Translate الترجمة

الخميس، 17 فبراير 2022

صحيح البخاري/كتاب الاستئذان/الدعوات


  1. صحيح البخاري/كتاب الاستئذان /كتاب الاستئذان
    محتويات

    1 باب بدء السلام
    2 باب السلام اسم من أسماء الله تعالى
    3 باب يسلم الصغير على الكبير
    4 باب إفشاء السلام
    5 باب السلام للمعرفة وغير المعرفة
    6 باب آية الحجاب
    7 باب الاستئذان من أجل البصر
    8 باب زنا الجوارح دون الفرج
    9 باب التسليم والاستئذان ثلاثاً
    10 باب إذا دعي الرجل فجاء هل يستأذن
    11 باب التسليم على الصبيان
    12 باب تسليم الرجال على النساء، والنساء على الرجال
    13 باب إذا قال: من ذا؟ فقال: أنا
    14 باب ما جاء في البناء

    باب بدء السلام
    5873 - حدثنا يحيى بن جعفر: حدثنا عبد الرزاق، عن معمر، عن همَّام، عن أبي هريرة،
    عن النبي ﷺ قال: (خلق الله آدم على صورته، طوله ستون ذراعاً، فلما خلقه قال: اذهب فسلم على أولئك، نفر من الملائكة، جلوس، فاستمع ما يحيونك، فإنها تحيتك وتحية ذريتك، فقال: السلام عليكم، فقالوا: السلام عليك ورحمة الله، فزادوه: ورحمة الله، فكل من يدخل الجنة على صورة آدم، فلم يزل الخلق ينقص بعد حتى الآن).
    [ر:3148] 2 - باب: قول الله تعالى: {يا أيها الذين آمنوا لا تدخلوا بيوتاً غير بيوتكم حتى تستأنسوا وتسلموا على أهلها ذلكم خير لكم لعلكم تذكرون. فإن لم تجدوا فيها أحداً فلا تدخلوها حتى يؤذن لكم وإن قيل لكم ارجعوا فارجعوا هو أزكى لكم والله بما تعملون عليم. ليس عليكم جناح أن تدخلوا بيوتاً غير مسكونة فيها متاع لكم والله يعلم ما تبدون وما تكتمون} /النور: 27 - 29/. وقال سعيد بن أبي الحسن للحسن: إن نساء العجم يكشفن صدورهن ورؤوسهن؟ قال: اصرف بصرك عنهن، يقول الله عز وجل: {قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم ويحفظوا فروجهم} /النور: 30/. قال قتادة: عما لا يحل لهم. {وقل للمؤمنات يغضضن من أبصارهن ويحفظن فروجهن} /النور:31/. {خائنة الأعين} /غافر: 19/. من النظر إلى ما نهي عنه. وقال الزُهري: في النظر إلى التي لم تحض من النساء: لا يصلح النظر إلى شيء منهن، ممن يشتهي النظر إليه، وإن كانت صغيرة. وكره عطاء النظر إلى الجواري التي يبعن بمكة إلا أن يريد أن يشتري. 5874 - حدثنا أبو اليمان: أخبرنا شعيب، عن الزُهري قال: أخبرني سليمان بن يسار: أخبرني عبد الله بن عباس رضي الله عنهما قال: أردف رسول الله ﷺ الفضل بن عباس يوم النحر خلفه على عجز راحلته، وكان الفضل رجلاً وضيئاً، فوقف النبي ﷺ للناس يفتيهم، وأقبلت امرأة من خثعم وضيئة تستفتي رسول الله ﷺ، فطفق الفضل ينظر إليها، وأعجبه حسنها، فالتفت النبي ﷺ والفضل ينظر إليها، فأخلف بيده فأخذ بذقن الفضل، فعدل وجهه عن النظر إليها، فقالت: يا رسول الله، إن فريضة الله في الحج على عباده، أدركت أبي شيخاً كبيراً، لا يستطيع أن يستوي على الراحلة، فهل يقضي عنه أن أحج عنه؟ قال: (نعم).
    [ر: 1442]
    5875 - حدثنا عبد الله بن محمد: أخبرنا أبو عامر: حدثنا زهير، عن زيد بن أسلم، عن عطاء بن يسار، عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه:
    أن النبي ﷺ قال: (إياكم والجلوس بالطرقات). فقالوا: يا رسول الله، مالنا من مجالسنا بد نتحدث فيها، فقال: (فإذا أبيتم إلا المجلس، فأعطوا الطريق حقه). قالوا: وما حق الطريق يا رسول الله؟ قال: (غض البصر، وكف الأذى، ورد السلام، والأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر).
    [ر:2333]
    باب السلام اسم من أسماء الله تعالى
    {وإذا حييتم بتحية فحيوا بأحسن منها أو ردوها} /النساء: 86/. 5876 - حدثنا عمر بن حفص: حدثنا أبي: حدثنا الأعمش قال: حدثني شقيق، عن عبد الله قال:
    كنا إذا صلينا مع النبي ﷺ قلنا: السلام على الله قبل عباده، السلام على جبريل، السلام على ميكائيل، السلام على فلان وفلان، فلما انصرف النبي ﷺ، أقبل علينا بوجهه، فقال: (إن الله هو السلام، فإذا جلس أحدكم في الصلاة فليقل: التحيات لله، والصلوات، والطيبات، السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته، السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين، فإنه إذا قال ذلك أصاب كل عبد صالح في السماء والأرض، أشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، ثم يتخير بعد من الكلام ما شاء).
    [ر:797] 4 - باب: تسليم القليل على الكثير. 5877 - حدثنا محمد بن مقاتل أبو الحسن: أخبرنا عبد الله: أخبرنا معمر، عن همَّام بن منبه، عن أبي هريرة،
    عن النبي ﷺ قال: (يسلم الصغير على الكبير، والمار على القاعد، والقليل على الكثير).
    [5878 - 5880]
    5 - يسلم الراكب على الماشي. 5878 - حدثنا محمد: أخبرنا مخلد: أخبرنا ابن جريج قال: أخبرني زياد: أنه سمع ثابتاً مولى عبد الرحمن بن زيد: أنه سمع أبا هريرة يقول:
    قال رسول الله ﷺ: (يسلم الراكب على الماشي، والماشي على القاعد، والقليل على الكثير).
    [ر:5877] 6 - باب: يسلم الماشي على القاعد. 5879 - حدثنا إسحق بن إبراهيم: أخبرنا روح بن عبادة: حدثنا ابن جريج قال: أخبرني زياد: أن ثابتاً أخبره، وهو مولى عبد الرحمن بن زيد، عن أبي هريرة رضي الله عنه،
    عن رسول الله ﷺ أنه قال: (يسلم الراكب على الماشي، والماشي على القاعد، والقليل على الكثير).
    [ر:5877]
    باب يسلم الصغير على الكبير
    5880 - وقال إبراهيم، عن موسى بن عقبة، عن صفوان بن سليم، عن عطاء بن يسار، عن أبي هريرة قال:
    قال رسول الله ﷺ: (يسلم الصغير على الكبير، والمار على القاعد، والقليل على الكثير).
    [ر:5877]
    باب إفشاء السلام
    5881 - حدثنا قتيبة: حدثنا جرير، عن الشيباني، عن أشعث بن أبي الشعثاء، عن معاوية بن سويد بن مقرن، عن البراء بن عازب رضي الله عنهما قال:
    أمرنا النبي ﷺ بسبع: (بعيادة المريض، واتباع الجنائز، وتشميت العاطس، ونصر الضعيف، وعون المظلوم، وإفشاء السلام، وإبرار المقسم. ونهى عن الشرب في الفضة، ونهى عن تختم الذهب، وعن ركوب المياثر، وعن لبس الحرير، والديباج، والقسي، والإستبرق).
    [ر:1182]
    باب السلام للمعرفة وغير المعرفة
    5882 - حدثنا عبد الله بن يوسف: حدثنا الليث قال: حدثني يزيد، عن أبي الخير، عن عبد الله بن عمرو:
    أن رجلاً سأل النبي ﷺ: أي الإسلام خير؟ قال: (تطعم الطعام، وتقرأ السلام، على من عرفت، وعلى من لم تعرف).
    [ر:12] 5883 - حدثنا علي بن عبد الله: حدثنا سفيان، عن الزُهري، عن عطاء بن يزيد الليثي، عن أبي أيوب رضي الله عنه،
    عن النبي ﷺ قال: (لا يحل لمسلم أن يهجر أخاه فوق ثلاث، يلتقيان: فيصد هذا ويصد هذا، وخيرهما الذي يبدأ بالسلام). وذكر سفيان: أنه سمعه منه ثلاث مرات.
    [ر:5727]
    باب آية الحجاب
    5884/5885 - حدثنا يحيى بن سليمان: حدثنا ابن وهب: أخبرني يونس، عن ابن شهاب قال: أخبرني أنس بن مالك:
    أنه كان ابن عشر سنين، مقدم رسول الله ﷺ المدينة فخدمت رسول الله ﷺ عشراً حياته، وكنت أعلم الناس بشأن الحجاب حين أنزل، وقد كان أبي بن كعب يسألني عنه، وكان أول ما نزل في مبتنى رسول الله ﷺ بزينب ابنة جحش، أصبح النبي ﷺ بها عروساً، فدعا القوم فأصابوا من الطعام ثم خرجوا، وبقي منهم رهط عند رسول الله ﷺ فأطالوا المكث، فقام رسول الله ﷺ فخرج وخرجت معه كي يخرجوا، فمشى رسول الله ﷺ ومشيت معه، حتى جاء عتبة حجرة عائشة، ثم ظن رسول الله ﷺ أنهم خرجوا، فرجع ورجعت معه حتى دخل على زينب، فإذا هم جلوس لم يتفرقوا، فرجع رسول الله ﷺ ورجعت معه، حتى بلغ عتبة حجرة عائشة، فظن أن قد خرجوا، فرجع ورجعت معه، فإذا هم قد خرجوا، فأنزل آية الحجاب، فضرب بيني وبينه ستراً.
    (5885) - حدثنا أبو النعمان: حدثنا معتمر: قال أبي: حدثنا أبو مجلز، عن أنس رضي الله عنه قال:
    لما تزوج النبي ﷺ زينب، دخل القوم فطعموا، ثم جلسوا يتحدثون، فأخذ كأنه يتهيأ للقيام فلم يقوموا، فلما رأى ذلك قام، فلما قام قام من قام من القوم وقعد بقية القوم، وإن النبي ﷺ جاء ليدخل، فإذا القوم جلوس، ثم إنهم قاموا فانطلقوا، فأخبرت النبي ﷺ فجاء حتى دخل، فذهبت أدخل فألقى الحجاب بيني وبينه، وأنزل الله تعالى:
    {يا أيها الذين آمنوا لا تدخلوا بيوت النبي}. الآية. قال أبو عبد الله: فيه من الفقه: أنه لم يستأذنهم حين قام وخرج، وفيه: أنه تهيأ للقيام وهو يريد أن يقوموا.
    [ر:4513]. 5886 - حدثنا إسحق: أخبرنا يعقوب بن إبراهيم: حدثنا أبي، عن صالح، عن ابن شهاب قال: أخبرني عروة بن الزبير: أن عائشة رضي الله عنها، زوج النبي ﷺ، قالت:
    كان عمر بن الخطاب يقول لرسول الله ﷺ: احجب نساءك، قالت: فلم يفعل، وكان أزواج النبي ﷺ يخرجن ليلاً إلى ليل قبل المناصع، فخرجت سودة بنت زمعة، وكانت امرأة طويلة، فرآها عمر بن الخطاب وهو في المجلس، فقال: عرفناك يا سودة، حرصاً على أن ينزل الحجاب، قالت: فأنزل الله عز وجل آية الحجاب.
    [ر:146]
    باب الاستئذان من أجل البصر
    5887 - حدثنا علي بن عبد الله: حدثنا سفيان: قال الزُهري: حفظته كما أنك ها هنا، عن سهل بن سعد قال:
    اطلع رجل من جحر في حجر النبي ﷺ، ومع النبي ﷺ مدرى يحك به رأسه، فقال: (لو أعلم أنك تنتظر، لطعنت به في عينك، إنما جعل الاستئذان من أجل البصر).
    [ر:5580] 5888 - حدثنا مسدَّد: حدثنا حمَّاد بن زيد، عن عبيد الله بن أبي بكر، عن أنس بن مالك:
    أن رجلاً اطلع من بعض حجر النبي ﷺ، فقام إليه النبي ﷺ بمشقص، أو: بمشاقص، فكأني أنظر إليه يختل الرجل ليطعنه.
    [6494 - 6504]
    باب زنا الجوارح دون الفرج
    5889 - حدثني الحميدي: حدثنا سفيان، عن ابن طاوس، عن أبيه، عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: لم أر شيئاً أشبه باللمم من قول أبي هريرة. وحدثني محمود: أخبرنا عبد الرزاق: أخبرنا معمر، عن ابن طاوس، عن أبيه، عن ابن عباس قال: ما رأيت شيئاً أشبه باللمم مما قال أبو هريرة،
    عن النبي ﷺ: (إن الله كتب على ابن آدم حظه من الزنا، أدرك ذلك لا محالة، فزنا العين النظر، وزنا اللسان المنطق، والنفس تتمنى وتشتهي، والفرج يصدق ذلك كله أو يكذبه).
    [6238]
    باب التسليم والاستئذان ثلاثاً
    5890 - حدثنا إسحق: أخبرنا عبد الصمد: حدثنا عبد الله بن المثنَّى: حدثنا ثمامة بن عبد الله، عن أنس رضي الله عنه:
    أن رسول الله ﷺ كان إذا سلم سلم ثلاثاً، وإذا تكلم بكلمة أعادها ثلاثاً.
    [ر:94] 5891 - حدثنا علي بن عبد الله: حدثنا سفيان: حدثنا يزيد بن خصيفة، عن بسر بن سعيد، عن أبي سعيد الخدري قال:
    كنت في مجلس من مجالس الأنصار، إذ جاء أبو موسى كأنه مذعور، فقال: استأذنت على عمر ثلاثاً، فلم يؤذن لي فرجعت، فقال: ما منعك؟ قلت: استأذنت ثلاثاً فلم يؤذن لي فرجعت، وقال رسول الله ﷺ: (إذا استأذن أحدكم ثلاثاً فلم يؤذن له فليرجع). فقال: والله لتقيمن عليه بينة، أمنكم أحد سمعه من النبي ﷺ؟ فقال أبي بن كعب: والله لا يقوم معك إلا أصغر القوم، فكنت أصغر القوم فقمت معه، فأخبرت عمر أن النبي ﷺ قال ذلك.
    وقال ابن المبارك: أخبرني ابن عيينة: حدثني يزيد بن خصيفة، عن بسر: سمعت أبا سعيد: بهذا.
    [ر:1956]
    باب إذا دعي الرجل فجاء هل يستأذن
    قال سعيد، عن قتادة، عن أبي رافع، عن أبي هريرة، عن النبي ﷺ قال: (هو إذنه). 5892 - حدثنا أبو نُعَيم: حدثنا عمر بن ذر. وحدثنا محمد بن مقاتل: أخبرنا عبد الله: أخبرنا عمر بن ذر: أخبرنا مجاهد، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال:
    دخلت مع رسول الله ﷺ فوجد لبناً في قدح، فقال: (أبا هر، الحق أهل الصفة فادعهم إلي). قال: فأتيتهم فدعوتهم، فأقبلوا فاستأذنوا، فأذن لهم فدخلوا.
    [6087]
    باب التسليم على الصبيان
    5893 - حدثنا علي بن الجعد: أخبرنا شُعبة، عن سيار، عن ثابت البناني، عن أنس بن مالك رضي الله عنه:
    أنه مر على صبيان فسلم عليهم، وقال: كان النبي ﷺ يفعله.
    باب تسليم الرجال على النساء، والنساء على الرجال
    5894 - حدثنا عبد الله بن مسلمة: حدثنا ابن أبي حازم، عن أبيه، عن سهل قال:
    كنا نفرح يوم الجمعة، قلت: ولم؟ قال: كانت لنا عجوز، ترسل إلى بضاعة - قال ابن مسلمة: نخل بالمدينة - فتأخذ من أصول السلق، فتطرحه في قدر، وتكركر حبات من شعير، فإذا صلينا الجمعة انصرفنا، ونسلم عليها فتقدمه إلينا، فنفرح من أجله، وما كنا نقيل ولا نتغدى إلا بعد الجمعة.
    [ر:896] 5895 - حدثنا ابن قاتل: أخبرنا عبد الله: أخبرنا معمر، عن الزُهري، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن، عن عائشة رضي الله عنها قالت:
    قال رسول الله ﷺ: (يا عائشة هذا جبريل يقرأ عليك السلام). قالت: قلت: وعليه السلام ورحمة الله، ترى ما لا نرى، تريد رسول الله ﷺ.
    تابعه شعيب. وقال يونس والنعمان، عن الزُهري: وبركاته.
    [ر:3045]
    باب إذا قال: من ذا؟ فقال: أنا
    5896 - حدثنا أبو الوليد هشام بن عبد الملك: حدثنا شُعبة، عن محمد بن المنكدر قال: سمعت جابراً رضي الله عنه يقول: أتيت النبي ﷺ في دين كان على أبي، فدققت الباب، فقال: (من ذا). فقلت: أنا، فقال: (أنا أنا). كأنه كرهها.
    18 - باب: من رد فقال: عليك السلام. وقالت عائشة: وعليه السلام ورحمة الله وبركاته. [ر:5895] وقال النبي ﷺ: (رد الملائكة على آدم: السلام عليك ورحمة الله). [ر:5873] 5897 - حدثنا إسحق بن منصور: أخبرنا عبد الله بن نمير: حدثنا عبيد الله، عن سعيد بن أبي سعيد المقبري، عن أبي هريرة رضي الله عنه: أن رجلاً دخل المسجد، ورسول الله ﷺ جالس في ناحية المسجد، فصلى ثم جاء فسلم عليه، فقال له رسول الله ﷺ: (وعليك السلام، ارجع فصل فإنك لم تصل). فرجع فصلى ثم جاء فسلم، فقال: (وعليك السلام، فارجع فصل، فإنك لم تصل). فقال في الثانية، أو في التي بعدها: علمني يا رسول الله، فقال: (إذا قمت إلى الصلاة فأسبغ الوضوء، ثم استقبل القبلة فكبر، ثم اقرأ بما تيسر معك من القرآن، ثم اركع حتى تطمئن راكعاً، ثم ارفع حتى تستوي قائماً، ثم اسجد حتى تطمئن ساجداً، ثم ارفع حتى تطمئن جالساً، ثم اسجد حتى تطمئن ساجداً، ثم ارفع حتى تطمئن جالساً، ثم افعل ذلك في صلاتك كلها). وقال أبو أسامة في الأخير: (حتى تستوي قائماً). حدثنا ابن بشار قال: حدثني يحيى، عن عبيد الله: حدثني سعيد، عن أبيه، عن أبي هريرة قال:
    قال النبي ﷺ: (ثم ارفع حتى تطمئن جالساً). [ر:724] 19 - باب: إذا قال: فلان يقرئك السلام. 5898 - حدثنا أبو نُعَيم: حدثنا زكرياء قال: سمعت عامراً يقول: حدثني أبو سلمة بن عبد الرحمن: أن عائشة رضي الله عنها حدثته: أن النبي ﷺ قال لها: (إن جبريل يقرئك السلام). قالت: وعليه السلام ورحمة الله.
    [ر:3045] 20 - باب: التسليم في مجلس فيه أخلاط من المسلمين والمشركين. 5899 - حدثنا إبراهيم بن موسى: أخبرنا هشام، عن معمر، عن الزُهري، عن عروة بن الزبير قال: أخبرني أسامة بن زيد: أن النبي ﷺ ركب حماراً، عليه إكاف تحته قطيفة فدكية، وأردف وراءه أسامة بن زيد، وهو يعود سعد بن عبادة في بني الحارث بن الخزرج، وذلك قبل وقعة بدر، حتى مر في مجلس فيه أخلاط من المسلمين والمشركين عبدة الأوثان واليهود، وفيهم عبد الله بن أبي ابن سلول، وفي المجلس عبد الله بن رواحة، فلما غشيت المجلس عجاجة الدابة، خمر عبد الله بن أبي أنفه بردائه، ثم قال: لا تغبروا علينا، فسلم عليهم النبي ﷺ ثم وقف، فنزل فدعاهم إلى الله، وقرأ عليهم القرآن، فقال عبد الله بن أبي ابن سلول: أيها المرء، لا أحسن من هذا إن كان ما تقول حقاً، فلا تؤذنا في مجالسنا، وارجع إلى رحلك، فمن جاءك منا فاقصص عليه، قال ابن رواحة: اغشنا في مجالسنا فإنا نحب ذلك، فاستب المسلمون والمشركون واليهود، حتى هموا أن يتواثبوا، فلم يزل النبي ﷺ يخفضهم، ثم ركب دابته حتى دخل على سعد بن عبادة، فقال: (أي سعد: ألم تسمع ما قال أبو حباب - يريد عبد الله بن أبي - قال كذا وكذا). قال: اعف عنه يا رسول الله واصفح، فوالله لقد أعطاك الله الذي أعطاك، ولقد اصطلح أهل هذه البحرة على أن يتوجوه، فيعصبوه بالعصابة، فلما رد الله ذلك بالحق الذي أعطاك شرق بذلك، فذلك فعل به ما رأيت، فعفا عنه النبي ﷺ.
    [ر:2825] 21 - باب: من لم يسلم على من اقترف ذنباً، ولم يرد سلامه، حتى تتبين توبته، وإلى متى تتبين توبة العاصي. وقال عبد الله بن عمرو: لا تسلموا على شربة الخمر. 5900 - حدثنا ابن بكير: حدثنا الليث، عن عُقَيل، عن ابن شهاب، عن عبد الرحمن بن عبد الله بن كعب: أن عبد الله بن كعب قال: سمعت كعب بن مالك: يحدث حين تخلف عن تبوك، ونهى رسول الله ﷺ عن كلامنا، وآتي رسول الله ﷺ فأسلم عليه، فأقول في نفسي: هل حرك شفتيه برد السلام أم لا؟ حتى كملت خمسون ليلة، وآذن النبي ﷺ بتوبة الله علينا حين صلى الفجر.
    [ر:2606] 22 - باب: كيف الرد على أهل الذمة بالسلام. 5901 - حدثنا أبو اليمان: أخبرنا شعيب، عن الزُهري قال: أخبرني عروة: أن عائشة رضي الله عنها قالت: دخل رهط من اليهود على رسول الله ﷺ فقالوا: السام عليكم، ففهمتها فقلت: عليكم السام واللعنة، فقال رسول الله ﷺ: (مهلاً يا عائشة، فإن الله يحب الرفق في الأمر كله). فقلت: يا رسول الله، أو لم تسمع ما قالوا؟ قال رسول الله ﷺ: (فقد قلت: وعليكم).
    [ر:2777] 5902 - حدثنا عبد الله بن يوسف: أخبرنا مالك، عن عبد الله بن دينار، عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما: أن رسول الله ﷺ قال: (إذا سلم عليكم اليهود، فإنما يقول أحدهم: السام عليك، فقل: وعليك).
    [6529] 5903 - حدثنا عثمان بن أبي شيبة: حدثنا هشيم: أخبرنا عبيد الله بن أبي بكر بن أنس: حدثنا أنس بن مالك رضي الله عنه قال: قال النبي ﷺ: (إذا سلم عليكم أهل الكتاب فقولوا: وعليكم).
    23 - باب: من نظر في كتاب من يحذر على المسلمين ليستبين أمره. 5904 - حدثنا يوسف بن بهلول: حدثنا ابن إدريس قال: حدثني حصين بن عبد الرحمن، عن سعد بن عبيدة، عن أبي عبد الرحمن السلمي، عن علي رضي الله عنه قال: بعثني رسول الله ﷺ والزبير بن العوام وأبا مرثد الغنوي، وكلنا فارس، فقال: (انطلقوا حتى تأتوا روضة خاخ، فإن بها امرأة من المشركين، معها صحيفة من حاطب بن أبي بلتعة إلى المشركين). قال: فأدركناها تسير على جمل لها حيث قال لنا رسول الله ﷺ، قال: قلنا: أين الكتاب الذي معك؟ قالت: ما معي كتاب، فأنخنا بها، فابتغينا في رحلها فما وجدنا شيئاً، قال صاحباي: ما نرى كتاباً، قال: قلت: لقد علمت ما كذب رسول الله ﷺ، والذي يحلف به، لتخرجن الكتاب أو لأجردنك. قال: فلما رأت الجد مني أهوت بيدها إلى حجزتها، وهي محتجزة بكساء، فأخرجت الكتاب، قال: فانطلقنا به إلى رسول الله ﷺ، فقال: (ما حملك يا حاطب على ما صنعت). قال: ما بي إلا أن أكون مؤمناً بالله ورسوله، وما غيرت ولا بدلت، أردت أن تكون لي عند القوم يد يدفع الله بها عن أهلي ومالي، وليس من أصحابك هناك إلا وله من يدفع الله به عن أهله وماله، قال: (صدق، فلا تقولوا له إلا خيراً). قال: فقال عمر بن الخطاب: إنه قد خان الله ورسوله والمؤمنين، فدعني فأضرب عنقه، قال: فقال: (يا عمر، وما يدريك، لعل الله قد اطلع على أهل بدر فقال: اعملوا ما شئتم، فقد وجبت لكم الجنة). قال: فدمعت عينا عمر وقال: الله ورسوله أعلم.
    [ر:2845] 24 - باب: كيف يكتب الكتاب إلى أهل الكتاب. 5905 - حدثنا محمد بن مقاتل أبو الحسن: أخبرنا عبد الله: أخبرنا يونس، عن الزُهري قال: أخبرني عبيد الله بن عبد الله بن عتبة: أن ابن عباس أخبره: أن أبا سفيان بن حرب أخبره: أن هرقل أرسل إليه في نفر من قريش، وكانوا تجاراً بالشأم، فأتوه، فذكر الحديث، قال: ثم دعا بكتاب رسول الله ﷺ فقرئ، فإذا فيه: (بسم الله الرحمن الرحيم، من محمد عبد الله ورسوله، إلى هرقل عظيم الروم، السلام على من اتبع الهدى، أما بعد).
    [ر:7] 25 - باب: بمن يبدأ في الكتاب. 5906 - وقال الليث: حدثني جعفر بن ربيعة، عن عبد الرحمن بن هرمز، عن أبي هريرة رضي الله عنه، عن رسول الله ﷺ: أنه ذكر رجلاً من بني إسرائيل، أخذ خشبة فنقرها، فأدخل فيها ألف دينار، وصحيفة منه إلى صاحبه.
    وقال عمر بن أبي سلمة، عن أبيه: عن أبي هريرة: قال النبي ﷺ: (نجر خشبة، فجعل المال في جوفها، وكتب إليه صحيفة: من فلان إلى فلان). [ر:1427] 26 - باب: قول النبي ﷺ: (قوموا إلى سيدكم). 5907 - حدثنا أبو الوليد: حدثنا شُعبة، عن سعد بن إبراهيم، عن أبي أمامة بن سهل بن حنيف، عن أبي سعيد: أن أهل قريظة نزلوا على حكم سعد، فأرسل النبي ﷺ إليه فجاء، فقال: (قوموا إلى سيدكم، أو قال: خيركم). فقعد عند النبي ﷺ فقال: (هؤلاء نزلوا على حكمك). قال: فإني أحكم أن تقتل مقاتلهم، وتسبي ذراريهم، فقال: (لقد حكمت بما حكم به الملك).
    قال أبو عبد الله: أفهمني بعض أصحابي، عن أبي الوليد، من قول أبي سعيد: (إلى حكمك). [ر:2878] 27 - باب: المصافحة. وقال ابن مسعود: علمني النبي ﷺ التشهد، وكفي بين كفيه. [ر:5910] وقال كعب بن مالك: دخلت المسجد، فإذا برسول الله ﷺ، فقام إلي طلحة بن عبيد الله يهرول حتى صافحني وهنأني. [ر:4156] 5908 - حدثنا عمرو بن عاصم: حدثنا همَّام، عن قتادة قال: قلت لأنس: أكانت المصافحة في أصحاب النبي ﷺ؟ قال: نعم.
    5909 - حدثنا يحيى بن سليمان قال: حدثني ابن وهب قال: أخبرني حيوة قال: حدثني أبو عُقَيل زهرة بن معبد: سمع جده عبد الله بن هشام قال: كنا مع النبي ﷺ، وهو آخذ بيد عمر بن الخطاب.
    [ر:3491] 28 - باب: الأخذ باليدين. وصافح حمَّاد بن زيد ابن المبارك بيديه. 5910 - حدثنا أبو نُعَيم: حدثنا سيف قال: سمعت مجاهداً يقول: حدثني عبد الله بن سخبرة أبو معمر قال: سمعت ابن مسعود يقول: علمني رسول الله ﷺ، وكفي بين كفيه، التشهد، كما يعلمني السورة من القرآن: (التحيات لله، والصلوات والطيبات، السلام عليك أيها النبي ورحمة الله وبركاته، السلام علينا وعلى عباد الله الصالحين، أشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله). وهو بين ظهرانينا، فلما قبض قلنا: السلام - يعني - على النبي ﷺ.
    [ر:797] 29 - باب: المعانقة، وقول الرجل كيف أصبحت. 5911 - حدثنا إسحق: أخبرنا بشر بن شعيب: حدثني أبي، عن الزُهري قال: أخبرني عبد الله بن كعب: أن عبد الله بن عباس أخبره: أن علياً - يعني - ابن أبي طالب خرج من عند النبي ﷺ. وحدثنا أحمد بن صالح: حدثنا عنبسة: حدثنا يونس، عن ابن شهاب قال: أخبرني عبد الله بن كعب بن مالك: أن عبد الله بن عباس أخبره: أن علي بن أبي طالب رضي الله عنه خرج من عند النبي ﷺ في وجعه الذي توفي فيه، فقال الناس: يا أبا حسن، كيف أصبح رسول الله ﷺ؟ قال: أصبح بحمد الله بارئاً، فأخذ بيده العباس فقال: ألا تراه، أنت والله بعد ثلاث عبد العصا، والله إني لأرى رسول الله ﷺ سيتوفى في وجعه، وإني لأعرف في وجوه بني عبد المطلب الموت، فاذهب بنا إلى رسول الله ﷺ فنسأله: فيمن يكون الأمر، فإن كان فينا علمنا ذلك، وإن كان في غيرنا أمرناه فأوصى بنا، قال علي: والله لئن سألناها رسول الله ﷺ فمنعناها لا يعطيناها الناس أبداً، وإني لا أسألها رسول الله ﷺ أبداً.
    [ر:4182] 30 - باب: من أجاب بلبيك وسعديك. 5912 - حدثنا موسى بن إسماعيل: حدثنا همَّام، عن قتادة، عن أنس، عن معاذ قال: أنا رديف النبي ﷺ فقال: (يا معاذ). قلت: لبيك وسعديك، ثم قال مثله ثلاثاً: (هل تدري ما حق الله على العباد). قلت: لا، قال: (حق الله على العباد أن يعبدوه ولا يشركوا به شيئاً). ثم سار ساعة، فقال: (يا معاذ). قلت: لبيك وسعديك، قال: (هل تدري ما حق العباد على الله إذا فعلوا ذلك: أن لا يعذبهم).
    حدثنا هدبة: حدثنا همَّام: حدثنا قتادة، عن أنس، عن معاذ: بهذا. [ر:2701] 5913 - حدثنا عمر بن حفص: حدثنا أبي: حدثنا الأعمش: حدثنا زيد بن وهب: حدثنا والله أبو ذر بالربذة قال: كنت أمشي مع النبي ﷺ في حرة المدينة عشاء، استقبلنا أحد، فقال: (يا أبا ذر، ما أحب أن أحداً لي ذهباً، يأتي علي ليلة أو ثلاث، عندي منه دينار إلا أرصدة لدين، إلا أن أقول به في عباد الله هكذا وهكذا وهكذا). وأرانا بيده، ثم قال: (يا أبا ذر). قلت: لبيك وسعديك يا رسول الله، قال: (الأكثرون هم الأقلون، إلا من قال هكذا وهكذا). ثم قال لي: (مكانك لا تبرح يا أبا ذر حتى أرجع). فانطلق حتى غاب عني، فسمعت صوتاً، فخشيت أن يكون عرض لرسول الله ﷺ، فأردت أن أذهب، ثم ذكرت قول رسول الله ﷺ: (لا تبرح). فمكثت، قلت: يا رسول الله، سمعت صوتاً، خشيت أن يكون عرض لك، ثم ذكرت قولك فقمت، فقال النبي ﷺ: (ذاك جبريل، أتاني فأخبرني أنه من مات من أمتي لا يشرك بالله شيئاً دخل الجنة). قلت: يا رسول الله، وإن زنى وإن سرق، قال: (وإن زنى وإن سرق). قلت لزيد: إنه بلغني أنه أبو الدرداء، فقال: أشهد لحدثنيه أبو ذر بالربذة.
    قال الأعمش: وحدثني أبو صالح، عن أبي الدرداء نحوه. وقال أبو شهاب، عن الأعمش: (يمكث عندي فوق ثلاث). [ر:2258] 31 - باب: لا يقيم الرجل الرجل من مجلسه. 5914 - حدثنا إسماعيل بن عبد الله قال: حدثني مالك، عن نافع، عن ابن عمر رضي الله عنهما، عن النبي ﷺ قال: (لا يقيم الرجل الرجل من مجلسه ثم يجلس فيه).
    [ر:869]
    32 - باب: {إذا قيل لكم تفسحوا في المجلس فافسحوا يفسح الله لكم وإذا قيل انشزوا فانشزوا} الآية /المجادلة: 11/.
    5915 - حدثنا خلاد بن يحيى: حدثنا سفيان، عن عبيد الله، عن نافع، عن ابن عمر، عن النبي ﷺ: أنه نهى أن يقام الرجل من مجلسه ويجلس فيه آخر، ولكن تفسحوا وتوسعوا. وكان ابن عمر يكره أن يقوم الرجل من مجلسه ثم يجلس مكانه.
    [ر:869] 33 - باب: من قام من مجلسه أو بيته ولم يستأذن أصحابه، أو تهيأ للقيام ليقوم الناس. 5916 - حدثنا الحسن بن عمر: حدثنا معتمر: سمعت أبي يذكر عن أبي مجلز، عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: لما تزوج رسول الله ﷺ زينب بنت جحش دعا الناس، طعموا ثم جلسوا يتحدثون، قال: فأخذ كأنه يتهيأ للقيام فلم يقوموا، فلما رأى ذلك قام، فلما قام قام من قام معه من الناس وبقي ثلاثة، وإن النبي ﷺ جاء ليدخل فإذا القوم جلوس، ثم إنهم قاموا فانطلقوا، قال: فجئت فأخبرت النبي ﷺ أنهم قد انطلقوا، فجاء حتى دخل، فذهبت أدخل فأرخى الحجاب بيني وبينه، وأنزل الله تعالى: {يا أيها الذين آمنوا لا تدخلوا بيوت النبي إلا أن يؤذن لكم} - إلى قوله - {إن ذلكم كان عند الله عظيماً}.
    [ر:4513] 34 - باب: الاحتباء باليد، وهو القرفصاء. 5917 - حدثني محمد بن أبي غالب: أخبرنا إبراهيم بن المنذر الحزامي: حدثنا محمد بن فليح، عن أبيه، عن نافع، عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: رأيت رسول الله ﷺ بفناء الكعبة، محتبياً بيده هكذا.
    35 - باب: من اتكأ بين يدي أصحابه. قال خباب: أتيت النبي ﷺ وهو متوسد بردة، قلت: ألا تدعو الله، فقعد. [ر:3416] 5918 - حدثنا علي بن عبد الله: حدثنا بشر بن المفضل: حدثنا الجريري، عن عبد الرحمن بن أبي بكرة، عن أبيه قال: قال رسول الله ﷺ: (ألا أخبركم بأكبر الكبائر). قالوا: بلى يا رسول الله، قال: (الإشراك بالله، وعقوق الوالدين).
    حدثنا مسدَّد: حدثنا بشر مثله، وكان متكئاً فجلس، فقال: (ألا وقول الزور). فما زال يكررها حتى قلنا: ليته سكت. [ر:2511] 36 - باب: من أسرع في مشيه لحاجة أو قصد. 5919 - حدثنا أبو عاصم، عن عمر بن سعيد، عن ابن أبي مليكة: أن عقبة بن الحارث حدثه قال: صلى النبي ﷺ العصر فأسرع، ثم دخل البيت.
    [ر:813] 37 - باب: السرير. 5920 - حدثنا قتيبة: حدثنا جرير، عن الأعمش، عن أبي الضحى، عن مسروق، عن عائشة رضي الله عنها قالت: كان رسول الله ﷺ يصلي وسط السرير، وأنا مضطجعة بينه وبين القبلة، تكون لي الحاجة، فأكره أن أقوم فأستقبله، فأنسل انسلالاً.
    [ر:486] 38 - باب: من ألقي له وسادة. 5921 - حدثنا إسحق: حدثنا خالد. وحدثني عبد الله بن محمد: حدثنا عمرو بن عون: حدثنا خالد، عن خالد، عن أبي قلابة قال: أخبرني أبو المليح قال: دخلت مع أبيك زيد على عبد الله بن عمرو فحدثنا: أن النبي ﷺ ذكر له صومي، فدخل علي، فألقيت له وسادة من أدم حشوها ليف، فجلس على الأرض وصارت الوسادة بيني وبينه، فقال لي: (أما يكفيك من كل شهر ثلاثة أيام). قلت: يا رسول الله، قال: (خمساً). قلت: يا رسول الله، قال: (سبعاً). قلت: يا رسول الله، قال: (تسعاً). قلت: يا رسول الله، قال: (إحدى عشرة). قلت: يا رسول الله، قال: (لا صوم فوق صوم داود، شطر الدهر: صيام يوم، وإفطار يوم).
    [ر:1079] 5922 - حدثنا يحيى بن جعفر: حدثنا يزيد، عن شُعبة، عن مغيرة، عن إبراهيم، عن علقمة: أنه قدم الشأم. وحدثنا أبو الوليد: حدثنا شُعبة، عن مغيرة، عن إبراهيم قال: ذهب علقمة إلى الشأم، فأتى المسجد فصلى ركعتين، فقال: اللهم ارزقني جليساً، فقعد إلى أبي الدرداء، فقال: ممن أنت؟ قال: من أهل الكوفة، قال: أليس فيكم صاحب السر الذي كان لا يعلمه غيره، يعني حذيفة، أليس فيكم، أو كان فيكم، الذي أجاره الله على لسان رسوله ﷺ من الشيطان، يعني عماراً، أو ليس فيكم صاحب السواك والوساد، يعني ابن مسعود، كيف كان عبد الله يقرأ: {والليل إذا يغشى}. قال: {والذكر والأنثى}. فقال: ما زال هؤلاء حتى كادوا يشككونني، وقد سمعتها من رسول الله ﷺ.
    [ر:3113] 39 - باب: القائلة بعد الجمعة. 5923 - حدثنا محمد بن كثير: حدثنا سفيان، عن أبي حازم، عن سهل بن سعد قال: كنا نقيل ونتغدى بعد الجمعة. [ر:896] 40 - باب: القائلة في المسجد. 5924 - حدثنا قتيبة بن سعيد: حدثنا عبد العزيز بن أبي حازم، عن أبي حازم، عن سهل بن سعد قال: ما كان لعلي اسم أحب إليه من أبي تراب، وإن كان ليفرح به إذا دعي بها، جاء رسول الله ﷺ بيت فاطمة عليها السلام، فلم يجد علياً في البيت، فقال: (أين ابن عمك). فقالت: كان بيني وبينه شيء، فغاضبني فخرج فلم يقل عندي، فقال رسول الله ﷺ لإنسان: (انظر أين هو). فجاء فقال: يا رسول الله هو في المسجد راقد، فجاء رسول الله ﷺ وهو مضطجع. قد سقط رداؤه عن شقه فأصاب تراب، فجعل رسول الله ﷺ يمسحه عنه وهو يقول: (قم أبا تراب، قم أبا تراب).
    [ر:430] 41 - باب: من زار قوماً فقال عندهم. 5925 - حدثنا قتيبة بن سعيد: حدثنا محمد بن عبد الله الأنصاري قال: حدثني أبي، عن ثمامة، عن أنس: أن أم سليم كانت تبسط للنبي ﷺ نطعاً، فيقيل عندها على ذلك النطع، قال: فإذا نام النبي ﷺ أخذت من عرقه وشعره، فجمعته في قارورة، ثم جمعته في سك، قال: فلما حضر أنس بن مالك الوفاة، أوصى إلي أن يجعل في حنوطه من ذلك السك، قال: فجعل في حنوطه.
    5926 - حدثنا إسماعيل قال: حدثني مالك، عن إسحق بن عبد الله بن أبي طلحة، عن أنس بن مالك رضي الله عنه أنه سمعه يقول: كان رسول الله ﷺ إذا ذهب إلى قباء، يدخل على أم حرام بنت ملحان فتطعمه، وكانت تحت عبادة بن الصامت، فدخل يوماً فأطعمته، فنام رسول الله ﷺ، ثم استيقظ يضحك، قالت: فقلت: ما يضحكك يا رسول الله؟ فقال: (ناس من أمتي عرضوا علي غزاة في سبيل الله، يركبون ثبج هذا البحر، ملوكاً على الأسرة، أو قال: مثل الملوك على الأسرة). يشك إسحق. فقلت: ادع الله أن يجعلني منهم، فدعا، ثم وضع رأسه فنام، ثم استيقظ يضحك، فقلت: ما يضحكك يا رسول الله، قال: (ناس من أمتي عرضوا علي غزاة في سبيل الله، يركبون ثبج هذا البحر، ملوكاً على الأسرة، أو: مثل الملوك على الأسرة). فقلت: ادع الله أن يجعلني منهم، قال: (أنت من الأولين). فركبت البحر في زمان معاوية، فصرعت عن دابتها حين خرجت من البحر، فهلكت.
    [ر:2636] 42 - باب: الجلوس كيفما تيسر. 5927 - حدثنا علي بن عبد الله: حدثنا سفيان، عن الزُهري، عن عطاء بن يزيد الليثي، عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه قال: نهى النبي ﷺ عن لبستين وعن بيعتين: اشتمال الصماء، والاحتباء في ثوب واحد ليس على فرج الإنسان منه شيء، والملامسة والمنابذة. تابعه معمر ومحمد بن أبي حفصة، وعبد الله بن بديل، عن الزُهري.
    [ر:360] 43 - باب: من ناجى بين يدي الناس، ومن لم يخبر بسر صاحبه، فإذا مات أخبر به. 5928 - حدثنا موسى، عن أبي عوانة: حدثنا فراس، عن عامر، عن مسروق: حدثتني عائشة أم المؤمنين قالت: إنا كنا أزواج النبي ﷺ عنده جميعاً، لم تغادر منا واحدة، فأقبلت فاطمة عليها السلام تمشي، ولا والله لا تخفى مشيتها من مشية رسول الله ﷺ، فلما رآها رحب وقال: (مرحباً بابنتي). ثم أجلسها عن يمينه أو عن شماله، ثم سارها، فبكت بكاء شديداً، فلما رأى حزنها سارها الثانية، فإذا هي تضحك، فقلت لها أنا من بين نسائه: خصك رسول الله ﷺ بالسر من بيننا، ثم أنت تبكين، فلما قام رسول الله ﷺ سألتها: عم سارك؟ قالت: ما كنت لأفشي على رسول الله ﷺ سره، فلما توفي، قلت لها: عزمت عليك بما لي عليك من الحق لما أخبرتني، قالت: أما الآن فنعم، فأخبرتني، قالت: أما حين سارني في الأمر الأول، فإنه أخبرني: أن جبريل كان يعارضه بالقرآن كل سنة مرة. (وإنه قد عارضني به العام مرتين، ولا أرى الأجل إلا قد اقترب، فاتقي الله واصبري، فإني نعم السلف أنا لك). قالت: فبكيت بكائي الذي رأيت، فلما رأى جزعي سارني الثانية، قال: (يا فاطمة، ألا ترضين أن تكوني سيدة نساء المؤمنين، أو سيدة نساء هذه الأمة).
    [ر:3426] 44 - باب: الاستلقاء. 5929 - حدثنا علي بن عبد الله: حدثنا سفيان: حدثنا الزُهري قال: أخبرني عباد بن تميم، عن عمه قال: رأيت رسول الله ﷺ في المسجد مستلقياً، واضعاً إحدى رجليه على الأخرى.
    [ر:463] 45 - باب: لا يتناجى اثنان دون الثالث. وقوله تعالى: {يا أيها الذين آمنوا إذا تناجيتم فلا تتناجوا بالإثم والعدوان ومعصية الرسول وتناجوا بالبر والتقوى واتقوا الله الذي إليه تحشرون. إنما النجوى من الشيطان ليحزن الذين آمنوا وليس بضارهم شيئاً إلا بإذن الله وعلى الله فليتوكل المؤمنون} /المجادلة: 9، 10/. وقوله: {يا أيها الذين آمنوا إذا ناجيتم الرسول فقدموا بين يدي نجواكم صدقة ذلك خير لكم وأطهر فإن لم تجدوا فإن الله غفور رحيم. أأشفقتم أن تقدموا بين يدي نجواكم صدقات فإذ لم تفعلوا وتاب الله عليكم فأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة وأطيعوا الله ورسوله والله خبير بما تعملون} /المجادلة: 12، 13/.
    5930 - حدثنا عبد الله بن يوسف: أخبرنا مالك. وحدثنا إسماعيل قال: حدثني مالك، عن نافع، عن عبد الله رضي الله عنه: أن رسول الله ﷺ قال: (إذا كانوا ثلاثة، فلا يتناجى اثنان دون الثالث).
    46 - باب: حفظ السر. 5931 - حدثنا عبد الله بن صباح: حدثنا معتمر بن سليمان قال: سمعت أبي قال: سمعت أنس بن مالك: أسر إلي النبي ﷺ سراً، فما أخبرت به أحداً بعده، ولقد سألتني أم سليم فما أخبرتها به.
    47 - باب: إذا كانوا أكثر من ثلاثة فلا بأس بالمسارة والمناجاة. 5932 - حدثنا عثمان: حدثنا جرير، عن منصور، عن أبي وائل، عن عبد الله رضي الله عنه: قال النبي ﷺ: (إذا كنتم ثلاثة، فلا يتناجى رجلان دون الآخر حتى تختلطوا بالناس، أجل أن يحزنه).
    5933 - حدثنا عبدان، عن أبي حمزة، عن الأعمش، عن شقيق، عن عبد الله قال: قسم النبي ﷺ يوماً قسمة، فقال رجل من الأنصار: إن هذه لقسمة ما أريد بها وجه الله، قلت: أما والله لآتين النبي ﷺ، فأتيته وهو في ملأ فساررته، فغضب حتى احمر وجهه، ثم قال: (رحمة الله على موسى، أوذي بأكثر من هذا فصبر).
    [ر:2981] 48 - باب: طول النجوى. وقوله: {وإذ هم نجوى} /الإسراء: 47/: مصدر من ناجيت، فوصفهم بها، والمعنى: يتناجون. 5934 - حدثنا محمد بن بشار: حدثنا محمد بن جعفر: حدثنا شُعبة، عن عبد العزيز، عن أنس رضي الله عنه قال: أقيمت الصلاة، ورجل يناجي رسول الله ﷺ، فما زال يناجيه حتى نام أصحابه، ثم قام فصلى.
    [ر:616] 49 - باب: لا تترك النار في البيت عند النوم. 5935 - حدثنا أبو نُعَيم: حدثنا ابن عيينة، عن الزُهري، عن سالم، عن أبيه، عن النبي ﷺ قال: (لا تتركوا النار في بيوتكم حين تنامون).
    5936 - حدثنا محمد بن العلاء: حدثنا أبو أسامة، عن بريد بن عبد الله، عن أبي بردة، عن أبي موسى رضي الله عنه قال: احترق بيت بالمدينة على أهله من الليل، فحدث بشأنهم النبي ﷺ، قال: (إن هذه النار إنما هي عدو لكم، فإذا نمتم فأطفئوها عنكم).
    5937 - حدثنا قتيبة: حدثنا حمَّاد، عن كثير، عن عطاء، عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال: قال رسول الله ﷺ: (خمروا الآنية، وأجيفوا الأبواب، وأطفئوا المصابيح، فإن الفويسقة ربما جرت الفتيلة فأحرقت أهل البيت).
    [ر:3106] 50 - باب: غلق الأبواب بالليل. 5938 - حدثنا حسان بن أبي عباد: حدثنا همَّام، عن عطاء، عن جابر قال: قال رسول الله ﷺ: (أطفئوا المصابيح بالليل إذا رقدتم، وأغلقوا الأبواب، وأوكوا الأسقية، وخمروا الطعام والشراب - قال همَّام: وأحسبه قال - ولو بعود يعرضه).
    [ر:3106] 51 - باب: الختان بعد الكبر ونتف الإبط. 5939 - حدثنا يحيى بن قزعة: حدثنا إبراهيم بن سعد، عن ابن شهاب، عن سعيد بن المسيَّب، عن أبي هريرة رضي الله عنه، عن النبي ﷺ قال: (الفطرة خمس: الختان، والاستحداد، ونتف الإبط، وقص الشارب، وتقليم الأظفار).
    [ر:5552] 5940 - حدثنا أبو اليمان: أخبرنا شعيب بن أبي حمزة: حدثنا أبو الزناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة: أن رسول الله ﷺ قال: (اختتن إبراهيم بعد ثمانين سنة، واختتن بالقدوم). مخففة.
    قال أبو عبد الله: حدثنا قتيبة: حدثنا المغيرة، عن أبي الزناد وقال: بالقدوم. [ر:3178] 5941 - حدثنا محمد بن عبد الرحيم: أخبرنا عباد بن موسى: حدثنا إسماعيل بن جعفر، عن إسرائيل، عن أبي إسحق، عن سعيد بن جبير قال: سئل ابن عباس: مثل من أنت حين قبض النبي ﷺ؟ قال: أنا يومئذ مختون، قال: وكانوا لا يختنون الرجل حتى يدرك.
    وقال ابن إدريس، عن أبيه، عن أبي إسحق، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس: قبض النبي ﷺ وأنا ختين. 52 - باب: كل لهو باطل إذا شغله عن طاعة الله، ومن قال لصاحبه: تعال أقامرك. وقوله تعالى: {ومن الناس من يشتري لهو الحديث ليضل عن سبيل الله} /لقمان: 6/. 5942 - حدثنا يحيى بن بكير: حدثنا الليث، عن عُقَيل، عن ابن شهاب قال: أخبرني حميد بن عبد الرحمن: أن أبا هريرة قال: قال رسول الله ﷺ: (من حلف منكم فقال في حلفه: باللات والعزى، فليقل: لا إله إلا الله، ومن قال لصاحبه: تعال أقامرك، فليتصدق).
    [ر:4579]
    باب ما جاء في البناء
    قال أبو هريرة، عن النبي ﷺ:
    (من أشراط الساعة إذا تطاول رعاة البهم في البنيان).
    [ر:50] 5943 - حدثنا أبو نُعَيم: حدثنا إسحق، هو ابن سعيد، عن سعيد، عن ابن عمر رضي الله عنهما قال:
    رأيتني مع النبي ﷺ بنيت بيدي بيتاً يكنني من المطر، ويظلني من الشمس، ما أعانني عليه أحد من خلق الله.
    5944 - حدثنا علي بن عبد الله: حدثنا سفيان: قال عمرو: قال ابن عمر:
    والله ما وضعت لبنة على لبنة، ولا غرست نخلة، منذ قبض النبي ﷺ. قال سفيان: فذكرته لبعض أهله، قال: والله لقد بنى بيتاً. قال سفيان: قلت: فلعله قال قبل أن يبني.
    ======
    =========
    =========
    صحيح البخاري/كتاب الدعوات
    83 - كتاب الدعوات.
    وقول الله تعالى: {ادعوني أستجب لكم إن الذين يستكبرون عن عبادتي سيدخلون جهنم داخرين} /غافر: 60/.
    1 - باب: لكل نبي دعوة مستجابة.
    5945 - حدثنا إسماعيل قال: حدثني مالك، عن أبي الزناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة:
    أن رسول الله ﷺ قال: (لكل نبي دعوة مستجابة يدعو بها، وأريد أن أختبئ دعوتي شفاعة لأمتي في الآخرة).
    [7036]
    5946 - وقال لي خليفة: قال معتمر: سمعت أبي، عن أنس،
    عن النبي ﷺ قال: (كل نبي سأل سؤلاً، أو قال: لكل نبي دعوة قد دعا بها فاستجيب، فجعلت دعوتي شفاعة لأمتي يوم القيامة).
    2 - باب: أفضل الاستغفار.
    وقوله تعالى: {استغفروا ربكم إنه كان غفاراً. يرسل السماء عليكم مدراراً. ويمددكم بأموال وبنين ويجعل لكم جنات ويجعل لكم أنهاراً} /نوح: 10 - 12/.
    {والذين إذا فعلوا فاحشة أو ظلموا أنفسهم ذكروا الله فاستغفروا لذنوبهم ومن يغفر الذنوب إلا الله ولم يصروا على ما فعلوا وهم يعلمون} /آل عمران: 135/.
    5947 - حدثنا أبو معمر: حدثنا عبد الوارث: حدثنا الحسين: حدثنا عبد الله بن بريدة، حدثني بشير بن كعب العدوي قال: حدثني شداد بن أوس رضي الله عنه،
    عن النبي ﷺ: (سيد الاستغفار أن تقول: اللهم أنت ربي لا إله إلا أنت، خلقتني وأنا عبدك، وأنا على عهدك ووعدك ما استطعت، أعوذ بك من شر ما صنعت، أبوء لك بنعمتك علي وأبوء لك بذنبي فاغفر لي، فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت. قال: ومن قالها من النهار موقنا بهاً، فمات من يومه قبل أن يمسي، فهو من أهل الجنة، ومن قالها من الليل وهو موقن بها، فمات قبل أن يصبح، فهو من أهل الجنة).
    [5964]
    3 - باب: استغفار النبي ﷺ في اليوم والليلة.
    5948 - حدثنا أبو اليمان: أخبرنا شعيب، عن الزُهري قال: أخبرني أبو سلمة بن عبد الرحمن قال: قال أبو هريرة:
    سمعت رسول الله ﷺ يقول: (والله إني لأستغفر الله وأتوب إليه في اليوم أكثر من سبعين مرة).
    4 - باب: التوبة.
    وقال قتادة: {توبوا إلى الله توبة نصوحاً} /التحريم: 8/: الصادقة الناصحة.
    5949 - حدثنا أحمد بن يونس: حدثنا أبو شهاب، عن الأعمش، عن عمارة بن عمير، عن الحارث بن سويد: حدثنا عبد الله بن مسعود حديثين: أحدهما عن النبي ﷺ، والآخر عن نفسه، قال:
    إن المؤمن يرى ذنوبه كأنه قاعد تحت جبل يخاف أن يقع عليه، وإن الفاجر يرى ذنوبه كذباب مر على أنفه، فقال به هكذا. قال أبو شهاب بيده فوق أنفه، ثم قال: (لله أفرح بتوبة العبد من رجل نزل منزلاً وبه مهلكة، ومعه راحلته، عليها طعامه وشرابه، فوضع رأسه فنام نومة، فاستيقظ وقد ذهبت راحلته، حتى اشتد عليه الحر والعطش أو ما شاء الله، قال: أرجع إلى مكاني، فرجع فنام نومة، ثم رفع رأسه، فإذا راحلته عنده).
    تابعه أبو عوانة، وجرير عن الأعمش.
    وقال أبو أسامة: حدثنا الأعمش: حدثنا عمارة: سمعت الحارث.
    وقال شُعبة وأبو مسلم، عن الأعمش، عن إبراهيم التيمي، عن الحارث بن سويد.
    وقال أبو معاوية: حدثنا الأعمش، عن عمارة، عن الأسود، عن عبد الله. وعن إبراهيم التيمي، عن الحارث بن سويد، عن عبد الله.
    5950 - حدثني إسحق: أخبرنا حبان: حدثنا همَّام: حدثنا قتادة: حدثنا أنس بن مالك، عن النبي ﷺ. وحدثنا هدبة: حدثنا همَّام: حدثنا قتادة، عن أنس رضي الله عنه قال:
    قال رسول الله ﷺ: (الله أفرح بتوبة عبده من أحدكم، سقط على بعيره، وقد أضله في أرض فلاة).
    5 - باب: الضجع على الشق الأيمن.
    5951 - حدثنا عبد الله بن محمد: حدثنا هشام بن يوسف: أخبرنا معمر، عن الزُهري، عن عروة، عن عائشة رضي الله عنها:
    كان النبي ﷺ يصلي من الليل إحدى عشرة ركعة، فإذا طلع الفجر صلى ركعتين خفيفتين، ثم اضطجع على شقه الأيمن، حتى يجيء المؤذن فيؤذنه.
    [ر:949]
    6 - باب: إذا بات طاهراً.
    5952 - حدثنا مسدَّد: حدثنا معتمر قال: سمعت منصوراً، عن سعد بن عبيدة قال: حدثني البراء بن عازب رضي الله عنهما قال:
    قال لي رسول الله ﷺ: (إذا أتيت مضجعك، فتوضأ وضوءك للصلاة، ثم اضطجع على شقك الأيمن، وقل: اللهم أسلمت وجهي إليك، وفوضت أمري إليك، وألجأت ظهري إليك، رهبة ورغبة إليك، لا ملجأ ولا منجى منك إلا إليك، آمنت بكتابك الذي أنزلت، وبنبيك الذي أرسلت، فإن مت مت على الفطرة فاجعلهن آخر ما تقول). فقلت أستذكرهن: وبرسولك الذي أرسلت. قال: (لا، وبنبيك الذي أرسلت).
    [ر:244]
    7 - باب: ما يقول إذا نام.
    5953 - حدثنا قبيصة: حدثنا سفيان، عن عبد الملك، عن ربعي بن حراش، عن حذيفة بن اليمان قال:
    كان النبي ﷺ إذا أوى إلى فراشه قال: (باسمك أموت وأحيا). وإذا قام قال: (الحمد لله الذي أحيانا بعد ما أماتنا وإليه النشور).
    [5955، 5965، 6959] {ننشرها} /البقرة: 259/: نخرجها.
    5954 - حدثنا سعيد بن الربيع، ومحمد بن عرعرة قالا: حدثنا شُعبة، عن أبي إسحق: سمعت البراء بن عازب: أن النبي ﷺ أمر رجلاً.
    وحدثنا آدم: حدثنا شُعبة: حدثنا أبو إسحق الهمداني، عن البراء بن عازب:
    أن النبي ﷺ أوصى رجلاً فقال: (إذا أردت مضجعك فقل: اللهم أسلمت نفسي إليك، وفوضت أمري إليك، ووجهت وجهي إليك، وألجأت ظهري إليك، رغبة ورهبة إليك، لا ملجأ ولا منجى منك إلا إليك، آمنت بكتابك الذي أنزلت، وبنبيك الذي أرسلت. فإن مت مت على الفطرة).
    [ر:244]
    8 - باب: وضع اليد اليمنى تحت الخد اليمنى.
    5955 - حدثني موسى بن إسماعيل: حدثنا أبو عوانة، عن عبد الملك، عن ربعي، عن حذيفة رضي الله عنه قال:
    كان النبي ﷺ إذا أخذ مضجعه من الليل، وضع يده تحت خده، ثم يقول: (اللهم باسمك أموت وأحيا). وإذا استيقظ قال: (الحمد لله الذي أحيانا بعد ما أماتنا وإليه النشور).
    [ر: 5953]
    9 - باب: النوم على الشق الأيمن.
    5956 - حدثنا مسدَّد: حدثنا عبد الواحد بن زياد: حدثنا العلاء بن المسيَّب قال: حدثني أبي، عن البراء بن عازب قال:
    كان رسول الله ﷺ إذا أوى إلى فراشه نام على شقه الأيمن، ثم قال: (اللهم أسلمت نفسي إليك، ووجهت وجهي إليك، وفوضت أمري إليك، وألجأت ظهري إليك، رغبة ورهبة إليك، لا ملجأ ولا منجى منك إلا إليك، آمنت بكتابك الذي أنزلت، ونبيك الذي أرسلت). وقال رسول الله ﷺ: (من قالهن ثم مات تحت ليلته مات على الفطرة).
    [ر:244]
    {استرهبوهم} /الأعراف: 116/: من الرهبة. {ملكوت} /الأنعام: 75/: ملك، مثل: رهبوت خير من رحموت، يقول: ترهب خير من أن ترحم.
    10 - باب: الدعاء إذا انتبه بالليل.
    5957 - حدثنا علي بن عبد الله: حدثنا ابن مهدي، عن سفيان، عن سلمة، عن كريب، عن ابن عباس رضي الله عنهما قال:
    بت عند ميمونة، فقام النبي ﷺ فأتى حاجته، فغسل وجهه ويديه، ثم نام، ثم قام، فأتى القربة فأطلق شناقها، ثم توضأ وضوءاً بين وضوءين لم يكثر وقد أبلغ، فصلى، فقمت فتمطيت، كراهية أن يرى أني كنت أتقيه، فتوضأت، فقام يصلي، فقمت عن يساره، فأخذ بأذني فأدارني عن يمينه، فتتامت صلاته ثلاث عشرة ركعة، ثم اضطجع فنام حتى نفخ، وكان إذا نام نفخ، فآذنه بلال بالصلاة، فصلى ولم يتوضأ، وكان يقول في دعائه: (اللهم اجعل في قلبي نوراً، وفي بصري نوراً، وفي سمعي نوراً، وعن يميني نوراً، وعن يساري نوراً، وفوقي نوراً، وتحتي نوراً، وأمامي نوراً، وخلفي نوراً، واجعل لي نوراً).
    قال كريب: وسبع في التابوت، فلقيت رجلاً من ولد العباس، فحدثني بهن، فذكر عصبي ولحمي ودمي وشعري وبشري، وذكر خصلتين.
    [ر:117]
    5958 - حدثنا عبد الله بن محمد: حدثنا سفيان: سمعت سليمان بن أبي مسلم، عن طاوس، عن ابن عباس:
    كان النبي ﷺ إذا قام من الليل يتهجد قال: (اللهم لك الحمد، أنت نور السموات والأرض ومن فيهن، ولك الحمد، أنت قيم السموات والأرض ومن فيهن، ولك الحمد، أنت الحق، ووعدك حق، وقولك حق، ولقاؤك حق، والجنة حق، والنار حق، والساعة حق، والنبيون حق، ومحمد حق، اللهم لك أسلمت، وعليك توكلت، وبك آمنت، وإليك أنبت، وبك خاصمت، وإليك حاكمت، فاغفر لي ما قدمت وما أخرت، وما أسررت وما أعلنت، أنت المقدم وأنت المؤخر، لا إله إلا أنت، أو: لا إله غيرك).
    [ر:1069]
    11 - باب: التكبير والتسبيح عند المنام.
    5959 - حدثنا سليمان بن حرب: حدثنا شُعبة، عن الحكم، عن ابن أبي ليلى، عن علي:
    أن فاطمة عليهما السلام شكت ما تلقى في يدها من الرحى، فأتت النبي ﷺ تسأله خادماً فلم تجده، فذكرت ذلك لعائشة، فلما جاء أخبرته، قال: فجاءنا وقد أخذنا مضاجعنا، فذهبت أقوم، فقال: (مكانك). فجلس بيننا حتى وجدت برد قدميه على صدري، فقال: (ألا أدلكما على ما هو خير لكما من خادم؟ إذا أويتما إلى فراشكما، أو أخذتما مضاجعكما، فكبرا ثلاثاً وثلاثين، وسبحا ثلاثاً وثلاثين، واحمدا ثلاثاً وثلاثين، فهذا خير لكما من خادم).
    وعن شُعبة، عن خالد، عن ابن سيرين قال: التسبيح أربع وثلاثون.
    [ر:2945]
    12 - باب: التعوذ والقراءة عند النوم.
    5960 - حدثنا عبد الله بن يوسف: حدثنا الليث قال: حدثني عُقَيل، عن ابن شهاب: أخبرني عروة، عن عائشة رضي الله عنها:
    أن رسول الله ﷺ كان إذا أخذ مضجعه نفث في يديه، وقرأ بالمعوذات، ومسح بهما جسده.
    [ر:4175]
    5961 - حدثنا أحمد بن يونس: حدثنا زهير: حدثنا عبيد الله بن عمر: حدثني سعيد بن أبي سعيد المقبري، عن أبيه، عن أبي هريرة قال:
    قال النبي ﷺ: (إذا أوى أحدكم إلى فراشه فلينفض فراشه بداخلة إزاره، فإنه لا يدري ما خلفه عليه، ثم يقول: باسمك ربي وضعت جنبي وبك أرفعه، إن أمسكت نفسي فارحمها، وإن أرسلتها فاحفظها بما تحفظ به عبادك الصالحين).
    تابعه أبو ضمرة وإسماعيل بن زكرياء، عن عبيد الله. وقال يحيى وبشر، عن عبيد الله، عن سعيد، عن أبي هريرة، عن النبي ﷺ.
    ورواه مالك وابن عجلان، عن سعيد، عن أبي هريرة، عن النبي ﷺ.
    [6958]
    13 - باب: الدعاء نصف الليل.
    5962 - حدثنا عبد العزيز بن عبد الله: حدثنا مالك، عن ابن شهاب، عن أبي عبد الله الأغر، وأبي سلمة بن عبد الرحمن، عن أبي هريرة رضي الله عنه:
    أن رسول الله ﷺ قال: (يتنزل ربنا تبارك وتعالى كل ليلة إلى السماء الدنيا، حين يبقى ثلث الليل الآخر، يقول: من يدعوني فأستجيب له، من يسألني فأعطيه، من يستغفرني فأغفر له).
    [ر:1094]
    14 - باب: الدعاء عند الخلاء.
    5963 - حدثنا محمد بن عرعرة: حدثنا شُعبة، عن عبد العزيز بن صهيب، عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال:
    كان النبي ﷺ إذا دخل الخلاء قال: (اللهم إني أعوذ بك من الخبث والخبائث).
    [ر:142]
    15 - باب: ما يقول إذا أصبح.
    5964 - حدثنا مسدَّد: حدثنا يزيد بن زريع: حدثنا حسين: حدثنا عبد الله بن بريدة، عن بشير بن كعب، عن شداد بن أوس،
    عن النبي ﷺ قال: (سيد الاستغفار: اللهم أنت ربي، لا إله إلا أنت، خلقتني وأنا عبدك، وأنا على عهدك ووعدك ما استطعت، أبوء لك بنعمتك، وأبوء لك بذنبي فاغفر لي، فإنه لا يغفر الذنوب إلا أنت، أعوذ بك من شر ما صنعت. إذا قال حين يمسي فمات دخل الجنة، أو: كان من أهل الجنة، وإذا قال حين يصبح فمات من يومه). مثله.
    [ر:5947]
    5965 - حدثنا أبو نُعَيم: حدثنا سفيان، عن عبد الملك بن عمير، عن ربعي بن حراش، عن حذيفة قال:
    كان النبي ﷺ إذا أراد أن ينام قال: (باسمك اللهم أموت وأحيا). وإذا استيقظ من منامه قال: (الحمد الله الذي أحيانا بعد ما أماتنا وإليه النشور).
    [ر:5953]
    5966 - حدثنا عبدان، عن أبي حمزة، عن منصور، عن ربعي بن حراش، عن خرشة بن الحر، عن أبي ذر رضي الله عنه قال:
    كان النبي ﷺ إذا أخذ مضجعه من الليل قال: (اللهم باسمك أموت وأحيا). فإذا استيقظ قال: (الحمد لله الذي أحيانا بعد ما أماتنا وإليه النشور).
    [6960]
    16 - باب: الدعاء في الصلاة.
    5967 - حدثنا عبد الله بن يوسف: أخبرنا الليث قال: حدثني يزيد، عن أبي الخير، عن عبد الله بن عمرو، عن أبي بكر الصديق رضي الله عنه:
    أنه قال للنبي ﷺ: علمني دعاء أدعو به في صلاتي، قال: (قل: اللهم إني ظلمت نفسي ظلما كثيراً، ولا يغفر الذنوب إلا أنت، فاغفر لي مغفرة من عندك، وارحمني، إنك أنت الغفور الرحيم).
    وقال عمرو، عن يزيد، عن أبي الخير: أنه سمع عبد الله بن عمرو: قال أبو بكر رضي الله عنه للنبي ﷺ.
    [ر:799]
    5968 - حدثنا علي: حدثنا مالك بن سعير: حدثنا هشام بن عروة، عن أبيه،
    عن عائشة: {ولا تجهر بصلاتك ولا تخافت بها}. أنزلت في الدعاء.
    [ر:4446]
    5969 - حدثنا عثمان بن أبي شيبة: حدثنا جرير، عن منصور، عن أبي وائل، عن عبد الله رضي الله عنه قال:
    كنا نقول في الصلاة: السلام على الله، السلام على فلان، فقال لنا النبي ﷺ ذات يوم: (إن الله هو السلام، فإذا قعد أحدكم في الصلاة فليقل: التحيات لله - إلى قوله - الصالحين، فإذا قالها أصاب كل عبد لله في السماء والأرض صالح، أشهد أن لا إله إلا الله، وأشهد أن محمداً عبده ورسوله، ثم يتخير من الثناء ما شاء).
    [ر:797]
    17 - باب: الدعاء بعد الصلاة.
    5970 - حدثني إسحق: أخبرنا يزيد: أخبرنا ورقاء، عن سمي، عن أبي صالح، عن أبي هريرة: قالوا:
    يا رسول الله ذهب أهل الدثور بالدرجات والنعيم المقيم. قال: (كيف ذاك). قالوا: صلوا كما صلينا، وجاهدوا كما جاهدنا، وأنفقوا من فضول أموالهم، وليست لنا أموال. قال: (أفلا أخبركم بأمر تدركون من كان قبلكم، وتسبقون من جاء بعدكم، ولا يأتي أحد بمثل ما جئتم به إلا من جاء بمثله؟ تسبحون في دبر كل صلاة عشراً، وتحمدون عشراً، وتكبرون عشراً).
    تابعه عبيد الله بن عمر، عن سمي.
    ورواه ابن عجلان، عن سمي، ورجاء بن حيوة.
    ورواه جرير، عن عبد العزيز بن رفيع، عن أبي صالح، عن أبي الدرداء.
    ورواه سهيل، عن أبيه، عن أبي هريرة، عن النبي ﷺ.
    [ر:807]
    5971 - حدثنا قتيبة بن سعيد: حدثنا جرير، عن منصور، عن المسيَّب بن رافع، عن وراد، مولى المغيرة بن شُعبة، قال: كتب المغيرة إلى معاوية بن أبي سفيان:
    أن رسول الله ﷺ كان يقول في دبر كل صلاة إذا سلم: (لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك، وله الحمد، وهو على كل شئ قدير، اللهم لا مانع لما أعطيت، ولا معطي لما منعت، ولا ينفع ذا الجد منك الجد).
    وقال شُعبة، عن منصور قال: سمعت المسيَّب.
    [ر:808]
    18 - باب: قول الله تعالى: {وصل عليهم} /التوبة: 103/. ومن خص أخاه بالدعاء دون نفسه.
    وقال أبو موسى: قال النبي ﷺ: (اللهم اغفر لعبيد أبي عامر، اللهم اغفر لعبد الله بن قيس ذنبه).
    [ر:4068]
    5972 - حدثنا مسدَّد: حدثنا يحيى، عن يزيد بن أبي عبيد، مولى سلمة: حدثنا سلمة بن الأكوع قال:
    خرجنا مع النبي ﷺ إلى خيبر، فقال رجل من القوم: أي عامر، لو أسمعتنا من هناتك، فنزل يحدو بهم يذكر:
    تالله لولا الله ما اهتدينا. وذكر شعراً غير هذا، ولكني لم أحفظه، قال رسول الله ﷺ: (من هذا السائق). قالوا: عامر بن الأكوع، قال: (يرحمه الله). فقال رجل من القوم: يا رسول الله، لولا متعتنا به، فلما صاف القوم قاتلوهم، فأصيب عامر بقائمة سيف نفسه فمات، فلما أمسوا أوقدوا ناراً كثيرة، فقال رسول الله ﷺ: (ما هذه النار، على أي شيء توقدون). قالوا: على حمر إنسية، فقال: (أهريقوا ما فيها وكسروها). قال رجل: يا رسول الله، ألا نهريق ما فيها ونغسلها؟ قال: (أو ذاك).
    [ر:2345]
    5973 - حدثنا مسلم: حدثنا شُعبة، عن عمرو: سمعت ابن أبي أوفى رضي الله عنهما:
    كان النبي ﷺ إذا أتاه رجل بصدقة قال: (اللهم صل على آل فلان). فأتاه أبي فقال: (اللهم صل على آل أبي أوفى)
    [ر:1426]
    5974 - حدثنا علي بن عبد الله: حدثنا سفيان، عن إسماعيل، عن قيس قال: سمعت جريراً قال:
    قال لي رسول الله ﷺ: (ألا تريحني من ذي الخلصة). وهو نصب كانوا يعبدونه، يسمى الكعبة اليمانية، قلت: يا رسول الله، إني رجل لا أثبت على الخيل، فصك في صدري، فقال: (اللهم ثبته، واجعله هادياً مهدياً). قال: فخرجت في خمسين من أحمس من قومي، وربما قال سفيان: فانطلقت في عصبة من قومي فأتيتها فأحرقتها، ثم أتيت النبي ﷺ فقلت: يا رسول الله، والله ما أتيتك حتى تركتها مثل الجمل الأجرب، فدعا لأحمس وخيلها.
    [ر:2857]
    5975 - حدثنا سعيد بن الربيع: حدثنا شُعبة، عن قتادة قال: سمعت أنساً قال:
    قالت أم سليم للنبي ﷺ: أنس خادمك، قال: (اللهم أكثر ماله، وولده، وبارك له فيما أعطيته).
    [ر:1881]
    5976 - حدثنا عثمان بن أبي شيبة: حدثنا عبدة، عن هشام، عن أبيه، عن عائشة رضي الله عنها قالت:
    سمع النبي ﷺ رجلاً يقرأ في المسجد فقال: (رحمه الله، لقد أذكرني كذا وكذا آية، أسقطتها في سورة كذا وكذا).
    [ر:2512]
    5977 - حدثنا حفص بن عمر: حدثنا شُعبة: أخبرني سليمان، عن أبي وائل، عن عبد الله قال:
    قسم النبي ﷺ قسماً، فقال رجل: إن هذه لقسمة ما أريد بها وجه الله، فأخبرت النبي ﷺ فغضب، حتى رأيت الغضب في وجهه، وقال: (يرحم الله موسى، لقد أوذي بأكثر من هذا فصبر).
    [ر:2981]
    19 - باب: ما يكره من السجع في الدعاء.
    5978 - حدثنا يحيى بن محمد بن السكن: حدثنا حبان بن هلال أبو حبيب: حدثنا هارون المقرئ: حدثنا الزبير بن الخريت، عن عكرمة، عن ابن عباس قال:
    حدث الناس كل جمعة مرة، فإن أبيت فمرتين، فإن أكثرت فثلاث مرار، ولا تمل الناس هذا القرآن، ولا ألفينك تأتي القوم وهم في حديث من حديثهم، فتقص عليهم، فتقطع عليهم حديثهم فتملهم، ولكن أنصت، فإذا أمروك فحدثهم وهم يشتهونه، فانظر السجع من الدعاء فاجتنبه، فإني عهدت رسول الله ﷺ وأصحابه لا يفعلون إلا ذلك. يعني: لا يفعلون إلا ذلك الاجتناب.
    20 - باب: ليعزم المسألة، فإنه لا مكره له.
    5979 - حدثنا مسدَّد: حدثنا إسماعيل: أخبرنا عبد العزيز، عن أنس رضي الله عنه قال:
    قال رسول الله ﷺ: (إذا دعا أحدكم فليعزم المسألة، ولا يقولن: اللهم إن شئت فأعطني، فإنه لا مستكره له).
    [7026]
    5980 - حدثنا عبد الله بن مسلمة، عن مالك، عن أبي الزناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة رضي الله عنه:
    أن رسول الله ﷺ قال: (لا يقولن أحدكم: اللهم اغفر لي إن شئت، اللهم ارحمني إن شئت، ليعزم المسألة، فإنه لا مكره له).
    [7039]
    21 - باب: يستجاب للعبد ما لم يعجل.
    5981 - حدثنا عبد الله بن يوسف: أخبرنا مالك، عن ابن شهاب، عن أبي عبيد، مولى ابن أزهر، عن أبي هريرة:
    أن رسول الله ﷺ قال: (يستجاب لأحدكم ما لم يعجل، يقول: دعوت فلم يستجب لي).
    22 - باب: رفع الأيدي في الدعاء.
    وقال أبو موسى الأشعري: دعا النبي ﷺ ثم رفع يديه، ورأيت بياض إبطيه.
    [ر:4068]
    وقال ابن عمر: رفع النبي ﷺ يديه وقال: (اللهم إني أبرأ إليك مما صنع خالد).
    [ر:4084]
    قال أبو عبد الله: وقال الأويسي: حدثني محمد بن جعفر، عن يحيى بن سعيد وشريك: سمعا أنساً، عن النبي ﷺ: رفع يديه حتى رأيت بياض إبطيه.
    [ر:984]
    23 - باب: الدعاء غير مستقبل القبلة.
    5982 - حدثنا محمد بن محبوب: حدثنا أبو عوانة، عن قتادة، عن أنس رضي الله عنه قال:
    بينا النبي ﷺ يخطب يوم الجمعة، فقام رجل فقال: يا رسول الله، ادع الله أن يسقينا. فتغيمت السماء ومطرنا، حتى ما كاد الرجل يصل إلى منزله، فلم تزل تمطر إلى الجمعة المقبلة، فقام ذلك الرجل أو غيره، فقال: ادع الله أن يصرفه عنا فقد غرقنا. فقال: (اللهم حوالينا ولا علينا). فجعل السحاب يتقطع حول المدينة، ولا يمطر أهل المدينة.
    [ر:890]
    24 - باب: الدعاء مستقبل القبلة.
    5983 - حدثنا موسى بن إسماعيل: حدثنا وهيب: حدثنا عمرو بن يحيى، عن عباد بن تميم، عن عبد الله بن زيد قال:
    خرج النبي ﷺ إلى هذ المصلى يستسقي، فدعا واستسقى، ثم استقبل القبلة وقلب رداءه.
    [ر:960]
    25 - باب: دعوة النبي ﷺ لخادمه بطول العمر وبكثرة ماله.
    5984 - حدثنا عبد الله بن أبي الأسود: حدثنا حرمي: حدثنا شُعبة، عن قتادة، عن أنس رضي الله عنه قال:
    قالت أمي: يا رسول الله، خادمك أنس، ادع الله له، قال: (اللهم أكثر ماله، وولده، وبارك له فيما أعطيته).
    [ر:1881]
    26 - باب: الدعاء عند الكرب.
    5985/5986 - حدثنا مسلم بن إبراهيم: حدثنا هشام: حدثنا قتادة، عن أبي العالية، عن ابن عباس رضي الله عنهما قال:
    كان النبي ﷺ يدعو عند الكرب يقول: (لا إله إلا الله العظيم الحليم، لا إله إلا الله رب السموات والأرض، ورب العرش العظيم).
    (5986) - حدثنا مسدَّد: حدثنا يحيى، عن هشام بن أبي عبد الله، عن قتادة، عن أبي العالية، عن ابن عباس:
    أن رسول الله ﷺ كان يقول عند الكرب: (لا إله إلا الله العظيم الحليم، لا إله إلا الله رب العرش العظيم، لا إله إلا الله رب السماوات ورب الأرض، ورب العرش الكريم).
    وقال وهب: حدثنا شُعبة، عن قتادة: مثله.
    [6990، 6994]
    27 - باب: التعوذ من جهد البلاء.
    5987 - حدثنا علي بن عبد الله: حدثنا سفيان: حدثني سمي، عن أبي صالح، عن أبي هريرة:
    كان رسول الله ﷺ يتعوذ من جهد البلاء، ودرك الشقاء، وسوء القضاء، وشماتة الأعداء.
    قال سفيان: الحديث ثلاث، زدت أنا واحدة، لا أدري أيتهن هي.
    [6242]
    28 - باب: دعاء النبي ﷺ: (اللهم الرفيق الأعلى).
    5988 - حدثنا سعيد بن عفير قال: حدثني الليث قال: حدثني عُقَيل، عن ابن شهاب: أخبرني سعيد بن المسيَّب وعروة بن الزبير في رجال من أهل العلم: أن عائشة رضي الله عنها قالت:
    كان رسول الله ﷺ يقول وهو صحيح: (لم يقبض نبي قط حتى يرى مقعده من الجنة، ثم يخير). فلما نزل به ورأسه على فخذي غشي عليه ساعة ثم أفاق، فأشخص بصره إلى السقف، ثم قال: (اللهم الرفيق الأعلى). قلت إذاً لا يختارنا، وعلمت أنه الحديث الذي كان يحدثنا وهو صحيح، قالت: فكانت تلك آخر كلمة تكلم بها: (اللهم الرفيق الأعلى).
    [ر:4171]
    29 - باب: الدعاء بالموت والحياة.
    5989 - حدثنا مسدَّد: حدثنا يحيى، عن إسماعيل، عن قيس قال:
    أتيت خباباً وقد اكتوى سبعاً قال: لولا أن رسول الله ﷺ نهانا أن ندعو بالموت لدعوت به.
    حدثنا محمد بن المثنَّى: حدثنا يحيى، عن إسماعيل قال: حدثني قيس قال: أتيت خباباً وقد اكتوى سبعاً في بطنه، فسمعته يقول: لولا أن النبي ﷺ نهانا أن ندعو بالموت لدعوت به.
    [ر:5348]
    5990 - حدثنا ابن سلام: أخبرنا إسماعيل بن علية، عن عبد العزيز بن صهيب، عن أنس رضي الله عنه قال:
    قال رسول الله ﷺ: (لا يتمنين أحدكم الموت لضر نزل به، فإن كان لا بد متمنياً للموت فليقل: اللهم أحيني ما كانت الحياة خيراً لي، وتوفني إذا كانت الوفاة خيراً لي).
    [ر:5347]
    30 - باب: الدعاء للصبيان بالبركة، ومسح رؤوسهم.
    وقال أبو موسى: ولد لي ولد، ودعا له النبي ﷺ بالبركة.
    [ر:5150]
    5991 - حدثنا قتيبة بن سعيد: حدثنا حاتم، عن الجعد بن عبد الرحمن قال: سمعت السائب بن يزيد يقول:
    ذهبت بي خالتي إلى رسول الله ﷺ، فقالت: يا رسول الله إن ابن أختي وجع، فمسح رأسي ودعا لي بالبركة، ثم توضأ فشربت من وضوئه، ثم قمت خلف ظهره، فنظرت إلى خاتمه بين كتفيه، مثل زر الحجلة.
    [ر:187]
    5992 - حدثنا عبد الله بن يوسف: حدثنا ابن وهب: حدثنا سعيد بن أبي أيوب، عن أبي عُقَيل:
    أنه كان يخرج به جده عبد الله بن هشام من السوق، أو: إلى السوق، فيشتري الطعام، فيلقاه ابن الزبير وابن عمر، فيقولان: أشركنا، فإن النبي ﷺ قد دعا لك بالبركة. فيشركهم، فربما أصاب الراحلة كما هي، فيبعث بها إلى المنزل.
    [ر:2368]
    5993 - حدثنا عبد العزيز بن عبد الله: حدثنا إبراهيم بن سعد، عن صالح بن كيسان، عن ابن شهاب قال:
    أخبرني محمود بن الربيع، وهو الذي مج رسول الله ﷺ في وجهه وهو غلام من بئرهم.
    [ر:77]
    5994 - حدثنا عبدان: أخبرنا عبد الله: أخبرنا هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة رضي الله عنها قالت:
    كان النبي ﷺ يؤتى بالصبيان فيدعو لهم، فأتي بصبي فبال على ثوبه، فدعا بماء فأتبعه إياه، ولم يغسله.
    [ر:220]
    5995 - حدثنا أبو اليمان: أخبرنا شعيب، عن الزُهري قال: أخبرني عبد الله بن ثعلبة بن صعير،
    وكان رسول الله ﷺ قد مسح عنه: أنه رأى سعد بن أبي وقاص يوتر بركعة.
    31 - باب: الصلاة على النبي ﷺ.
    5996 - حدثنا آدم: حدثنا شُعبة: حدثنا الحكم قال: سمعت عبد الرحمن بن أبي ليلى قال:
    لقيني كعب بن عجرة فقال: ألا أهدي لك هدية؟ إن النبي ﷺ خرج علينا، فقلنا: يا رسول الله، قد علمنا كيف نسلم عليك، فكيف نصلي عليك؟ قال: (قولوا: اللهم صل على محمد، وعلى آل محمد، كما صليت على آل إبراهيم، إنك حميد مجيد. اللهم بارك على محمد، وعلى آل محمد، كما باركت على آل إبراهيم، إنك حميد مجيد).
    [ر:3190]
    5997 - حدثنا إبراهيم بن حمزة: حدثنا ابن أبي حازم والدراوردي، عن يزيد، عن عبد الله بن خباب، عن أبي سعيد الخدري قال:
    قلنا: يا رسول الله، هذا السلام عليك، فكيف نصلي عليك؟ قال: (قولوا: اللهم صل على محمد عبدك ورسولك، كما صليت على إبراهيم، وبارك على محمد، وعلى آل محمد، كما باركت على إبراهيم وآل إبراهيم).
    [ر:4520]
    32 - باب: هل يصلي على غير النبي ﷺ.
    وقول الله تعالى: {وصل عليهم إن صلاتك سكن لهم} /التوبة: 103/.
    5998 - حدثنا سليمان بن حرب: حدثنا شُعبة، عن عمرو بن مرة، عن ابن أبي أوفى قال:
    كان إذا أتى رجل النبي ﷺ بصدقته قال: (اللهم صل عليه). فأتاه أبي بصدقته، فقال: (اللهم صل على آل أبي أوفى).
    [ر:1426]
    5999 - حدثنا عبد الله بن مسلمة، عن مالك، عن عبد الله بن أبي بكر، عن أبيه، عن عمرو بن سليم الزرقي قال:
    أخبرني أبو حميد الساعدي أنهم قالوا: يا رسول الله، كيف نصلي عليك؟ قال: (قولوا: اللهم صل على محمد وأزواجه وذريته، كما صليت على آل إبراهيم، وبارك على محمد وأزواجه وذريته، كما باركت على آل إبراهيم، إنك حميد مجيد).
    [ر:3189]
    33 - باب: قول النبي ﷺ: (من آذيته فاجعله له زكاة ورحمة).
    6000 - حدثنا أحمد بن صالح: حدثنا ابن وهب قال: أخبرني يونس، عن ابن شهاب قال: أخبرني سعيد بن المسيَّب، عن أبي هريرة رضي الله عنه:
    أنه سمع النبي ﷺ يقول: (اللهم فأيما مؤمن سببته، فاجعل ذلك له قربة إليك يوم القيامة).
    34 - باب: التعوذ من الفتن.
    6001 - حدثنا حفص بن عمر: حدثنا هشام، عن قتادة، عن أنس رضي الله عنه:
    سألوا رسول الله ﷺ حتى أحفوه بالمسألة، فغضب فصعد المنبر، فقال: (لا تسألونني اليوم عن شيء إلا بينته لكم). فجعلت أنظر يميناً وشمالاً، فإذا كل رجل لاف رأسه في ثوبه يبكي، فإذا رجل، كان إذا لاحى الرجال يدعى لغير أبيه، فقال: يا رسول الله من أبي؟ قال: (حذافة). ثم أنشأ عمر فقال: رضينا بالله رباً، وبالإسلام ديناً، وبمحمد ﷺ رسولاً، نعوذ بالله من الفتن، فقال رسول الله ﷺ: (ما رأيت في الخير والشر كاليوم قط، إنه صورت لي الجنة والنار، حتى رأيتهما وراء الحائط).
    وكان قتادة يذكر عند هذا الحديث هذه الآية: {يا أيها الذين آمنوا لا تسألوا عن أشياء إن تبد لكم تسؤكم}.
    [6678، وانظر: 4345]
    35 - باب: التعوذ من غلبة الرجال.
    6002 - حدثنا قتيبة بن سعيد: حدثنا إسماعيل بن جعفر، عن عمرو بن أبي عمرو، مولى المطلب بن عبد الله بن حنطب: أنه سمع أنس بن مالك يقول:
    قال رسول الله ﷺ لأبي طلحة: (التمس لنا غلاماً من غلمانكم يخدمني). فخرج بي أبو طلحة يردفني وراءه، فكنت أخدم رسول الله ﷺ كلما نزل، فكنت أسمعه يكثر أن يقول: (اللهم إني أعوذ بك من الهم والحزن، والعجز والكسل، والبخل، والجبن، وضلع الدين، وغلبة الرجال). فلم أزل أخدمه حتى أقبلنا من خيبر، وأقبل بصفية بنت حيي قد حازها، فكنت أراه يحوي وراءه بعباءة أو كساء ثم يردفها وراءه، حتى إذا كنا بالصهباء صنع حيساً في نطع، ثم أرسلني فدعوت رجالاً فأكلوا، وكان ذلك بناءه بها، ثم أقبل حتى بدا له أحد، قال: (هذا جبل يحبنا ونحبه). فلما أشرف على المدينة قال: (اللهم إني أحرم ما بين جبليها، مثل ما حرم به إبراهيم مكة، اللهم بارك لهم في مدهم وصاعهم).
    [ر:2732]
    36 - باب: التعوذ من عذاب القبر.
    6003 - حدثنا الحميدي: حدثنا سليمان: حدثنا موسى بن عقبة قال: سمعت أم خالد بنت خالد، قال: ولم أسمع أحداً سمع من النبي ﷺ غيرها، قالت:
    سمعت النبي ﷺ يتعوذ من عذاب القبر.
    [ر:1310]
    6004 - حدثنا آدم: حدثنا شُعبة: حدثنا عبد الملك، عن مصعب:
    كان سعد يأمر بخمس، ويذكرهن عن النبي ﷺ أنه كان يأمر بهن: (اللهم إني أعوذ بك من البخل، وأعوذ بك من الجبن، وأعوذ بك أن أرد إلى أرذل العمر، وأعوذ بك من فتنة الدنيا - يعني فتنة الدجال - وأعوذ بك من عذاب القبر).
    [ر:2667]
    6005 - حدثنا عثمان بن أبي شيبة: حدثنا جرير، عن منصور، عن أبي وائل، عن مسروق، عن عائشة قالت:
    دخلت علي عجوزان من عجز يهود المدينة، فقالتا لي: إن أهل القبور يعذبون في قبورهم، فكذبتهما، ولم أنعم أن أصدقهما، فخرجتا، ودخل علي النبي ﷺ، فقلت له: يا رسول الله، إن عجوزين وذكرت له، فقال لي: (صدقتا، إنهم يعذبون عذاباً تسمعه البهائم كلها). فما رأيته بعد في صلاة إلا تعوذ من عذاب القبر.
    [ر:997]
    37 - باب: التعوذ من فتنة المحيا والممات.
    6006 - حدثنا مسدَّد: حدثنا المعتمر قال: سمعت أبي قال: سمعت أنس بن مالك رضي الله عنه يقول:
    كان نبي الله ﷺ يقول: (اللهم إني أعوذ بك من العجز والكسل، والجبن والهرم، وأعوذ بك من عذاب القبر، وأعوذ بك من فتنة المحيا والممات).
    [ر:2668]
    38 - باب: التعوذ من المأثم والمغرم.
    6007 - حدثنا معلى بن أسد: حدثنا وهيب، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة رضي الله عنها:
    أن النبي ﷺ كان يقول: (اللهم إني أعوذ بك من الكسل والهرم، والمأثم والمغرم، ومن فتنة القبر، وعذاب القبر، ومن فتنة النار وعذاب النار، ومن شر فتنة الغنى، وأعوذ بك من فتنة الفقر، وأعوذ بك من فتنة المسيح الدجال، اللهم اغسل عني خطاياي بماء الثلج والبرد، ونق قلبي من الخطايا كما نقيت الثوب الأبيض من الدنس، وباعد بيني وبين خطاياي كما باعدت بين المشرق والمغرب).
    [6014 - 6016]
    39 - باب: الاستعاذة من الجبن والكسل.
    {كسالى} /النساء: 142/: وكسالى واحد.
    6008 - حدثنا خالد بن مخلد: حدثنا سليمان قال: حدثني عمرو بن أبي عمرو قال: سمعت أنساً قال:
    كان النبي ﷺ يقول: (اللهم إني أعوذ بك من الهم والحزن، والعجز والكسل، والجبن والبخل، وضلع الدين، وغلبة الرجال).
    [ر:2668]
    40 - باب: التعوذ من البخل.
    البُخْلُ والبَخَلُ واحد، مثل الحُزْنِ والحَزَنِ.
    6009 - حدثنا محمد بن المثنى: حدثني غندر: حدثنا شُعبة، عن عبد الملك بن عمير، عن مصعب بن سعد،
    عن سعد بن أبي وقاص رضي الله عنه كان يأمر بهؤلاء الخمس، ويحدثهن عن النبي ﷺ: (اللهم إني أعوذ بك من البخل، وأعوذ بك من الجبن، وأعوذ بك أن أردَّ إلى أرذل العمر، وأعوذ بك من فتنة الدنيا، وأعوذ بك من عذاب القبر).
    [ر:2667]
    41 - باب: التعوذ من أرذل العمر.
    {أراذلنا} /هود: 27/: سقَّاطنا.
    6010 - حدثنا أبو معمر: حدثنا عبد الوارث، عن عبد العزيز بن صهيب، عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال:
    كان رسول الله ﷺ يتعوذ يقول: (اللهم إني أعوذ بك من الكسل، وأعوذ بك من الجبن، وأعوذ بك من الهرم، وأعوذ بك من البخل).
    [ر:2668]
    42 - باب: الدعاء برفع الوباء والوجع.
    6011 - حدثنا محمد بن يوسف: حدثنا سفيان، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة رضي الله عنها قالت:
    قال النبي ﷺ: (اللهم حبب إلينا المدينة كما حببت إلينا مكة أو أشد، وانقل حُمَّاها إلى الجحفة، اللهم بارك لنا في مدنا وصاعنا).
    [ر:1790]
    6012 - حدثنا موسى بن إسماعيل: حدثنا إبراهيم بن سعد: أخبرنا ابن شهاب، عن عامر بن سعد: أن أباه قال:
    عادني رسول الله ﷺ في حجة الوداع، من شكوى أشفيت منها على الموت، فقلت: يا رسول الله، بلغ بي ما ترى من الوجع، وأنا ذو مال، ولا يرثني إلا ابنة لي واحدة، أفأتصدق بثلثي مالي؟ قال: (لا). قلت: فبشطره؟ قال: (الثلث كثير، إنك أن تذر ورثتك أغنياء خير من أن تذرهم عالة يتكففون الناس، وإنك لن تنفق نفقة تبتغي بها وجه الله إلا أجرت، حتى ما تجعل في في امرأتك). قلت: أأخلف بعد أصحابي؟ قال: (إنك لن تخلَّف، فتعمل عملاً تبتغي به وجه الله، إلا ازددت درجة ورفعة، ولعلك تخلَّف حتى ينتفع بك أقوام ويُضر بك آخرون، اللهم أمض لأصحابي هجرتهم، ولا تردهم على أعقابهم، لكن البائس سعد بن خولة). قال سعد: رثى له رسول الله ﷺ من أن توفي بمكة.
    [ر:56]
    43 - باب: الاستعاذة من أرذل العمر، ومن فتنة الدنيا، وفتنة النار.
    6013 - حدثنا إسحق بن إبراهيم: أخبرنا الحسين، عن زائدة، عن عبد الملك، عن مصعب بن سعد، عن أبيه قال:
    تعوذوا بكلمات كان النبي ﷺ يتعوذ بهن: (اللهم إني أعوذ بك من الجبن، وأعوذ بك من البخل، وأعوذ بك من أن أردَّ إلى أرذل العمر، وأعوذ بك من فتنة الدنيا، وعذاب القبر).
    [ر:2667]
    6014 - حدثنا يحيى بن موسى: حدثنا وكيع: حدثنا هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة:
    أن النبي ﷺ كان يقول: (اللهم إني أعوذ بك من الكسل والهرم، والمغرم والمأثم، اللهم إني أعوذ بك من عذاب النار وفتنة النار، وفتنة القبر وعذاب القبر، وشر فتنة الغنى، وشر فتنة الفقر، ومن شر فتنة المسيح الدجال، اللهم اغسل خطاياي بماء الثلج والبرد، ونق قلبي من الخطايا، كما ينقى الثوب الأبيض من الدنس، وباعد بيني وبين خطاياي كما باعدت بين المشرق والمغرب).
    [ر:6007]
    44 - باب: الاستعاذة من فتنة الغنى.
    6015 - حدثنا موسى بن إسماعيل: حدثنا سلام بن أبي مطيع، عن هشام، عن أبيه، عن خالته:
    أن النبي ﷺ كان يتعوذ: (اللهم إني أعوذ بك من فتنة النار ومن عذاب النار، وأعوذ بك من فتنة القبر، وأعوذ بك من عذاب القبر، وأعوذ بك من فتنة الغنى، وأعوذ بك من فتنة الفقر، وأعوذ بك من فتنة المسيح الدجال).
    [ر:6007]
    45 - باب: التعوذ من فتنة الفقر.
    6016 - حدثنا محمد: أخبرنا أبو معاوية: أخبرنا هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة رضي الله عنها قالت:
    كان النبي ﷺ يقول: (اللهم إني أعوذ بك من فتنة النار وعذاب النار، وفتنة القبر وعذاب القبر، وشر فتنة الغنى وشر فتنة الفقر، اللهم إني أعوذ بك من شر فتنة المسيح الدجال، اللهم اغسل قلبي بماء الثلج والبرد، ونقِّ قلبي من الخطايا كما نقيت الثوب الأبيض من الدنس، وباعد بيني وبين خطاياي، كما باعدت بين المشرق والمغرب، اللهم إني أعوذ بك من الكسل، والمأثم والمغرم).
    [ر:6007]
    46 - باب: الدعاء بكثرة المال والولد مع البركة.
    6017 - حدثني محمد بن بشار: حدثنا غندر: حدثنا شُعبة قال: سمعت قتادة، عن أنس، عن أم سليم أنها قالت:
    يا رسول الله، أنس خادمك، ادع الله له، قال: (اللهم أكثر ماله، وولده، وبارك له فيما أعطيته).
    وعن هشام بن زيد: سمعت أنس بن مالك: مثله.
    [ر:1881]
    47 - باب: الدعاء بكثرة الولد مع البركة.
    6018 - حدثنا أبو زيد، سعيد بن الربيع: حدثنا شُعبة، عن قتادة قال: سمعت أنساً رضي الله عنه قال: قالت أم سليم:
    أنس خادمك، ادع الله له، قال: (اللهم أكثر ماله، وولده، وبارك له فيما أعطيته).
    [ر:1881]
    48 - باب: الدعاء عند الاستخارة.
    6019 - حدثنا مطرف بن عبد الله أبو مصعب: حدثنا عبد الرحمن بن أبي الموال، عن محمد بن المنكدر، عن جابر رضي الله عنه قال:
    كان النبي ﷺ يعلمنا الاستخارة في الأمور كلها، كالسورة من القرآن: (إذا هم أحدكم بالأمر فليركع ركعتين، ثم يقول: اللهم إني أستخيرك بعلمك، وأستقدرك بقدرتك، وأسألك من فضلك العظيم، فإنك تقدر ولا أقدر، وتعلم ولا أعلم، وأنت علام الغيوب، اللهم إن كنت تعلم أن هذا الأمر خير لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري - أو قال: في عاجل أمري وآجله - فاقدره لي، وإن كنت تعلم أن هذا الأمر شر لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري - أو قال: في عاجل أمري وآجله - فاصرفه عني واصرفني عنه، واقدر لي الخير حيث كان، ثم رضني به، ويسمي حاجته).
    [ر:1109]
    49 - باب: الدعاء عند الوضوء.
    6020 - حدثنا محمد بن العلاء: حدثنا أبو أسامة، عن بريد بن عبد الله، عن أبي بردة، عن أبي موسى قال:
    دعا النبي ﷺ بماء فتوضأ به، ثم رفع يديه فقال: (اللهم اغفر لعبيد أبي عامر). ورأيت بياض إبطيه، فقال: (اللهم اجعله يوم القيامة فوق كثير من خلقك من الناس).
    [ر:2728]
    50 - باب: الدعاء إذا علا عقَبَةً.
    6021 - حدثنا سليمان بن حرب: حدثنا حمَّاد بن زيد، عن أيوب، عن أبي عثمان، عن أبي موسى رضي الله عنه قال:
    كنا مع النبي ﷺ في سفر، فكنا إذا علونا كبَّرنا، فقال النبي ﷺ: (أيها الناس اربعوا على أنفسكم، فإنكم لا تدعون أصم ولا غائباً، ولكن تدعون سميعاً بصيراً). ثم أتى علي وأنا أقول في نفسي: لا حول ولا قوة إلا بالله، فقال: (يا عبد الله بن قيس، قل: لا حول ولا قوة إلا بالله، فإنها كنز من كنوز الجنة). أو قال: (ألا أدلك على كلمة هي كنز من كنوز الجنة؟ لا حول ولا قوة إلا بالله).
    [ر:2830]
    51 - باب: الدعاء إذا هبط وادياً.
    فيه حديث جابر.
    [ر:2831]
    52 - باب: الدعاء إذا أراد سفراً أو رجع.
    فيه يحيى بن أبي إسحق، عن أنس.
    [ر:2919]
    6022 - حدثنا إسماعيل قال: حدثني مالك، عن نافع، عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما:
    أن رسول الله ﷺ كان إذا قفل من غزو أو حج أو عمرة يكبِّر على كل شرف من الأرض ثلاث تكبيرات، ثم يقول: (لا إله إلا الله، وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، وهو على كل شيء قدير. آيبون تائبون عابدون، لربنا حامدون. صدق الله وعده. ونصر عبده، وهزم الأحزاب وحده).
    [ر:1703]
    53 - باب: الدعاء للمتزوج.
    6023 - حدثنا مسدَّد: حدثنا حمَّاد بن زيد، عن ثابت، عن أنس رضي الله عنه قال:
    رأى النبي ﷺ على عبد الرحمن بن عوف أثر صفرة، فقال: (مهيم، أو مه). قال: قال: تزوجت امرأة على وزن نواة من ذهب، فقال: (بارك الله لك، أولم ولو بشاة).
    [ر:1944]
    6024 - حدثنا أبو نعمان: حدثنا حمَّاد بن زيد، عن عمرو، عن جابر رضي الله عنه قال:
    هلك أبي وترك سبع أو تسع بنات، فتزوجت امرأة، فقال النبي ﷺ: (تزوجت يا جابر). قلت: نعم، قال: (بكراً أم ثيباً). قلت: ثيباً، قال: (هلا جارية تلاعبها وتلاعبك، أو تضاحكها وتضاحكك). قلت: هلك أبي فترك سبع أو تسع بنات، فكرهت أن أجيئهن بمثلهن، فتزوجت امرأة تقوم عليهن، قال: (فبارك الله عليك).
    لم يقل ابن عيينة ومحمد بن مسلم، عن عمرو: (بارك الله عليك).
    [ر:432]
    54 - باب: ما يقول إذا أتى أهله.
    6025 - حدثنا عثمان بن أبي شيبة: حدثنا جرير، عن منصور، عن سالم، عن كريب، عن ابن عباس رضي الله عنهما قال:
    قال النبي ﷺ: (لو أن أحدهم إذا أراد أن يأتي أهله قال: باسم الله، اللهم جنبنا الشيطان، وجنب الشيطان ما رزقتنا، فإنه إن يقدر بينهما ولد في ذلك لم يضره شيطان أبداً).
    [ر:141]
    55 - باب: قول النبي ﷺ: (ربنا آتنا في الدنيا حسنة).
    6026 - حدثنا مسدَّد: حدثنا عبد الوارث، عن عبد العزيز، عن أنس قال:
    كان أكثر دعاء النبي ﷺ: (اللهم ربنا آتنا في الدنيا حسنة، وفي الآخرة حسنة، وقنا عذاب النار).
    [ر:4250]
    56 - باب: التعوذ من فتنة الدنيا.
    6027 - حدثنا فروة بن أبي المغراء: حدثنا عبيدة بن حميد، عن عبد الملك بن عمير، عن مصعب بن سعد بن أبي وقاص، عن أبيه رضي الله عنه قال:
    كان النبي ﷺ يعلمنا هؤلاء الكلمات، كما تعلم الكتابة: (اللهم إني أعوذ بك من البخل، وأعوذ بك من الجبن، وأعوذ بك من أن نردَّ إلى أرذل العمر، وأعوذ بك من فتنة الدنيا، وعذاب القبر).
    [ر:2667]
    57 - باب: تكرير الدعاء.
    6028 - حدثنا إبراهيم بن منذر: حدثنا أنس بن عياض، عن هشام، عن أبيه، عن عائشة رضي الله عنها:
    أن رسول الله ﷺ طُبَّ، حتى أنه ليخيل إليه أنه قد صنع الشيء وما صنعه، وإنه دعا ربه، ثم قال: (أشعرت أن الله قد أفتاني فيما استفتيته فيه). فقالت عائشة: فما ذاك يا رسول الله؟ قال: (جاءني رجلان، فجلس أحدهما عند رأسي، والآخر عند رجلي، فقال أحدهما لصاحبه: ما وجع الرجل؟ قال: مطبوب، قال: من طبَّه؟ قال: لبيد بن الأعصم، قال: في ماذا؟ قال: في مشط ومشاطة وجف طلعة، قال: فأين هو؟ قال: في ذروان). وذروان بئر في بني زريق، قالت: فأتاها رسول الله ﷺ ثم رجع إلى عائشة، فقال: (والله لكأن ماءها نقاعة الحناء، ولكأن نخلها رؤوس الشياطين). قالت: فأتى رسول الله ﷺ فأخبرها عن البئر، فقلت: يا رسول الله فهلا أخرجته؟ قال: (أما أنا فقد شفاني الله، وكرهت أن أثير على الناس شراً).
    زاد عيسى بن يونس والليث بن سعد، عن هشام، عن أبيه، عن عائشة قالت: سحر رسول الله ﷺ، فدعا ودعا، وساق الحديث.
    [ر:3004]
    58 - باب: الدعاء على المشركين.
    وقال ابن مسعود: قال النبي ﷺ: (اللهم أعني عليهم بسبع كسبع يوسف).
    [ر:962]
    وقال: (اللهم عليك بأبي جهل).
    [ر:237]
    وقال ابن عمر: دعا النبي ﷺ في الصلاة: (اللهم العن فلاناً وفلاناً). حتى أنزل الله عز وجل: {ليس لك من الأمر شيء} /آل عمران: 128/.
    [ر:3842]
    6029 - حدثنا ابن سلام: أخبرنا وكيع، عن ابن أبي خالد قال: سمعت ابن أبي أوفى رضي الله عنهما قال:
    دعا رسول الله ﷺ على الأحزاب، فقال: (اللهم منزل الكتاب، سريع الحساب، اهزم الأحزاب، اهزمهم وزلزلهم).
    [ر:2775]
    6030 - حدثنا معاذ بن فضالة: حدثنا هشام بن أبي عبد الله، عن يحيى، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة:
    أن النبي ﷺ كان إذا قال: (سمع الله لمن حمده) في الركعة الآخرة من صلاة العشاء قنت: (اللهم أنج عياش بن أبي ربيعة، اللهم أنج الوليد بن الوليد، اللهم أنج سلمة بن هشام، اللهم أنج المستضعفين من المؤمنين، اللهم اشدد وطأتك على مضر، اللهم اجعلها عليهم سنين كسني يوسف).
    [ر:961]
    6031 - حدثنا الحسن بن الربيع: حدثنا أبو الأحوص، عن عاصم، عن أنس رضي الله عنه:
    بعث النبي ﷺ سرية يقال لهم القُرَّاء فأصيبوا، فما رأيت النبي ﷺ وجد على شيء ما وجد عليهم، فقنت شهراً في صلاة الفجر، ويقول: (إن عُصَيَّة عصوا الله ورسوله).
    [ر:957]
    6032 - حدثنا عبد الله بن محمد: حدثنا هشام: أخبرنا معمر، عن الزُهري، عن عروة، عن عائشة رضي الله عنها قالت:
    كان اليهود يسلمون على النبي ﷺ يقولون: السام عليك، ففطنت عائشة إلى قولهم، فقالت: عليكم السام واللعنة، فقال النبي ﷺ: (مهلاً يا عائشة، إن الله يحب الرفق في الأمر كله). فقالت: يا نبي الله، أولم تسمع ما يقولون؟ قال: (أولم تسمعي أني أرد ذلك عليهم، فأقول: وعليكم).
    [ر:2777]
    6033 - حدثنا محمد بن المثنى: حدثنا الأنصاري: حدثنا هشام بن حسان: حدثنا محمد بن سيرين: حدثنا عبيدة: حدثنا علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال:
    كنا مع النبي ﷺ يوم الخندق، فقال: (ملأ الله قبورهم وبيوتهم ناراً، كما شغلونا عن الصلاة الوسطى حتى غابت الشمس). وهي صلاة العصر.
    [ر:2773]
    59 - باب: الدعاء للمشركين.
    6034 - حدثنا علي: حدثنا سفيان: حدثنا أبو الزناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة رضي الله عنه:
    قدم الطفيل بن عمرو على رسول الله ﷺ فقال: يا رسول الله، إن دوساً قد عصت وأبت فادع الله عليها، فظن الناس أنه يدعو عليهم، فقال: (اللهم اهد دوساً وأت بهم).
    [ر:2779]
    60 - باب: قول النبي ﷺ: (اللهم اغفر لي ما قدمت وما أخَّرت).
    6035/6036 - حدثنا محمد بن بشار: حدثنا عبد الملك بن الصباح: حدثنا شُعبة، عن أبي إسحق، عن ابن أبي موسى، عن أبيه،
    عن النبي ﷺ: أنه كان يدعو بهذا الدعاء: (رب اغفر لي خطيئتي وجهلي، وإسرافي في أمري كله، وما أنت أعلم به مني. اللهم اغفر لي خطاياي، وعمدي وجهلي وهزلي، وكل ذلك عندي. اللهم اغفر لي ما قدَّمت وما أخَّرت، وما أسررت وما أعلنت، أنت المقدم وأنت المؤخر، وأنت على كل شيء قدير).
    وقال عبيد الله بن معاذ: وحدثنا أبي: حدثنا شُعبة، عن أبي إسحق، عن أبي بردة بن أبي موسى، عن أبيه، عن النبي ﷺ.
    (6036) - حدثنا محمد بن المثنى: حدثنا عبيد الله بن عبد المجيد: حدثنا إسرائيل: حدثنا أبو أسحق، عن أبي بكر بن أبي موسى، وأبي بردة - أحسبه - عن أبي موسى الأشعري،
    عن النبي ﷺ: أنه كان يدعو: (اللهم اغفر لي خطيئتي وجهلي، وإسرافي في أمري، وما أنت أعلم به مني. اللهم اغفر لي هزلي وجدي وخطاياي وعمدي، وكل ذلك عندي).
    61 - باب: الدعاء في الساعة التي في يوم الجمعة.
    6037 - حدثنا مسدَّد: حدثنا إسماعيل بن إبراهيم: أخبرنا أيوب، عن محمد، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال:
    قال أبو القاسم ﷺ: (في يوم الجمعة ساعة، لا يوافقها مسلم، وهو قائم يصلي يسأل الله خيراً إلا أعطاه). وقال بيده، قلنا: يقللها، يزهدها.
    [ر:893]
    62 - باب: قول النبي ﷺ: (يستجاب لنا في اليهود، ولا يستجاب لهم فينا).
    6038 - حدثنا قتيبة بن سعيد: حدثنا عبد الوهاب: حدثنا أيوب، عن ابن أبي مليكة، عن عائشة رضي الله عنها:
    أن اليهود أتوا النبي ﷺ فقالوا: السام عليك، قال: (وعليكم). فقالت عائشة: السام عليكم، ولعنكم الله وغضب عليكم، فقال رسول الله ﷺ: (مهلاً يا عائشة، عليك بالرفق، وإياك والعنف، أو الفحش). قالت: أولم تسمع ما قالوا؟ قال: (أو لم تسمعي ما قلت، رددت عليهم، فيستجاب لي فيهم، ولا يستجاب لهم في).
    [ر:2777]
    63 - باب: التأمين.
    6039 - حدثنا علي بن عبد الله: حدثنا سفيان قال: الزُهري حدثناه، عن سعيد بن المسيَّب، عن أبي هريرة،
    عن النبي ﷺ قال: (إذا أمن القارئ فأمنوا، فإن الملائكة تؤمن، فمن وافق تأمينه تأمين الملائكة غفر له ما تقدم من ذنبه).
    [ر:747]
    64 - باب: فضل التهليل.
    6040 - حدثنا عبد الله بن مسلمة، عن مالك، عن سمي، عن أبي صالح، عن أبي هريرة رضي الله عنه:
    أن رسول الله ﷺ قال: (من قال: لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، وهو على كل شيء قدير. في يوم مائة مرة، كانت له عدل عشر رقاب، وكتبت له مائة حسنة، ومحيت عنه مائة سيئة، وكانت له حرزاً من الشيطان يومه ذلك حتى يمسي، ولم يأت أحد بأفضل مما جاء به إلا رجل عمل أكثر منه).
    [ر:3119، 6041]
    6041 - حدثنا عبد الله بن محمد: حدثنا عبد الملك بن عمرو: حدثنا عمر بن أبي زائدة، عن أبي إسحق، عن عمرو بن ميمون قال: (من قال عشراً كان كمن أعتق رقبة من ولد إسماعيل).
    قال عمر بن أبي زائدة: وحدثنا عبد الله بن أبي السفر، عن الشعبي، عن ربيع بن خثيم: مثله. فقلت للربيع: ممن سمعته؟ فقال: من عمرو بن ميمون، فأتيت عمرو بن ميمون، فقلت: ممن سمعته؟ فقال: من ابن أبي ليلى، فأتيت ابن أبي ليلى فقلت: ممن سمعته؟ فقال: من أبي أيوب الأنصاري، يحدثه عن النبي ﷺ.
    وقال إبراهيم بن يوسف، عن أبيه، عن أبي إسحق: حدثني عمرو بن ميمون، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، عن أبي أيوب قوله، عن النبي ﷺ.
    وقال موسى: حدثنا وهيب، عن داود، عن عامر، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، عن أبي أيوب، عن النبي ﷺ. وقال إسماعيل، عن الشعبي، عن الربيع قوله.
    وقال آدم: حدثنا شُعبة: حدثنا عبد الملك بن ميسرة: سمعت هلال بن يساف، عن الربيع بن خثيم، وعمرو بن ميمون، عن ابن مسعود قوله.
    وقال الأعمش وحصين عن هلال، عن الربيع، عن عبد الله قوله.
    ورواه أبو محمد الحضرمي، عن أبي أيوب،
    عن النبي ﷺ: (كان كمن أعتق رقبة من ولد إسماعيل).
    قال أبو عبد الله: والصحيح قول عمرو.
    [ر:6040]
    65 - باب: فضل التسبيح.
    6042 - حدثنا عبد الله بن مسلمة: عن مالك، عن سمي، عن أبي صالح، عن أبي هريرة رضي الله عنه:
    أن رسول الله ﷺ قال: (من قال: سبحان الله وبحمده، في يوم مائة مرة، حطت خطاياه وإن كانت مثل زبد البحر).
    6043 - حدثنا زهير بن حرب: حدثنا ابن فضيل، عن عمارة، عن أبي زرعة، عن أبي هريرة،
    عن النبي ﷺ قال: (كلمتان خفيفتان على اللسان، ثقيلتان في الميزان، حبيبتان إلى الرحمن: سبحان الله العظيم، سبحان الله وبحمده).
    [6304، 7124]
    66 - باب: فضل ذكر الله عز وجل.
    6044 - حدثنا محمد بن العلاء: حدثنا أبو أسامة، عن بريد بن عبد الله، عن أبي بردة، عن أبي موسى رضي الله عنه قال:
    قال النبي ﷺ: (مثل الذي يذكر ربه والذي لا يذكر ربه مثل الحي والميت).
    6045 - حدثنا قتيبة بن سعيد: حدثنا جرير، عن الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي هريرة قال:
    قال رسول الله ﷺ: (إن لله ملائكة يطوفون في الطرق يلتمسون أهل الذكر، فإذا وجدوا قوما يذكرون الله تنادوا: هلمُّوا إلى حاجتكم. قال: فيحفونهم بأجنحتهم إلى السماء الدنيا، قال: فيسألهم ربهم، وهو أعلم منهم، ما يقول عبادي؟ قال: تقول: يسبحونك ويكبرونك ويحمدونك ويمجدونك، قال: فيقول: هل رأوني؟ قال: فيقولون: لا والله ما رأوك، قال: فيقول: وكيف لو رأوني؟ قال: يقولون: لو رأوك كانوا أشد لك عبادة، وأشد لك تمجيداً وأكثر لك تسبيحاً، قال: يقول: فما يسألونني؟ قال: يسألونك الجنة، قال: يقول: وهل رأوها؟ قال: يقولون: لا والله يا رب ما رأوها، قال: يقول: فكيف لو أنهم رأوها؟ قال: يقولون: لو أنهم رأوها كانوا أشد عليها حرصاً، وأشد لها طلباً، وأعظم فيها رغبة، قال: فمم يتعوذون؟ قال: يقولون: من النار، قال: يقول: وهل رأوها؟ قال: يقولون: لا والله يا رب ما رأوها، قال: يقول: فكيف لو رأوها؟ قال: يقولون: لو رأوها كانوا أشد منها فراراً، وأشد لها مخافة، قال: فيقول: فأشهدكم أني قد غفرت لهم. قال: يقول ملك من الملائكة: فيهم فلان ليس منهم، إنما جاء لحاجة. قال: هم الجلساء لا يشقى بهم جليسهم).
    رواه شُعبة، عن الأعمش، ولم يرفعه.
    ورواه سهيل، عن أبيه، عن أبي هريرة، عن النبي ﷺ.
    67 - باب: قول لا حول ولا قوة إلا بالله.
    6046 - حدثنا محمد بن مقاتل أبو الحسن: أخبرنا عبد الله: أخبرنا سليمان التيمي، عن أبي عثمان، عن أبي موسى الأشعري قال:
    أخذ النبي ﷺ في عقبة، أو قال: في ثنية، قال: فلما علا عليها رجل نادى فرفع صوته: لا إله إلا الله والله أكبر، قال: ورسول الله ﷺ على بغلته، قال: (فإنكم لا تدعون أصمَّ ولا غائباً). ثم قال: (يا أبا موسى، أو: يا عبد الله، ألا أدلك على كلمة من كنز الجنة). قلت: بلى، قال: (لا حول ولا قوة إلا بالله).
    [ر:2830]
    68 - باب: لله مائة اسم غير واحد.
    6047 - حدثنا علي بن عبد الله: حدثنا سفيان قال: حفظناه من أبي الزناد، عن الأعرج،
    عن أبي هريرة رواية، قال: (لله تسعة وتسعون اسماً، مائة إلا واحداً، لا يحفظها أحد إلا دخل الجنة، وهو وتر يحب الوتر).
    [ر:2585]
    69 - باب: الموعظة ساعة بعد ساعة.
    6048 - حدثنا عمر بن حفص: حدثنا أبي: حدثنا الأعمش قال: حدثني شقيق قال:
    كنا ننتظر عبد الله إذ جاء يزيد بن معاوية، فقلنا: ألا تجلس؟ قال: لا، ولكن أدخل فأخرج إليكم صاحبكم وإلا جئت أنا فجلست، فخرج عبد الله وهو آخذ بيده، فقام علينا فقال: أما إني أخبر بمكانكم، ولكنه يمنعني من الخروج إليكم: أن رسول الله ﷺ كان يتخولنا بالموعظة في الأيام، كراهية السآمة علينا.
    [ر:68]
    ==================
    =================
    =================
    صحيح البخاري/كتاب الرقاق
    84 - كتاب الرقاق.
    1 - باب: ما جاء في الصحة والفراغ، وأن لا عيش إلا عيش الآخرة. 6049 - حدثنا المكي بن إبراهيم: أخبرنا عبد الله بن سعيد، وهو ابن أبي هند، عن أبيه، عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: قال النبي ﷺ: (نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس: الصحة والفراغ).
    قال عباس العنبري: حدثنا صفوان بن عيسى، عن عبد الله بن سعيد بن أبي هند، عن أبيه: سمعت ابن عباس، عن النبي ﷺ: مثله. 6050 - حدثنا محمد بن بشار: حدثنا غندر: حدثنا شُعبة، عن معاوية بن قرة، عن أنس، عن النبي ﷺ قال: (اللهم لا عيش إلا عيش الآخرة. فأصلح الأنصار والمهاجرة).
    [ر:2679] 6051 - حدثني أحمد بن المقدام: حدثنا الفضيل بن سليمان: حدثنا أبو حازم: حدثنا سهل بن سعد الساعدي: كنا مع رسول الله ﷺ في الخندق، وهو يحفر ونحن ننقل التراب، وبصر بنا، فقال: (اللهم لا عيش إلا عيش الآخرة. فاغفر للأنصار والمهاجرة). تابعه سهل بن سعد، عن النبي ﷺ مثله.
    [ر:3586] 2 - باب: مثل الدنيا في الآخرة. وقوله تعالى: {أنَّما الحياة الدنيا لعب ولهو وزينة وتفاخر بينكم وتكاثر في الأموال والأولاد كمثل غيث أعجب الكفار نباته ثم يهيج فتراه مصفراً ثم يكون حطاماً وفي الآخرة عذاب شديد ومغفرة من الله ورضوان وما الحياة الدنيا إلا متاع الغرور} /الحديد: 20/. 6052 - حدثنا عبد الله بن مسلمة: حدثنا عبد العزيز بن أبي حازم، عن أبيه، عن سهل قال: سمعت النبي ﷺ يقول: (موضع سوط في الجنة خير من الدنيا وما فيها، ولغدوة في سبيل الله أو روحة خير من الدنيا وما فيها).
    [ر:2641] 3 - باب: قول النبي ﷺ: (كن في الدنيا كأنك غريب أو عابر سبيل). 6053 - حدثنا علي بن عبد الله: حدثنا محمد بن عبد الرحمن أبو المنذر الطفاوي، عن سليمان الأعمش قال: حدثني مجاهد، عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال: أخذ رسول الله ﷺ بمنكبي فقال: (كن في الدنيا كأنك غريب أو عابر سبيل). وكان ابن عمر يقول: إذا أمسيت فلا تنتظر الصباح، وإذا أصبحت فلا تنتظر المساء، وخذ من صحتك لمرضك، ومن حياتك لموتك.
    4 - باب: في الأمل وطوله. وقول الله تعالى: {فمن زحزح عن النار وأدخل الجنة فقد فاز وما الحياة الدنيا إلا متاع الغُرور} /آل عمران: 185/. وقوله: {ذرهم يأكلوا ويتمتعوا ويلههم الأمل فسوف يعلمون} /الحجر: 3/. وقال علي بن أبي طالب: ارتحلت الدنيا مدبرة، وارتحلت الآخرة مقبلة، ولكل واحدة منهما بنون، فكونوا من أبناء الآخرة، ولا تكونوا من أبناء الدنيا، فإن اليوم عمل ولا حساب، وغداً حساب ولا عمل. {بمزحزحه} /البقرة: 96/: بمباعده.
    6054 - حدثنا صدقة بن الفضل: أخبرنا يحيى بن سعيد، عن سفيان قال: حدثني أبي، عن منذر، عن ربيع بن خثيم، عن عبد الله رضي الله عنه قال: خط النبي ﷺ خطاً مربعاً، وخط خطاً في الوسط خارجاً منه، وخط خططاً صغاراً إلى هذا الذي في الوسط من جانبه الذي في الوسط، وقال: (هذا الإنسان، وهذا أجله محيط به - أو: قد أحاط به - وهذا الذي هو خارج أمله، وهذه الخطط الصغار الأعراض، فإن أخطأه هذا نهشه هذا، وإن أخطأه هذا نهشه هذا).
    6055 - حدثنا مسلم: حدثنا همَّام، عن إسحق بن عبد الله بن أبي طلحة، عن أنس قال: خط النبي ﷺ خطوطاً، فقال: (هذا الأمل وهذا أجله، فبينما هو كذلك إذ جاءه الخط الأقرب).
    5 - باب: من بلغ ستين سنة، فقد أعذر الله إليه في العمر. لقوله: {أولم نعمِّركم ما يتذكَّر فيه من تذكَّر وجاءكم النَّذير} /فاطر: 37/: يعني الشيب. 6056 - حدثني عبد السلام بن مطهر: حدثنا عمر بن علي، عن معن بن محمد الغفاري، عن سعيد بن أبي سعيد المقبري، عن أبي هريرة، عن النبي ﷺ قال: (أعذر الله إلى امرئ أخَّر أجله حتى بلَّغه ستين سنة).
    تابعه أبو حازم وابن عجلان، عن المقبري. 6057 - حدثنا علي بن عبد الله: حدثنا أبو صفوان عبد الله بن سعيد: حدثنا يونس، عن ابن شهاب قال: أخبرني سعيد بن المسيَّب: أن أبا هريرة رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله ﷺ يقول: (لا يزال قلب الكبير شاباً في اثنتين: في حب الدنيا وطول الأمل).
    قال الليث: حدثني يونس وابن وهب: عن يونس، عن ابن شهاب قال: أخبرني سعيد وأبو سلمة.
    6058 - حدثنا مسلم بن إبراهيم: حدثنا هشام: حدثنا قتادة، عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: قال رسول الله ﷺ: (يكبر ابن آدم ويكبر معه اثنتان: حبُّ المال وطول العمر). رواه شُعبة، عن قتادة.
    6 - باب: العمل الذي يبتغي به وجه الله. فيه سعد. [ر:1233] 6059 - حدثنا معاذ بن أسد: أخبرنا عبد الله: أخبرنا معمر، عن الزُهري قال: أخبرني محمود بن الربيع، وزعم محمود أنه عقل رسول الله ﷺ، وقال: وعقل مَجَّةً مجَّها من دلو كانت في دارهم، قال: سمعت عتبان بن مالك الأنصاري، ثم أحد بني سالم، قال: غدا علي رسول الله ﷺ، فقال: (لن يوافي عبد يوم القيامة، يقول: لا إله إلا الله، يبتغي بها وجه الله، إلا حرم الله عليه النار).
    [ر:414] 6060 - حدثنا قتيبة: حدثنا يعقوب بن عبد الرحمن، عن عمرو، عن سعيد المقبري، عن أبي هريرة: أن رسول الله ﷺ قال: (يقول الله تعالى: ما لعبدي المؤمن عندي جزاء، إذا قبضت صفيَّه من أهل الدنيا ثم احتسبه، إلا الجنة).
    7 - باب: ما يحذر من زهرة الدنيا والتنافس فيها.
    6061 - حدثنا إسماعيل بن عبد الله قال: حدثني إسماعيل بن إبراهيم بن عقبة، عن موسى بن عقبة: قال ابن شهاب: حدثني عروة بن الزبير: أن المسور بن مخرمة أخبره: أن عمرو بن عوف، وهو حليف لبني عامر بن لؤي، كان شهد بدراً مع رسول الله ﷺ، أخبره: أن رسول الله ﷺ بعث أبا عبيدة بن الجراح إلى البحرين يأتي بجزيتها، وكان رسول الله ﷺ هو صالح أهل البحرين وأمَّر عليهم العلاء بن الحضرمي، فقدم أبو عبيدة بمال من البحرين، فسمعت الأنصار بقدومه، فوافقت صلاة الصبح مع رسول الله ﷺ، فلما انصرف تعرضوا له، فتبسم رسول الله ﷺ حين رآهم وقال: (أظنكم سمعتم بقدوم أبي عبيدة، وأنه جاء بشيء). قالوا: أجل يا رسول الله، قال: (فأبشروا وأمِّلوا ما يسركم، فوالله ما الفقر أخشى عليكم، ولكن أخشى عليكم أن تبسط عليكم الدنيا، كما بسطت على من كان قبلكم، فتنافسوها كما تنافسوها، وتلهيكم كما ألهتهم).
    [ر:2988] 6062 - حدثنا قتيبة بن سعيد: حدثنا الليث، عن يزيد بن أبي حبيب، عن أبي الخير، عن عقبة بن عامر: أن رسول الله ﷺ خرج يوماً، فصلى على أهل أحد صلاته على الميت، ثم انصرف إلى المنبر، فقال: (إني فرطكم، وأنا شهيد عليكم، وإني والله لأنظر إلى حوضي الآن، وإني قد أعطيت مفاتيح خزائن الأرض، أو مفاتيح الأرض، وإني والله ما أخاف عليكم أن تشركوا بعدي، ولكني أخاف عليكم أن تنافسوا فيها).
    [ر:1279] 6063 - حدثنا إسماعيل قال: حدثني مالك، عن زيد بن أسلم، عن عطاء بن يسار، عن أبي سعيد الخدري قال: قال رسول الله ﷺ: (إن أكثر ما أخاف عليكم ما يخرج الله لكم من بركات الأرض). قيل: وما بركات الأرض؟ قال: (زهرة الدنيا). فقال له رجل: هل يأتي الخير بالشر؟ فصمت النبي ﷺ حتى ظننت أنه ينزل عليه، ثم جعل يمسح عن جبينه، فقال: (أين السائل). قال: أنا. قال أبو سعيد: لقد حمدناه حين طلع لذلك. قال: (لا يأتي الخير إلا بالخير، إن هذا المال خضرة حلوة، وإن كل ما أنبت الربيع يقتل حبطاً أو يُلِمُّ، إلا آكلة الخضر، أكلت حتى إذا امتدَّت خاصرتاها، استقبلت الشمس، فاجْتَرَّت وثلطت وبالت، ثم عادت فأكلت. وإن هذا المال حلوة، من أخذه بحَقِّه ووضعه في حقه فنعم المعونة هو، ومن أخذه بغير حقه كان كالذي يأكل ولا يشبع).
    [ر:879]
    6064 - حدثني محمد بن بشار: حدثنا غندر محمد بن جعفر: حدثنا شُعبة قال: سمعت أبا حمزة قال: حدثني زهدم بن مضَّرب قال: سمعت عمران بن حصين رضي الله عنهما، عن النبي ﷺ قال: (خيركم قرني، ثم الذين يلونهم، ثم الذين يلونهم - قال عمران: فما أدري: قال النبي ﷺ بعد قوله مرتين أو ثلاثاً - ثم يكون بعدهم قوم يشهدون ولا يستشهدون ويخونون ولا يؤتمنون، وينذرون ولا يفون، ويظهر فيهم السِّمَن).
    [ر:2508] 6065 - حدثنا عبدان، عن أبي حمزة، عن الأعمش، عن إبراهيم، عن عبيدة، عن عبد الله رضي الله عنه، عن النبي ﷺ قال: (خير الناس قرني، ثم الذين يلونهم، ثم الذين يلونهم، ثم يجيء من بعدهم قوم: تسبق شهادتهم أيمانهم، وأيمانهم شهادتهم).
    [ر:2509] 6066/6067 - حدثني يحيى بن موسى: حدثنا وكيع: حدثنا إسماعيل، عن قيس قال: سمعت خبَّاباً، وقد اكتوى يومئذ سبعاً في بطنه، وقال: لولا أن رسول الله ﷺ نهانا أن ندعو بالموت لدعوت بالموت، إن أصحاب محمد ﷺ مضوا، ولم تنقصهم الدنيا بشيء، وإنا أصبنا من الدنيا ما لا نجد له موضعاً إلا التراب.
    (6067) - حدثني محمد بن المثنى: حدثنا يحيى، عن إسماعيل قال: حدثني قيس قال: أتيت خباباً، وهو يبني حائطاً له، فقال: إن أصحابنا الذين مضوا لم تنقصهم الدنيا شيئاً، وإنا أصبنا من بعدهم شيئاً، لا نجد له موضعاً إلا التراب.
    [ر:5348]
    6068 - حدثنا محمد بن كثير: عن سفيان، عن الأعمش، عن أبي وائل، عن خباب رضي الله عنه قال: هاجرنا مع رسول الله ﷺ، قصَّه. [ر:1217]
    8 - باب: قول الله تعالى: {يا أيها الناس إنَّ وعد الله حق فلا تغرَّنكم الحياة الدنيا ولا يغرَّنكم بالله الغَرور. إن الشيطان لكم عدو فاتخذوه عدواً إنما يدعو حزبه ليكونوا من أصحاب السعير} /فاطر: 5 - 6/. جمعه سعر، قال مجاهد: الغَرور: الشيطان. 6069 - حدثنا سعد بن حفص: حدثنا شيبان، عن يحيى، عن محمد بن إبراهيم القرشي قال: أخبرني معاذ بن عبد الرحمن: أن ابن أبان أخبره قال: أتيت عثمان بن عفان بطهور وهو جالس على المقاعد، فتوضأ فأحسن الوضوء، ثم قال: رأيت النبي ﷺ يتوضأ وهو في هذا المجلس، فأحسن الوضوء ثم قال: (من توضأ مثل هذا الوضوء، ثم أتى المسجد، فركع ركعتين، ثم جلس، غفر له ما تقدم من ذنبه). قال: وقال النبي ﷺ: (لا تغترُّوا).
    [ر:158] 9 - باب: ذهاب الصالحين. ويقال: الذهاب المطر. 6070 - حدثني يحيى بن حمَّاد: حدثنا أبو عوانة، عن بيان، عن قيس بن أبي حازم، عن مرداس الأسلمي قال: قال النبي ﷺ: (يذهب الصالحون، الأول فالأول، ويبقى حفالة كحفالة الشعير، أو التمر، لا يباليهم الله بالة).
    قال أبو عبد الله: يقال حفالة وحثالة. [ر:3925] 10 - باب: ما يتقى من فتنة المال. وقول الله تعالى: {إنما أموالكم وأولادكم فتنة} /التغابن: 15/. 6071 - حدثني يحيى بن يوسف: أخبرنا أبو بكر، عن أبي حصين، عن أبي صالح، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله ﷺ: (تعس عبد الدينار، والدرهم، والقطيفة، والخميصة، إن أعطي رضي، وإن لم يعط لم يرض).
    [ر:2730] 6072/6073 - حدثنا أبو عاصم، عن ابن جريج، عن عطاء قال: سمعت ابن عباس رضي الله عنهما يقول: سمعت النبي ﷺ يقول: (لو كان لابن آدم واديان من مال لابتغى ثالثاً، ولا يملأ جوف ابن آدم إلا التراب، ويتوب الله على من تاب). (6073) - حدثني محمد: أخبرنا مخلد: أخبرنا ابن جريج قال: سمعت عطاء يقول: سمعت ابن عباس يقول: سمعت رسول الله ﷺ يقول: (لو أن لابن آدم مثل واد مالاً لأحب أن له إليه مثله، ولا يملأ عين ابن آدم إلا التراب، ويتوب الله على من تاب).
    قال ابن عباس: فلا أدري من القرآن هو أم لا. قال: وسمعت ابن الزبير يقول ذلك على المنبر.
    6074 - حدثنا أبو نعيم: حدثنا عبد الرحمن بن سليمان بن الغسيل، عن عباس بن سهل بن سعد قال: سمعت ابن الزبير على المنبر بمكة في خطبته يقول: يا أيها الناس، إن النبي ﷺ كان يقول: (لو أن ابن آدم أعطي وادياً ملأى من ذهب أحب إليه ثانياً، ولو أعطي ثانياً أحب إليه ثالثاً، ولا يسد جوف ابن آدم إلا التراب، ويتوب الله على من تاب).
    6075 - حدثنا عبد العزيز بن عبد الله: حدثنا إبراهيم بن سعد، عن صالح، عن ابن شهاب قال: أخبرني أنس بن مالك: أن رسول الله ﷺ قال: (لو أن لابن آدم وادياً من ذهب أحب أن يكون له واديان، ولن يملأ فاه إلا التراب، ويتوب الله على من تاب).
    وقال لنا أبو الوليد: حدثنا حمَّاد بن سلمة، عن ثابت، عن أنس، عن أبي قال: كنا نرى هذا من القرآن، حتى نزلت: {ألهاكم التكاثر}. 11 - باب: قول النبي ﷺ: (هذا المال خضرة حلوة). وقال الله تعالى: {زُيِّنَ للناس حُبُّ الشهوات من النساء والبنين والقناطير المقنطرة من الذَّهب والفضَّة والخيل المسوَّمة والأنعام والحرث ذلك متاع الحياة الدنيا} /آل عمران: 14/. قال عمر: اللهم إنا لا نستطيع إلا أن نفرح بما زينته لنا، اللهم إني أسألك أن أنفقه في حقه. 6076 - حدثنا علي بن عبد الله: حدثنا سفيان قال: سمعت الزُهري يقول: أخبرني عروة وسعيد بن المسيَّب، عن حكيم بن حزام قال: سألت النبي ﷺ فأعطاني، ثم سألته فأعطاني، ثم سألته فأعطاني، ثم قال: (هذا المال). وربما قال سفيان: قال لي: (يا حكيم، إن هذا المال خضرة حلوة، فمن أخذه بطيب نفس بورك له فيه، ومن أخذه بإشراف نفس لم يبارك له فيه، وكان كالذي يأكل ولا يشبع، واليد العليا خير من اليد السفلى).
    [ر:1361] 12 - باب: ما قدم من ماله فهو له. 6077 - حدثني عمرو بن حفص: حدثني أبي: حدثنا الأعمش قال: حدثني إبراهيم التيمي، عن الحارث بن سويد: قال عبد الله: قال النبي ﷺ: (أيكم مال وارثه أحب إليه من ماله). قالوا: يا رسول الله، ما منا أحد إلا ماله أحب إليه، قال: (فإن ماله ما قدم، ومال وارثه ما أخر).
    13 - باب: المكثرون هم المقلون. وقوله تعالى: {من كان يريد الحياة الدنيا وزينتها نوَفِّ إليهم أعمالهم فيها وهم فيها لا يبخسون. أولئك الذين ليس لهم في الآخرة إلا النار وحبط ما صنعوا فيها وباطل ما كانوا يعملون} /هود: 15 - 16/. 6078 - حدثنا قتيبة بن سعيد: حدثنا جرير، عن عبد العزيز بن رُفيع، عن زيد بن وهب، عن أبي ذر رضي الله عنه قال: خرجت ليلة من الليالي، فإذا رسول الله ﷺ يمشي وحده، وليس معه إنسان، قال: فظننت أنه يكره أن يمشي معه أحد، قال: فجعلت أمشي في ظل القمر، فالتفت فرآني، فقال: (من هذا). قلت: أبو ذر، جعلني الله فداءك، قال: (يا أبا ذر تعال). قال: فمشيت معه ساعة، فقال: (إن المكثرين هم المقلون يوم القيامة، إلا من أعطاه الله خيراً، فنفح فيه يمينه وشماله وبين يديه ووراءه، وعمل فيه خيراً). قال: فمشيت معه ساعة، فقال لي: (اجلس ها هنا). قال: فأجلسني في قاع حوله حجارة، فقال لي: (اجلس ها هنا حتى أرجع إليك). قال: فانطلق في الحرة حتى لا أراه، فلبث عني فأطال اللبث، ثم إني سمعته وهو مقبل وهو يقول: (وإن سرق، وإن زنى). قال: فلما جاء لم أصبر حتى قلت: يا نبي الله جعلني الله فداءك، من تكلم في جانب الحرة، ما سمعت أحداً يرجع إليك شيئا؟ قال: (ذلك جبريل عليه السلام، عرض لي في جانب الحرة، قال: بشر أمتك أنه من مات لا يشرك بالله شيئاً دخل الجنة، قلت: يا جبريل، وإن سرق، وإن زنى؟ قال: نعم). قال: قلت: وإن سرق، وإن زنى؟ قال: (نعم، وإن شرب الخمر).
    قال النضر: أخبرنا شُعبة، وحدثنا حبيب بن أبي ثابت، والأعمش، وعبد العزيز بن رفيع: حدثنا زيد بن وهب: بهذا. قال أبو عبد الله: حديث أبي صالح، عن أبي الدرداء، مرسل لا يصح، إنما أردنا للمعرفة، والصحيح حديث أبي ذر. قيل لأبي عبد الله: حديث عطاء بن يسار، عن أبي الدرداء؟ قال: مرسل أيضا لا يصح، والصحيح حديث أبي ذر، وقال: اضربوا على حديث أبي الدرداء هذا: إذا مات قال: لا إله إلا الله، عند الموت. [ر:2258] 14 - باب: قول النبي ﷺ: (ما يسرني أن عندي مثل أحد هذا ذهباً). 6079 - حدثنا الحسن بن الربيع: حدثنا أبو الأحوص، عن الأعمش، عن زيد بن وهب قال: قال أبو ذر: كنت أمشي مع النبي ﷺ في حرة المدينة، فاستقبلنا أحد، فقال: (يا أبا ذر). قلت: لبيك يا رسول الله، قال: (ما يسرني أن عندي مثل أحد هذا ذهباً، تمضي علي ثالثة وعندي منه دينار، إلا شيئاً أرصده لدين، إلا أن أقول به في عباد الله هكذا وهكذا وهكذا). عن يمينه، وعن شماله، ومن خلفه، ثم مشى ثم قال: (إن الأكثرين هم الأقلون يوم القيامة، إلا من قال هكذا وهكذا وهكذا - عن يمينه وعن شماله ومن خلفه - وقليل ما هم). ثم قال لي: (مكانك لا تبرح حتى آتيك). ثم انطلق في سواد الليل حتى توارى، فسمعت صوتاً قد ارتفع، فتخوفت أن يكون أحد عرض للنبي ﷺ، فأردت أن آتيه فذكرت قوله لي: (لا تبرح حتى آتيك). فلم أبرح حتى أتاني، قلت: يا رسول الله لقد سمعت صوتاً تخوفت، فذكرت له، فقال: (وهل سمعته). قلت: نعم. قال: (ذاك جبريل أتاني، فقال: من مات من أمتك لا يشرك بالله شيئاً دخل الجنة، قلت: وإن زنى وإن سرق؟ قال: وإن زنى، وإن سرق).
    [ر:2258] 6080 - حدثنا أحمد بن شبيب: حدثنا أبي، عن يونس. وقال الليث: حدثني يونس، عن ابن شهاب، عن عبيد الله بن عبد الله بن عتبة: قال أبو هريرة رضي الله عنه: قال رسول الله ﷺ: (لو كان لي مثل أحد ذهباً، لسرني أن لا تمر علي ثلاث ليال وعندي منه شيء، إلا شيئاً أرصده لدين).
    [ر:2259] 15 - باب: الغنى غنى النفس. وقال الله تعالى: {أيحسبون أن ما نُمِدُّهم به من مال وبنين - إلى قوله تعالى - هم لها عاملون} /المؤمنون: 55 - 63 /. قال ابن عيينة: لم يعملوها، لا بد من أن يعملوها. 6081 - حدثنا أحمد بن يونس: حدثنا أبو بكر: حدثنا أبو حصين، عن أبي صالح، عن أبي هريرة، عن النبي ﷺ قال: (ليس الغنى عن كثرة العرض، ولكنَّ الغنى غنى النفس).
    16 - باب: فضل الفقر. 6082 - حدثنا إسماعيل قال: حدثني عبد العزيز بن أبي حازم، عن أبيه، عن سهل بن سعد الساعدي أنه قال: مر رجل على رسول الله ﷺ، فقال لرجل عنده جالس: (ما رأيك في هذا). فقال: (رجل من أشراف الناس، هذا والله حريُّ إن خطب أن يُنكح، وإن شفع أن يُشَفَّع، قال: فسكت رسول الله ﷺ ثم مر رجل، فقال له رسول الله ﷺ: (ما رأيك في هذا). فقال: يا رسول الله، هذا رجل من فقراء المسلمين، هذا حريُّ إن خطب أن لا يُنكح، وإن شفع أن لا يُشَفَّع، وإن قال أن لا يُسمع لقوله، فقال رسول الله ﷺ: (هذا خير من ملء الأرض مثل هذا).
    [ر:4803] 6083 - حدثنا الحميدي: حدثنا سفيان: حدثنا الأعمش قال: سمعت أبا وائل قال: عدنا خباباً فقال: هاجرنا مع النبي ﷺ نريد وجه الله، فوقع أجرنا على الله، فمنا من مضى لم يأخذ من أجره شيئاً، منهم مصعب بن عمير، قتل يوم أحد وترك نمرة، فإذا غطينا رأسه بدت رجلاه، وإذا غطينا رجليه بدا رأسه، فأمرنا النبي ﷺ أن نغطي رأسه ونجعل على رجليه من الإذخر، ومنا من أينعت له ثمرته فهو يهدبها.
    [ر:1217] 6084 - حدثنا أبو الوليد: حدثنا سلم بن زرير: حدثنا أبو رجاء، عن عمران بن حصين رضي الله عنهما، عن النبي ﷺ قال: (اطَّلعت في الجنة فرأيت أكثر أهلها الفقراء، واطَّلعت في النار فرأيت أكثر أهلها النساء).
    تابعه أيوب وعوف. وقال صخر وحمَّاد بن نجيح، عن أبي رجاء، عن ابن عباس. [ر:3069] 6085 - حدثنا أبو معمر: حدثنا عبد الوارث: حدثنا سعيد بن أبي عروبة، عن قتادة، عن أنس رضي الله عنه قال: لم يأكل النبي ﷺ على خوان حتى مات، وما أكل خبزاً مرققاً حتى مات.
    6086 - حدثنا عبد الله بن أبي شيبة: حدثنا أبو أسامة: حدثنا هشام، عن أبيه، عن عائشة رضي الله عنها قالت: لقد توفي النبي ﷺ وما في رفِّي من شيء يأكله ذو كبد، إلا شطر شعير في رفٍّ لي، فأكلت منه، حتى طال علي، فكلته ففني.
    [ر:2930] 17 - باب: كيف كان عيش النبي ﷺ وأصحابه، وتخليهم من الدنيا.
    6087 - حدثني أبو نعيم بنحو من نصف هذا الحديث: حدثنا عمر بن ذر: حدثنا مجاهد: أن أبا هريرة كان يقول: آلله الذي لا إله إلا هو، إن كنت لأعتمد بكبدي على الأرض من الجوع، وإن كنت لأشد الحجر على بطني من الجوع، ولقد قعدت يوماً على طريقهم الذي يخرجون منه، فمر أبو بكر، فسألته عن آية من كتاب الله، ما سألته إلا ليشبعني، فمر ولم يفعل، ثم مر بي عمر، فسألته عن آية من كتاب الله، ما سألته إلا ليشبعني، فمر ولم يفعل، ثم مر بي أبو القاسم ﷺ، فتبسم حين رآني، وعرف ما في نفسي وما في وجهي، ثم قال: (يا أبا هر). قلت: لبيك يا رسول الله، قال: (الحق). ومضى فاتَّبعته، فدخل، فأستأذن، فأذن لي، فدخل، فوجد لبناً في قدح، فقال: (من أين هذا اللبن). قالوا: أهداه لك فلان أو فلانة، قال: (أبا هر). قلت: لبيك يا رسول الله، قال: (الحق إلى أهل الصفة فادعهم لي). قال: وأهل الصفة أضياف الإسلام، لا يأوون على أهل ولا مال ولا على أحد، إذا أتته صدقة بعث بها إليهم ولم يتناول منها شيئاً، وإذا أتته هدية أرسل إليهم وأصاب منها وأشركهم فيها، فساءني ذلك، فقلت: وما هذا اللبن في أهل الصفة، كنت أحق أنا أن أصيب من هذا اللبن شربة أتقوى بها، فإذا جاء أمرني، فكنت أنا أعطيهم، وما عسى أن يبلغني من هذا اللبن، ولم يكن من طاعة الله وطاعة رسوله ﷺ بد، فأتيتهم فدعوتهم فأقبلوا، فاستأذنوا فأذن لهم، وأخذوا مجالسهم من البيت، قال: (يا أبا هر). قلت: لبيك يا رسول الله، قال: (خذ فأعطهم). قال: فأخذت القدح، فجعلت أعطيه الرجل فيشرب حتى يروى، ثم يرد علي القدح، فأعطيه الرجل فيشرب حتى يروى، ثم يرد علي القدح فيشرب حتى يروى، ثم يرد علي القدح، حتى انتهيت إلى النبي ﷺ وقد روي القوم كلهم، فأخذ القدح فوضعه على يده، فنظر إليَّ فتبسم، فقال: ( أبا هر). قلت: لبيك يا رسول الله، قال: (بقيت أنا وأنت). قلت: صدقت يا رسول الله، قال: (اقعد فاشرب). فقعدت فشربت، فقال: (اشرب). فشربت، فما زال يقول: (اشرب). حتى قلت: لا والذي بعثك بالحق، ما أجد له مسلكاً، قال: (فأرني). فأعطيته القدح، فحمد الله وسمى وشرب الفضلة.
    [ر:5892]
    6088 - حدثنا مسدَّد: حدثنا يحيى، عن إسماعيل: حدثنا قيس قال: سمعت سعداً يقول: إني لأول العرب رمى بسهم في سبيل الله، ورأيتنا نغزو وما لنا طعام إلا ورق الحبلة، وهذا السَّمُرُ، وإن أحدنا ليضع كما تضع الشاة، ما له خلط، ثم أصبحت بنو أسد تعزِّرني على الإسلام، خبت إذاً وضل سعيي.
    [ر:3522]
    6089 - حدثنا عثمان: حدثنا جرير، عن منصور، عن إبراهيم، عن الأسود، عن عائشة قالت: ما شبع آل محمد ﷺ منذ قدم المدينة، من طعام بر ثلاث ليال تباعاً، حتى قبض.
    [ر:5100] 6090 - حدثني إسحق بن إبراهيم بن عبد الرحمن: حدثنا إسحق، هو الأزرق، عن مسعر بن كدام، عن هلال، عن عروة، عن عائشة رضي الله عنها قالت: ما أكل آل محمد ﷺ أكلتين في يوم إلا إحداهما تمر.
    6091 - حدثني أحمد بن رجاء: حدثنا النضر، عن هشام قال: أخبرني أبي، عن عائشة قالت: كان فراش رسول الله ﷺ من أدم، وحشوه من ليف.
    6092 - حدثنا هدبة بن خالد: حدثنا همَّام بن يحيى: حدثنا قتادة قال: كنا نأتي أنس بن مالك وخبَّازه قائم، وقال: كلوا، فما أعلم النبي ﷺ رأى رغيفاً مرققا حتى لحق بالله، ولا رأى شاة سميطاً بعينه قط.
    [ر:5070] 6093/6094 - حدثنا محمد بن المثنى: حدثنا يحيى: حدثنا هشام: أخبرني أبي، عن عائشة رضي الله عنها قالت: كان يأتي علينا الشهر ما نوقد فيه ناراً، إنما هو التمر والماء، إلا أن نؤتى باللُّحَيم. (6094) - حدثنا عبد العزيز بن عبد الله الأويسي: حدثني ابن أبي حازم، عن أبيه، عن يزيد بن رومان، عن عروة، عن عائشة: أنها قالت لعروة: ابن أختي، إن كنا لننظر إلى الهلال ثلاثة أهلة في شهرين، وما أوقدت في أبيات رسول الله ﷺ نار، فقلت: ما كان يعيشكم؟ قالت: الأسودان التمر والماء، إلا أنه قد كان لرسول الله ﷺ جيران من الأنصار، كان لهم منائح، وكانوا يمنحون رسول الله ﷺ من أبياتهم فيسقيناه.
    [ر:2428]
    6095 - حدثنا عبد الله بن محمد: حدثنا محمد بن فضيل: عن أبيه، عن عمارة، عن أبي زرعة، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله ﷺ: (اللهم ارزق آل محمد قوتاً).
    18 - باب: القصد والمداومة على العمل. 6096/6097 - حدثنا عبدان: أخبرنا أبي، عن شُعبة، عن أشعث قال: سمعت أبي قال: سمعت مسروقاً قال: سألت عائشة رضي الله عنها: أي العمل كان أحب إلى النبي ﷺ؟ قالت: الدائم، قال: قلت: فأي حين كان يقوم؟ قالت: كان يقوم إذا سمع الصارخ.
    (6097) - حدثنا قتيبة، عن مالك، عن هشام بن عروة، عن أبيه، عن عائشة أنها قالت: كان أحب العمل إلى رسول الله ﷺ الذي يدوم عليه صاحبه.
    [ر:1080] 6098 - حدثنا آدم: حدثنا ابن أبي ذئب، عن سعيد المقبري، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله ﷺ: (لن ينجي أحداً منكم عمله). قالوا: ولا أنت يا رسول الله؟ قال: (ولا أنا، إلا أن يتغمدني الله برحمة، سددوا وقاربوا، واغدوا وروحوا، وشئ من الدلجة، والقصد القصد تبلغوا).
    [ر:5349]
    6099 - حدثنا عبد العزيز بن عبد الله: حدثنا سليمان، عن موسى بن عقبة، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن، عن عائشة: أن رسول الله ﷺ قال: (سددوا وقاربوا، واعلموا أنه لن يُدخل أحدكم عمله الجنة، وأن أحب الأعمال أدومها إلى الله وإن قل).
    [6102] 6100 - حدثني محمد بن عرعرة: حدثنا شُعبة، عن سعد بن إبراهيم، عن أبي سلمة، عن عائشة رضي الله عنها أنها قالت: سئل النبي ﷺ: أي الأعمال أحب إلى الله؟ قال: (أدومها وإن قل). وقال: (اكلفوا من الأعمال ما تطيقون).
    6101 - حدثني عثمان بن أبي شيبة: حدثنا جرير، عن منصور، عن إبراهيم، عن علقمة قال: سألت أم المؤمنين عائشة قلت: يا أم المؤمنين، كيف كان عمل النبي ﷺ، هل كان يخص شيئاً من الأيام؟ قالت: لا، كان عمله ديمة، وأيكم يستطيع ما كان النبي ﷺ يستطيع.
    [ر:1886] 6102 - حدثنا علي بن عبد الله: حدثنا محمد بن الزبرقان: حدثنا موسى بن عقبة، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن، عن عائشة، عن النبي ﷺ قال: (سددوا وقاربوا وأبشروا، فإنه لا يُدخل أحداً الجنةَ عملُه). قالوا: ولا أنت يا رسول الله؟ قال: (ولا أنا، إلا أن يتغمدني الله بمغفرة ورحمة).
    قال: أظنه: عن أبي النضر، عن أبي سلمة، عن عائشة. وقال عفان: حدثنا وهيب، عن موسى بن عقبة قال: سمعت أبا سلمة، عن عائشة، عن النبي ﷺ: (سددوا وأبشروا).
    [ر:6099] وقال مجاهد: {سديداً} /النساء: 9/: سداداً: صدقاً. 6103 - حدثني إبراهيم بن المنذر: حدثنا محمد بن فليح قال: حدثني أبي، عن هلال بن علي، عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: سمعته يقول: إن رسول الله ﷺ صلى لنا يوماً الصلاة، ثم رقي المنبر، فأشار بيده قبل قبلة المسجد، فقال: (قد أريت الآن منذ صليت لكم الصلاة، الجنة والنار، ممثلتين في قبل هذا الجدار، فلم أر كاليوم في الخير والشر، فلم أر كاليوم في الخير والشر).
    [ر:409] 19 - باب: الرجاء مع الخوف. وقال سفيان: ما في القرآن آية أشد علي من: {لستم على شيء حتى تقيموا التوراة والإنجيل وما أنزل إليكم من ربكم} /المائدة: 68/. 6104 - حدثنا قتيبة بن سعيد: حدثنا يعقوب بن عبد الرحمن، عن عمرو بن أبي عمرو، عن سعيد بن أبي سعيد المقبري، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله ﷺ يقول: (إن الله خلق الرحمة يوم خلقها مائة رحمة، فأمسك عنده تسعاً وتسعين رحمة، وأرسل في خلقه كلهم رحمة واحدة، فلو يعلم الكافر بكل الذي عند الله من الرحمة لم ييأس من الجنة، ولو يعلم المؤمن بكل الذي عند الله من العذاب لم يأمن من النار).
    [ر:5654] 20 - باب: الصبر عن محارم الله. وقوله عز وجل: {إنما يوفَّى الصابرون أجرهم بغير حساب} /الزمر:10/. وقال عمر: وجدنا خير عيشنا بالصبر. 6105 - حدثنا أبو اليمان: أخبرنا شعيب، عن الزُهري قال: أخبرني عطاء بن يزيد الليثي: أن أبا سعيد الخدري أخبره: أن ناساً من الأنصار سألوا رسول الله ﷺ، فلم يسأله أحد منهم إلا أعطاه حتى نفد ما عنده، فقال لهم حين نفد كل شيء أنفق بيديه: (ما يكون عندي من خير لا أدَّخره عنكم، وإنه من يستعفَّ يعفَّه الله، ومن يتصبَّر يصبِّره الله، ومن يستغن يغنه الله، ولن تعطوا عطاء خيراً وأوسع من الصبر).
    [ر:1400] 6106 - حدثنا خلاد بن يحيى: حدثنا مسعر: حدثنا زياد بن علاقة قال: سمعت المغيرة بن شعبة يقول: كان النبي ﷺ يصلي حتى ترم، أو تنتفخ، قدماه، فيقال له، فيقول: (أفلا أكون عبداً شكوراً).
    [ر:1078] 21 - باب: (ومن يتوكل على الله فهو حسبه) /الطلاق: 3/. وقال الربيع بن خثيم: من كل ما ضاق على الناس. 6107 - حدثني إسحق: حدثنا روح بن عبادة: حدثنا شعبة قال: سمعت حصين بن عبد الرحمن قال: كنت قاعداً عند سعيد بن جبير فقال: عن ابن عباس: أن رسول الله ﷺ قال: (يدخل الجنة من أمتي سبعون ألفاً بغير حساب، هم الذين لا يسترقون، ولا يتطيرون، وعلى ربهم يتوكلون).
    [ر:3229] 22 - باب: ما يكره من قيل وقال: 6108 - حدثنا علي بن مسلم: حدثنا هشيم: أخبرنا غير واحد، منهم مغيرة وفلان ورجل ثالث أيضاً، عن الشعبي، عن ورَّاد، كاتب المغيرة بن شعبة: أن معاوية كتب إلى المغيرة: أن اكتب إلي بحديث سمعته من رسول الله ﷺ، قال: فكتب إليه المغيرة: إني سمعته يقول عند انصرافه من الصلاة: (لا إله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك وله الحمد، وهو على كل شئ قدير). ثلاث مرات، قال: وكان ينهى عن قيل وقال، وكثرة السؤال، وإضاعة المال، ومنع وهات، وعقوق الأمهات، ووأد البنات.
    وعن هشيم: أخبرنا عبد الملك بن عمير قال: سمعت ورَّاداً يحدث هذا الحديث، عن المغيرة، عن النبي ﷺ. [ر:808] 23 - باب: حفظ اللسان. وقول النبي ﷺ: (من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيراً أو ليصمت). وقوله تعالى: {ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد} /ق: 18/. 6109 - حدثنا محمد بن أبي بكر المقدمي: حدثنا عمر بن علي: سمع أبا حازم، عن سهل بن سعد، عن رسول الله ﷺ قال: (من يضمن لي ما بين لحييه وما بين رجليه أضمن له الجنة).
    [6422] 6110 - حدثني عبد العزيز بن عبد الله: حدثنا إبراهيم بن سعد، عن ابن شهاب، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله ﷺ: (من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيراً أو ليصمت، ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يؤذ جاره، ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم ضيفه).
    [ر:3153] 6111 - حدثنا أبو الوليد: حدثنا ليث: حدثنا سعيد المقبري، عن أبي شريح الخزاعي قال: سمع أذناي ووعاه قلبي: النبي ﷺ يقول: (الضيافة ثلاثة أيام، جائزته). قيل: ما جائزته؟ قال: (يوم وليلة، ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم ضيفه، ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيراً أو ليسكت).
    [ر:5673] 6112/6113 - حدثني إبراهيم بن حمزة: حدثني ابن أبي حازم، عن يزيد، عن محمد بن إبراهيم، عن عيسى بن طلحة التيمي، عن أبي هريرة: سمع رسول الله ﷺ يقول: (إن العبد ليتكلم بالكلمة، ما يتبين فيها، يزل بها في النار أبعد مما بين المشرق). (6113) - حدثني عبد الله بن منير: سمع أبا النضر: حدثنا عبد الرحمن بن عبد الله، يعني ابن دينار، عن أبيه، عن أبي صالح، عن أبي هريرة، عن النبي ﷺ قال: (إن العبد ليتكلم بالكلمة من رضوان الله، لا يلقي لها بالاً، يرفع الله بها درجات، وإن العبد ليتكلم بالكلمة من سخط الله، لا يلقي لها بالاً، يهوي بها في جهنم).
    24 - باب: البكاء من خشية الله. 6114 - حدثنا محمد بن بشار: حدثنا يحيى، عن عبيد الله قال: حدثني خبيب بن عبد الرحمن، عن حفص بن عاصم، عن أبي هريرة رضي الله عنه، عن النبي ﷺ قال: (سبعة يظلهم الله: رجل ذكر الله ففاضت عيناه).
    [ر:629] 25 - باب: الخوف من الله. 6115 - حدثنا عثمان بن أبي شيبة: حدثنا جرير، عن منصور، عن ربعي، عن حذيفة، عن النبي ﷺ قال: (كان رجل ممن كان قبلكم يسيء الظن بعمله، فقال لأهله: إذا أنا مت فخذوني فذرُّوني في البحر في يوم صائف، ففعلوا به، فجمعه الله ثم قال: ما حملك على الذي صنعت؟ قال: ما حملني إلا مخافتك، فغفر له).
    [ر:3292]
    6116 - حدثنا موسى: حدثنا معتمر: سمعت أبي: حدثنا قتادة، عن عقبة بن عبد الغافر، عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه، عن النبي ﷺ ذكر رجلاً: (فيمن كان سلف، أو قبلكم، آتاه الله مالاً وولداً - يعني أعطاه - قال: فلما حضر قال لبنيه: أي أب كنت لكم؟ قالوا: خير أب، قال: فإنه لم يبتئر عند الله خيراً - فسرها قتادة: لم يدخر - وإن يقدم على الله يعذبه، فانظروا فإذا مت فأحرقوني، حتى إذا صرت فحماً فاسحقوني، أو قال: فاسهكوني، ثم إذا كان ريح عاصف فأذروني فيها، فأخذ مواثيقهم على ذلك - وربي - ففعلوا، فقال الله: كن، فإذا رجل قائم، ثم قال: أي عبدي ما حملك على ما فعلت؟ قال: مخافتك، أو فرق منك، فما تلافاه أن رحمه الله).
    فحدثت أبا عثمان فقال: سمعت سلمان، غير أنه زاد: (فأذروني في البحر). أو كما حدث. وقال معاذ: حدثنا شعبة، عن قتادة: سمعت عقبة: سمعت أبا سعيد الخدري، عن النبي ﷺ. [ر:3291] 26 - باب: الانتهاء عن المعاصي. 6117 - حدثنا محمد بن العلاء: حدثنا أبو أسامة، عن بريد بن عبد الله بن أبي بردة، عن أبي بردة، عن أبي موسى قال: قال رسول الله ﷺ: (مثلي ومثل ما بعثني الله، كمثل رجل أتى قوماً فقال: رأيت الجيش بعيني، وإني أنا النذير العُريان، فالنجاء النجاء، فأطاعه طائفة فأدلجوا على مهلهم فنجوا، وكذبته طائفة فصبَّحهم الجيش فاجتاحهم).
    [6854] 6118 - حدثنا أبو اليمان: أخبرنا شعيب: حدثنا أبو الزناد، عن عبد الرحمن أنه حدثه: أنه سمع أبا هريرة رضي الله عنه: أنه سمع رسول الله ﷺ يقول: (إنما مثلي ومثل الناس كمثل رجل استوقد ناراً، فلما أضاءت ما حوله جعل الفراش وهذه الدواب التي تقع في النار يقعن فيها، فجعل ينزعهن ويغلبنه فيقتحمن فيها، فأنا آخذ بحجزكم عن النار، وأنتم تقحَّمون فيها).
    [ر:3244] 6119 - حدثنا أبو نعيم: حدثنا زكرياء، عن عامر قال: سمعت عبد الله بن عمرو يقول: قال النبي ﷺ: (المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده، والمهاجر من هجر ما نهى الله عنه).
    [ر:10] 27 - باب: قول النبي ﷺ: (لو تعلمون ما أعلم لضحكتم قليلاً ولبكيتم كثيراً). 6120 - حدثنا يحيى بن بكير: حدثنا الليث، عن عقيل، عن ابن شهاب، عن سعيد بن المسيَّب: أن أبا هريرة رضي الله عنه كان يقول: قال رسول الله ﷺ: (لو تعلمون ما أعلم لضحكتم قليلاً ولبكيتم كثيراً).
    [6261] 6121 - حدثنا سليمان بن حرب: حدثنا شعبة، عن موسى بن أنس، عن أنس رضي الله عنه قال: قال النبي ﷺ: (لو تعلمون ما أعلم لضحكتم قليلاً ولبكيتم كثيراً).
    [ر:4345] 28 - باب: حجبت النار بالشهوات. 6122 - حدثنا إسماعيل قال: حدثني مالك، عن أبي الزناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة: أن رسول الله ﷺ قال: (حجبت النار بالشهوات، وحجبت الجنة بالمكاره).
    29 - باب: (الجنة أقرب إلى أحدكم من شراك نعله، والنار مثل ذلك). 6123 - حدثني موسى بن مسعود: حدثنا سفيان، عن منصور والأعمش، عن أبي وائل، عن عبد الله رضي الله عنه قال: قال النبي ﷺ: (الجنة أقرب إلى أحدكم من شراك نعله، والنار مثل ذلك).
    6124 - حدثني محمد بن المثنى: حدثنا غندر: حدثنا شعبة، عن عبد الملك بن عمير، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة، عن النبي ﷺ قال: (أصدق بيت قاله الشاعر: ألا كل شيء ما خلا الله باطل).
    [ر: 3628] 30 - باب: لينظر إلى من هو أسفل منه، ولا ينظر إلى من هو فوقه. 6125 - حدثنا إسماعيل قال: حدثني مالك، عن أبي الزناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة، عن رسول الله ﷺ قال: (إذا نظر أحدكم إلى من فضل عليه في المال والخلق فلينظر إلى من هو أسفل منه).
    31 - باب: من همَّ بحسنة أو بسيئة. 6126 - حدثنا أبو معمر: حدثنا عبد الوارث: حدثنا جعد أبو عثمان: حدثنا أبو رجاء العطاردي، عن ابن عباس رضي الله عنهما، عن النبي ﷺ، فيما يروي عن ربه عز وجل. قال: قال: (إن الله كتب الحسنات والسيئات ثم بيَّن ذلك، فمن همَّ بحسنة فلم يعملها كتبها الله له عنده حسنة كاملة، فإن هو همَّ بها وعملها كتبها الله له عنده عشر حسنات إلى سبعمائة ضعف إلى أضعاف كثيرة، ومن همَّ بسيئة فلم يعملها كتبها الله له عنده حسنة كاملة، فإن هو همَّ بها فعملها كتبها الله له سيئة واحدة).
    [ر:7062] 32 - باب: ما يُتَّقى من محقَّرَات الذنوب. 6127 - حدثنا أبو الوليد: حدثنا مهدي، عن غيلان، عن أنس رضي الله عنه قال: إنكم لتعملون أعمالاً، هي أدق في أعينكم من الشعر، إن كنا لنعدها على عهد النبي ﷺ من الموبقات. قال أبو عبد الله: يعني بذلك المهلكات.
    33 - باب: الأعمال بالخواتيم، وما يخاف منها. 6128 - حدثنا علي بن عيَّاش الألهاني الحمصي: حدثنا أبو غسان قال: حدثني أبو حازم، عن سهل بن سعد الساعدي قال: نظر النبي ﷺ إلى رجل يقاتل المشركين، وكان من أعظم المسلمين غناء عنهم، فقال: (من أحب أن ينظر إلى رجل من أهل النار فلينظر إلى هذا). فتبعه رجل، فلم يزل على ذلك حتى جرح، فاستعجل الموت، فقال بذبابة سيفه فوضعه بين ثدييه، فتحامل عليه حتى خرج من بين كتفيه، فقال النبي ﷺ: (إن العبد ليعمل، فيما يرى الناس، عمل أهل الجنة وإنه لمن أهل النار، ويعمل، فيما يرى الناس، عمل أهل النار وهو من أهل الجنة، وإنما الأعمال بخواتيمها).
    [ر:2742] 34 - باب: العزلة راحة من خلاط السوء. 6129 - حدثنا أبو اليمان: أخبرنا شعيب، عن الزُهري قال: حدثني عطاء بن يزيد: أن أبا سعيد حدثه قال: قيل يا رسول الله. وقال محمد بن يوسف: حدثنا الأوزاعي: حدثنا الزُهري، عن عطاء بن يزيد الليثي، عن أبي سعيد الخدري قال: جاء أعرابي إلى النبي ﷺ فقال: يا رسول الله أي الناس خير؟ قال: (رجل جاهد بنفسه وماله، ورجل في شعب من الشعاب: يعبد ربه، ويدع الناس من شره).
    تابعه الزبيدي وسليمان بن كثير، والنعمان، عن الزُهري. وقال معمر، عن الزُهري، عن عطاء، أو عبيد الله، عن أبي سعيد، عن النبي ﷺ. وقال يونس وابن مسافر ويحيى بن سعيد، عن ابن شهاب، عن عطاء، عن بعض أصحاب النبي ﷺ، عن النبي ﷺ [ر:2634] 6130 - حدثنا أبو نعيم: حدثنا الماجشون، عن عبد الرحمن بن أبي صعصعة، عن أبيه، عن أبي سعيد الخدري أنه سمعه يقول: سمعت النبي ﷺ يقول: (يأتي على الناس زمان، خير مال الرجل المسلم الغنم، يتبع بها شعف الجبال ومواقع القطر، يفرُّ بدينه من الفتن).
    [ر:19] 35 - باب: رفع الأمانة. 6131 - حدثنا محمد بن سنان: حدثنا فليح بن سليمان: حدثنا هلال بن علي، عن عطاء بن يسار، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله ﷺ: (إذا ضيعت الأمانة فانتظر الساعة). قال: كيف إضاعتها يا رسول الله؟ قال: (إذا أسند الأمر إلى غير أهله فانتظر الساعة).
    [ر:59] 6132 - حدثنا محمد بن كثير: أخبرنا سفيان: حدثنا الأعمش، عن زيد بن وهب: حدثنا حذيفة قال: حدثنا رسول الله ﷺ حديثين، رأيت أحدهما وأنا أنتظر الآخر: (أن الأمانة نزلت في جذر قلوب الرجال، ثم علموا من القرآن، ثم علموا من السنة).
    وحدثنا عن رفعها قال: (ينام الرجل النومة، فتقبض الأمانة من قلبه، فيظل أثرها مثل أثر الوكت، ثم ينام النومة فتقبض فيبقى أثرها مثل المجل، كجمر دحرجته على رجلك فنفط، فتراه منتبراً وليس فيه شيء، فيصبح الناس يتبايعون، فلا يكاد أحدهم يؤدي الأمانة، فيقال: إن في بني فلان رجلاً أميناً، ويقال للرجل: ما أعقله وما أظرفه وما أجلده، وما في قلبه مثقال حبة خردل من إيمان). ولقد أتى علي زمان وما أبالي أيكم بايعت، لئن كان مسلماً رده علي الإسلام، وإن كان نصرانياً رده علي ساعيه، فأما اليوم: فما كنت أبايع إلا فلاناً وفلاناً. قال الفِرَبري: قال أبو جعفر: حدثت أبا عبد الله فقال: سمعت أبا أحمد بن عاصم يقول: سمعت أبا عبيد يقول: قال الأصمعي وأبو عمرو وغيرهما: جذر قلوب الرجال: الجذر الأصل من كل شيء، والوكت أثر الشيء اليسير منه، والمجل أثر العمل في الكف إذا غلظ. [6675 - 6848] 6133 - حدثنا أبو اليمان: أخبرنا شعيب، عن الزُهري قال: أخبرني سالم بن عبد الله: أن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما قال: سمعت رسول الله ﷺ يقول: (إنما الناس كالإبل المائة، لا تكاد تجد فيها راحلة).
    36 - باب: الرياء والسمعة. 6134 - حدثنا مسدد: حدثنا يحيى، عن سفيان: حدثني سلمة بن كهيل. وحدثنا أبو نعيم: حدثنا سفيان، عن سلمة قال: سمعت جندباً يقول: قال النبي ﷺ، ولم أسمع أحداً يقول: قال النبي ﷺ غيره، فدنوت منه، فسمعته يقول: قال النبي ﷺ: (من سَمَّع سَمَّع الله به، ومن يرائي يرائي الله به).
    [6733] 37 - باب: من جاهد نفسه في طاعة الله. 6135 - حدثنا هدبة بن خالد: حدثنا همام: حدثنا قتادة: حدثنا أنس بن مالك، عن معاذ بن جبل رضي الله عنه قال: بينا أنا رديف النبي ﷺ، ليس بيني وبينه إلا آخرة الرحل، فقال: (يا معاذ). قلت: لبيك يا رسول الله وسعديك، ثم سار ساعة ثم قال: (يا معاذ). قلت: لبيك رسول الله وسعديك، ثم سار ساعة، ثم قال: (يا معاذ بن جبل). قلت: لبيك رسول الله وسعديك، قال: (هل تدري ما حق الله على عباده). قلت: الله ورسوله أعلم، قال: (حق الله على عباده أن يعبدوه ولا يشركوا به شيئاً). ثم سار ساعة ثم قال: (يا معاذ بن جبل). قلت: لبيك رسول الله وسعديك، قال: (هل تدري ما حق العباد على الله إذا فعلوه). قلت: الله ورسوله أعلم، قال: (حق العباد على الله أن لا يعذبهم).
    [ر:2701] 38 - باب: التواضع. 6136 - حدثنا مالك بن إسماعيل: حدثنا زهير: حدثنا حميد، عن أنس رضي الله عنه: كان للنبي ﷺ ناقة. قال: وحدثني محمد: أخبرنا الفزاري وأبو خالد الأحمر، عن حميد الطويل، عن أنس قال: كانت ناقة لرسول الله ﷺ تسمى العضباء، وكانت لا تُسبَق، فجاء أعرابي على قعود له فسبقها، فاشتد ذلك على المسلمين، وقالوا: سُبِقَت العضباء، فقال رسول الله ﷺ: (إن حقاً على الله أن لا يَرفع شيئاً من الدنيا إلا وضعه).
    [ر:2716] 6137 - حدثني محمد بن عثمان بن كرامة: حدثنا خالد بن مخلد: حدثنا سليمان بن بلال: حدثني شريك بن عبد الله بن أبي نمر، عن عطاء، عن أبي هريرة قال: قال رسول الله ﷺ: (إن الله قال: من عادى لي ولياً فقد آذنته بالحرب، وما تقرب إلي عبدي بشيء أحب إلي مما افترضت عليه، وما يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه، فإذا أحببته: كنت سمعه الذي يسمع به، وبصره الذي يبصر به، ويده التي يبطش بها، ورجله التي يمشي بها، وإن سألني لأعطينَّه، ولئن استعاذني لأعيذنَّه، وما ترددت عن شيء أنا فاعله ترددي عن نفس المؤمن، يكره الموت وأنا أكره مساءته).
    39 - باب: قول النبي ﷺ: (بعثت أنا والساعة كهاتين). {وما أمر الساعة إلا كلمح البصر أو هو أقرب إن الله على كل شئ قدير} /النحل: 77/. 6138 - حدثنا سعيد بن أبي مريم: حدثنا أبو غسان: حدثنا أبو حازم، عن سهل قال: قال رسول الله ﷺ: (بعثت أنا والساعة كهاتين). يشير بإصبعيه فيمدهما.
    [ر:4652] 6139 - حدثني عبد الله بن محمد هو الجعفي: حدثنا وهب بن جرير: حدثنا شعبة، عن قتادة وأبي التَّيَّاح، عن أنس، عن النبي ﷺ قال: (بعثت أنا والساعة كهاتين).
    6140 - حدثني يحيى بن يوسف: أخبرنا أبو بكر، عن أبي حصين، عن أبي صالح، عن أبي هريرة، عن النبي ﷺ قال: (بعثت أنا والساعة كهاتين). يعني إصبعين.
    تابعه إسرائيل، عن أبي حصين. 40 - باب: طلوع الشمس من مغربها. 6141 - حدثنا أبو اليمان: أخبرنا شعيب: حدثنا أبو الزناد، عن عبد الرحمن، عن أبي هريرة رضي الله عنه: أن رسول الله ﷺ قال: (لا تقوم الساعة حتى تطلع الشمس من مغربها، فإذا طلعت فرآها الناس آمنوا أجمعون، فذلك حين: {لا ينفع نفساً إيمانها لم تكن آمنت من قبل أو كسبت في إيمانها خيراً}. ولتقومَنَّ الساعة وقد نشر الرجلان ثوبهما بينهما فلا يتبايعانه، ولا يطويانه، ولتقومَنَّ الساعة وقد انصرف الرجل بلبن لِقحته فلا يطعمه، ولتقومَنَّ الساعة وهو يليط حوضه فلا يسقي فيه، ولتقومَنَّ الساعة وقد رفع أكلته إلى فيه فلا يطعمها).
    [ر:4359] 41 - باب: من أحب لقاء الله أحب الله لقاءه. 6142 - حدثنا حجَّاج: حدثنا همَّام: حدثنا قتادة، عن أنس، عن عبادة بن الصامت، عن النبي ﷺ قال: (من أحب لقاء الله أحب الله لقاءه، ومن كره لقاء الله كره الله لقاءه).
    قالت عائشة أو بعض أزواجه: إنا لنكره الموت، قال: (ليس ذاك، ولكنَّ المؤمن إذا حضره الموت بُشِّر برضوان الله وكرامته، فليس شيء أحب إليه مما أمامه، فأحب لقاء الله وأحب الله لقاءه، وإن الكافر إذا حضر بُشِّر بعذاب الله وعقوبته، فليس شيء أكره إليه مما أمامه، فكره لقاء الله وكره الله لقاءه). اختصره أبو داود وعمرو عن شعبة. وقال سعيد: عن قتادة، عن زرارة، عن سعد، عن عائشة، عن النبي ﷺ. 6143 - حدثني محمد بن العلاء: حدثنا أبو أسامة، عن بريد، عن أبي بردة، عن أبي موسى، عن النبي ﷺ قال: (من أحب لقاء الله أحب الله لقاءه، ومن كره لقاء الله كره الله لقاءه).
    [ر:7065] 6144 - حدثني يحيى بن بكير: حدثنا الليث، عن عقيل، عن ابن شهاب: أخبرني سعيد بن المسيَّب، وعروة بن الزبير في رجال من أهل العلم: أن عائشة زوج النبي ﷺ قالت: كان رسول الله ﷺ يقول وهو صحيح: (إنه لم يقبض نبي قط حتى يرى مقعده من الجنة، ثم يُخيَّر). فلما نزل به ورأسه على فخذي غشي عليه ساعة، ثم أفاق فأشخص بصره إلى السقف، ثم قال: (اللهم الرفيق الأعلى). قلت: إذاً لا يختارنا، وعرفت أنه الحديث الذي كان يحدثنا به، قالت: فكانت تلك آخر كلمة تكلم بها النبي ﷺ قوله: (اللهم الرفيق الأعلى).
    [ر:4171] 42 - باب: سكرات الموت. 6145 - حدثني محمد بن عبيد بن ميمون: حدثنا عيسى بن يونس، عن عمر بن سعيد قال: أخبرني ابن أبي مليكة: أن أبا عمرو، ذكوان، مولى عائشة أخبره: أن عائشة رضي الله عنها كانت تقول: إن رسول الله ﷺ كان بين يديه ركوة، أو: علبة فيها ماء - يشك عمر - فجعل يدخل يده في الماء، فيمسح بها وجهه، ويقول: (لا إله إلا الله، إن للموت سكرات). ثم نصب يده فجعل يقول: (في الرفيق الأعلى). حتى قبض ومالت يده.
    قال أبو عبد الله: العلبة من الخشب، والركوة من الأدم. [ر:850] 6146 - حدثني صدقة: أخبرنا عبدة، عن هشام، عن أبيه، عن عائشة قالت: كان رجال من الأعراب جفاة، يأتون النبي ﷺ فيسألونه: متى الساعة، فكان ينظر إلى أصغرهم فيقول: (إن يعش هذا لا يدركه الهرم حتى تقوم عليكم ساعتكم). قال هشام: يعني موتهم.
    6147/6148 - حدثنا إسماعيل قال: حدثني مالك، عن محمد بن عمرو بن حلحلة، عن معبد بن كعب بن مالك، عن أبي قتادة بن ربعي الأنصاري أنه كان يحدث: أن رسول الله ﷺ مُرَّ عليه بجنازة، فقال: (مستريح ومستراح منه). قالوا: يا رسول الله، ما المستريح والمستراح منه؟ قال: (العبد المؤمن يستريح من نصب الدنيا وأذاها إلى رحمة الله، والعبد الفاجر يستريح منه العباد والبلاد، والشجر والدواب). (6148) - حدثنا مسدد: حدثنا يحيى، عن عبد ربه بن سعيد، عن محمد بن عمرو بن حلحلة: حدثني ابن كعب، عن أبي قتادة، عن النبي ﷺ قال: (مستريح ومستراح منه، المؤمن يستريح).
    6149 - حدثنا الحميدي: حدثنا سفيان: حدثنا عبد الله بن أبي بكر بن عمرو بن حزم: سمع أنس بن مالك يقول: قال رسول الله ﷺ: (يتبع الميت ثلاثة، فيرجع اثنان ويبقى معه واحد: يتبعه أهله وماله وعمله، فيرجع أهله وماله ويبقى عمله).
    6150 - حدثنا أبو النعمان: حدثنا حمَّاد بن زيد، عن أيوب، عن نافع، عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله ﷺ: (إذا مات أحدكم عرض عليه مقعده، غدوة وعشية، إما النار وإما الجنة، فيقال: هذا مقعدك حتى تبعث إليه).
    [ر:1313] 6151 - حدثنا علي بن الجعد: أخبرنا شعبة، عن الأعمش، عن مجاهد، عن عائشة قالت: قال النبي ﷺ: (لا تسبُّوا الأموات، فإنهم قد أفضوا إلى ما قدَّموا).
    [ر:1329] 43 - باب: نفخ الصور. قال مجاهد: الصور كهيئة البوق. {زجرة} /الصافات: 19/: صيحة. وقال ابن عباس: {الناقور} /المدثر: 8/: الصور. {الراجفة} /النازعات: 6/: النفخة الأولى، و{الرادفة} النازعات: 7/: النفخة الثانية. 6152 - حدثني عبد العزيز بن عبد الله قال: حدثني إبراهيم بن سعد، عن ابن شهاب، عن أبي سلمة بن عبد الرحمن وعبد الرحمن الأعرج أنهما حدثاه: أن أبا هريرة قال: استب رجلان: رجل من المسلمين ورجل من اليهود، فقال المسلم: والذي اصطفى محمداً على العالمين، فقال اليهودي: والذي اصطفى موسى على العالمين، قال: فغضب المسلم عند ذلك فلطم وجه اليهودي، فذهب اليهودي إلى رسول الله ﷺ، فأخبره بما كان من أمره وأمر المسلم، فقال رسول الله ﷺ: (لا تُخَيِّروني على موسى، فإن الناس يصعقون يوم القيامة، فأكون في أول من يفيق، فإذا موسى باطش بجانب العرش، فلا أدري أكان موسى فيمن صعق فأفاق قبلي، أو كان ممن استثنى الله).
    [ر:2280] 6153 - حدثنا أبو اليمان: أخبرنا شعيب: حدثنا أبو الزناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة: قال النبي ﷺ: (يصعق الناس حين يصعقون، فأكون أول من قام، فإذا موسى آخذ بالعرش، فما أدري أكان فيمن صعق).
    رواه أبو سعيد، عن النبي ﷺ. [ر:2280 - 2281] 44 - باب: يقبض الله الأرض يوم القيامة. رواه نافع، عن ابن عمر، عن النبي ﷺ. [ر:6977] 6154 - حدثنا محمد بن مقاتل: أخبرنا عبد الله: أخبرنا يونس، عن الزُهري: حدثني سعيد بن المسيَّب، عن أبي هريرة رضي الله عنه، عن النبي ﷺ قال: (يقبض الله الأرض، ويطوي السماء بيمينه، ثم يقول: أنا الملك، أين ملوك الأرض).
    [ر:4534] 6155 - حدثنا يحيى بن بكير: حدثنا الليث، عن خالد، عن سعيد بن أبي هلال، عن زيد بن أسلم، عن عطاء بن يسار، عن أبي سعيد الخدري: قال النبي ﷺ: (تكون الأرض يوم القيامة خبزة واحدة، يتَكَفَّؤُها الجبَّار بيده كما يكفأ أحدكم خبزته في السفر، نزلاً لأهل الجنة). فأتى رجل من اليهود فقال: بارك الرحمن عليك يا أبا القاسم، ألا أخبرك بنزل أهل الجنة يوم القيامة؟ قال: (بلى). قال: تكون الأرض خبزة واحدة، كما قال النبي ﷺ، فنظر النبي ﷺ إلينا ثم ضحك حتى بدت نواجذه، ثم قال: ألا أخبرك بإدامهم؟ قال: إدامهم بالام ونون، قالوا: وما هذا؟ قال: ثور ونون، يأكل من زائدة كبدهما سبعون ألفا.
    6156 - حدثنا سعيد بن أبي مريم: أخبرنا محمد بن جعفر قال: حدثني أبو حازم قال: سمعت سهل بن سعد قال: سمعت النبي ﷺ يقول: (يحشر الناس يوم القيامة على أرض بيضاء عفراء، كقرصة نقي). قال سهل أو غيره: (ليس فيها معلم لأحد).
    45 - باب: كيف الحشر. 6157 - حدثنا معلى بن أسد: حدثنا وهيب، عن ابن طاوس، عن أبيه، عن أبي هريرة رضي الله عنه، عن النبي ﷺ قال: (يحشر الناس على ثلاث طرائق: راغبين راهبين، واثنان على بعير، وثلاثة على بعير، وأربعة على بعير، وعشرة على بعير. وتحشر بقيتهم النار، تقيل معهم حيث قالوا، وتبيت معهم حيث باتوا، وتصبح معهم حيث أصبحوا، وتمسي معهم حيث أمسوا).
    6158 - حدثنا عبد الله بن محمد: حدثنا يونس بن محمد البغدادي: حدثنا شيبان، عن قتادة: حدثنا أنس بن مالك رضي الله عنه: أن رجلاً قال: يا نبي الله، كيف يحشر الكافر على وجهه؟ قال: (أليس الذي أمشاه على الرجلين في الدنيا قادراً على أن يمشيه على وجهه يوم القيامة). قال قتادة: بلى وعزة ربنا.
    [ر:4482] 6159/6161 - حدثنا علي: حدثنا سفيان: قال عمرو: سمعت سعيد بن جبير: سمعت ابن عباس: سمعت النبي ﷺ يقول: (إنكم ملاقوا الله حفاة عراة مشاة غرلاً).
    قال سفيان: هذا مما نعدُّ أن ابن عباس سمعه من النبي ﷺ. (6160) - حدثنا قتيبة بن سعيد: حدثنا سفيان، عن عمرو، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: سمعت رسول الله ﷺ يخطب على المنبر يقول: (إنكم ملاقوا الله حفاة عراة غرلاً).
    (6161) - حدثني محمد بن بشار: حدثنا غندر: حدثنا شعبة، عن المغيرة بن النعمان، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس قال: قام فينا النبي ﷺ يخطب فقال: (إنكم تحشرون حفاة عراة غرلاً: {كما بدأنا أول خلق نعيده}. الآية، وإن أول الخلائق يكسى يوم القيامة إبراهيم، وإنه سيجاء برجال من أمتي فيؤخذ بهم ذات الشمال، فأقول: يا ربَّ أصحابي، فيقول: إنك لا تدري ما أحدثوا بعدك، فأقول كما قال العبد الصالح: (وكنتُ عليهم شهيداً ما دمتُ فيهم - إلى قوله - الحكيم). قال: فيقال: إنهم لم يزالوا مرتدين على أعقابهم).
    [ر:3171] 6162 - حدثنا قيس بن حفص: حدثنا خالد بن الحارث: حدثنا حاتم بن أبي صغيرة، عن عبد الله بن أبي مليكة قال: حدثني القاسم بن محمد بن أبي بكر: أن عائشة رضي الله عنها قالت: قال رسول الله ﷺ: (تحشرون حفاة عراة غرلاً). قالت عائشة: فقلت: يا رسول الله، الرجال والنساء ينظر بعضهم إلى بعض؟ فقال: (الأمر أشد من أن يهمهم ذاك).
    6163 - حدثني محمد بن بشار: حدثنا غندر: حدثنا شعبة، عن أبي إسحق، عن عمرو بن ميمون، عن عبد الله قال: كنا مع النبي في قبَّة، فقال: (أترضون أن تكونوا ربع أهل الجنة). قلنا: نعم، قال: (أترضون أن تكونوا ثلث أهل الجنة). قلنا: نعم، قال: (أترضون أن تكونوا شطر أهل الجنة). قلنا: نعم، قال: (والذي نفس محمد بيده، إني لأرجو أن تكونوا نصف أهل الجنة، وذلك أن الجنة لا يدخلها إلا نفس مسلمة، وما أنتم في أهل الشرك إلا كالشعرة البيضاء في جلد الثور الأسود، أو كالشعرة السوداء في جلد الثور الأحمر).
    [6266]
    6164 - حدثنا إسماعيل: حدثني أخي، عن سليمان، عن ثور، عن أبي الغيث، عن أبي هريرة: أن النبي ﷺ قال: (أول من يدعى يوم القيامة آدم، فتراءى ذريته، فيقال: هذا أبوكم آدم، فيقول: لبيك وسعديك، فيقول: أخرج بعث جهنم من ذريتك، فيقول: يا رب كم أخرج، فيقول: أخرج من كل مائة تسعة وتسعين). فقالوا: يا رسول الله، إذا أخذ منا من كل مائة تسعة وتسعون، فماذا يبقى منا؟ قال: (إن أمتي في الأمم كالشعرة البيضاء في الثور الأسود).
    46 - باب: قوله عز وجل: {إن زلزلة الساعة شيء عظيم} /الحج: 1/. {أزفت الآزفة} /النجم: 57/. {اقتربت الساعة} /القمر: 1/. 6165 - حدثني يوسف بن موسى: حدثنا جرير، عن الأعمش، عن أبي صالح، عن أبي سعيد قال: قال رسول الله ﷺ: (يقول الله: يا آدم، فيقول: لبيك وسعديك والخير في يديك، قال: يقول: أخرج بعث النار، قال: وما بعث النار؟ قال: من كل ألف تسعمائة وتسعة وتسعين، فذاك حين يشيب الصغير، وتضع كل ذات حمل حملها، وترى الناس سكرى وما هم بسكرى، ولكنَّ عذاب الله شديد). فاشتد ذلك عليهم فقالوا: يا رسول الله، أينا ذلك الرجل؟ قال: (أبشروا، فإن من يأجوج ومأجوج ألفاً ومنكم رجلاً، ثم قال: والذي نفسي بيده، إني لأطمع أن تكونوا ثلث أهل الجنة). قال: فحمدنا الله وكبَّرنا، ثم قال: (والذي نفسي بيده، إني لأطمع أن تكونوا شطر أهل الجنة، إن مثلكم في الأمم كمثل الشعرة البيضاء في جلد الثور الأسود، أو كالرقمة في ذراع الحمار).
    [ر:3170] 47 - باب: قول الله تعالى: {ألا يظن أولئك أنهم مبعوثون. ليوم عظيم. يوم يقوم الناس لرب العالمين} /المطففين: 4 - 6/. وقال ابن عباس: {وتقطَّعت بهم الأسباب} /البقرة: 166/: قال: الوُصُلات في الدنيا. 6166 - حدثنا إسماعيل بن أبان: حدثنا عيسى بن يونس: حدثنا ابن عون، عن نافع، عن ابن عمر رضي الله عنهما، عن النبي ﷺ: (يوم يقوم الناس لرب العالمين). قال: يقوم أحدهم في رشحه إلى أنصاف أذنيه).
    [ر:4654] 6167 - حدثني عبد العزيز بن عبد الله قال: حدثني سليمان، عن ثور بن زيد، عن أبي الغيث، عن أبي هريرة رضي الله عنه: أن رسول الله ﷺ قال: (يعرق الناس يوم القيامة حتى يذهب عرقهم في الأرض سبعين ذراعاً، ويلجمهم حتى يبلغ آذانهم).
    48 - باب: القصاص يوم القيامة. وهي الحاقَّة، لأن فيها الثواب وحواقَّ الأمور. الحقَّة والحاقَّة واحد، والقارعة والغاشية والصَّاخَّة، والتَّغابن: غبن أهل الجنة أهلَ النار. 6168 - حدثنا عمر بن حفص: حدثنا أبي: حدثنا الأعمش: حدثني شقيق: سمعت عبد الله رضي الله عنه: قال النبي ﷺ: (أول ما يقضى بين الناس بالدماء).
    [6471] 6169 - حدثنا إسماعيل قال: حدثني مالك، عن سعيد المقبري، عن أبي هريرة: أن رسول الله ﷺ قال: (من كانت عنده مظلمة لأخيه فليتحلله منها، فإنه ليس ثَمَّ دينار ولا درهم، من قبل أن يؤخذ لأخيه من حسناته، فإن لم يكن له حسنات أخذ من سيئات أخيه فطرحت عليه).
    [ر:2317] 6170 - حدثني الصلت بن محمد: حدثنا يزيد بن زريع: {ونزعنا ما في صدورهم من غل}. قال: حدثنا سعيد، عن قتادة، عن أبي المتوكل الناجي: أن أبا سعيد الخدري رضي الله عنه قال: قال رسول الله ﷺ: (يخلص المؤمنون من النار، فيحبسون على قنطرة بين الجنة والنار، فيقتص لبعضهم من بعض مظالم كانت بينهم في الدنيا، حتى إذا هُذِّبوا ونُقُّوا أذن لهم في دخول الجنة، فوالذي نفس محمد بيده، لأحدهم أهدى بمنزله في الجنة منه بمنزله كان في الدنيا).
    [ر:2308] 49 - باب: من نوقش الحساب عُذَّب. 6171/6172 - حدثنا عبيد الله بن موسى، عن عثمان بن الأسود، عن ابن أبي مليكة، عن عائشة، عن النبي ﷺ قال: (من نوقش الحساب عُذِّب). قالت: قلت: أليس يقول الله تعالى: {فسوف يحاسب حساباً يسيراً}. قال: (ذلك العرض).
    حدثني عمرو بن علي: حدثنا يحيى، عن عثمان بن الأسود: سمعت ابن أبي مليكة قال: سمعت عائشة رضي الله عنها قالت: سمعت النبي ﷺ: مثله. وتابعه ابن جريج، ومحمد بن سليم، وأيوب، وصالح بن رستم، عن ابن أبي مليكة، عن عائشة، عن النبي ﷺ. [ر:103] (6172) - حدثني إسحق بن منصور: حدثنا روح بن عبادة: حدثنا حاتم بن أبي صغيرة: حدثنا عبد الله بن أبي مليكة: حدثني القاسم بن محمد: حدثتني عائشة: أن رسول الله ﷺ قال: (ليس أحد يُحاسَب يوم القيامة إلا هلك). فقلت: يا رسول الله، أليس قد قال الله تعالى: {فأما من أوتي كتابه بيمينه فسوف يحاسب حساباً يسيراً}. فقال رسول الله ﷺ: (إنما ذلك العرض، وليس أحد يُنَاقَشُ الحساب يوم القيامة إلا عُذِّب}.
    [ر:103] 6173 - حدثنا علي بن عبد الله: حدثنا معاذ بن هشام قال: حدثني أبي، عن قتادة، عن أنس، عن النبي ﷺ (ح). وحدثني محمد بن معمر: حدثنا روح بن عبادة: حدثنا سعيد، عن قتادة: حدثنا أنس بن مالك رضي الله عنه: أن نبي الله ﷺ كان يقول: (يجاء بالكافر يوم القيامة فيقال له: أرأيت لو كان لك ملء الأرض ذهباً، أكنت تفتدي به؟ فيقول: نعم، فيقال له: قد كنت سُئِلت ما هو أيسر من ذلك).
    [ر:3156] 6174 - حدثنا عمر بن حفص: حدثنا أبي قال: حدثني الأعمش قال: حدثني خيثمة، عن عدي بن حاتم قال: قال النبي ﷺ: (ما منكم من أحد إلا وسيكلمه الله يوم القيامة، ليس بين الله وبينه ترجمان، ثم ينظر فلا يرى شيئاً قُدَّامَهُ، ثم ينظر بين يديه فتستقبله النار، فمن استطاع منكم أن يتقي النار ولو بشق تمرة).
    قال الأعمش: حدثني عمرو، عن خيثمة، عن عدي بن حاتم قال: قال النبي ﷺ: (اتقوا النار). ثم أعرض وأشاح، ثم قال: (اتقوا النار). ثم أعرض وأشاح ثلاثاً، حتى ظننا أنه ينظر إليها، ثم قال: (اتقوا النار ولو بشق تمرة، فمن لم يجد فبكلمة طيبة). [ر:1347] 50 - باب: يدخل الجنة سبعون ألفاً بغير حساب. 6175 - حدثنا عمران بن ميسرة: حدثنا ابن فضيل: حدثنا حصين. قال أبو عبد الله: وحدثني أسيد بن زيد: حدثنا هشيم، عن حصين قال: كنت عند سعيد بن جبير فقال: حدثني ابن عباس قال: قال النبي ﷺ: (عرضت علي الأمم، فأجد النبي يمر معه الأمة، النبي يمر معه النفر، والنبي يمر معه العشرة، والنبي يمر معه الخمسة، والنبي يمر وحده، فنظرت فإذا سواد كثير، قلت: يا جبريل، هؤلاء أمتي؟ قال: لا، ولكن انظر إلى الأفق، فنظرت فإذا سواد كثير، قال: هؤلاء أمتك، وهؤلاء سبعون ألفا قُدَّامهم لا حساب عليهم ولا عذاب، قلت: ولم؟ قال: كانوا لا يكتوون، ولا يسترقون، ولا يتطيرون، وعلى ربهم يتوكلون). فقام إليه عُكَّاشة بن محصن فقال: ادع الله أن يجعلني منهم، قال: (اللهم اجعله منهم). ثم قام إليه رجل آخر قال: ادع الله أن يجعلني منهم، قال: (سبقك بها عُكَّاشة).
    [ر:3229] 6176 - حدثنا معاذ بن أسد: أخبرنا عبد الله: أخبرنا يونس، عن الزُهري قال: حدثني سعيد بن المسيَّب: أن أبا هريرة حدثه قال: سمعت رسول الله ﷺ يقول: (يدخل الجنة من أمتي زمرة هم سبعون ألفاً، تضيء وجوههم إضاءة القمر ليلة البدر). وقال أبو هريرة: فقام عكَّاشة بن محصن الأسدي يرفع نمرة عليه، فقال: يا رسول الله، ادع الله أن يجعلني منهم، فقال: (اللهم اجعله منهم). ثم قام رجل من الأنصار، فقال: يا رسول الله، ادع الله أن يجعلني منهم، فقال: (سبقك عكَّاشة).
    [ر:5474] 6177 - حدثنا سعيد بن أبي مريم: حدثنا أبو غسان قال: حدثني أبو حازم، عن سهل بن سعد قال: قال النبي ﷺ: (ليدخلنَّ الجنة من أمتي سبعون ألفاً، أو سبعمائة ألف - شك في أحدهما - متماسكين، آخذ بعضهم ببعض، حتى يدخل أولهم وآخرهم الجنة، ووجوههم على ضوء القمر ليلة البدر).
    [ر:3075] 6178 - حدثنا علي بن عبد الله: حدثنا يعقوب بن إبراهيم: حدثنا أبي، عن صالح: حدثنا نافع، عن ابن عمر رضي الله عنهما، عن النبي ﷺ قال: (يدخل أهل الجنة الجنة وأهل النار النار، ثم يقوم مؤذن بينهم: يا أهل النار لا موت، ويا أهل الجنة لا موت، خلود).
    [6182] 6179 - حدثنا أبو اليمان: أخبرنا شعيب: حدثنا أبو الزناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة قال: قال النبي ﷺ: (يقال لأهل الجنة: يا أهل الجنة خلود لا موت، ولأهل النار: يا أهل النار خلود لا موت).
    51 - باب: صفة الجنة والنار. وقال أبو سعيد: قال النبي ﷺ: (أول طعام يأكله أهل الجنة زيادة كبد حوت). [ر:6155] {عدن} /التوبة: 72/: خلد، عدنت بأرض: أقمت، ومنه المعدن. {في مقعد صدق} /القمر: 55/: في منبت صدق. 6180 - حدثنا عثمان بن الهيثم: حدثنا عوف، عن أبي رجاء، عن عمران، عن النبي ﷺ قال: (اطلعت في الجنة فرأيت أكثر أهلها الفقراء، واطلعت في النار فرأيت أكثر أهلها النساء).
    [ر: 3069] 6181 - حدثنا مسدد: حدثنا إسماعيل: أخبرنا سليمان التيمي، عن أبي عثمان، عن أسامة، عن النبي ﷺ قال: (قمت على باب الجنة، فكان عامة من دخلها المساكين، وأصحاب الجدِّ محبوسون، غير أن أصحاب النار قد أمر بهم إلى النار، وقمت على باب النار فإذا عامة من دخلها النساء).
    [ر:4900] 6182 - حدثنا معاذ بن أسد: أخبرنا عبد الله: أخبرنا عمر بن محمد بن زيد، عن أبيه أنه حدثه، عن ابن عمر قال: قال رسول الله ﷺ: (إذا صار أهل الجنة إلى الجنة، وأهل النار إلى النار، جيء بالموت حتى يجعل بين الجنة والنار، ثم يذبح، ثم ينادي مناد: يا أهل الجنة لا موت، ويا أهل النار لا موت، فيزداد أهل الجنة فرحاً إلى فرحهم، ويزداد أهل النار حزناً إلى حزنهم).
    [ر:6178] 6183 - حدثنا معاذ بن أسد: أخبرنا عبد الله: أخبرنا مالك بن أنس، عن زيد بن أسلم، عن عطاء بن يسار، عن أبي سعيد الخدري قال: قال رسول الله ﷺ: (إن الله تبارك وتعالى يقول لأهل الجنة: يا أهل الجنة؟ فيقولون: لبيك ربنا وسعديك، فيقول: هل رضيتم؟ فيقولون: وما لنا لا نرضى وقد أعطيتنا ما لم تعط أحداً من خلقك، فيقول: أنا أعطيكم أفضل من ذلك، قالوا: يا رب، وأي شيء أفضل من ذلك؟ فيقول: أحل عليكم رضواني، فلا أسخط عليكم بعده أبداً).
    [7080] 6184 - حدثني عبد الله بن محمد: حدثنا معاوية بن عمرو: حدثنا أبو إسحق، عن حميد قال: سمعت أنساً يقول: أصيب حارثة يوم بدر وهو غلام، فجاءت أمه إلى النبي ﷺ فقالت: يا رسول الله، قد عرفت منزلة حارثة مني، فإن يك في الجنة أصبر وأحتسب، وإن تكن الأخرى تر ما أصنع؟ فقال: (ويحك، أوَهَبِلْتِ، أوَجَنَّة واحدة هي؟ إنها جنان كثيرة، وإنه لفي جنة الفردوس).
    [ر:2654] 6185 - حدثنا معاذ بن أسد: أخبرنا الفضل بن موسى: أخبرنا الفضيل، عن أبي حازم، عن أبي هريرة، عن النبي ﷺ قال: (ما بين منكبي الكافر مسيرة ثلاثة أيام للراكب المسرع).
    6186 - وقال إسحق بن إبراهيم: أخبرنا المغيرة بن سلمة: حدثنا وهيب، عن أبي حازم، عن سهل بن سعد، عن رسول الله ﷺ قال: (إن في الجنة لشجرة، يسير الراكب في ظلها مائة عام لا يقطعها).
    قال أبو حازم: فحدثت به النعمان بن أبي عياش فقال: حدثني أبو سعيد، عن النبي ﷺ قال: (إن في الجنة لشجرة، يسير الراكب الجواد المضَمَّر السريع مائة عام ما يقطعها). 6187 - حدثنا قتيبة: حدثنا عبد العزيز، عن أبي حازم، عن سهل بن سعد: أن رسول الله ﷺ قال: (ليدخلنَّ الجنة من أمتي سبعون ألفاً، أو سبعمائة ألف - لا يدري أبو حازم أيهما قال - متماسكون، آخذ بعضهم بعضاً، لا يدخل أولهم حتى يدخل آخرهم، وجوههم على صورة القمر ليلة البدر).
    [ر:3075] 6188 - حدثنا عبد الله بن مسلمة: حدثنا عبد العزيز، عن أبيه، عن سهل، عن النبي ﷺ قال: (إن أهل الجنة ليتراءون الغرف في الجنة، كما تتراءون الكوكب في السماء).
    قال أبي: فحدثت به النعمان بن أبي عياش فقال: أشهد لسمعت أبا سعيد يحدثه ويزيد فيه: (كما تراءون الكوكب الغارب في الأفق: الشرقي والغربي). 6189 - حدثني محمد بن بشار: حدثنا غندر: حدثنا شعبة، عن أبي عمران قال: سمعت أنس بن مالك رضي الله عنه، عن النبي ﷺ قال: (يقول الله تعالى لأهون أهل النار عذاباً يوم القيامة: لو أن لك ما في الأرض من شيء أكنت تفتدي به؟ فيقول: نعم، فيقول: أردت منك أهون من هذا، وأنت في صلب آدم: أن لا تشرك بي شيئاً، فأبيت إلا أن تشرك بي).
    [ر:3156] 6190 - حدثنا أبو النعمان: حدثنا حماد، عن عمرو، عن جابر رضي الله عنه: أن النبي ﷺ قال: (يخرج من النار بالشفاعة كأنهم الثعارير). قلت: وما الثعارير؟ قال: الضغابيس، وكان قد سقط فمه، فقلت لعمرو بن دينار: يا أبا محمد، سمعت جابر بن عبد الله يقول: سمعت النبي ﷺ يقول: (يخرج بالشفاعة من النار). قال: نعم.
    6191 - حدثنا هدبة بن خالد: حدثنا همام، عن قتادة: حدثنا أنس بن مالك، عن النبي ﷺ قال: (يخرج قوم من النار بعد ما مسهم منها سفع، فيدخلون الجنة، فيسميهم أهل الجنة: الجهنميين).
    [7012] 6192 - حدثنا موسى: حدثنا وهيب: حدثنا عمرو بن يحيى، عن أبيه، عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه: أن النبي ﷺ قال: (إذا دخل أهل الجنة الجنة، وأهل النار النار، يقول الله: من كان في قلبه مثقال حبة من خردل من إيمان فأخرجوه، فيخرجون قد امتحشوا وعادوا حمماً، فيلقون في نهر الحياة، فينبتون كما تنبت الحبة في حميل السيل، أو قال: حمية السيل - وقال النبي ﷺ - ألم تروا أنها تخرج صفراء ملتوية).
    [ر:22] 6193/6194 - حدثني محمد بن بشار: حدثنا غندر: حدثنا شعبة قال: سمعت أبا إسحق قال: سمعت النعمان: سمعت النبي ﷺ يقول: (إن أهون أهل النار عذاباً يوم القيامة لرجل، توضع في أخمص قدميه جمرة، يغلي منها دماغه). (6194) - حدثنا عبد الله بن رجاء: حدثنا إسرائيل، عن أبي إسحق، عن النعمان بن بشير قال: سمعت النبي ﷺ يقول: (إن أهون أهل النار عذاباً يوم القيامة رجل، على أخمص قدميه جمرتان، يغلي منهما دماغه كما يغلي المرجل بالقمقم).
    6195 - حدثنا سليمان بن حرب: حدثنا شعبة، عن عمرو، عن خيثمة، عن عدي بن حاتم: أن النبي ﷺ ذكر النار فأشاح بوجهه فتعوذ منها، ثم ذكر النار فأشاح بوجهه فتعوذ منها، ثم قال: (اتقوا النار ولو بشق تمرة، فمن لم يجد فبكلمة طيبة).
    [ر:1347] 6196 - حدثنا إبراهيم بن حمزة: حدثنا ابن أبي حازم، والدراوردي، عن يزيد، عن عبد الله بن خبَّاب، عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه: أنه سمع رسول الله ﷺ، وذكر عنده عمه أبو طالب، فقال: (لعله تنفعه شفاعتي يوم القيامة، فيجعل في ضحضاح من النار يبلغ كعبيه، يغلي منه أم دماغه).
    [ر:3672] 6197 - حدثنا مسدد: حدثنا أبو عوانة، عن قتادة، عن أنس رضي الله عنه قال: قال رسول الله ﷺ: (يجمع الله الناس يوم القيامة، فيقولون: لو استشفعنا على ربنا حتى يريحنا من مكاننا، فيأتون آدم فيقولون: أنت الذي خلقك الله بيده، ونفخ فيك من روحه، وأمر الملائكة فسجدوا لك، فاشفع لنا عند ربنا. فيقول: لست هناكم، ويذكر خطيئته، ويقول: ائتوا نوحاً، أول رسول بعثه الله، فيأتونه فيقول: لست هناكم، ويذكر خطيئته، ائتوا إبراهيم الذي اتخذه الله خليلاً، فيأتونه فيقول: لست هناكم، ويذكر خطيئته، ائتوا موسى الذي كلمه الله، فيأتونه فيقول: لست هناكم، فيذكر خطيئته، ائتوا عيسى فيأتونه فيقول: لست هناكم، ائتوا محمداً ﷺ، فقد غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر، فيأتوني، فأستأذن على ربي، فإذا رأيته وقعت ساجداً، فيدعني ما شاء الله، ثم يقال لي: ارفع رأسك: سل تُعطه، وقل يُسمع، واشفع تُشَفَّع، فأرفع رأسي، فأحمد ربي بتحميد يعلمني، ثم أشفع فيحد لي حداً، ثم أخرجهم من النار، وأدخلهم الجنة، ثم أعود فأقع ساجداً مثله في الثالثة، أو الرابعة، حتى ما يبقى في النار إلا من حبسه القرآن). وكان قتادة يقول عند هذا: أي وجب عليه الخلود.
    [ر:4206] 6198 - حدثنا مسدد: حدثنا يحيى، عن الحسن بن ذكوان: حدثنا أبو رجاء: حدثنا عمران بن حصين رضي الله عنهما، عن النبي ﷺ قال: (يخرج قوم من النار بشفاعة محمد - ﷺ - فيدخلون الجنة، يسمون الحهنميين).
    6199 - حدثنا قتيبة: حدثنا إسماعيل بن جعفر، عن حميد، عن أنس: أن أم حارثة أتت رسول الله ﷺ، وقد هلك حارثة يوم بدر، أصابه غرب سهم، فقالت: يا رسول الله، قد علمت موقع حارثة من قلبي، فإن كان في الجنة لم أبك عليه، وإلا سوف ترى ما أصنع؟ فقال لها: (هبلت، أجنة واحدة هي؟ إنها جنان كثيرة، وإنه لفي الفردوس الأعلى).
    وقال: (غدوة في سبيل الله أو روحة خير من الدنيا وما فيها، ولقاب قوس أحدكم، أو موضع قدم من الجنة، خير من الدنيا وما فيها، ولو أن امرأة من نساء أهل الجنة اطلعت إلى الأرض لأضاءت ما بينهما، ولملأت ما بينهما ريحاً، ولنصيفها - يعني الخمار - خير من الدنيا وما فيها). [2639 - 2654] 6200 - حدثنا أبو اليمان: أخبرنا شعيب: حدثنا أبو الزناد، عن الأعرج، عن أبي هريرة: قال النبي ﷺ: (لا يدخل أحد الجنة إلا أري مقعده من النار لو أساء، ليزداد شكراً، ولا يدخل النار أحد إلا أري مقعده من الجنة لو أحسن، ليكون عليه حسرة).
    6201 - حدثنا قتيبة بن سعيد: حدثنا إسماعيل بن جعفر، عن عمرو، عن سعيد ابن أبي سعيد المقبري، عن أبي هريرة رضي الله عنه أنه قال: قلت: يا رسول الله، من أسعد الناس بشفاعتك يوم القيامة؟ فقال: (لقد ظننت، يا أبا هريرة، أن لا يسألني عن هذا الحديث أحد أول منك، لما رأيت من حرصك على الحديث، أسعد الناس بشفاعتي يوم القيامة من قال: لا إله إلا الله، خالصاً من قبل نفسه).
    [ر:99] 6202 - حدثنا عثمان بن أبي شيبة: حدثنا جرير، عن منصور، عن إبراهيم، عن عبيدة، عن عبد الله رضي الله عنه: قال النبي ﷺ: (إني لأعلم آخر أهل النار خروجاً منها، وآخر أهل الجنة دخولاً، رجل يخرج من النار حبواً، فيقول الله: اذهب فادخل الجنة، فيأتيها، فيخيل إليه أنها ملأى، فيرجع فيقول: يا رب وجدتها ملأى، فيقول: اذهب فادخل الجنة، فيأتيها فيخيل إليه أنها ملأى، فيرجع فيقول: يا ربي وجدتها ملأى، فيقول: اذهب فادخل الجنة، فإن لك مثل الدنيا وعشرة أمثالها، أو: إن لك مثل عشرة أمثال الدنيا، فيقول: أتسخر مني، أو: تضحك مني وأنت الملك). فلقد رأيت رسول الله ﷺ ضحك حتى بدت نواجذه، وكان يقال: ذلك أدنى أهل الجنة منزلة.
    [7073] 6203 - حدثنا مسدد: حدثنا أبو عوانة، عن عبد الملك، عن عبد الله بن الحارث ابن نوفل، عن العباس رضي الله عنه: أنه قال للنبي ﷺ: هل نفعت أبا طالب بشيء.
    [ر:3670] 52 - باب: الصراط جسر جهنم. 6204 - حدثنا أبو اليمان: أخبرنا شعيب، عن الزُهري: أخبرني سعيد وعطاء بن يزيد: أن أبا هريرة أخبرهما: عن النبي ﷺ. وحدثني محمود: حدثنا عبد الرزاق: أخبرنا معمر، عن الزُهري، عن عطاء بن يزيد الليثي، عن أبي هريرة قال: قال أناس: يا رسول الله، هل نرى ربنا يوم القيامة؟ فقال: (هل تضارون في الشمس ليس دونها سحاب). قالوا: لا يا رسول الله، قال: (هل تضارون في القمر ليلة البدر ليس دونه سحاب). قالوا: لا يا رسول الله، قال: (فإنكم ترونه يوم القيامة كذلك، يجمع الله الناس، فيقول: من كان يعبد شيئاً فليتَّبعه، فيتبع من كان يعبد الشمس، ويتبع من كان يعبد القمر، ويتَّبع من كان يعبد الطواغيت، وتبقى هذه الأمة فيها منافقوها، فيأتيهم الله في غيرالصورة التي يعرفون، فيقول: أنا ربكم، فيقولون: نعوذ بالله منك، هذا مكاننا حتى يأتينا ربنا، فإذا أتانا ربنا عرفناه، فيأتيهم الله في الصورة التي يعرفون، فيقول: أنا ربكم، فيقولون: أنت ربنا فيتبعونه، ويضرب جسر جهنم، قال رسول الله ﷺ: فأكون أول من يجيز، ودعاء الرسل يومئذ: اللهم سلم سلم. وبه كلاليب مثل شوك السعدان، أما رأيتم شوك السعدان). قالوا: بلى يا رسول الله، قال: (فإنها مثل شوك السعدان، غير أنها لا يعلم قدر عظمها إلا الله، فتخطف الناس بأعمالهم، منهم الموبق بعمله ومنهم المخردل، ثم ينجو، حتى إذا فرغ الله من القضاء بين عباده، وأراد أن يخرج من النار من أراد أن يخرج، ممن كان يشهد أن لا إله إلا الله، أمر الملائكة أن يخرجوهم، فيعرفونهم بعلامة آثار السجود، وحرم الله على النار أن تأكل من ابن آدم أثر السجود، فيخرجونهم قد امتحشوا، فيصب عليهم ماء يقال له ماء الحياة، فينبتون نبات الحبة في حميل السيل، ويبقى رجل مقبل بوجهه على النار، فيقول: يا رب، قد قشبني ريحها، وأحرقني ذكاؤها، فاصرف وجهي عن النار، فلا يزال يدعو الله، فيقول: لعلك إن أعطيتك أن تسألني غيره، فيقول: لا وعزتك لا أسألك غيره، فيصرف وجهه عن النار، ثم يقول بعد ذلك: يا رب قربني إلى باب الجنة، فيقول: أليس قد زعمت أن لا تسألني غيره، ويلك ابن آدم ما أغدرك، فلا يزال يدعو، فيقول: لعلي إن أعطيتك ذلك تسألني غيره، فيقول: لا وعزتك لا أسألك غيره، فيعطي الله من عهود ومواثيق أن لا يسأله غيره، فيقربه إلى باب الجنة، فإذا رأى ما فيها سكت ما شاء الله أن يسكت، ثم يقول: رب أدخلني الجنة، ثم يقول: أوليس قد زعمت أن لا تسألني غيره، ويلك يا ابن آدم ما أغدرك، فيقول: يا رب لا تجعلني أشقى خلقك، فلا يزال يدعو حتى يضحك، فإذا ضحك منه أذن له بالدخول فيها، فإذا دخل فيها قيل: تمن من كذا، فيتمنى، ثم يقال له: تمن من كذا، فيتمنى، حتى تنقطع به الأماني، فيقول له: هذا لك ومثله معه).
    قال أبو هريرة: وذلك الرجل آخر أهل الجنة دخولاً. قال: وأبو سعيد الخدري جالس مع أبي هريرة لا يغيِّر عليه شيئاً من حديثه، حتى انتهى إلى قوله: (هذا لك ومثله معه). قال أبو سعيد: سمعت رسول الله ﷺ يقول: (هذا لك وعشرة أمثاله). قال أبو هريرة حفظت: (مثله معه). [ر:773] 53 - باب: في الحوض. وقول الله تعالى: {إنا أعطيناك الكوثر} /الكوثر: 1/. وقال عبد الله بن زيد: قال النبي ﷺ: (اصبروا حتى تلقوني على الحوض). [ر:4075] 6205 - حدثني يحيى بن حماد: حدثنا أبو عوانة، عن سليمان، عن شقيق، عن عبد الله، عن النبي ﷺ: (أنا فرطكم على الحوض).
    وحدثني عمرو بن علي: حدثنا محمد بن جعفر: حدثنا شعبة، عن المغيرة قال: سمعت أبا وائل، عن عبد الله رضي الله عنه، عن النبي ﷺ قال: (أنا فرطكم على الحوض، وليرفعنَّ رجال منكم ثم ليختلجنَّ دوني، فأقول: يا رب أصحابي؟ فيقال: إنك لا تدري ما أحدثوا بعدك).
    تابعه عاصم، عن أبي وائل. وقال حصين، عن أبي وائل، عن حذيفة، عن النبي ﷺ. [6642] 6206 - حدثنا مسدد: حدثنا يحيى، عن عبيد الله: حدثني نافع، عن ابن عمر رضي الله عنهما، عن النبي ﷺ قال: (أمامكم حوض كما بين جرباء وأذرح).
    6207 - حدثني عمرو بن محمد: حدثنا هشيم: أخبرنا أبو بشر وعطاء بن السائب، عن سعيد بن جبير، عن ابن عباس رضي الله عنه قال: الكوثر: الخير الكثير الذي أعطاه الله إياه. قال أبو بشر: قلت لسعيد: إن أناساً يزعمون أنه نهر في الجنة؟ فقال سعيد: النهر الذي في الجنة من الخير الذي أعطاه الله إياه.
    [ر:4682] 6208 - حدثنا سعيد بن أبي مريم: حدثنا نافع بن عمر، عن ابن أبي مليكة قال: قال عبد الله بن عمرو: قال النبي ﷺ: (حوضي مسيرة شهر، ماؤه أبيض من اللبن، وريحه أطيب من المسك، وكيزانه كنجوم السماء، من شرب منها فلا يظمأ أبداً).
    6209 - حدثنا سعيد بن عفير قال: حدثني ابن وهب، عن يونس: قال ابن شهاب: حدثني أنس بن مالك رضي الله عنه: أن رسول الله ﷺ قال: (إنَّ قدر حوضي كما بين أيلة وصنعاء من اليمن، وإن فيه من الأباريق كعدد نجوم السماء).
    6210 - حدثنا أبو الوليد: حدثنا همَّام، عن قتادة، عن أنس، عن النبي ﷺ. وحدثنا هدبة بن خالد: حدثنا همَّام: حدثنا قتادة: حدثنا أنس بن مالك، عن النبي ﷺ قال: (بينما أنا أسير في الجنة، إذا أنا بنهر، حافتاه قباب الدر المجوف، قلت: ما هذا يا جبريل؟ قال: هذا الكوثر، الذي أعطاك ربك، فإذا طينه، أو طيبه، مسك أذفر). شك هدبة.
    [ر:4680] 6211 - حدثنا مسلم بن إبراهيم: حدثنا وهيب: حدثنا عبد العزيز، عن أنس، عن النبي ﷺ قال: (ليردن علي ناس من أصحابي الحوض، حتى عرفتهم اختلجوا دوني، فأقول: أصيحابي؟ فيقول: لا تدري ما أحدثوا بعدك).
    6212 - حدثنا سعيد بن أبي مريم: حدثنا محمد بن مطَّرف: حدثني أبو حازم، عن سهل بن سعد قال: قال النبي ﷺ: (إني فرطكم على الحوض، من مر علي شرب، ومن شرب لم يظمأ أبدا، ليردنَّ علي أقوام أعرفهم ويعرفونني، ثم يحال بيني وبينهم).
    قال أبو حازم: فسمعني النعمان بن أبي عياش فقال: هكذا سمعت من سهل؟ فقلت: نعم، فقال: أشهد على أبي سعيد الخدري، لسمعته وهو يزيد فيها: (فأقول: إنهم مني، فيقال: إنك لا تدري ما أحدثوا بعدك، فأقول: سحقاً سحقاً لمن غيَّر بعدي). [6643] وقال ابن عباس: {سحقاً} /الملك: 11/: بعداً، يقال: {سحيق} /الحج: 31/: بعيد، سحقه وأسحقه أبعده. 6213/6214 - وقال أحمد بن شبيب بن سعيد الحبطي: حدثنا أبي، عن يونس، عن ابن شهاب، عن سعيد بن المسيَّب، عن أبي هريرة: أنه كان يحدث: أن رسول الله ﷺ قال: (يرد علي يوم القيامة رهط من أصحابي، فيجلون عن الحوض، فأقول: يا رب أصحابي؟ فيقول: إنك لا علم لك بما أحدثوا بعدك، إنهم ارتدوا على أدبارهم القهقرى). (6214) - حدثنا أحمد بن صالح: حدثنا ابن وهب قال: أخبرني يونس، عن ابن شهاب، عن ابن المسيَّب أنه كان يحدث، عن أصحاب النبي ﷺ: أن النبي ﷺ قال: (يرد علي الحوض رجال من أصحابي، فيحلَّؤون عنه، فأقول: يا رب أصحابي؟ فيقول: إنك لا علم لك بما أحدثوا بعدك، إنهم ارتدوا على أدبارهم القهقرى).
    وقال شعيب: عن الزُهري: كان أبو هريرة يحدث عن النبي ﷺ: (فيجلون). وقال عقيل: (فيحلَّؤون). وقال الزبيدي، عن الزُهري، عن محمد بن علي، عن عبيد الله بن أبي رافع، عن أبي هريرة، عن النبي ﷺ. 6215 - حدثني إبراهيم بن المنذر الحزامي: حدثنا محمد بن فليح: حدثنا أبي قال: حدثني هلال، عن عطاء بن يسار، عن أبي هريرة، عن النبي ﷺ قال: (بينا أنا نائم إذا زمرة، حتى إذا عرفتهم خرج رجل من بيني وبينهم، فقال: هلم، فقلت: أين؟ قال: إلى النار والله، قلت: وما شأنهم؟ قال: إنهم ارتدوا بعدك على أدبارهم القهقرى. ثم إذا زمرة، حتى إذا عرفتهم خرج رجل من بيني وينهم، فقال: هلم، قلت أين؟ قال: إلى النار والله، قلت: ما شأنهم؟ قال: إنهم ارتدوا بعدك على أدبارهم القهقرى، فلا أراه يخلص منهم إلا مثل همل النعم).
    6216 - حدثني إبراهيم بن المنذر: حدثنا أنس بن عياض، عن عبيد الله، عن خبيب، عن حفص بن عاصم، عن أبي هريرة رضي الله عنه: أن رسول الله ﷺ قال: (ما بين بيتي ومنبري روضة من رياض الجنة، ومنبري على حوضي).
    [ر:1138] 6217 - حدثنا عبدان: أخبرني أبي، عن شعبة، عن عبد الملك قال: سمعت جندباً قال: سمعت النبي ﷺ يقول: (أنا فرطكم على الحوض).
    6218 - حدثنا عمرو بن خالد: حدثنا الليث، عن يزيد، عن أبي الخير، عن عقبة رضي الله عنه: أن النبي ﷺ خرج يوماً، فصلى على أهل أحد صلاته على الميت، ثم انصرف على المنبر، فقال: (إني فرط لكم، وأنا شهيد عليكم، وإني والله لأنظر إلى حوضي الآن، وإني أعطيت مفاتيح خزائن الأرض، أو مفاتيح الأرض، وإني والله ما أخاف عليكم أن تشركوا بعدي، ولكن أخاف عليكم أن تنافسوا فيها).
    [ر:1279] 6219 - حدثنا علي بن عبدالله: حدثنا حرمي بن عمارة: حدثنا شعبة، عن معبد بن خالد: أنه سمع حارثة بن وهب يقول: سمعت النبي ﷺ وذكر الحوض فقال: (كما بين المدينة وصنعاء).
    وزاد ابن أبي عدي، عن شعبة، عن معبد بن خالد، عن حارثة: سمع النبي ﷺ قوله: (حوضه ما بين صنعاء والمدينة). فقال له المستورد: ألم تسمعه؟ قال: الأواني؟ قال: لا، قال المستورد: (ترى فيه الآنية مثل الكواكب). 6220 - حدثنا سعيد بن أبي مريم، عن نافع بن عمر قال: حدثني ابن أبي مليكة، عن أسماء بنت أبي بكر رضي الله عنهما قالت: قال النبي ﷺ: (إني على الحوض حتى أنظر من يرد علي منكم، وسيؤخذ ناس دوني، فأقول: يا رب مني ومن أمتي، فيقال: هل شعرت ما عملوا بعدك، والله ما برحوا يرجعون على أعقابهم). فكان ابن أبي مليكة يقول: اللهم إنا نعوذ بك أن نرجع على أعقابنا، أو نفتن عن ديننا.
    [6641] {أعقابكم تنكصون} /المؤمنون: 66/: ترجعون على العقب.
    =========
    ===================================

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

ب واقي

اضغط الرابط لتفتح الدرايف