلال، عن يحيى بن سعيد: سمعت القاسم بن محمد قال:
قالت عائشة رضي الله عنها: وارأساه، فقال رسول الله ﷺ: (ذاكِ لو كان وأنا حيّ فأستغفر لك وأدعو لك). فقالت عائشة: واثكلياه، والله إني لأظنك تحبُّ موتي، ولو كان ذاك لظلِلتَ
آخر يومك معرِّساً ببعض أزواجك، فقال النبي ﷺ: (بل أنا وارأساه، لقد هممت، أو أردت، أن أرسل إلى أبي بكر وابنه فأعهد، أن يقول القائلون أو يتمنى المتمنُّون، ثم قلت: يأبى الله ويدفع المؤمنون، أو: يدفع الله ويأبى المؤمنون). [70]
6792 - حدثنا محمد بن يوسف: أخبرنا سفيان، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال:
قيل لعمر: ألا تستخلف؟ قال: إن أستخلف فقد استخلف من هو خير مني أبو بكر، وإن أترك فقد ترك من هو خير مني رسول الله ﷺ. فأثنوا عليه، فقال: راغب وراهب، وددت أنِّي نجوت منها كفافاً، لا لي ولا عليَّ، لا أتحمَّلها حيًّا وميِّتاً.
6793 - حدثنا إبراهيم بن موسى: أخبرنا هشام، عن معمر، عن الزُّهريّ:
أخبرني أنس بن مالك رضي الله عنه: أنه سمع خطبة عمر الآخرة حين جلس على المنبر، وذلك الغد من يوم توفي النبي ﷺ، فتشهَّد وأبو بكر صامت لا يتكلم، قال: كنت أرجو أن يعيش رسول الله ﷺ حتى يدبرنا، يريد بذلك أن يكون آخرهم، فإن يكُ محمد ﷺ قد مات، فإن الله تعالى قد جعل بين أظهركم نوراً تهتدون به بما هدى الله محمداً ﷺ، وإنَّ أبا بكر صاحب رسول الله ﷺ ثاني اثنين، فإنَّه أولى المسلمين بأموركم، فقوموا فبايعوه، وكانت طائفة منهم قد بايعوه قبل ذلك في سقيفة بني ساعدة، وكانت بيعة العامَّة على المنبر. قال الزُهريُّ، عن أنس بن مالك: سمعت عمر يقول لأبي بكر يومئذٍ: اصعد المنبر، فلم يزل به حتى صعد المنبر، فبايعه الناس عامَّةً. [71]
6794 - حدثنا عبد العزيز بن عبد الله: حدثنا إبراهيم بن سعد، عن أبيه، عن محمد بن جبير بن مطعم، عن أبيه قال:
أتت النبي ﷺ امرأة فكلمته في شيء، فأمرها أن ترجع إليه، قالت: يا رسول الله، أرأيت إن جئت ولم أجدك؟ كأنها تريد الموت، قال: (إن لم تجديني فأتي أبا بكر) [72]
6795 - حدثنا مسدد: حدثنا يحيى، عن سفيان: حدثني قيس بن مسلم، عن طارق بن شهاب، عن أبي بكر رضي الله عنه: قال لوفد بزاخة: تتبعون أذناب الإبل، حتى يري الله خليفة نبيِّه ﷺ والمهاجرين أمراً يعذرونكم به.
6796 - حدثني محمد بن المثنَّى: حدثناغندر: حدثنا شعبة، عن عبد الملك: سمعت جابر بن سمرة قال:
سمعت النبي ﷺ يقول: (يكون اثنا عشر أميراً) فقال كلمة لم أسمعها، فقال أبي: إنه قال: (كلهم من قريش).
باب: إخراج الخصوم وأهل الرِّيب من البيوت بعد المعرفة
وقد أخرج عمر أخت أبي بكر حين ناحت.
6797 - حدثنا إسماعيل: حدثني مالك، عن أبي الزناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة رضي الله عنه:
أن رسول الله ﷺ قال: (والذي نفسي بيده، لقد هممت أن آمر بحطب يُحتَطب، ثم آمر بالصلاة فيؤذَّن لها، ثم آمر رجلاً فيؤمَّ الناس، ثم أخالف إلى رجال فأُحرِّق عليهم بيوتهم، والذي نفسي بيده، لو يعلم أحدهم أنه يجد عَرقاً سميناً، أو مرماتين حسنتين لشهد العشاء). [73]
باب: هل للإمام أن يمنع المجرمين وأهل المعصية من الكلام معه والزيارة ونحوه
6798 - حدثني يحيى بن بكير: حدثنا الليث، عن عقيل، عن ابن شهاب، عن عبد الرحمن بن عبد الله بن كعب بن مالك: أن عبد الله بن كعب بن مالك، وكان قائد كعب من بنيه حين عمي، قال: سمعت كعب بن مالك قال:
لمَّا تخلَّف عن رسول الله ﷺ في غزوة تبوك، فذكر حديثه، ونهى رسول الله ﷺ المسلمين عن كلامنا، فلبثنا على ذلك خمسين ليلة، وآذن رسول الله ﷺ بتوبة الله علينا. [74]
محتويات
1 97 - كتاب الأحكام
1.1 باب: قول الله تعالى: {أطيعوا الله وأطيعوا الرسول وأولي الأمر منكم}
1.2 باب: الأمراء من قريش
1.3 باب: أجر من قضى بالحكمة
1.4 باب: السمع والطاعة للإمام ما لم تكن معصية
1.5 باب: من لم يسأل الإمارة أعانه الله عليها
1.6 باب: من سأل الإمارة وُكِل إليها
1.7 باب: ما يُكره من الحرص على الإمارة
1.8 باب: من استرعي رعية فلم ينصح
1.9 باب: من شاقَّ شقَّ الله عليه
1.10 باب: القضاء والفتيا في الطريق
1.11 باب: ما ذكر أن النبي ﷺ لم يكن له بوَّاب
1.12 باب: الحاكم يحكم بالقتل على من وجب عليه، دون الإمام الذي فوقه
1.13 باب: هل يقضي القاضي أو يفتي وهو غضبان
1.14 باب: من رأى للقاضي أن يحكم بعلمه في أمر الناس، إذا لم يخف الظنون والتهمة
1.15 باب: الشهادة على الخط المختوم، وما يجوز من ذلك وما يضيق عليه، وكتاب الحاكم إلى عامله والقاضي إلى القاضي
1.16 باب: متى يستوجب الرجل القضاء
1.17 باب: رزق الحكام والعاملين عليها
1.18 باب من قضى ولاعن في المسجد
1.19 باب: موعظة الإمام للخصوم
1.20 باب: الشهادة تكون عند الحاكم، في ولايته القضاء أو قبل ذلك، للخصم
1.21 باب: أمر الموالي إذا وجَّه أميرين إلى موضع: أن يتطاوعا ولا يتعاصيا
1.22 باب: إجابة الحاكم الدعوة
1.23 باب: هدايا العمَّال
1.24 باب: استقضاء الموالي واستعمالهم
1.25 باب: القضاء على الغائب
1.26 باب: الحكم في البئر ونحوها
1.27 باب القضاء في كثير المال وقليله
1.28 باب: بيع الإمام على الناس أموالهم وضياعهم
1.29 باب: من لم يكترث بطعن من لا يعلم في الأمراء حديثاً
1.30 باب: الألدُّ الخصِم، وهو الدائم في الخصومة
1.31 باب: إذا قضى الحاكم بجَورٍ، أو خلاف أهل العلم فهو ردٌّ
1.32 باب: الإمام يأتي قوماً فيصلح بينهم
1.33 باب: يُستحبُّ للكاتب أن يكون أميناً عاقلاً
1.34 باب: كتاب الحاكم إلى عمَّاله، والقاضي إلى أمنائه
1.35 باب: هل يجوز للحاكم أن يبعث رجلاً وحده للنظر في الأمور
1.36 باب: ترجمة الحكام، وهل يجوز ترجمان واحد
1.37 باب: محاسبة الإمام عمَّاله
1.38 باب: بطانة الإمام وأهل مشورته
1.39 باب: كيف يبايع الإمام الناس
1.40 باب: من بايع مرتين
1.41 باب: بيعة الأعراب
1.42 باب: بيعة الصغير
1.43 باب: من بايع ثم استقال البيعة
1.44 باب: من بايع رجلاً لا يبايعه إلاَّ للدنيا
1.45 باب: بيعة النساء
1.46 باب: من نكث بيعة
1.47 باب: الاستخلاف
1.48 باب: إخراج الخصوم وأهل الرِّيب من البيوت بعد المعرفة
1.49 باب: هل للإمام أن يمنع المجرمين وأهل المعصية من الكلام معه والزيارة ونحوه
[ر:2606]
================
[ر:2797]
[ر:853]
[ر:3309]
[ر:3310]
[ر:73]
[ر:661]
[ر:6645]
[ر:2796]
[ر:4085]
[ر:6248]
[ر:6248]
[ر:2142]
[ر:6134]
[ر:3485]
[ر:1194]
[ر:2142]
[ر:90]
[ر:4625]
[ر:2097]
[ر:2097]
[ر:6769]
[ر:65]
[ر: 1404]
[ر:413]
[ر:4970]
[ر:2326]
[ر:6441]
[ر:4969، 4970]
[ر:1994]
[ر:1930]
[ر:2873]
[ر:2881]
[ر:883]
[ر:660]
[ر:2184]
[ر:5711]
[ر:2097]
[ر:2326]
[ر:1948]
[ر:2229]
[ر:2326]
[ر:2034]
[ر:3524]
[ر:2325]
[ر:4084]
[ر:652]
[ر:4402]
[ر:2555]
[ر:2190]
[ر:87]
[ر:7]
[ر:883]
[ر:6237]
[ر:6647]
[ر:2679]
[ر6779، 6844]
[ر:57]
[ر:6777]
[ر:2800]
[ر:2800]
[ر:1784]
[ر:2368]
[ر:1784]
[ر:2230]
[ر:936]
[ر:18]
[ر:4609]
[ر:1244]
[ر:1784]
[ر:5342]
[6841]
[ر:3459]
[ر:618]
=======
===================
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق